حدث نزاع حول شخصية (عبد الله بن سبأ ) بين الكثير من المؤرخين والباحثين والمستشرقين، فهناك طائفة اعتقدت بأن (ابن سبأ) شخصية تاريخية حقيقية وانه لا ريب فى ذلك، وانه كان صاحب دور عظيم فى احداث الثورة ضد (عثمان بن عفان) ، ومن هؤلاء كل من:
·نيكلسون
·جولد تسيهر[1]
·د/حسن ابراهيم حسن[2]
·د/محمد عبد الله الغلبان[3]
·د/محمد امحزون[4]
·صادق ابراهيم عرجون[5]
·د/سعد الهاشمى[6]
ويستند هؤلاء الى ان ذكر ( عبد الله بن سبأ ) قد ورد فى الكثير من المصادر التاريخية الاسلامية المهمة، مثل :-
·تاريخ الرسل والملوك للطبرى
·الكامل فى التاريخ لابن الاثير
·البداية والنهاية لابن كثير
·العبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون
وغيرها من المصادر وكتب الفرق والمذاهب
اما الفريق الاخر ، فيرى ان شخصية (عبد الله بن سبأ) هى شخصية وهمية اسطورية تم إختلاقها ، وانه لم يكن له أى وجود حقيقي، وان ما ينسب إلى تلك الشخصية من تدبير خطط والقيام بأحداث تهدف إلى الإطاحة بحكم الخليفة الثالث (عثمان بن عفان) ما هو إلا محض إدعاء كاذب وإفتراء ، وان الثورة على عثمان كانت قد توافرت لها من الأسباب الموضوعية ما أدى إلى إشتعالها بغض النظر عن نظرية المؤامرة التى تجعل من (ابن سبأ) المدبر الرئيسى للثورة
ومن أهم من أنكر حقيقة وجود (عبد الله بن سبأ) كل من :
·برنارد لويس
·ليون كايتانى[7]
·مرتضى العسكرى[8]
·د/عبد الله فياض[9]
·د/ عبد العزيز صالح الهلابى[10]
·د/طه حسين
·د/محمد كامل حسين
·د/حامد حفنى داود
·د/على الوردي
·د/كامل مصطفى الشيبي[11]
ويستند هؤلاء الى العديد من الادلة التى يرونها تدحض مسألة الوجود التاريخى لـ (ابن سبأ) ومن أقوى أدلتهم أن هناك الكثير من المصادر التاريخية الاسلامية المتقدمة المهمة،التى بالرغم من كونها قد تطرقت لمسألة الفتنة الكبرى والثورة على الخليفة (عثمان بن عفان) إلا إنها لم تذكر مطلقاً أى معلومات عن ( ابن سبأ) وهو ما يتعارض مع المنطق السليم.
ومن المصادر المتقدمة التى لم يذكر فيها ( ابن سبا) على الإطلاق،كل من:-
·الطبقات الكبير لـ ابن سعد ت 230 هـ
·تاريخ خليفة بن خياط لـ خليفة بن خياط العصفري ت 240هـ
·فتوح مصر وأخبارها لـ ابن عبد الحكم ت 257 هـ
·الأخبار الطوال لـ أبي حنيفة الدينوري ت 282 هـ
·كتاب الولاة والقضاة لـ الكندي ت 283هـ
·تاريخ اليعقوبي لـ اليعقوبي ت 292هـ
·مروج الذهب ومعادن الجوهر لـ المسعودي ت 346 هـ[12]
وقد حاولت ان اجمع اهم الروايات التاريخية التى تناولت شخصية (عبد الله بن سبأ) فى المصادر التاريخية الاسلامية ، وذلك للحصول على قدر كافى من المعلومات يكشف لنا المزيد عن حقيقة وجود (عبد الله بن سبأ) التاريخى، ودوره فى الثورة على (عثمان) إن كان قد وجد حقيقة، وقمت بتجميع الروايات من عدد من المصادر التاريخية .
1. (المحبر) لـ أبي جعفر محمد بن حبيب ت 245 هـ
يذكر (ابن حبيب) اسم (عبد الله بن سبأ) فى موضع واحد من كتابه ، وهو الموضع الذى يسرد فيه أسماء مشاهير الرجال الذين ولدوا من أم سوداء اللون،فيقول (عبد الله بن سبأ صاحب السبائية )[13]وهو فى أثناء مروره السريع على الإسم لايذكر شئ عن صاحبه ولا عن فرقة السبائية التى ذكرها
2. (البيان والتبين) لـ الجاحظ ت 255 هـ
يذكر (الجاحظ) ابن سبأ فى الجزء الثالث من كتابه ،فيقول(عن حباب بن موسى ، عن مجالد ،عن الشعبى ،عن زحر بن قيس،قال: قدمت المدائن بعد ما ضرب علي بن ابى طالب رحمه الله ،فلقينى ابن السوداء وهو ابن حرب، فقال لى : ما الخبر ؟ قلت : ضرب أمير المؤمنين ضربة يموت الرجل من أيسر منها ويعيش من أشد منها . قال : لو جئتمونا بدماغه فى مائة صرة لعلمنا انه لا يموت حتى يذودكم بعصاه)[14]
والشاهد من تلك الرواية ان (ابن سبأ) او (ابن السوداء) كان حياً وقت وفاة أمير المؤمنين ( علي بن ابى طالب) ، وانه كان يعيش وقتها فى (المدائن) ،وانه انكر حادثة مقتل (على) واعلن عن عقيدته فى تلك المسألة ،بأن (على) لن يموت (حتى يذودكم بعصاه) ونلاحظ ان الرواية قد وصفت (ابن السوداء) بأنه (ابن حرب) ،فما هو معنى ذلك الوصف؟ هل عرف ابن سبأ بذلك لحرب ما اشترك بها؟ ام انه كان ينسب لشخص يدعى حرب؟ الحقيقة ان الرواية لا توضح هذا الامر وتتركه معلقاً ولا تعلق عليه بتاتاً .
3. تاريخ الرسل والملوك لـ الطبرى (ت 310 هـ)
·الرواية الأولى
يذكر (الطبرى) عبد الله بن سبأ ، فى أحداث عام 35 هـ ، فى ذكر مسير الثوار القادمين من الأمصار إلى المدينة ،فيقول (فيما كتب به الى السري ،عن شعيب عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسى،قال: كان عبد الله بن سبأ يهوديا من اهل صنعاء ، أمه سوداء،فأسلم زمان عثمان ،ثم تنقل فى بلدان المسلمين ،يحاول ضلالتهم،فبدأ بالحجاز ، ثم الكوفة ، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى اتى مصر، فأعتمر فيهم ،فقال لهم فيما يقول: لعجب ممن يزعم ان عيسى يرجع ،ويكذب بأن محمداً يرجع،وقد قال الله عز وجل ( ان الذى فرض عليك القراءن لرادك الى معاد) : فمحمد أحق بالرجوع من عيسى. قال:فقبل ذلك عنه،ووضع لهم الرجعة ،فتكلموا فيها. ثم قال لهم بعد ذلك : انه كان ألف نبى،ولكل نبى وصي ، وكان على وصي محمد ،ثم قال : محمد خاتم الأنبياء ،وعلي خاتم الأوصياء ،ثم قال بعد ذلك : من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله r، ووثب على وصى رسول الله r،وتناول أمر الآمة ؟ ثم قال لهم بعد ذلك ان عثمان اخذها بغير حق ، وهذا وصى رسول الله r،فأنهضوا فى هذا الامر فحركوه ،وابدؤوا بالطعن على امرائكم ،واظهروا الامر بالمعروف ،والنهى عن المنكر ، لتستميلوا الناس، وادعوهم الى هذا الامر ،فبث دعاته ،وكاتب من كان استفسد فى الأمصار وكاتبوه ،ودعوا فى السر إلى ما عليه رايهم ،واظهروا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ،وجعلةا يكتبون إلى الأمصار بكتب يصفونها فى عيوب ولاتهم ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك ،ويكتب أهل كل مصر منهم الى مصر أخر بما يصنعون)[15]
·الرواية الثانية
ويورد (الطبرى) بعد ذلك، ان (عثمان) قد بعث عدد من الرسل للأمصار المختلفة للوقوف على اسباب غضب الناس وسخطهم ، فلما ارسل (عمار بن ياسر) الى مصر(استماله قوم بمصر، وقد انقطعوا اليه منهم عبد الله بن السوداء ، وخالد بن ملجم،وسودان بن حمران، وكنانة بن بشر)[16]
ونلاحظ هنا ان (الطبرى) قد عرف (ابن سبأ) فى هذه الرواية بأنه (عبد الله بن السوداء ) وليس (عبد الله بن سبأ) كما قام بتعريفه فى الرواية السابقة
·الرواية الثالثة
ويتابع (الطبرى) تسميته لـ (عبد الله بن سبأ) بـ ( ابن السوداء ) عند الحديث عن خروج الثوار المصريين الى المدينة فى شوال سنة خمس وثلاثين من الهجرة ،فيقول (خرج اهل مصر فى اربع رفاق على اربعة أمراء ... ولم يجترئوا ان يعلموا الناس بخروجهم الى الحرب،وانما خرجوا كالحجاج ،ومعهم ابن السوداء)[17]
·الرواية الرابعة
ويعود (الطبرى) الى ذكر (ابن سبا) فى رواية تبدو وكأنها تفسير إجمالى مختصر لأسباب الثورة على (عثمان)فيقول
( وكتب الى السرى، عن شعيب ،عن سيف،عن محمد وطلحة ،قالا : لم تمض سنة من امارة عثمان حتى اتخذ رجال من قريش اموالاً فى الأمصار ،وانقطع إليهم الناس، وثبتوا سبع سنين ،كل قوم يحبون ان يلى صاحبهم . ثم ان ابن السوداء أسلم،وتكلم وقد فاضت للدنيا،وطلعت الاحداث على يديه ،فاستطالوا عمر عثمان رضى الله عنه)[18]
تلك هى الروايات الأربع التى يأتى فيها ذكر (عبد الله بن سبا) فى تاريخ الطبرى فى الجزء المتعلق بأحداث الثورة على الخليفة (عثمان بن عفان) ومدى مشاركة (ابن سبأ) فى تلك الاحداث ،ولنا على تلك الروايات عدد من الملاحظات ، وهى:-
أ. ان الروايات الاربع عن شخص واحد وهو (سيف بن عمر التميمى) ، وان بعض تلك الروايات قد رواه (سيف) عن شخص يدعى (عطية) والذى يروى بدوره عن (يزيد الفقعسى)، بينما توجد روايات اخرى يروى فيها (سيف) عن اشخاص اخرين يدعون بـ ( محمد وطلحة) ،وتوجد الكثير من الأراء التى ترى ان هؤلاء الأشخاص الذى يروى عنهم سيف هم أشخاص مجهولون لا يصح النقل عنهم [19]
ب. انه من الروايات الاربعة التى تقدم ذكرها، قد عرف (عبد الله بن سبأ) بأسمه فى رواية واحدة فقط، اما فى الروايات الثلاث الباقية ،فقد عرف بأنه (ابن السوداء) أو ( عبد الله بن السوداء) ، ولا نستطيع ان نجزم بمعنى تلك التسمية، فهل عرف (ابن سبأ) بهذا اللقب كونه كان ابناً لإمرأة سوداء كما جاء فى الرواية الأولى؟ ام ان (عبد الله بن السوداء) الذى ورد اسمه فى الروايات الثلاث هو شخصية مختلفة عن (عبد الله بن سبأ) ؟
وعلى اية حال فأنه من المؤكد ان الاختلاف الحاصل فى اسم زعيم السبئية من أقوى الأسباب التى تشكك فى حقيقة وجوده التاريخى .
ج. انه بالرغم من كثرة الروايات التى يوردها الطبرى عن احداث الفتنة والثورة ضد عثمان بن عفان ،فإن روايات (سيف بن عمر) فقط هى التى تذكر لـ( ابن سبأ) وذلك بالرغم من كون الاثر الذى احدثه ابن سبأ فى اشعال الثورة ضد عثمان ،كان اثراً عظيماً لا يمكن إخفائه أو تجاهله ،وهذا ما يجعلنا نتسائل لماذا سكتت الروايات التى يوردها ( الطبرى) عن الواقدى وابو مخنف لوط بن يحيى وغيرهم من كبار الاخباريين ،عن ذكر (ابن سبأ) ودوره المهم فى أحداث الثورة؟؟ وذلك بالرغم من كون هؤلاء قد ذكروا الكثير من الروايات والأخبار البسيطة والمتواضعة التى لا يمكن أن نقارنها بما ذكره (سيف بن عمر) عن (عبد الله بن سبأ)
د. ان الرواية الثانية التى يذكر فيها (الطبرى) ان ( عثمان) عندما عرف بما يحدث فى الأمصار فأنه أرسل عدد من الرسل ، وأنه بعث (عمار بن ياسر) إلى مصر لمعرفة أخبارها ، حيث تم إستقطابه إلى جماعة الثائرين ضد (عثمان) ، هى رواية ضعيفة عقلاً وغير مقبولة ، وذلك لأن (عمار) كان معروفا بحبه وتشيعه لـ (على بن ابى طالب) ، كما انه كان أحد أهم المعارضين لعثمان من كبار الصحابة فى المدينة ، وكذلك كان (عمار) من ضمن النفر الذين تعرض لهم عثمان وجماعته من الأمويين وألحقوا به الأذى ، فكيف بعد كل ذلك يستخدمه (عثمان) لإقناع الثائرين المصريين بسياسة عثمان؟؟
فالرواية تحاول أن تبرر مشاركة (عمار بن ياسر) فى الثورة على (عثمان) بتأثير (ابن سبأ) عليه، وتغفل أن الخلفية التاريخية والأسباب الواقعية هى التى أدت إلى ان يتخذ (عمار) موقفه هذا من الخليفة الأموي، بل وأن يكون أحد قادة الثورة وزعمائها والداعين إليها.
4. (مقالات الإسلاميين وإختلاف المصلين) لـ ابي الحسن الأشعري ت 330 هـ
يذكر (الأشعرى) عبد الله بن سبأ عند الحديث عن أصناف الشيعة الغالية، فيقول (والصنف الرابع عشر من أصناف الغالية ،وهم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ)[20]
ويوضح بعد ذلك حقيقة إعتقادهم ومذهبهم ،فيقول(يزعمون أن علياً لم يمت ، وانه يرجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة فيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً، وذكروا عنه (اى ابن سبأ) انه قال لعلى عليه السلام: أنت أنت!)[21]
5. (البدء والتاريخ) لـ المطهر بن طاهر المقدسي ت بعد 355 هـ
يأتى ذكر(عبد الله بن سبأ) وفرقة (السبائية) فى الجزء الخامس من كتاب (البدء والتاريخ) لـ ( المطهر بن طاهر المقدسى)، فيقول عند الحديث عن فرق الشيعة (وفرقة تغلوا غلواً شديداً وتقول قولاً عظيماً وهم أصحاب عبد الله بن سبأ يقال لهم السبائية ،قالوا لعلي أنت إله العالمين أنت خالقنا ورازقنا وانت محيينا ومميتنا فاستعظم على ذلك من قولهم وأمر بهم فأحرقوا بالنار)[22]
ومعنى رواية (المقدسى) ، ان (عبد الله بن سبأ ) قد أله (على بن ابى طالب) وجعله الخالق الرزاق والمحيي والمميت ، وان (على) قام بقتلهم حرقاً جزاء لهم على كفرهم وإظهار تجديفهم وبدعتهم .
6. (تثبيت دلائل النبوة) لـ عبد الجبار بن أحمد الهمذاني ت 415 هـ
يورد القاضى ( عبد الجبار) اسم (ابن سبأ) عند الحديث عن فرق الشيعة ،فيذكر ان ( على بن ابى طالب) قد قام بنفى (ابن سبأ) من الكوفة الى المدائن ( فلما قتل أمير المؤمنين عليه السلام قيل لابن سبأ قد قتل ومات ودفن فأين ما كنت تقول من مصيره الى الشام؟
فقال .... لو جئتمونا بدماغه مسروراً لما صدقنا انه قد مات) [23]
ونستفيد من تلك الرواية عدد من النقاط ، وهى :-
·انها تثبت نفى (على بن ابى طالب) لـ (ابن سبأ ) الى (المدائن)
·ان (عبد الله بن سبأ) كان حياً وقت مقتل (على بن ابى طالب)
·ان (ابن سبأ) كان يعتقد بإستحالة مقتل (على)
7. التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع لـ ابن عبد الرحمن الملطي ت 377 هـ
ورد ذكر (عبد الله بن سبأ) فى كتاب (التنبيه) فى باب ذكر الرافضة أصناف إعتقادهم فيجعل الملطى) ابن سبأ وأتباعه من السبئية أولى فرق الشيعة الرافضة، فيقول :
(الفرقة الغالية من السبئية وغيرهم ،وهم أصحاب عبد الله بن سبأ ،قالوا لعلى عليه السلام: أنت أنت . قال : ومن أنا ؟ قالوا : الخالق البارئ)[24]
ويذكر (الملطى) ان (على) حاول ان يردهم عما هم فيه من الضلال والكفر ، فلما اصروا قام بإحراقهم ، وانشد
لما رايت الامر امرا منكرا ... اجحت نارى ودعوت قنبرا [25]
ولا يذكر (الملطى) مصير (عبد الله بن سبأ) وهل تم احراقه كغيره من اتباعه ، ام انه نجا من الحرق وتم نفيه إلى (المدائن) كما تذكر عدد من المصادر الأخرى .
8. (الفرق بين الفرق) لـ ابي منصور البغدادي ت 429 هـ
يأتى ذكر (عبد الله بن سبأ) وفرقته من (السبئية) فى موضعين فى كتاب (الفرق بين الفرق) والذى يعد من أشهر وأهم كتب المقالات والفرق والمذاهب فى تاريخ الإسلام :
اما الموضع الاول، فيذكر فيه (البغدادى) عقيدة الفرقة السبئية،فيقول:
(واما الروافض فأن السبابية (وفى نسخة اخرى السبئية) منهم أظهروا بدعتهم في زمان على رضى الله عنه ،فقال بعضهم لعلى : أنت الإله ،فأحرق على قوماً منهم، ونفى ابن سبأ الى ساباط المدائن ، وهذه الفرقة ليست من فرق أمة الإسلام ،لتسميتهم علياً إلهاً)[26]
اما الموضع الثانى،فكان عند تناول حركة المختار الثقفى وعقيدته ،فيقول (البغدادى):
(ثم ان المختار خدعته السبابية (وفى نسخة اخرى السبئية) الغلاة من الرافضة ،فقالوا له: انت حجة هذا الزمان ،وحملوه على دعوى النبوة)[27]
ولنا على روايات البغدادى) عدد من الملاحظات :-
أ. ان الاسم الذى اطلقه (البغدادى) على اتباع( ابن سبأ) هو (السبابية) او (السبئية) ، ومن البعيد ان يكون الاسم الاول عبارة عن تخفيف للاسم الثانى ، بل ان الارجح ان الاسم الاول قد اطلقه (البغدادى) على تلك الفرقة نظرا لما يقوم اتباعها من (سب) لعدد من الشخصيات والرموز المعاصرة لهم.
ب. ان (البغدادى) يؤكد على كون الخليفة ( على بن ابى طالب) قد قام بإحراق بعضهم ونفى (عبد الله بن سبأ) الى المدائن ، وهى الرواية التى لا تستقيم عقلاً
ج. ان (البغدادى) ينسب الى المختار الثقفى انه اخذ بعدد من العقائد السبئية ان صح التعبير، مثل انه اقتنع بكلامهم بأنه هو (حجة الزمان) وانه (نبى) من الانبياء ، ويقدح فى ذلك انه لم يذكر فى المصادر التاريخية المعتبرة التى تناولت حركة المختار الثقفى ودعوته للمطالبة بثأر الحسين ، اى معلومات عن ارتباط حركته بـ ( عبد الله بن سبأ) او اتباعه ، ولم يثبت من الاساس ان (المختار) قد ادعى انه حجة الزمان او انه نبى مرسل من عند الله .
9. الفصل فى الملل والأهواء والنحل لـ ابن حزم ت 456 هـ
يأتى ذكر (عبد الله بن سبأ) فى موضعين من كتاب ( الفصل) لابن حزم الظاهرى ، الموضع الأول ويتناول فيه ابن حزم تحريف التوراة وتغيير الدين اليهودى الموسوى على يد علماء بنى اسرائيل ،فيعلق ابن حزم على تلك المسألة ،بأن هناك عدد من المحاولات قد جرت لتحريف الدين الاسلامى كما حرف الدين اليهودى، ومن تلك المحاولات ما قام به ( عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء اليهودى الحميرى)[28]
ويوضح (ابن حزم ) العقائد التى كان ابن سبأ يدعو اليها بأنه (نهج لطائفة رذلة كانوا يتشيعون فى على رضى الله عنه ان يقولوا بإلهية على)[29]
اما الموضع الثانى الذى يذكر فيه (ابن سبأ) فى كتاب (الفصل ) ، فيذكر فيه ابن حزم موقف (على بن ابى طالب) من ابن سبأ واتباعه عندما قالوا له (انت الله) ، فيذكر أنه قد استعظم امرهم ، و ( امر بنار فأججت فأحرقهم بالنار... وفى ذلك يقول على رضى الله عنه :
لما رايت الامر امرا منكرا... أججت نارا ودعوت قنبرا)[30]
10. (الملل والنحل) لـ الشهرستانى ت 548 هـ
يُعد كتاب (الملل والنحل) للشهرستانى من أهم الكتب التى تناولت تاريخ الفرق والمذاهب الاسلامية ،وقد جاء ذكر (عبد الله بن سبأ) وفرقته ، عند تناول (الشهر ستانى) لفرق الشيعة ، فيقول ان أحد فرقهم تسمى بـ (السبئية) ويقول انهم (اصحاب عبد الله بن سبأ الذى قال لعلى عليه السلام أنت أنت ، يعنى انت الإله ،فنفاه إلى المداين ،وزعموا انه كان يهوديا فأسلم ، وكان فى اليهودية يقول فى يوشع بن نون وصى موسى ،مثل ما قال فى على عليه السلام، وهوأاول من اظهر القول بالفرض بإمامة على ، ومنه انشعبت أصناف الغلاة ،وزعموا ان علياً حى لم يقتل ، وفيه الجزء الإلهى ولا يجوز ان يستولى عليه ،وهو الذى يجئ فى السحاب ،والرعد صوته ،والبرق سوطه،وانه سينزل بعد ذلك الى الارض فيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً وانما اظهر ابن سبأ هذه المقالة بعد إنتقال على عليه السلام، واجتمعت عليه جماعة، وهم أول فرقة قالت بالتوقف والغيبة والرجعة، وقالت بتناسخ الجزء الإلهى فى الأئمة بعد على )[31]
وتعتبر تلك الرواية من أكثر الروايات التاريخية التى تذكر لنا العقائد التى كان يدعو اليها (ابن سبأ) ، ومن تلك العقائد التى تذكرها الرواية :-
·إلوهية (على بن ابى طالب)
·الوصاية
·إمامة (على بن ابى طالب)
·المهدية
·الغيبة
·الرجعة
·التناسخ
والملاحظة المهمة على نص ( الشهرستانى) ، اننا نلاحظ ان العقائد التى نسبها (الشهرستانى) الى (ابن سبأ) تتعارض مع بعضها بشكل واضح وصريح ، بحيث انه لا يمكن –عقلياً- ان هناك فرقة واحدة قد اعتقدت وامنت بجميع تلك العقائد فى وقت واحد ، فكيف يمكن ان يجتمع الإيمان بألوهية (على) مع الإعتقاد بأحقيته فى الوصاية والإمامة بعد الرسول r ؟ فالأولى ترى ان (على) إله والثانية ترى فيه إنسان ، فكيف اذن يتفق الإعتقادان؟
11. المنتظم فى تاريخ الملوك والأمم لـ ابن الجوزي ت 597 هـ
يأتى ذكر (عبد الله بن سبأ) فى الجزء الخامس من كتاب (المنتظم) ، فى أخبار عام 35 هـ، وينقل (ابن الجوزى) الرواية عبر سلسلة من الرواة التى تنتهى بـ ( سيف عن عطية عن يزيد الفقعسى) وهى نفسها السلسلة التى نقل عنها (الطبرى) عدد من رواياته عن (ابن سبأ) فى تاريخه ، وتذكر رواية (ابن الجوزى) عبد الله بن سبأ فتقول :-
( كان ابن سبأ يهودياً من أهل صنعاء ، أمه سوداء ،فأسلم زمان عثمان، ثم تنقل فى بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم ، فبدأ بالحجاز ، ثم بالبصرة ،ثم بالكوفة، ثم بالشام ، فلم يقدر على ما يريد ، فأخرجوه حتى أتى مصر ،فغمز عثمان بن عفان، وأظهر الأمر بالمعروف ، وكان عمار بمصر فاستماله ابن السوداء وأصحابه ، ودعوه إلى خلع عثمان ، فقدم المدينة )[32]
ونلاحظ ان تلك الرواية هى عبارة عن دمج للروايتين الأولى والثانية اللتان يوردهما (الطبرى) فى تاريخه ، والإختلاف الوحيد بين رواية (ابن الجوزى) وروايتى (الطبرى) ، ان (ابن الجوزى) لا يذكر ان (عمار بن ياسر) قد تم ارساله من قبل الخليفة لتفقد حال مصر،بل ان (ابن الجوزى) يذكر ان ( عمار) كان من الأساس موجوداً فى مصر فى الوقت الذى قدم فيه (عبد الله بن سبأ ) اليها.
12. (الكامل) لـ ابن الأثير 630 هـ
يذكر (ابن الاثير ) اسم (عبد الله بن سبأ) فى أحداث عام 35 هـ ، فصل ( ذكر مسير من سار إلى حصر عثمان) ، فيقول (ان عبد الله بن سبأ كان يهودياً من أهل صنعاء أمه سوداء وأسلم أيام عثمان ثم تنقل فى الحجاز ثم بالبصرة ثم بالكوفة ثم بالشام يريد إضلال الناس فلم يقدر منهم على ذلك فأخرجه أهل الشام فأتى مصر فأقام فيهم وقال لهم (العجب ممن يصدق ان عيسى يرجع ويكذب ان محمد يرجع وقد قال الله عز وجل (ان الذى فرض عليك القران لرادك الى ميعاد) محمد أحق بالرجوع من عيسى .فوضع لهم الرجعة فقبلت منه ثم قال لهم بعد ذلك ( انه كان لكل نبى وصى ، وعلى وصى محمد ، فمن أظلم ممن لم يخبر وصية رسول الله r ووثب على وصيه! وان عثمان أخذها بغير حق فأنهضوا فى هذا الأمر وابدؤا بالطعن على امرائكم ، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تستميلوا به الناس) وبث دعاته ، وكاتب من استفسد فى الأمصار وكاتبوه ، ودعوا فى السر الى ما عليه رايهم ، وصاروا يكتبون الى الأمصار بكتب يصفونها فى عيب ولاتهم)[33]
وتتفق تلك الرواية بشكل شبه حرفي مع الرواية الأولى التى ذكرها (ابن جرير الطبرى) عن (ابن سبأ) ، مما يؤكد ان (ابن الاثير) قد اخذ تلك الرواية من (تاريخ الرسل والملوك) بعد ان حذف السند الخاص بها .
13. (شرح نهج البلاغة) لـ ابن ابي الحديد المعتزلي ت 655 هـ
يذكر (ابن ابى الحديد) عبد الله بن سبأ فى أول الجزء الثالث من شرحه لنهج البلاغة فيقول (و أول من جهر بالغلو فى ايامه عبد الله بن سبأ ، قام اليه وهو يخطب ،فقال له: أنت أنت وجعل يكررها ، فقال له : ويلك ! من أنا؟ فقال: انت الله ، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه)[34]
ويتحدث (ابن ابى الحديد) عن مصير ( ابن سبأ) ومن معه ، فيقول ان (على بن ابى طالب) قد حرقهم بالنار ، وقال
الا ترون قد حفرت حفرا....انى اذا رايت امرا منكرا
وقدت نارى ودعوت قنبرا [35]
ويورد ( ابن ابى الحديد) رواية تقول ان بعض اصحاب (على ؟) ، ومنهم (عبد الله بن العباس) قد شفعوا فى (عبد الله بن سبأ) خاصة، فأطلقه (على) بعد ان نفاه من الكوفة الى المدائن فلما قتل ( على) ، اظهر ( ابن سبأ) غلوه وعقيدته الفاسدة ، ورفض تصديق خبر مقتل (على) وقال (والله لو جئتمونا بدماغه فى سبعين صرة، لعلمنا انه لم يمت ، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه)[36]
ونلاحظ على رواية (ابن ابى الحديد) عدد من الملاحظات:-
أ. ان الروايات التى يذكرها (ابن ابى الحديد ) تتعلق بالعقائد الغالية والشاذة التى كان (عبد الله بن سبأ) يعتقد بها ويحاول نشرها ،ولم تذكر تلك الروايات اى شئ عن مشاركة (ابن سبأ) فى الفتنة والثورة على عثمان
ب. ان الروايات تذكر ان (ابن سبأ) كان يسكن فى الكوفة ثم تم نفيه الى المدائن، وهو ما يخالف الروايات التى ذكرت فى مصادر اخرى متقدمة ، وترى ان اصله يمنياً ثم أستقر بمصر بعدما طاف بعدد من الأمصار الإسلامية من ضمنها (الكوفة)
فهل من المنطقى ان يعود ( ابن سبأ) للاستقرار فى الكوفة بعدما استطاع ان يجد له الكثير من الأتباع والأنصار المقتنعين بفكره وعقائده فى مصر ؟
ج. ان رواية ( ابن ابى الحديد) تذكر ان (على) قد قام بإحراق جماعة ممن نسبوا اليه الالوهية ، وانه ترك زعيمهم (عبد الله بن سبأ) بعد ان قام (عبد الله بن العباس) بالشفاعة له، وهذا الامر لا يستقيم مع ابسط قواعد المنطق والتفكير السليم ،فكيف يقتل (على) جماعة ممن ادعوا الوهيته ويترك زعيمهم الذى حرضهم وشجعهم على ذلك؟
ليس ذلك فحسب ، بل ان (على) يقم بنفى ( ابن سبأ ) الى مكان متطرف فى الدولة، ليتيح له الفرصة لنشر افكاره وعقائده الشاذة المنحرفة .
14. (تاريخ الإسلام) لـ شمس الدين الذهبي ت 748 هـ
يأتى ذكر (عبد الله بن سبأ) فى كتاب (تاريخ الاسلام) لشمس الدين الذهبى فى الجزء الثانى عند الحديث عن عصر (عثمان بن عفان ) وأسباب الثورة عليه ، يقول (الذهبى) :-
(وقال سيف بن عمر ، عن عطية ، عن يزيد الفقعسى ،قال : لما خرج ابن السوداء الى مصر نزل على كنانة بن بشر مرة ، وعلى سودان بن حمران مرة، وانقطع الى الغافقى فشجعه الغافقى فتكلم ، واطاف به خالد ابن ملجم ، وعبد الله بن رزين، واشباه لهم ، فصرف لهم القول ، فلم يجدهم يجيبون الى شئ ما يجيبون الى الوصية ، فقال : عليكم بناب العرب وحجرهم ، ولسنا من رجاله ، فأروه انكم تزرعون ، ولا تزرعوا العام شيئاً حتى تنكسر مصر ، فتشكوه الى عثمان فيعزله عنكم، ونسأل من هو اضعف منه ونخلوا بما نريد)[37]
وتكمل الرواية الحديث عن مخطط (ابن سبأ) واعوانه ، وكيف تم خداع (عمرو بن العاص) وقل خراج مصر ،فقام الخليفة بتعيين (عبد الله بن سعد بن ابى السرح) على جباية الخراج، وكيف ان الخلاف قد وقع بين (عمرو) و(عبد الله بن سعد) ، حتى اضطر (عثمان) فى نهاية الامر الى عزل (عمرو) و(جمع مصر لابن ابى السرح)[38]
ولنا عدد من الملاحظات على رواية (الذهبى) :-
أ. ان الذهبى قد استند فى اخذ تلك الرواية بنفس السند الذى اخذ به (الطبرى) روايته عن (ابن سبأ) ، وهو السند الذى ينتهى الى (سيف بن عمر عن عطية عن يزيد الفقعسى)
ب. بالرغم من كون السند واحد عند (الطبرى) و(الذهبى) ، الا ان هناك الكثير من الامور والاحداث المتعارضة بين روايتى المؤرخين
ج. تؤكد رواية (الذهبى) ان ( ابن سبأ) قد دخل مصر فى عهد واليها (عمرو بن العاص) اى انه دخلها فى الفترة المبكرة من عصر عثمان بن عفان ، وذلك يتعارض مع الكثير من الروايات والاخبار السابقة التى ذكرت ان (ابن سبأ) قد اسلم فى زمن (عثمان) ثم قام بالانتقال فى عدد من الأمصار الإسلامية المختلفة حتى انتهى به المطاف فى مصر، وهو الامر الذى يجعل دخول (ابن سبأ) الى مصر خلال فترة ولاية (عبد الله بن سعد بن ابى السرح) والتى ابتدات على ارجح الاقوال فى عام (27هـ)
د. ان رواية (الذهبى) تجعل من خطة (ابن سبأ) سببا فى قلة خراج مصر فى زمن ولاية (عمرو بن العاص) ، وهو الامر الذى لا يمكن تصديقه ،لان الكثير من الروايات قد عللت قلة خراج مصر زمن (عمرو) وكثرته فى زمن خليفته (عبد الله بن سعد) ، بما قام به الاخير من تشدد وغلظة فى الجباية وبما فرضه من قيود ومغارم على اهل مصر ، ومعنى ذلك ان (جباية الخراج) كانت حدث اقتصادى يتناسب مع السياسات الاقتصادية التى كانت تنتهجها الحكومة الاسلامية ،فكان الخراج يتناسب طرديا وعكسيا مع تلك السياسات وطريقة تطبيقها
ه. ان رواية (الذهبى) تجعل من (ابن سبأ) واعوانه فى مصر ،اصحاب الاختيار لشخص (عبد الله بن سعد) ليخلف (عمرو بن العاص) على ولاية مصر ، وان الخليفة قد استجاب لطلبهم ولم يكن له دور فى عملية الإختيار ، وهذا امر مردود عليه، فلو كان للسبئية فى مصر من القوة ما يجعلهم يختارون واليها،لكان من المؤكد انهم سوف يقومون بأختيار احدهم ليتولى هذا المنصب ، ومن المؤكد انهم لن يختاروا (اخو الخليفة) الذى يزمعون الثورة عليه ليكون واليا عليهم.
15. ابن كثير ت (774 هـ )
يذكر (ابن كثير) عبد الله بن سبأ فى الجزء العاشر من كتابه البداية والنهاية ،فيقول :-
(وقال سيف بن عمر التميمى ، عن محمد وطلحة وابى حارثة وابى عثمان – وقاله غيرهم ايضا – قالوا : لما كان فى شوال سنة خمس وثلاثين ، خرج اهل مصر فى اربع رفاق على اربعة امراء ، المقلل لهم يقول ستمائة ، والمكثر يقول ألف . على الرفاق عبد الرحمن بن عديس البلوى ، وكنانة بن بشر التجيبى ، وعروة بن شييم الليثى ، وسودان بن حمران السكونى ،وقتيرة السكونى ، وعلى القوم جميعا الغافقى بن حرب العكى وخرجوا فيما يظهرون للناس حجاجاً، ومعهم ابن السوداء ، وكان أصله ذمياً ، فأظهر الإسلام وأحدث بدعاً قولية وفعلية قبحه الله)[39]
ولنا عدد من الملاحظات على تلك الرواية:-
أ. ان السند الذى اخذ عنه (ابن كثير) الرواية هو أحد الأسانيد التى اخذ عنها (الطبر ى) إحدى الروايات التى تناولت (عبد الله بن سبأ) ، ولكن نلاحظ ان سند (ابن كثير) قد اختلف عن مثيله فى الطبرى بإضافة كل من (ابى حارثة) و(ابى عثمان)
ب. ان (ابن كثير) لا يحدث فى تلك الرواية ، الدين الذى كان يعتنقه (ابن سبأ) قبل ان يعتنق الاسلام،فهو يورد ان (ابن سبأ) (كان أصله ذمياً) ، وهذا خلاف معظم الروايات التى ذكرت ان (ابن سبأ) كان يعود الى أصول (يهودية ) تحديداً
ج. ان (ابن كثير) لا يحدد ولا يعين العقائد الفاسدة الباطلة التى كان (ابن سبأ) يدعو اليها، بل انه يقول انه (أحدث بدعاً قولية وفعلية)
د. اننا اذا ما وقفنا على النقاط السابقة، وجدنا ان (ابن كثير) كان يتعامل مع شخصية (ابن سبأ) بشكل أكثر عمومية عن غيره من المؤرخين ،فهو لا يحدد أصله ولا يحدد دينه السابق ، وكذلك لا يعين العقائد التى دعا اليها ، ولعل السبب فى ذلك ان (ابن كثير) قد لمس ما يعتري قصة (ابن سبأ) من ضعف وتهافت ، مما جعله يؤثر ان يجمل تلك القصة ولا يفصلها كما يفعل مع غيرها من القصص .
16. (العبر وديوان المبتدأ والخبر فى تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ) لـــ ابن خلدون ت 808 هـ
يأتى ذكر (عبد الله بن سبأ) فى الجزء الثانى من تاريخ (ابن خلدون) عند تناوله لعصر عثمان بن عفان وأحداث الثورة ضده ،فيقول :
(ان عبد الله بن سبأ كان يعرف بـ ابن السوداء وكان يهودياً وهاجر أيام عثمان فلم يحسن إسلامه وأُخرج من البصرة فلحق بالكوفة ثم بالشام واخرجوه بعد ذلك فذهب الى مصر وكان يعترض على عثمان ويطعن فيه ويحرض عليه، ويدعو فى السر الى اهل البيت، ويعتقد بالرجعة ويقول ان محمد r يرجع كما يرجع عيسى r، كما كان يدعو الى الوصية وان على بن ابى طالب هو وصى الرسول r )[40]
ويذكر (ابن خلدون) ان ( ابن سبأ) قد استطاع ان يستميل اليه عدد من الرجال فى مصر ، مثل :-
·خالد بن ملجم
·سودان بن حمران
·كنانة بن بشر[41]
ويتابع(ابن خلدون) ما اورده ( الطبرى) فى تاريخه، من ان (عثمان بن عفان) قد ارسل (عمار بن ياسر) الى مصر لتفقد احوالها ومعرفة اخبارها ، واستطاع ابن سبأ حينذاك ان يضمه الى جانبه[42] ولكن (ابن خلدون) لا يكتفى بأن يروى تأثير (ابن سبأ) على عمار بن ياسر ،بل انه يؤكد انه اثناء وجود ابن سبأ فى الشام،انه قد استطاع ان يؤثر على مجموعة من كبار الصحابة الموجودين بها، ومنهم:-
· ابو الدرداء
· ابو ذر الغفارى
· عبادة بن الصامت[43]
وان ابن سبأ قد استطاع ان يقنع ابى ذر الغفارى بالكثير من عقائده وافكاره السياسية ،حتى انه ( اغرى به معاوية ليعيب عليه)[44]
ولنا على ذلك عدد من الملاحظات:-
أ. ان رواية (ابن خلدون ) تتفق بشكل شبه حرفى مع رواية الطبرى الاولى عن (ابن سبأ) ولذلك فأن الاحتمال الاغلب ان تلك الرواية قد اخذها (ابن خلدون) من تاريخ الرسل والملوك
ب. ان ابن خلدون بالرغم من كونه صاحب مدرسة تاريخية تعلي من منزلة النقد التاريخى للرواية، الا اننا نجده يتابع(الطبرى) فيما اورده عن ارسال (عثمان) لـ (عمار بن ياسر) ليتفقد الاحوال فى مصر، وهو الامر الذى يخالف المنطق السليم
ج. ان (ابن خلدون) لا يقر بتأثير (ابن سبأ) على (عمار) فحسب ، بل انه يجعل منه سبباً مباشراً فى انكار (ابى ذر) على سياسات (معاوية بن ابى سفيان) المالية فى الشام، و(ابن خلدون) بذلك ينفى الخلفية الاجتماعية والدينية والقيمية التى شكلت فكر ( ابى ذر الغفارى) ويجعل انتقاده لمعاوية مجرد احد تأثيرات (ابن سبأ)
د. ان الصحابة الذين ذكر (ابن خلدون) ان ابن سبأ قد استطاع ان يؤثر عليهم، وهم (عمار بن ياسر-ابى ذر الغفارى-ابو الدرداء-عبادة بن الصامت) ، هم من اكثر الصحابة الذين عرفوا بتواضعهم وزهدهم وبعدهم عن ملذات الحياة والتكالب على الولاية والسلطان ، كما ان هؤلاء النفر قد عرفوا بغزارة علمهم وتدينهم وسابقتهم فى الاسلام ، فمن غير المعقول ان يتمكن ابن سبأ اليهودى الاصل ان يغرر بهم جميعا وان يبدل افكارهم ويغير من عقائدهم فى فترة قصيرة من الزمن .
17. (معجم التعريفات) لـ على بن محمد الجرجاني ت 816 هـ
يعرف ( الجرجانى) فرقة السبئية بأنهم (أصحاب عبد الله بن سبأ ، قال لعلى رضى الله عنه : أنت الاله حقا فنفاه على الى المدائن)[45]
ويكمل (الجرجانى) تعريفه وتبيانه لعقائد وافكار السبئية ،فيقول انهم لا يعتقدون بموت على، وان ( عبد الرحمن بن ملجم) قد قتل شيطانا تصور بصورة على ، وان (على) فى السحاب وان (الرعد صوته والبرق سوطه)[46]
ويضيف (الجرجانى) ان اتباع (السبئية) يعتقدون ان (على) سوف ينزل الى الارض ويملؤها عدلا[47]
· ملاحظات عامة حول (عبد الله بن سبأ)
1. لاحظنا ان فى معظم الروايات التى اوردناها فى الصفحات السابقة ، ان أكثر الأخبار التى عرفناها عن (عبد الله بن سبأ) قد جائت ووصلت الينا عن طريق (سيف بن عمر التميمى) الذى يكاد ينفرد برواية اخبار( ابن سبأ)
فما هو راى علماء الجرح والتعديل وعلماء الحديث فى (سيف بن عمر) ؟
يرى ( ابو زرعة الرازى) المتوفى فى عام 264 هـ ، ان (سيف بن عمر) (ضعيف الحديث) [48]
ويضع (احمد بن شعيب النسائى) المتوفى فى عام 303هـ سيف فى قائمة الضعفاء[49]
وكذلك يضعه (ابن حماد العقيلى المكى) المتوفى فى عام 322هـ فى كتابه الضعفاء الكبير[50]
اما (ابن حبان البستى) المتوفى فى عام 354هـ ، فيرى ان سيف (كان يضع الحديث واتهم بالزندقة)[51]
ويضع (الجرجانى) المتوفى فى عام 365هـ ، سيف فى قائمة الضعفاء فى كتابه الكامل فى ضعفاء الرجال[52]
اما (ابن شاهين) المتوفى فى عام 385هـ ، فيروى عن (يحيى بن معين) تضعيفه لسيف وقوله عنه (فلس خير منه)[53]
وكذلك يرى ( الدار قطنى) المتوفى فى عام 385هـ ، ان سيفاً (متروك الحديث) [54]
اما (الحاكم النيسابورى) المتوفى فى عام (405 هـ) ، فيذكر ان سيف (اتهم بالزندقة وهو ساقط فى رواية الحديث)[55]
ويرى ( ابو نعيم الاصبهانى) المتوفى فى عام 430 هـ ، ان سيف (متهم فى دينه ، مرمى بالزندقة ، ساقط الحديث ، لاشئ) [56]
اما (الذهبى) المتوفى فى عام 748 هـ ، فيذكر فى كتابه (المغنى فى الضعفاء ) ان سيف (متروك باتفاق )[57] ، ففى كتابه الأشهر (ميزان الاعتدال فى نقد الرجال )يذكر ان سيف (يروى عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وجابر الجعفى، وخلق كثير من المجهولين )[58]
اما ( ابن حجر العسقلانى) المتوفى فى عام 852 هـ ، فيذكر ان سيف كان (يروى المقاطيع)[59]
ومعنى ذلك كله ان (سيف بن عمر التميمى) ليس بثقة ، ولا يمكن ان نسلم بروايته دون ان نعمل فيها النقد والفحص والتمحيص .
ثم ان امانة سيف ليست هى النقطة الوحيدة التى اخذها عليه علماء الجرح والتعديل بل اننا وجدنا من العلماء من اتهمه بالزندقة والخروج عن الدين نفسه
ثم اننا اذا ما رجعنا لعدد من الروايات التى يذكرها ( سيف) فى مواضيع اخرى غير موضوع (عبد الله بن سبأ) ، اتضح لنا ان هواه قد دخل فى اختلاقه لقصة (ابن سبأ) واعطائه دور كبير فى احداث الثورة ضد عثمان
فيذكر ( الذهبى) ان (سيف بن عمر) قد روى حديث يقول ( اذا رايتم الذين يسبون اصحابى فالعنوهم)[60] ، وهذا الحديث منكر غريب ،فماذا كان هدف سيف اذن من روايته غير التأكيد على قدسية الصحابة وابعادهم كل البعد عن سهام الطعن والتشكيك ،تلك السهام التى زادت وكثرت وقت الثورة ضد عثمان والفتنة الكبرى ، لأن الصحابة هم الذين اشتركوا فى الثورة وخططوا لها، فيكون حينذاك اختلاق شخصية مثل شخصية (عبد الله بن سبأ) بمثابة حل مثالى لابعاد كل شبهة عن الصحابة وإلصاق كل التهم التى وجهت اليهم فى شخص شخصية أسطورية لا وجود لها ، ولا يوجد لها معين او صاحب ليدافع عنها.
وتتضح معالم شخصية ( سيف بن عمر) بشكل أكبر عندما نرجع الى الرواية التى يذكرها (الذهبى) والتى جاء فيها عن (سيف) ان الرسول قبل الهجرة الى المدينة كان يعرض نفسه على القبائل بمكة (فإذا قالوا : لمن الملك بعدك؟ امسك، لانه لم يؤمر فى ذلك بشئ ، حتى نزلت (وانه لذكر لك ولقومك) فكان بعد اذا سئل قال : لقريش فلا يجيبونه حتى قبلته الانصار) [61]
والرواية غريبة منكرة،ويوضح (الذهبى) بعد ان يوردها ان هناك العديد من الروايات التى تتناول هذا الموقف ولكنها اصح منها[62]
وهذه الرواية توضح هوى سيف (القرشى) ، واعتقاده بأحقية قريش المطلقة فى الحكم والسلطان ،وهو ما تعارض بشكل واضح مع العصبيات القبلية الاخرى فى زمن عثمان بن عفان ، ولذلك فإن سيف قد جعل من (عبد الله بن سبأ) من اصول يمنية يهودية لابعاده كل البعد عن قريش المالكة الشرعية للحكم، فيكون بذك (ابن سبأ) ومن معه مجموعة من الخونة ضعاف النفوس ، تحركهم المطامع والاهواء والاحقاد الدفينة لهدم الإسلام وزعزعة دولة الخلافة .
2. انه بالرغم من كون الإتجاه الشيعى العام يرفض قبول حقيقة الوجود التاريخى لشخصية (عبد الله بن سبأ ) ، الا اننا نجد ان هناك بعض من المصادر الشيعية تذكر (ابن سبأ) وتبين غلوه فى الاعتقاد بـ ( على بن ابى طالب)[63]
ويورد (مرتضى العسكرى) اهم الروايات التى ذكرت (عبد الله بن سبأ) فى كتب الشيعة ، وهى:-
·ابن شهر اشوب المتوفى فى عام (588هـ) فى كتابه (المناقب)
·التفرشى المتوفى عام (1044 هـ) فى كتابه (نقد الرجال)
·الاردبيلى المتوفى بعد عام (1100 هـ) فى كتابه (جامع الرواة)
·المجلسى المتوفى فى عام (1110هـ) فى كتابه (بحار الانوار)
·الحر العاملى المتوفى فى عام ( 1104 هـ ) فى كتبه (تفصيل الوسائل ) [64]
ويبرر (مرتضى العسكرى) وجود ذكر (ابن سبأ) فى هذه الكتب وغيرها من كتب الشيعة ،بأن اصحاب هذه الكتب قد اعتمدوا فى روايتهم لـ (ابن سبأ) على الاقتباس من كتاب ( معرفة الناقلين ) المعروف بـ (رجال الكشى) لـ الكشى المتوفى فى حدود عام 340 هـ ، ثم يبين (مرتضى العسكرى) ضعف كتاب رجال الكشى وتضعيفه من قبل علماء الشيعة بحيث لا يجوز الاعتماد عليه والنقل عنه بشكل مطلق [65]
اذن ، فكما ان اغلب الروايات السنية التى وردت عن ( عبد الله بن سبأ) قد جائت من طريق واحد وهو طريق (سيف بن عمر التميمى) ، فإننا نجد ان الروايات الشيعية عن (ابن سبأ) قد جائت من طريق واحد ايضاً، وهو طريق (الكشى)، وكما ضعف علماء الجرح والتعديل (سيف) ورواياته ، فأن نظرائهم من علماء الشيعة قد ضعفوا كتاب ( رجال الكشى)
3. انه حتى لو استندنا الى الروايات التى يرويها (سيف بن عمر) وغيره عن ( عبد الله بن سبأ) واعتمدناها وعولنا عليها ، لوجدنا ان شخصية (ابن سبأ) قد جمعت من المتناقضات ما لا يمكن تقبله او الاعتماد عليه فى تفسير حدث تاريخى ضخم وبعيد النتائج مثل ثورة الامصار
فإذا ما رجعنا للروايات التى اوردناها فى الصفحات السابقة، لوجدنا ان الخلاف يحيط بأسم الشخصية نفسها ،فهو (عبد الله بن سبأ) فى بعض الاحيان و (عبد الله بن السوداء) فى البعض الاخر، كما انه سمى بـ ( ابن حرب) فى رواية (ابن كثير)
وهناك اختلاف فى دينه الأصلى قبل ان يعتنق الاسلام ،فهو (يهودى) فى بعض الروايات وفى روايات اخرى (ذمى) اى من الممكن ان يكون يهودياً او مسيحياً او مجوسياً بالمعنى الاصطلاحى للكلمة فى ذلك العصر
ثم ان العديد من الروايات تذكر ان أصله من (اليمن) وبذلك يوحى أسمه ، ولكن فى الوقت ذاته فإن مجال نشاطه وحركته وحشده للثوار كان فى اماكن بعيدة كل البعد عن (اليمن) مسقط راسه ، والتى من المفترض ان تكون حجر الأساس فى تكوين دعوته
وتوقيت إسلامه به إختلاف ،فهل كان ذلك فى أواخر عهد ( عمر) وأوائل عهد (عثمان) ام كان فى أواخر عهد (عثمان) ،فإذا ما كان إسلامه فى النصف الثانى من عهد عثمان كما تذكر الكثير من الروايات ، فكيف استطاع ان يجوب جنبات العالم الإسلامى بتلك السرعة بحيث يسافر إلى (المدينة-البصرة-الكوفة-الشام-مصر) ، مع ملاحظة ان الروايات تذكر انه كان يمكث فى كل مدينة بعض الوقت ليحاول اجتذاب اهلها الى عقيدته وافكاره المنحرفة .
والإختلاف الأكبر فى شخصية ابن سبأ ، كان حول وفاته ، وهل قتله (على بن ابى طالب) حرقاً أم نفاه إلى المدائن؟؟ ، وكيف يفعل ( على) ذلك ويبعده الى منطقة مثل (المدائن) وهى الحديثة العهد بالإسلام والتى ما زالت فى هذا الوقت مشبعة بالعقائد المزدكية والمانوية والزرادشتية والتى قد يجد فيها (ابن سبأ) مرعى خصب لأفكاره؟
كما نلاحظ ان الخلاف لم يقتصر على (ابن سبأ) وحده، بل تعدا ذلك ليصل الى فرقته واتباعه ، فبعض الروايات تسميها (السبئية) والبعض الأخرى يسميها( السبائية) بينما نجد ان هناك عدد من الروايات يسميها (السبابية )، ويرى (الدكتور / عبد العزيز الهلابى) ان تلك الاختلافات بين اسم تلك الفرقة فى الروايات والنصوص المختلفة من الممكن ان نخلص منها بـ ان السبائية لم تطلق على فئة لها (هوية سياسية معينة او مذهب عقائدى محدد ولكن من المؤكد انها عندما تطلق على قوم يقصد بها الذم والتعبير) [66]
4. انه من اهم الاراء التى خلص بها الباحثون المعاصرون حول قضية (عبد الله بن سبأ) ، نجد راى السيد مرتضى العسكرى فى كتابه (عبد الله بن سبأ واساطير اخرى)
فهو يخلص نهاية بحثه ان عبد الله بن سبأ شخصية وهمية مختلفة ، وانه من الممكن ان يكون (سيف بن عمر التميمى) قد قام بتصحيف اسم ( عبد الله بن وهب السبائى) ونسب اليه عدد من القصص ، لتتكون بذلك شخصية (عبد الله بن سبأ) [67]
[1] د/ سعد الهاشمى، ابن سبأ حقيقة لاخيال،مكتبة الدار،المدينة المنورة،د.ت، صـ8-9
[2] د/حسن ابراهيم حسن،زعماء الاسلام،صـ49
[3] د/محمد بن عبد الله الغلبان،فتنة مقتل عثمان بن عفان،صـ125
[4] د/محمد امحزون ،تحقيق مواقف الصحابة ،صـ213-228
[5] صادق ابراهيم عرجون،عثمان بن عفان،صـ31
[6] د/سعد الهاشمى ، ابن سبأ حقيقة لاخيال،صـ7
[7] د/سعد الهاشمى،ابن سبأ حقيقة لاخيال،صـ7
[8] راجع مرتضى العسكرى،خمسون ومئة صحابى مختلق،ط6،دار الزهراء،بيروت،1991م،جـ1،صـ 70 ؛عبد الله بن سبأ واساطير اخرى،ط6،دار الزهراء،بيروت،1991م،جـ2،صـ381
[9] د/عبد الله فياض ،تاريخ الامامية،ط3،تقديم:- محمد باقر الصدر،مؤسسة الأعلمي للمطبوعات،بيروت،1986م،صـ92-110
[10] د/عبد العزيز صالح الهلابى ، عبد الله بن سبأ ( دراسة للروايات التاريخية عن دوره فى الفتنة )،حوليات كلية الأداب،الكويت،1987م، صـ9
[11] د/ سعد الهاشمى، ابن سبأ حقيقة لا خيال ،صـ9-22
[12] د/عبد العزيز صالح الهلابى،عبد الله بن سبأ (دراسة للروايات التاريخية عن دوره فى الفتنة) ،صـ13
[13] ابى جعفر محمد بن حبيب ،المحبر،صـ308
[14] الجاحظ،البيان و التبيين،ط7،تحقيق و شرح:- محمد عبد السلام هارون،مكتبة الخانجي،القاهرة،1998م،ج،ص
[15] الطبرى،تاريخ الرسل والملوك،جـ5،صـ147
[16] الطبرى،تاريخ الرسل والملوك،جـ5،صـ148
[17] الطبرى،تاريخ الرسل والملوك،جـ5،صـ152
[18] الطبرى ،تاريخ الرسل والملوك،جـ5،صـ185
[19] راجع الامينى،الغدير،جـ8،صـ459
[20] ابو الحسن الاشعرى،مقالات الاسلاميين،تحقيق:- محمد محي الدين عبد الحميد،المكتبة العصرية،بيروت،1990م،ج1،صـ86
[21] ابو الحسن الاشعرى،مقالات الاسلاميين،ج1،صـ86
[22] المطهر بن طاهر المقدسى،البدء والتاريخ ،جـ5،صـ125
[23] عبد الجبار بن احمد الهمذانى،تثبيت دلائل النبوة،تحقيق و تقديم:- د/عبد الكريم عثمان،دار العربية،بيروت،د.ت،جـ2،صـ549
[24] الملطى،التنبيه والرد على اهل الاهواء والبدع،تقديم وتحقيق و تعليق:- د/محمد زينهم محمد عزب،مكتبة مدبولي،القاهرة،1993م،صـ16
[25] الملطى،التنبيه والرد على اهل الاهواء والبدع،صـ16
[26] البغدادى، الفرق بين الفرق ،صـ44
[27] البغدادى،الفرق بين الفرق،صـ73
[28] ابن حزم،الفصل فى الملك والاهواء والنحل،تحقيق:- د/محمد ابراهيم نصر و د/عبد الرحمن عميرة،دار الجيل،بيروت،د.ت،جـ1،صـ326
[29] ابن حزم،الفصل فى الملك والاهواء والنحل،جـ1،صـ326
[30] ابن حزم،الفصل فى الملك والاهواء والنحل،جـ5،صـ47
[31] الشهر ستانى،الملل والنحل،جـ1،صـ166
[32] ابن الجوزى،المنتظم فى تاريخ الملوك والامم،جـ5،صـ49
[33] ابن الاثير ،الكامل،جـ3،صـ46
[34] ابن ابى الحديد،شرح نهج البلاغة،جـ3،صـ6
[35] ابن ابى الحديد،شرح نهج البلاغة،جـ3،صـ6
[36] ابن ابى الحديد،شرح نهج البلاغة،جـ3،صـ7
[37] الذهبى،تاريخ الاسلام،جـ2،صـ235
[38] الذهبى،تاريخ الاسلام،جـ2،صـ235
[39] ابن كثير ،البداية والنهاية،جـ10،صـ277-278
[40] ابن خلدون،العبر،جـ2،صـ587
[41] ابن خلدون،العبر،جـ2،صـ587
[42] ابن خلدون،العبر،جـ2،صـ588
[43] ابن خلدون،العبر،جـ2،صـ588
[44] ابن خلدون،العبر،جـ2،صـ588
[45] الجرجانى،معجم التعريفات،تحقيق و دراسة:- محمد صديق المنشاوي،دار الفضيلة،القاهرة،د.ت،صـ101
[46] الجرجانى،معجم التعريفات،صـ101
[47] الجرجانى،معجم التعريفات،صـ101
[48] ابو زرعة الرازى،الضعفاء والكذابين والمتروكين،تحقيق:- أبو عمر محمد بن علي الأزهري،الفاروق الحديثة للطباعة و النشر،القاهرة،2009م،صـ72
[49] ابى عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائى،كتاب الضعفاء والمتروكين،تحقيق:- مركز الخدمات و الابحاث الثقافية،مؤسسة الكتب الثقافية،بيروت،1985م،صـ123
[50] ابى جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلى المكى،الضعفاء الكبير،تحقيق:- د/عبد المعطي أمين قلعجي،دار الكتب العلمية،بيروت،د.ت،جـ2،صـ175
[51] ابن حبان البستى،المجروحين من المحدثين ،جـ1،صـ439
[52] ابى احمد عبد الله بن عدى الجرجانى، الكامل فى ضعفاء الرجال،دار الكتب العلمية،بيروت،د.ت ،جـ4،صـ507
[53] ابى حفص عمر بن احمد بن شاهين،تاريخ اسماء الضعفاء والكذابين،تحقيق:- د/عبد الرحيم محمد أحمد القشقري،صـ100
[54] ابو الحسن على بن عمر الدارقطنى البغدادى،الضعفاء والمتروكون،دراسة و تحقيق:- موفق بن عبد الله بن عبد القادر،مكتبة المعارف،الرياض،1984م،صـ243
[55] الحاكم النيسابورى،المدخل الى الصحيح،دار الامام أحمد،القاهرة،2009م،جـ1،صـ171-172
[56] ابو نعيم الاصبهانى،الضعفاء،صـ91
[57] شمس الدين الذهبى،المغنى فى الضعفاء،جـ1،صـ419
[58] الذهبى،ميزان الاعتدال فى نقد الرجال،دار الكتب العلمية،بيروت،1995م،جـ3،صـ353
[59] ابن حجر العسقلانى،لسان الميزان،دار البشائر الإسلامية،بيروت،2002م،جـ4،صـ222
[60] الذهبى،ميزان الاعتدال فى نقد الرجال،جـ3،صـ354
[61] الذهبى،ميزان الاعتدال فى نقد الرجال،جـ3،صـ353
[62] الذهبى،ميزان الاعتدال فى نقد الرجال،جـ3،صـ353
[63] راجع على سبيل المثال،ابن شهر اشوب،مناقب ال ابى طالب،ط2،دار الأضوا،بيروت،1991م،جـ1،صـ325
[64] مرتضى العسكرى،عبد الله بن سبأ واساطير اخرى،جـ2،صـ178
[65] مرتضى العسكرى،عبد الله بن سبأ واساطير اخرى،جـ2،صـ179-180
[66] عبد العزيز الهلابى،عبد الله بن سبأ،صـ48
[67] مرتضى العسكرى،عبد الله بن سبأ واساطير اخرى،جـ2،صـ381