ان نسق العلم والمعرفة تراكمي، فما مدى تأثير "ابن البيطار" وتجاربه وأبحاثه في ذلك النسق العلمي والمعرفي الخاص بالنباتات والإعشاب والعقاقير، و"الطب الأخضر/ البديل"؟.
تولي ثلاثة اختصاصيين من ثلاث قارات محاولة الإجابة عن هذا السؤال.. إحقاقا لحق الحضارة العربية الإسلامية في الاعتراف بمساهماتها الفعالة في مسيرة العلم والتحضر البشري. كانت الدكتورة " آنا ماريا كابو جونزاليس" الأستاذة في جامعة أشبيلية، والخبيرة في الحضارة العربية الإسلامية، قد أمضت معظم أوقاتها في مكتبات المغرب وتونس لجمع معلومات عن هذا الحقل الخاص من حقول المعرفة الإسلامية. خلال أعوام البحث تعرفت على أعمال "ابن البيطار" عن كثب، فنشرت كتاباً يستعرض موسوعة هذا الرجل العالم. ولقد أكدت علي أن: موسوعة "ابن البيطار"، "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" والمعروف "بمفردات ابن البيطار" واحدة من أفضل الموسوعات في تاريخ النبات والعقاقير خلال العصور الوسطى. كما خلُصت إلي أن : إن ما بين من 50-60% من الأدوية المتوفرة في الأسواق مشتقة من نباتات أو مصنوعة من مواد جذورها نباتية. لقد أصبح الآن علم النباتات الذي كان "ابن البيطار" رائده، منطلقا لعلم الأدوية الحديث. ولقد ساعدت خلفية عائلة "ابن البيطار" وبيئته على صقل شخصيته وخُلُقه حتى قبل أن يظهر كمتخصص في علم النباتات والأدوية.
علي صعيد أفريقي مواز، تناولت الكيميائية الأستاذة الدكتورة "زبيدة شرُّوف" من جامعة الملك محمد الخامس، نموذجاً من إحدى النباتات التي ورد ذكرها في موسوعة "ابن البيطار" لإجراء اختبار عليها في مختبرها. كانت د."شروف" في مقدمة مؤسسي منظمة "ابن البيطار" لحماية النباتات التي يمكن استخدامها في صناعة الأدوية من الانقراض، وبشكل خاص تلك النباتات الموجودة في المغرب. لقد استحضرت همة وعزم "ابن البيطار" في عملها، تدير د."زبيدة " اختباراً كيميائياً عن الزيت المستخرج من شجرة "الأرْجَان"، التي تُعرف في المغرب باسم أشجار الخشب الحديدي، والتي لم تُذكر إلاَّ في موسوعة"ابن البيطار".تابعت د. "زبيدة " عمل "ابن البيطار" لتروج للمنتجات التي يمكن الحصول عليها من هذه الشجرة.
وفي قارة آسيا، يُكمل البروفسور "محمد نور الدين لاجيس" المُتخص في الكيمياء الطبيعية بمعهد العلوم الإحيائية في جامعة "بوترا" في ماليزيا أعمال "ابن البيطار" في مختبرات جامعة "بوترا"، أطلق على هذا المختبر اسم "ابن البيطار". وكجزء من شبكة منظمة اليونسكو المحلية لدراسة كيمياء المنتجات الطبيعية، تلقى دعوة لعرض أبحاثه فيما وراء البحار، كما استقبل أيضًا زواراً من علماء كيمياء أجانب كان بينهم البروفسور "إميريتوس" والدكتور "فيغور أوردن" من جامعة "كاراتشي" في باكستان.
لقد أزدهر كثيرا علم النبات عند العرب منذ القرن الرابع للهجرة، وما زالت بعض الأسماء تشعُّ في تاريخ الأدب الطبي، منهم: ابن جلجل، والشريف الإدريسي، وابن الصوري، وأبو العباس النباتي وغيرهم، فكانوا رواداً بحق، برعوا في معرفة الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية، وافتتحوا الصيدليات العامة في زمن المنصور، كما ألحقوا الصيدليات الخاصة بالبيمارستانات (المستشفيات)، وكان للصيدلية رئيس يسمى"شيخ صيدلانيي البيمارستان" وجعلوا على الصيادلة رئيساً سمي (رئيس العشابين أي نقيب الصيادلة) ووضعوا كتباً خاصة بتركيب الأدوية أطلقوا عليها اسم الأقرباذين. كتب أبو العباس القلقشندي (المتوفى سنة 812 هجرية) وصفاً معبِّراً عن الصيدلية الملحقة بالبيمارستان، فقال: كان فيها من أنواع الأشربة والمعاجين النفيسة، والمربيات الفاخرة، وأصناف الأدوية، والعطور الفائقة التي لا توجد إلا فيها، وفيها من الآلات النفيسة والآنية الصينية من الزبادي والبراني، ما لا يقدر عليه سوى الملوك، ويقف الصيدلي بباب الصيدلية لابساً ثيابه البيضاء يصرف الدواء ومن ورائه الرفوف الممتلئة بالأدوية والقوارير".
ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي نسبة إلى مدينة مالقة الأندلسية التي ولد في احدي قراها "بينالمدينا". ولد حوالي سنة 1197 وتوفي في دمشق سنة 1248. في صغره أحب قضاء وقته في الغابة، فترسخ في نفسه حب الطبيعة وازداد تقديره لها، إن مراقبة "ابن البيطار" للتنوع النباتي والحيواني ولَّدت في نفسه توقا ً لتعزيز معرفته في علم النباتات، فكانت الغابة المجاورة لـ"بينالمدينا" بمثابة أول مدرسة له في علم النبات. أقام "ابن البيطار" في " أشبيلية"وتلقى علومه على أيدي علمائها مثل أبي العباس النباتي الأندلسي، الذي كان يعشب، أي يجمع النباتات لدرسها وتصنيفها، في منطقة اشبيلية، وعبد الله بن صالح "أبو حجاج"، وابن رومية وغيرهم .اشتهر بابن البيطار اشتقاقاً من "ابن البيطري" فوالده كان "بيطارا/ طبيباً بيطرياً" ماهراً. كما تلقَّى "ابن البيطار" أيضا دروساً تحت إشراف أساتذة يونانيين من باليرمو في صقلية، ومن أساتذة من البندقية في ايطاليا لكي يوسع معرفته في علم النباتات والأدوية.
يعتبر ابن البيطار "شيخ" علم النبات والأدوية والصيدلة في القرون الوسطى، ومن أكثر العلماء إنتاجاً. درس النباتات وبحث في خواصها في بلاد واسعة، بادئاً حياته العلمية في الأندلس، ثم انتقل في أول شبابه (في الرابعة والعشرين من عمره )إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس باحثاً ودارساً ومحاوراً الباحثين بعلم النبات والعاملين به، ثم تابع جولاته منتقلاً إلى آسيا الصغرى ماراً بأنطاكية ومنها إلى سوريا ثم إلى مصر فالحجاز وغزة والقدس وبيروت ُثم انتقل إلى بلاد الإغريق ووصل إلى أقصى بلاد الروم. ولقد قام بتدوَّين كل اكتشافاته ورتَّب أسماء النباتات بحسب الحروف الأبجدية، فاستخدم حرف الصاد، على سبيل المثال، لأسماء النباتات التي تبدأ بهذا الحرف، وهكذا، ساعد هذا التصنيف الأبجدي على تحويل موسوعته إلى مرجع وأصبحت نموذجاً لأسلوب الكتابة الأكاديمية حتى أيامنا هذه.
في مصر اتصل ابن البيطار بالملك الكامل، الذي اعتمد عليه في أمور الأدوية والنبات وجعله رئيساً على سائر العشابين (نقيباًً للصيادلة)، وبعد وفاة الملك الكامل، انتقل إلى خدمة ابنه الملك الصالح وكان حظياً عنده متقدماً في أيامه، فذاع صيته واشتهر شهرة عظيمة.
الرجلة"، و" البابونج" من أفضل النباتات الطبية تكام عن خصائصها وفوائدها "ابن البيطار".
يعتبر كتاب "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" والمعروف "بمفردات ابن البيطار" من أنفس الكتب في علم النبات وأشهرها، ألفه بعد دراسات مضنية، وتجوال في كل تلك البلاد، حيث أودع فيه كل تجاربه ومشاهدته خلال سني أبحاثه الطويلة، معتمداً المنهج العلمي في البحث والتنقيب، وعلى التجربة والمشاهدة كأساس لدراسة النبات والأعشاب والأدوية، فشرح في مقدمة كتابه المنهج الذي اتبعه في أبحاثه فيقول: "ما صحَّ عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت لدي بالمخبر لا بالخبر أخذتُ به، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية والماهية للصواب نبذته ولم أعمل به".
ضمّن كتابه شروحاً مفصَّلة لعدد كبير من الأدوية (1400 دواء بين نباتي وحيواني ومعدني، ومنها 300 دواء جديد من تركيبه هو) وقد صنفها، ورتبها معجمياً، وذكر أسمائها بلغات عدة، ومُقيِّداً ما يجب تقييده منها بالضبط والشكل والنقط تقييداً يضبط نطقها حتى لا يقع الخطأ أو التحريف عند الذين ينسخون أو يطَّلعون عليه، وذلك لأهمية الدواء وتأثير الخطأ على حياة الناس. وليسهل على الأطباء والطلبة الاطلاع عليها، والانتفاع بها دون مشقة أو عناء. كما بين الخواص والفوائد الطبية، وتجاربه الشهيرة مع هذه العقاقير وكيفية استعمالاتها كأدوية أو كأغذية. كما ذكر فيه الأدوية الخاطئة التي تستعمل بالتواتر، وفنَّد وهمها معتمداً على تجاربه ومشاهداته،.كما أنه دوّن فيه كل الشروح والملاحظات المتعلقة بتخزين النباتات وحفظها وتأثير ذلك على المواد الفعَّالة والمكونات الغذائية الموجودة فيها. وكان قد اعتمد على مراجع/ مؤلفات أكثر من مائة وخمسين كتاباً من بينها عشرون كتابا يونانياً، وأخري لعلماء هنود وصينيين وعرب.
يصف "ابن أبي أصيبعة" في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" كتاب "الجامع" فيقول: "لا يوجد أجلّ ولا أجوَد منه"، ويصف شخصية ابن البيطار فيقول: "رأيت من حسن عشرته وكمال مروءته وكرم نفسه ما يفوق الوصف، وشاهدت معه في ظاهر دمشق كثيراً من النباتات في مواضعها، ووجدت عنده من الذكاء والفطنة والدراية في النبات وفي الكتب المؤلفة في هذا العلم ما يثير التعجب لذاكرته المتوقدة النادرة، فكان يذكر كل دواء في أي كتاب ذكر وفي أي مقالة من هذا الكتاب وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة. إن ابن البيطار هو أوحد زمانه وعلاّمة عصره في معرفة النبات وتحقيقه واختياره ومواضع نبته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها." يقول عنه "ماكس مايرهوف": "إنه أعظم كاتب عربي خلّد في علم النبات"، ويُقر المستشرق روسكا بأهمية هذا الكتاب وقيمته وأثره الكبير في تقدم علم النبات فيقول: إن كتاب الجامع كان له أثره البالغ في أوروبا، وكان من أهم العوامل في تقدم علم النبات عند الغربيين". أما الباحثة الألمانية "زيغريد هونكه" فتذكر في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب": إن ابن البيطار من أعظم عباقرة العرب في علم النبات فقد حوى كتابه الجامع كل علوم عصره وكان تحفة رائعة تنم عن عقل علمي حي، إذ لم يكتفِ بتمحيص ودرس وتدقيق 150 مرجعا بل انطلق يجوب العالم بحثاً عن النباتات الطبية فيراها بنفسه ويجري تجاربه عليها إلى أن وصل به الأمر ليبتكر 300 دواء جديد من أصل 1400 دواء التي تضمنها كتابه مع ذكر أسمائها وطرق استعمالها وما قد ينوب عنها، كل هذه عبارة عن شواهد تعرّفنا تماماً كيف كان يعمل رأس هذا الرجل العبقري". كما يقول (راملاندو) في كتابه: (إسهام علماء العرب في الحضارة الأوربية) إلى القول بأن: "إسهام ابن البيطار في مجال علم النبات يفوق إنتاج السابقين من ديسقوريدس إلى القرن العاشر الهجري". كما يذكر (الدومييلي) في كتابه: (العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي) أن ابن البيطار "كان مشهورًا بأنه أعظم النباتيين والصيدليين في الإسلام، مع العلم أن مؤلَّفاته تعتمد على كتب السابقين له، فقد سجَّلت في جملتها تقدُّمًا بعيد المدى".
وتعتبر موسوعته التصنيفية القاعدة الأساسية لعلم النبات الحديث ومرجعا لدراسة مفردات الأدوية والأغذية. يقول (جورج سارتون) عن هذا الكتاب: "وقد رتَّب ابن البيطار مؤلَّفَه (الجامع في الأدوية المفردة) ترتيبًا يستند على الحروف الأبجديَّة؛ لِيَسْهُلَ تناوله، وقد سرد أسماء الأدوية لسائر اللغات المختلفة، واعتمد علماء أوربا على هذا المؤلَّف حتى عصر النهضة الأوربية" .
وقد ترجمت إلى عدة لغات وطبع عدة طبعات، ودرَّست في معظم الجامعات الأوروبية حتى عهود متأخرة. كما طبع هذا السفر باللغة العربية في مصر عام 1874 في أربعة أجزاء ونشرته دار صادر في بيروت في مجلدين عام 1980. كما توجد عدة مخطوطات لهذا الكتاب موزعة علي عدد من مكتبات العالم ومتاحفه.
ولابن البيطار كتاب شهير آخر هو (المغني في الأدوية المفردة) بحث فيه أثر الدواء في كل عضو من الجسم كالأذن والعين والمعدة والأدوية المجملة كالأدوية ضد الحمى وضد السم.وهو يلي كتاب الجامع من حيث الأهمية، ويقسم إلى عشرين فصلاً، ويحتوي على بحث الأدوية التي لا يستغنى عنها الطبيب ،وأثر الدواء في كل عضو من الجسم كالأذن والعين والمعدة والأدوية المجملة كالأدوية ضد الحمى وضد السم. ويوجد منه العديد من النسخ المخطوطة.
ومن آثاره أيضاً: كتاب "الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام"، و"شرح أدوية كتاب دياسقوريدس" مؤلف كتاب "ذي ماتيريال ميديكا" أي "المواد الطبية "، وكان كتاباً مؤثراً في علم النباتات والأدوية في القرن الأول، تعلم "ابن البيطار" اللغة اليونانية ليتمكن من دراسة كتاب "ديسكوريدس" بعمق.، وشرحه عبر قاموس بالامازيغية والعربية والسريانية واليونانية. وله أيضاً و"شرح للأدوية النباتية والحيوانية"، و"مقالة في الليمون"، و"كتاب في الطب، والأفعال الغريبة والخواص العجيبة، و"ميزان الطبيب"، و"رسالة في التداوي بالسموم". أن الوصفات الطبية التي دوَّنها ابن البيطار في كتبه أثبتت نجاحاً عظيماً في الشرق والغرب، واعتمدت كأساس لعلم العقاقير، وكتابه الجامع كان قد استعمل في تكوين أول صيدلية إنكليزية أعدتها كلية الطب في عهد جيمس الأول.
لقد َاتسم أسلوب ابن البيطار العلمي بالنزعة النقدية، مع التزامه الكامل بالموضوعية والنزاهة العلمية، ويتَّضح ذلك من خلال مناقشته لآراء السابقين عليه من العلماء والأطباء والعشَّابين، فلقد نقدهم في عدَّة أمور، وكان نقده بَنَّاءً؛ فهو يرفض الآراء التي يَثْبُتُ أن ناقلها قد انحرف عن سواء السبيل ومنهج العلماء السليم، أو لأنها لم تَثْبُتُ أمام مقاييسه العلمية التي يعتمد عليها، وهو لا يكتفي برفضها، بل إنه يتجاوز الرفض إلى توجيه النقد الشديد إلى الناقل أو القائل؛ لأنه افترى على الحقِّ.وأكبر دليل على نزعته النقدية كتابه: (الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام)، الذي نقد فيه كتاب (منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان)، وهو الكتاب الذي جمع فيه ابن جزلة (ت493هـ) الأدوية والأغذية والأشربة؛ حيث نبَّه ابن البيطار على أخطائه، وما غلط فيه من أسماء الأدوية؛ حيث يقول في مُقَدِّمَتِه: "أمَّا بعد فإنه ما أشار عليَّ -مَنْ خَلُصَتْ بإرادة الخير لي نِيَّتُه، وندبني إلى ما رجوت- أن أتعرض لبعض الكتب الموضوعة في الحشائش والأدوية المفردة، فأستطلع بسائط أدويته، وأتعقب ما جرى فيها من التباس أو غلط، وأُعْلِمُ بما وقع فيه من الأوهام في الأسماء والمنافع، فوضعتُ في ذلك مقالة تشتمل معناها على وفاء المقصود، معتمِدًا على يقين صحيح، أو تجربة مشهودة، أو علم متحقّق" .
توفِّي ابن البيطار بدمشق سنة (646هـ/ 1248م)، وما زالت آثاره باقية شاهدة على عبقريته العلمية النادرة. لكن في أسبانيا تُظهر أبحاث الدكتورة "آنا ماريا كابو" أن "ابن البيطار" قد مات مسموماً في التاسعة والأربعين من عمره أثناء اختباره لنبتة حاول صنع دواء منها. لقد كانت "أبحاثه سبباً لوفاته، وغادرنا مصطحباً معه قيم العالِمِ الحقيقي"..
خلاصة القول: إن فن الصيدلة مدين بالكثير للعلماء العرب الأفذاذ، ولجهودهم وبحوثهم ومصنفاتهم ومؤلفاتهم الرائدة التي تركوها إرثا للبشرية. ولعل ما ساعدهم علي ذلك كونهم موسوعيين.. غزيري التجربة والتنظير والنقد والإضافة والمعرفة.
بقلم: أ.د. ناصر أحمد سنه