تحب الاحتفاظ بكل عشاقها في خزانتها، وتخص كل واحد منهم برف، وضرائرها يعشقن بعضهن بعضا فيها. القصة، أيها السادة، أيتها السيدات، معرفة، كلما ازددنا معرفة بها. كلما ازددنا جهلا بكنهها وسرها."
واستطرد صاحب" أوراق الرماد " قائلا "القصة تخفي في باطنها سرا، وتخفي في ظاهرها أسرارا. أحبتي، القصة تجمعنا.. وتفرقنا. تجمعنا في التقرب إليها، بالقرب منها. تجمعنا في اقترافنا لخطيئتها الأولى. لخطيئتنا الأخيرة. تجمعنا في محبتها.وتفرقنا، لغات مختلفة أطيافها وأساليب وتقنيات متعددة اختياراتها، ورؤى تميز كل واحد منا عن الٱخر. لكن. كما قطع البوزل (Puzzle) ، نتجمع، في الأخير. لنشكل الصورة في أبهى كمالها. هل للقصة كمال؟ كمالها في نقصها، أحبتي. فلنحتف بنقصها" وفق تعبيره.
وفي نفس السياق، تطرقت الندوة الأولى للمهرجان إلى التجربة القصصية لمحمد العتروس، والتي سيرها القاص محمد ركاطة، حيث شارك الناقد حميد لحمداني بورقة موسومة بعنوان "مسؤولية عرض الوقائع وصدمة المعاني في القصة القصيرة"، والناقد عمر اكناوي تحت عنوان "تداخل النص السردي والنص البصري في الأعمال القصصية للقاص محمد العتروس".
أما الندوة الثانية، في اليوم الثاني، فحملت شعار "الهوية والذات في السرد العربي" بمشاركة كل من حميد لحمداني بورقةبعنوان "مظاهر الهوية والجدور في السرد العربي نموذج دومة ود حامد الطيب صالح"، ، وعبد الرحمان التمارة بورقة بعنوان " بناء الهوية في السرد القصصي احتمالات الشخصية" أما مداخلة عبد الرحيم وهابي فحملت عنوان "سؤال الذات في الرواية النسوية العربية"، و محمد مساعدي بعنوان "الهوية السردية للشخصية في قصة (جريمة قتل) لمحمد¬ العتروس وجاءت مداخلة العربي قنديل تحت عنوان: "متحكمات التخييل ..الذات العربية الاسلامية في السرد الرحلي، أما محمد العمراني فقد شارك بورقة بعنوان: "الهوية الأدبية للقصة القصيرة: نماذج دالة".
وتواصلت فعاليات اليوم الثاني من المهرجان، بحفل توقيع كتاب" نكاية في الألم" للإعلامية اسمهان عمور، حيث قدم الشاعر عزيز الحاكم قراءة نقدية فيه.
كما كان الحضور مع قراءات قصصية، شارك فيها كل من محمد لعتروس،ربيعة الكامل، ليلى بارع، ادريس الواغيش، حميد لحمداني، هدى القاتي، عبد الواحد كفيح، حسام الدين نوالي، البشير الأزمي، مليكة المعطاوي، عبد الحفيظ مديوني، أحمد شكر، محمد أكرد الواريني، حسن إغلان، عبد الغني صراط.
من جهة أخرى، تم الإعلان عن نتائج المسابقة القصصية، دورة القاصة ربيعة الكامل، والإعلان كذلك عن نتائج المسابقة الشعرية، دورة شاعر الضفة الأخرى قاسم لوباي.
واختتمت فعاليات المهرجان الدولي العاشر للقصة القصيرة، بجولة سياحية لأجدير وبحيرة أكلمام أزكزا، لفائدة المبدعين المشاركين في المهرجان، أشرف على تأطيرها نادي إسمون إنعري للرياضيات الجبلية.
يذكر أن المهرجان الدولي العاشر للقصة القصيرة، المنظم من طرف جمعية الأنصار للثقافة بمدينة خنيفرة ، كان بدعم من وزارة الثقافة والمجلس الإقليمي بخنيفرة، والجماعة الترابية لخنيفرة، والمركز الثقافي أبو القاسم الزياني، وبشراكة مع مركز الأبحاث السيميائية والدراسات الثقافية بالمغرب.