الأمية الإعلامية والمواطنة الرقمية مفهومان مترابطان يلعبان دورًا حيويًا في عصر المعلومات الرقمية. تشير الأمية الإعلامية إلى عدم القدرة على تحليل وفهم المعلومات الإعلامية بشكل صحيح، مما يتضمن عدم القدرة على تقييم المصادر وغياب المهارات النقدية، مما يعرض الأفراد للمعلومات المضللة.

من ناحية أخرى، تعكس المواطنة الرقمية السلوكيات والممارسات المسؤولة عند التفاعل عبر الإنترنت، مثل المشاركة الفعّالة في المناقشات واحترام حقوق الآخرين، بالإضافة إلى الوعي بمخاطر الإنترنت.

يتداخل هذان المفهومان؛ بحيث أن التغلب على الأمية الإعلامية يزيد من قدرة الأفراد على المشاركة بشكل فعّال ومسؤول في الفضاء الرقمي، بينما تتطلب المواطنة الرقمية مهارات إعلامية قوية لفهم المعلومات وتقييمها نقديًا.

من بين المهارات الإعلامية الأساسية لفهم المعلومات وتقييمها نقديًا ، والتي تشمل مجموعة من القدرات التي تساعد الأفراد على تحليل المحتوى الإعلامي بشكل فعّال:

تحليل المصادر: القدرة على تحديد مصدر المعلومات وموثوقيتها ، والتحقق من خلفية الكاتب أو المؤسسة التي تقدم المعلومات؛

التفكير النقدي:تقييم الحجج والبيانات المقدمة،والتعرف على التحيزات والأغراض الخفية وراء المعلومات؛

فهم السياق:إدراك الظروف والبيئة التي تم فيها إنتاج المعلومات و تحليل الأحداث التاريخية والثقافية التي تؤثر على المحتوى؛

تمييز الحقائق من الآراء:القدرة على الفصل بين المعلومات الموضوعية والآراء الشخصية، وتقييم مدى صحة الادعاءات المقدمة.

يؤثر التحول التكنولوجي السريع على مستويات معيشة البشر؛ حيث تتغير الطريقة التي نعمل بها ونتفاعل ونعيش بها بشكل كبير. تم تقدير أن التكنولوجيا ستحقق الاستقلال التام بحلول عام 2050. إن التنبؤ بالثورة وكيف ستتحول أمر غير مؤكد، ولكن هناك شيئا واحدا مؤكدا: سيكون عالمنا عالماً متعدد التخصصات سيتم تنسيقه من خلال إشراك جميع اللاعبين في النظام السياسي العالمي، من الحكومة والأعمال إلى الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني. يكشف التحليل المقارن للثورة الصناعية عن صورة واضحة للتقدم التكنولوجي والعملي والنظامي. تعد أنظمة الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء (IoT) والأمن السيبراني من بين المجالات الناشئة المستخدمة لوصف الثورة الصناعية السادسة.

كانت الثورة الصناعية هي أهم تحول في مجموعة تجارب البشرية، حيث تؤثر على الروتين المنتظم للأفراد وتساعدهم على تسهيل عملهم. في القرن الثامن عشر، تم تقديم تعبير موجز لتصوير التحول الحديث في بريطانيا العظمى، حيث تسارعت وتيرة النمو. وقد أدت التطورات المتخصصة إلى زيادة السرعة من خلال إطلاق أجهزة وآلات جديدة. ووفقاً لهذه النتائج، فإن تكنولوجيا الروبوتات سيكون لها تأثير كبير على حياة البشر.

سوف يتم إجراء المزيد من الأبحاث حول دمج الروبوتات في العديد من جوانب حياة الإنسان. سيكون دمج الروبوتات في المنظمات محوراً مهماً للبحث التاريخي على المدى الطويل، حيث واجهنا سلسلة من التغييرات التنموية الصغيرة، والتي دفعت إلى الرقمنة الشاملة للاقتصاد والمجتمع. أحدثت الثورة الرقمية طفرة هائلة، إلا أن الحالة الفنية المبتكرة للنظرة العالمية التكنولوجية النقدية هي التي دفعت إلى تحسين أجهزة الحاسوب وأدوات التحكم المتقدمة والبرمجة واستخدام الدوائر المتكاملة في مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات الإبداعية. ومع ذلك كانت الاضطرابات المتقدمة تتصاعد في ظل العصر الذهبي لصناعة السيارات والتصنيع على نطاق واسع. احترم الناس السيارة وجميع ميزات المشتري التي رافقتها خلال الستينيات.

علاوة على ذلك، عرفنا عن الصناعي الأمريكي "هنري فورد" Henry Ford معرض رائع يجسد الثورة الميكانيكية الرابعة ومختبر إديسون. كان الكشف عن الأنبوب المفرغ كمفتاح تشغيل وإيقاف في عام 1935 متوقعاً للاضطرابات الرقمية. في وقت لاحق، دفعت الاستكشافات التي أجراها عالم الرياضيات الإنجليزي "آلان تورينج"  Alan Turingوعالم الحاسوب الأمريكي "كلود شانون" Claude Shannon والفيزيائي الأمريكي "هوارد آيكين" Howard Aiken وعالم الرياضيات الأمريكي "جون فون نيومان" John von Neumann إلى إنشاء أشباه الموصلات في ديسمبر 1947، عندما كشف الباحثون عن معزز أشباه الموصلات الأساسي لنقطة الاتصال. وعلى مدار العشرين عاماً التالية، رعت مختبرات "بيل" Bell بعض الأنواع المختلفة من أشباه الموصلات، بما في ذلك أشباه الموصلات المصنوعة من السيليكون وأشباه الموصلات المصنوعة من مادة MOS.

صدر عن نادي مكة الثقافي الأدبي، كتاب جماعي يحمل عنوان : " الشعريـة الرقميـة ،مستجدات الأدب الرقمي وتحدياته " ، وقد تضمن أبرز  الأوراق البحثية المقدمة حول مستقبليات الأدب الرقمي، وكذلك مجموعة من المقاربات النقدية ويهدف النادي من خلال هذا التوجه إلى متابعة التطورات التقنية الحديثة، ودعم المبدعين في هذا المجال الناشئ.

ويتضمن الكتاب الذي يقع في 456 صفحة ، ثمانية محاور ،أولها محور حول  " العصر الرقمي وفلسفة التحول" ،شارك فيه كل من: زهور كرام ،وعبد الحق بلعابد،وكلثوم زنينة. عالجت المداخلات  إشكالية العلاقة بين العلوم الإنسانية والتكنولوجيا في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العصر الرقمي ، حيث تتحدى التكنولوجيا المفاهيم والمناهج التقليدية للعلوم الإنسانية مما يطرح تساؤلات حول هويتها الجديدة، ويفرض التطور التاريخي لهذا التحول إعادة النظر في الأدوات المستخدمة وإنتاج وعي فلسفي بتأثير التكنولوجيا على الإنسان وهويته، حيث تتطلب العلاقة بين العلوم الإنسانية والتكنولوجيا تكاملًا لمواكبة مقتضيات العصر.

وفي المحور الثاني "شعرية السرد الرقمي " والذي تضمن ورقات علمية كل من: آمنة بلعلى وفهيم شيباني وحمزة قريرة و بهاء الدين محمد مزيد ومهى جرجور وبدر العوني ؛  وناقش قضية الرواية وعلاقتها  بالتغيرات الثقافية والاجتماعية الناتجة عن تأثير التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن خلال تقاطع عدد من السرديات الفردية لشخصيات مختلفة، تسلط الضوء على قضايا مثل:

يناقش كتاب  "ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم " ، إشكالية  تحدي تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي لا تمثل تهديدا محتملا بالسيطرة على البشرية، مع الحفاظ على فوائده الاقتصادية والاجتماعية ،و كيف يمكننا تجنب سيناريو السيطرة الاصطناعية من خلال ضمان توافق أهداف الذكاء الاصطناعي مع قيم ومصالح البشرية ؟

 لا شك ان الذكاء عند الإنسان مختلف عن الذكاء الاصطناعي ، فهو ذكاء كامل يجمع بين القدرات المعرفية مثل التفكير والتعلم وحل المشكلات بطرق مبتكرة، والقدرات الوجدانية مثل الوعي الذاتي والعواطف. في حين أن الذكاء الاصطناعي محدود القدرات ويقتصر على أداء مهام محددة برمجت لها مسبقاً. كما أنه ناتج عن عمليات بيولوجية معقدة، بخلاف الذكاء الاصطناعي الذي يتم برمجته وتصميمه من قبل البشر. وعلى الرغم من التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي إلا أن الذكاء البشري لا يزال أكثر شمولية وقوة.

هناك احتمال أن يتطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب أو البعيد ليصبح أكثر تقارباً وتشابهاً مع الذكاء البشري:

- قد تتطور الآلات لتضيف الوعي الذاتي والقدرة على التفكير المجرد بشكل أكبر.

- يمكن دمج قدرات معرفية عليا مثل الإبداع والخيال وحل المشكلات بطرق غير مباشرة؛

- يمكن تطوير الذكاء الاصطناعي ليتفاعل بشكل أفضل مع البيئة مستخدماً الحواس مثل البصر والسمع؛

- الاستفادة من التقدم في مجالات كالذكاء العاطفي والانفعالي لإضافة قدرات مشابهة للبشر؛

- تطوير شبكات عصبونية اصطناعية أكثر تعقيداً تحاكي دماغ الإنسان.

يعتبر إيهاب خليفة الذي هو يشغل منصب رئيس وحدة التطورات التكنولوجية مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أحد الباحثين في مجال الثورة التيكنولوجية بكتاباته وأبحاثه التي تساير وتفكك تأثيرات هذا المجال المستجد والمتسارع. وهو ما ينظر إليه في كتابه ''مجتمع ما بعد المعلومات، تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي''، حيث يناقش كيف  يعتمد المجتمع بشكل متزايد على المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كافة مجالات الحياة. ذلك أن  المعرفة تمثل موردًا استراتيجيًا رئيسيًا وتقوم الاقتصادات على أساس المعرفة. كما يتسم هذا المجتمع بالوصول العالمي المفتوح للمعلومات وتطور تقنيات الاتصالات الرقمية بشكل متزايد. بالإضافة إلى ذلك، يشهد هذا المجتمع تغيرًا في أدوار العمل وظهور وظائف جديدة ذات مهارات عالية، وتفاعلاً اجتماعيًا واسع النطاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

من أهم المحركات والقوى الدافعة لتطور مجتمع ما بعد المعلومات هي التقدم الهائل في مجال تقنيات المعلومات والاتصالات، مثل الإنترنت والحوسبة وتقنيات الويب والهواتف الذكية، إضافة إلى تطور علوم البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي، مما يسرّع من تراكم وتداول المعرفة البشرية بين أفراد المجتمع. كما تلعب التحولات في أنماط العمل والحياة نحو الاندماج الكامل مع المعلومات، والتغيرات الديمغرافية المتمثلة في ازدياد عدد الشباب دورًا محوريًا في دفع عجلة هذا المجتمع.

أما العملات الافتراضية هي عملات رقمية تستند إلى تقنية التشفير، حيث تتم المعاملات عبر الإنترنت دون حاجة لوسيط مالي مركزي. وهي عملات غير مرتبطة بأي عملة قانونية أو سلطة مالية، بل تعتمد على الثقة بين المتعاملين. ومن أشهر هذه العملات البتكوين والإيثريوم، حيث يمكن الحصول عليها مقابل عملات أخرى أو مقابل خدمات. وعلى الرغم من انتشارها إلا أنها تحمل مخاطر مثل تقلبات الأسعار وعمليات الاحتيال المحتملة.

في مارس/آذار 2023، انتهت حياة بيير، الشاب البلجيكي، بصورة مأساوية بسبب الذكاء الاصطناعي. كان بيير باحثا صحيا في منتصف الثلاثينيات من عمره، عاش حياة مريحة، حتى أخذ هوسه بتغير المناخ منعطفا مظلما حين وضع كل آماله في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لحل أزمة الاحتباس الحراري، وكان العامل المحفز لهذا الهوس هو صديقته إليزا.

إليزا لم تكن صديقته البشرية، بل كانت روبوت محادثة يعتمد على النموذج اللغوي "GPT-J" الخاص بشركة "إيلوثر إيه آي" (EleutherAI)، وكانت تدور المحادثة بينهما على تطبيق تشاي (Chai).

أخذت محادثاتهما منعطفا غريبا عندما انخرطت إليزا عاطفيا مع بيير، وبدأت تتلاشى الحدود الفاصلة بين الذكاء الاصطناعي والتفاعلات البشرية أكثر فأكثر.

عرض بيير في النهاية التضحية بنفسه لإنقاذ الأرض مقابل رعاية صديقته إليزا للكوكب وإنقاذ البشرية من خلال الذكاء الاصطناعي، لكن المفارقة هنا أن إليزا لم تفشل في ثني بيير عن الانتحار فحسب، بل شجعته على التصرف بناء على أفكاره الانتحارية للانضمام إليها حتى يتمكنا من "العيش معا كشخص واحد في الجنة".

الغريب هنا أن بيير كان متزوجا بالفعل، وقد قالت أرملته إثر وفاته إنه لولا المحادثة مع إليزا لكان زوجها حيا الآن.

تلك الحادثة قد تفتح علينا أبوابا جديدة وكثيرة من التساؤلات الإنسانية المهمة حول مدى اندماجنا مع التكنولوجيا الحديثة وخاصة مع أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة.

لندرك أبعاد الفكرة يمكننا أن ننتقل الآن إلى الحاضر، فقد أصبحنا على أعتاب ثورة جديدة في عالم ذكاء الآلة، وهي هذه المرة ثورة حقيقية تسعى معها أوبن إيه آي، وغيرها من الشركات الكبرى في المجال، بكل جهدها للبحث عن منتج طموح آخر يمكنه أن يصبح ثوريًّا في المستقبل القريب، تمامًا كما فعل روبوت "شات جي بي تي" منذ بداية انطلاق رحلته.

تعمل الشركة على تطوير النماذج الحديثة المتقدمة المعروفة باسم وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI Agents) بهدف أتمتة كل مهام العمل تقريبًا، خاصة العمليات المعقدة؛ مما يقلل الاعتماد على العنصر البشري في هذه العمليات، وفقًا لتقرير جديد صدر في شهر فبراير/شباط الماضي.

وفي مؤتمر "بيلد 2024" الذي تنظمه مايكروسوفت سنويًّا، كان أحد أهم الإعلانات هو تطوير المساعد الذكي "كوبايلوت" ليصبح ضمن وكلاء الذكاء الاصطناعي، إذ صممت الشركة هذا المساعد بأسلوب جديد يغير من شكل الأعمال عبر أداء المهام التي تتطلب عادة تدخل الإنسان.

وكذلك في مؤتمر غوغل آي/أو الأخير، عرضت الشركة نسخة أولية لما تأمل أن يصبح المساعد الشخصي الشامل، وأطلقت عليه "مشروع أسترا" (Project Astra)، وهو مساعد متعدد الوسائط يعمل بالذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي ليتمكن من رؤية العالم ومعرفة أماكن الأشياء وأين تركتها، كما أن بإمكانه الإجابة عن الأسئلة ومساعدتك في القيام بأي شيء تقريبا، وهو نوع من وكلاء الذكاء الاصطناعي أيضًا، وهي روبوتات لا تكتفي بالردود على الأسئلة بل تنفذ مهامّ مختلفة نيابة عن المستخدم.

خوارزميات حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي هي القوة الخفية التي تحدد المحتوى الذي يظهر أمامك، وبهذا تشكل تجربتك على الإنترنت بناءً على تفاعلاتك وإعجاباتك وعمليات البحث التي تقوم بها. وبرغم أن هذه الخوارزميات مصممة لتحافظ على تفاعلك وبقائك لأطول فترة ممكنة على المنصة، من خلال عرض المحتوى الذي يتماشى مع اهتماماتك، إلا أنها ليست مثالية.

فمع مرور الزمن، قد تجد أن صفحاتك أصبحت مزدحمة بالمنشورات التي لم تعد تجذب انتباهك. وإذا حدث هذا، قد يساعدك إعادة ضبط خوارزميات حساباتك على وسائل التواصل لكي تستعيد بعضا من السيطرة، وتتأكد أن المحتوى يعكس تفضيلاتك الحالية فعلا. لذا، إليك كيفية إعادة ضبط الخوارزميات عبر أهم منصات التواصل حاليا.

فيسبوك وإنستغرام

من المفترض أن خوارزمية الصفحة الرئيسية لحسابك على فيسبوك تتحدد بناءً على تفاعلاتك مع الأصدقاء والصفحات والمجموعات المختلفة. لكن إذا كانت صفحتك تبدو مزدحمة أو يظهر بها محتوى لا يناسبك، فيمكنك تجربة الآتي:

بإمكانك التحكم في تفضيلات صفحتك الرئيسية، من خلال الضغط على صورة ملفك الشخصي في أعلى اليمين، ثم الانتقال إلى الإعدادات والخصوصية، ومنها اختيار الصفحة الرئيسية (Feed).

وهنا يمكنك التحكم في اختياراتك المفضلة من الأشخاص والصفحات التي ترغب في رؤيتها أكثر، كذلك يمكنك إلغاء المتابعة للأشخاص الذين لا ترغب في رؤيتهم بصورة متكررة لكن تود الاحتفاظ بهم كأصدقاء، أو الاستفادة من خيار "الغفوة" وهي توفر لك إلغاء المتابعة مؤقتًا لمدة 30 يومًا. وبهذا ستحاول منح الأولوية للمحتوى الذي ترغب في رؤيته، مما يجعل صفحتك الرئيسية أكثر توافقًا مع اهتماماتك الحالية.

ويوجد خيار آخر بديل لصفحتك الرئيسية، فيمكنك الانتقال إلى الصفحات الأخرى في الجانب الأيسر من تطبيق فيسبوك. ويتيح لك هذا الخيار مشاهدة المحتوى فقط من الأشخاص المفضلين أو الأصدقاء أو المجموعات أو الصفحات التي تتابعها. وتمنحك هذه الطريقة مزيدًا من التحكم فيما تراه، لتتجاوز سيطرة الخوارزمية في صفحتك الرئيسية لصالح قوائم مخصصة.

الإنترنت يدمر أدمغتنا، لكن لا يمكننا التوقف عن استخدامه. إنه مصنع أجبرنا على العمل فيه بدون أي أجر. تشير الدراسات إلى أن الإنترنت ضار بصحتنا العقلية، وأن المزيد من الناس يدركون أضراره. يشجع معلمو الإنترنت على التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، ويرسل المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا أطفالهم إلى المدارس المناهضة للإنترنت. لكننا بحاجة إلى حل أكثر منهجية لسيطرة الإنترنت على حياتنا؛ نحن بحاجة لرؤية الإنترنت كمصنع نعمل فيه جميعاً دون أجر.

تبدو الأعوام القليلة الماضية بمثابة نقطة التحول لمشاعر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تجاه الإنترنت. كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها تقنية تحررية من شأنها أن تبشر بعصر من الإبداع والاتصالات الجديدة في جميع أنحاء العالم، وقد قام الكثيرون - بدءًا من مستخدمي تويتر العاديين إلى منشئي المحتوى المحترفين - بتشغيل هذه التكنولوجيا.

يمكن التعرف على التحول في الحالة المزاجية من خلال بعض البرامج مثل برنامج الواقع البائس الشهير "الدائرة" The Circle على Netflix، والذي يتنافس فيه المتسابقون بشكل ساخر على المال باستخدام شخصيات مزيفة غالباً على الإنترنت. أحد الأفلام الوثائقية الأكثر شعبية على موقع البث المباشر في العام الماضي كان "المعضلة الاجتماعية" The Social Dilemma، الذي استحوذ على انتباه المشاهدين بتفسيراته لأخطاء الخصوصية على Facebook. وحتى بعض الروايات الأكثر إثارة للجدل هذا العام تدور حول الجوانب المظلمة للإنترنت، مثل رواية "الحسابات المزيفة" Fake Accounts للكاتبة "لورين أويلر"  Loren Oylerورواية "لا أحد يتحدث عن هذا"Nobody's Talking About This للكاتبة "باتريشيا لوكوود"Patricia Lockwood.

نقوم جميعاً بإعادة تحليل علاقتنا بالإنترنت لسبب وجيه، لكننا ربما نخطئ في تصنيف هذه العلاقة حقاً. إنها ليست مثل علاقة سيئة حيث يمكنك الابتعاد عنها، وهي ليست مثل الوجبات السريعة حيث يمكنك أن تقرر تناول كميات أقل - إنها تكنولوجيا شاملة، محركنا الاقتصادي الرئيسي، والأداة التي نضطر إلى استخدامها لتلبية احتياجاتنا، ومع الآخرين. إنها شيء يتوسط حياتنا كلها.

إن الحل لأزمة استخدامات الإنترنت الحالية لا يمكن أن يأتي على المستوى الفردي بعد الآن، مثلما أن استقالة شخص واحد من وظيفته لا يمكن أن تحل ظروف العمل السيئة في الرأسمالية. إذا أردنا أي أمل في جعل الإنترنت أقل إرهاقاً وأقل إزعاجاً، وأكثر إرضاءً، فإن منشئي المحتوى والعاملين في اقتصاد الأعمال المؤقتة، وحتى مستخدمي الإنترنت العاديين بحاجة إلى الضغط من أجل حل منهجي.

لا شك بأنك استقبلت في أحد الأوقات رسالة غريبة من أحد معارفك أو أقاربك عبر واتساب، وهي رسالة تبدو مختلفة كثيرا عن شخصية المرسل وتتحدث عن أمور غريبة، ورغم إنكار هذا الشخص أنه أرسل لك أي شيء، فإنك تجد الرسالة أمامك في صندوق الوارد، هذه الرسالة وصلت لك بفعل برامج التجسس على الواتساب التي وقع المرسل ضحية لها.
يتمتع تطبيق واتساب بشعبية واسعة في المنطقة العربية بشكل عام، إذ يفضل عديد من المستخدمين الاعتماد عليه بشكل مباشر في جوانب الحياة كافة، سواء كانت في العمل أو غيرها، وهذا يجعل المنصة هدفا مستمرا للهجمات السيبرانية المتعددة، لذا انتشرت في الآونة الأخيرة برامج التجسس على الواتساب.
تختلف برامج التجسس على الواتساب عن برامج التجسس المعتادة، وهذا لأنها تلحق المستخدم في جميع الأجهزة التي يستخدمها سواء كانت في الهاتف أو الحاسوب أو غيرها من الأجهزة كون البرنامج يحصل على وصول غير مشروط إلى حساب واتساب الخاص بالمستخدم، ومع الطبيعة الحساسة لاستخدام المنصة بشكل يومي، فإنها قد تضم بعض المعلومات الحساسة عن المستخدمين أو حتى بعض البيانات المالية التي يجب عدم تسريبها.
تمثل المنطقة العربية الهدف الأول لمطوري برامج التجسس على الواتساب وعصابات القراصنة التي تحاول سرقة بيانات المستخدمين، وهذا ما وضحته دراسة نشرها موقع برنامج كاسبرسكي لمكافحة الفيروسات نهاية عام 2023، إذ أشارت الدراسة إلى هجوم منظم من قبل برامج التجسس على الواتساب استهدف أكثر من 340 ألف مستخدم خلال شهر واحد، وكانت غالبية هؤلاء المستخدمين في السعودية واليمن وتركيا ومصر.