وقد تضمن الكتاب موضوعات عدّة كان محورها المركزي هو رمزية المرأة ، وتمظهرانت العاطفة والغريزة واسقاطاتها على مشكلات الوطن وقضاياه . من هذه الموضوعات :
-تهذيب الغزل المكشوف
-السياق الفني في الغزليات
-تطور لغة القصائد
-المباشرة الفنية
-تضاد المعاني
ويعتقد الرزوق أن الحضور الرمزي للمرأة ومتعلقاتها يمثل لب الفعل الشعري للسماوي الذي يختلف عن نزار قباني في أن الأخير دون جوان ونرجسي ، في حين أن الثاني عاشق ولهان ، وضعيف مهزوز أمام المرأة . وقد تجسد الحضور الأنثوي في ثلاث صور : الصورة التي يكون للمرأة فيها طعم ومذاق كغذاء للروح ، والصورة التي تكتسي فيها بالمعاني الروحية الدينية حيث تأخذ معنى العبادة ، والصورة التي تحمل فيها قيما وطنية متسامية (ص 10-21).
أما من ناحية الشكل ، فإن السماوي لم يلتزم بشكل معين ، وقدّم توليفة من الأشكال الشعرية : التفعيلة ، والعمود ، وقصيدة النثر . وتمسّكه المثابر والدائم بالعمود الشعري هو الذي جعله آخر الكلاسيكيين . (وطبعاً هذا كلّه من ناحية الصورة فقط ، لذلك ينحصر دوره في الموازنة بين ضبط المفردات وإطلاق العنان للرموز بسخاء ، إن بعض أشعاره عبارة عن تطبيق مباشر لتكنيك (رجع الصدى) ، وهو ما يسمّيه النقاد الفنيون بـ (المحاكاة) (...) ويكفيه فخرا أنه شاعر أفكار ومواقف . بمعنى أن الموضوع يكون جاهزاً لديه قبل البدء بالقصيدة . ثم يتطوّر مع تراكم أو تعاقب المضمون . ولذلك يعتمد بكل ثقله على إعادة اكتشاف سيرته الذاتية وعلى محتويات الذاكرة واللاشعور ، وعلى شيء غير قليل من تجاربه الخاصة في العشق الممنوع وفي المحرمات والموبقات التي تترك في الذهن بعض الندوب ولا سيما إذا كانت اللحظة الراهنة تدين نفسيا لحساسية فنية لها علاقة بالخطيئة والتطهير والإنابة . إن هذه الثلاثية المحببة لقلب يحيى السماوي مسؤولة عن دراما الصراع والتوتر النفسي الذي يجعل للقصيدة خطاً حكائياً يشبه تيار الشعور في النثر ) (ص 76و77) .