أذْكُرُ يَوْماً
فِي حَارَتِي ٱلْبَئِيسَة،
قَبْلَ أَنْ يَهُلَّ
ٱلنَّهَارْ.
أَذْكُرُأَنِّي
رَأَيْتُ قِدِّيسَة،
كَانَتْ تُسَرِّعُ ٱلْخَطْوَ
بَيْنَ دُرُوبِ
ٱلدِّيَّارْ،
وَتُسَابِقُ صَدَى أَجْرَاسِ
ٱلْكَنِيسَة.
وَلَمَّا مَرَّتْ مِنْ أَمَامِي بِطَيْفِ
ٱلْهَزَارْ،
قَالَتْ لِصُيْحَابِي مِنْ حَوْلِي،
وَلِلْهَيَاكِلِ ٱلْخَرِبَة:
مَرْحَى!
مَرْحَى!
ثُمَّ رَسَمَتْ بِبُذُورِٱللَّيْلَكِ
عَلَى رَصِيفِ ٱلإِسْفَلْتِ
جَذْوَةَ حُبٍّ،
عَسَى ٱلْبَرَاعِمُ لِلْعُشَّاقِ تَقُولُ يَوْماً:
غَداً
سَيُزْهِرُٱلسَّوْسَنُ،
وَتَتَفَتَّقُ تِيجَانُ
ٱلأَزْهَارْ.
غَداً
قَدْ يَذْكُرُٱلْيَافِعُونَ
وَٱلأَطْفَالُ
ٱلصِّغَار،
أَنَّ مِنْ هُنَا عَرَّجَتْ يَوْماً
جَارَتِي
ٱلْقِدِّيسَة،
عَلَى حَارَتِي
ٱلْبَئِيسَة...