رَقْصَةٌ مِنْ مَاءٍ.. ـ شعر : حسنة أولهاشمي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

حِينَ تَفْتَحُ الرِّيحُ مَسَامَ الذَّاكِرَةِ
يَتَعَرَّى مَاضٍ كُنْتَ تُنَاغِي جُنُونَهُ بِرِفْقٍ
كُنْتَ فِيهِ تُسَابِقُ حَمَائِمَ الْسَّمَاءِ
لِتَضُمَّ تَنْهِيدَاِتي الْعَاِلقَة بِأجْنِحَةِ َصْمِتكَ
تُخَلْخِلُ عَهْدًا يَنْبُتُ فِي مَرَاَيَاكَ هَمْسُهُ
وَزَفْرَةُ وَدَاعٍ،
تَسْلُبُنِي شَهْوَةَ الْمَوْتِ
تَسْقِينِي يَقِينَ الْحَنِينِ
يَمْزِجُ الْغِيَابُ فِي رَاحِه ثَمَالَة الْبعَاد
صَدَاهَا يُكْسِرُ كَأَسَ الْهَوَى الشَّفَّافِ
يَحْضُرُ صَهِيلُ نَجْوَاكَ فَيَتَبَعثرُ نَبْضِي،

فِي غَمْرَةِ الشَّوْقِ
تَعْتَصِرُ مَحَاجِرالشَّمْسِ ضِيَاءَ لَهْفَتِي
تَحْضُنُهَا شَوَاطئ غوَايَتك
تَجْرِفُكَ فتْنَةُ الْبَيَاضِ
طَائِعاً تَنْحَنِي
لِعُرُوشِ فَاكِهَة لاَذعَة
يَشْذب رهافَتهَا كبْريَاؤُكَ

هَزِيع الَّليْلِ يَبْتَلِعُ مِلْحَ الاِشْتِهَاءِ
فِي غَفْلَةٍ مِنِّي وَمِنْكَ
تَخْتَفِي الأَكْوَانِ
وَحْدَهَا دَفَقَاتٌ مَحْمُومَة
جَرَفَتْهَا شِفَاهٌ عَطْشَى
أَخْرَستْ لُغَة الْمُقَل
غَزَلَتْ في جُنُون
رَقْصَة مِنْ مَاء.