تمائم لسيدة الحريق – شعر : رياض الشرايطي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
بيادر الفلّ تنذر بالهطول ،،
فأسمع جلبة الحضور في حبري ،
و أتأوّه رماد الغياب في أفول فلول القلق،،
 أسمع صوت اللّيل المدجّج بي في السّيول ،،
و قصيدة لها ،تمشط شعرها فوق خيول الرّيح ،
 فتنبت في أنحاء كلامي كل السّهول ،،،
ياسيّدة زوابع الصّمت الخجول ،،
تطلعين كما الشّمس البريّة من ثنايا أحراش الذّهول ،
تملكين الضّوء و أصقاع أصابع الشّجر ،،
و تطلّين بمساقط الكوثر غيمات تراتيل العشق البكر ،،،
تركت الّذي يفنى ليفنى ،
و أهديت مزاميري لزهر النّهر ،
 و شجني لصاحبة طين الغياب ،،،،
 
*****
بكلّ درب دمي ،
 مهوسا إليك بالترحال ،،
 قهوتي مرّة ،أتدرين ؟؟
 منذ إنقطع صوت الملائكة عنّي ،
السكَّر نكرني،،
و حتى خمرتي باتت تآخي عبور الوحشة فيّ ،،
 يا ليل إرمني على ظهر أطواق الكحل
 حتى أمسّد قليلا على سواد جدائلها ،،
 يا ليل زوّجْ أطفال حرفي متعة النداء : أحبّك ،،
يا ليل هذا كفّي ،
 فإملأه سحبا  حتّى أمتدّ
 في عشبة اللا مسافة ،،
 
****
وجهك ينبوع أسرار البنفسج ،،
كعادتي أرسمه على جدار ذاكرتي ،
و أريقه كل ليلة على أناملي ،،
 وجهك ،
 مفتاح غابات القبلات المهرّبة في زرقة البحر ،،
 وجهك ،
 ندفات فجر مليئ بالحلم ،،،
وجهك ،
 أيّام تتدلى لي كحبل لأصعد سقف الجنون ،،،
وجهك ،
يتأبّط وجهي و يرحل ،،،،
يدخل في النّور الطلّ ،
 ينزع دثاره ،
و يتربّع على قصب النّقاء،
حتّى يراك مبلولة بينابيع اللّقاء،،
 أتركي إذا جدائلك كالعادة
 تصطحب أفواج الرّيح ،
 و تكحّل بسوادها أشفار الخطاطيف ،،،
أتركي مطر الصّيف يصلح تجاعيده بين يديك ،
 و يؤثّث خصرا بمرايا الشّوق ،،،
 كم هي مترعة أحواض إرتكاب الحنين ،،
و كم هي خصبة مجاري التّيه ......
 
****
حاملا أول النّهار و آخره لك ،
و أسماء العاشقين ، على كتفي ،،
 أجوب أهدابك
 و أنثر أقحوانا على ممرّاتك المزدحمة بي ،،،،
لا شيء لي ،
 إلا هذا الطّير النابض بالصّدر ،
 يسبح في أنفاسك ،،
 وحدك رئتي
 و وحدك دمي
 و وحدك أفقي ،،
 فلا تذهبين بعيدا مع حطام الهجير،،،،
 
****
تدخل أسرار الإثم إلى حجرتنا ،،
 فيترك كلّ منّا عند الآخر كفّيه ،
و يرحل تاركا ساقيه عند الباب ،
و دقّات قلبه على النّخل ،،
و يترك فراخا في البرد ،،،،
وحيدا أوقدت ألفاظي كبحر عتيق ،
 و أسسّت من قطن الدّجى بيتي ،
و نمت فيه طريدا ،،
وحيدا أحمل في ريش الكلمات بلادي ،
و أنجز قدحين ،
 واحد لي ،
و الآخر لي ،،
سمّا زعافا لجسمي ،
 و خمرا حزينا لسقي المدى بالسّواد ،،
و أجهر ،،
هذا السّواد العظيم ، بلادي ،،،
سيول العمى تنهمر من غيابها في لجّة الكلام ،،
ليس لي بعدها ،
 شجر بعيوني ،
 ولا البرتقال ينبت على صدري ،،،
عَارٍ و بريقي أفاع ،
و كذئاب بلا مخالب تمتطيني الوحشة ،،،
ليلا سأحتاج يديها
لأنحت من الصّخر أعشابا ،
 أزرعها لتخصيب عودتها ،،
 سأحتاج يديها لصبّ الخمر للمنتظرين من بعدي ،،،،،