أعتذر عن كل شيء قلته لك،
وعن كل لقاء وقبلة
وكل كلمة حب..
فقبل أن تزورني فراشة ذات صباح،
كنت أعتقد أنك أحببتني،
وأني عرفت كل تفاصيل الحب.
لكن تلك الفراشة غيرتني،
وأثبتت سطحية كل نظرياتي،
وحدود مفاهيمي عن الحب.
فقط بحركة بسيطة،
من أجنحتها التي لا تهدأ

قطرات المطر تهزمني
حين أمر خجولا أمام زهرة
الصباح..
ملقاة   بعبقها على حبل الغسيل
تتصيّد أشعة الشمس ..
تلاعب ضفيرتها الوردية ..
باحتراس...
مخافة السقوط في بركة الغرور
مهابة الوقوع في يد لا  ترحم
أختلس الفراغات...
ألوي المسافات...

بعد أن نفقد كل شيء،
ماذا يبقى لنا غير الصلاة
أو الرقص الغريب والمضحك،
كأنثى السرطان اليائسة،
حين ترمي بيوضها قبل أن يقتلها الموج.
وبعد أن تُنزع القيود عنا،
ماذا يبقى غير أثرها على أيدينا،
والألم الذي يتلاشى ببطء..
وبعد أن نغمض عيوننا تحت التراب،
ماذا يبقى غير من أحبونا بصدق،
ليتذكروا لحظات وجودنا،

آمنت بالسير في البِرَك
في زمن تنصّلَ من ذاته
يُسرج خيل العداوة  القديمة
يلقي
في أحواضي أسماله
يُهرج بهزائمي
ويعلن الشعوذات
سؤال يدمرني
كيف اجتاز الصقيعَ
بأنفاقه الباردة
يفقأ نبْع الضياء

بسفرنا على ظهر العراء صنعنا للغوغاء
تحايلا يشبه لمح البرق
وهيئنا الدروع من وبر البعاد  لمشاتل الرمال
ونصبنا الحلم بصفاء الالوان في مغارات الحروف
وسقنا  الطّاوي من القوم الى مخفر الارتزاق
فحين زارنا اليتم ماشيا على عمدٍ نخرته الهاوية
صفقنا للزوال منبطحا على هوانا
وقلنا لساقي المرارة
جرعة أخيرة تهدينا إلى مصب الليل
فإما طعنة غدر تردي الالم
وإما ربطة حبل تطرح بؤبؤ العين بين الارجل

معك الموتُ حيَاه
فلماذا نشْخِصُ الأبصارَ من أين سيأتي
وأنا أعلمُ إذ أصغي الى الآفاقِ
تخضَلُّ  بأسرارِ المياه ،
أنني أنزل للنهر رويداً 
لست أدري
هل تغشّتْني سكينةُ مبتدى الأشياءِ
فانسَلَّ مع الماءِ سؤالي النهرَ
عن كيفَ ؟
وأيّانَ ؟
وماذا ؟ مبتداه ،

كنا نفتقد الأحلام ونتحرى اليها مراكب الشعر
والآن نحن تائهون في ضبابه أكثر من ذي قبل 
تتخاطف من حولنا شهب الأحلام المتمهلة دانية:  
ذلك الذي يجوب البلدان 
ذلك الذي يستقل المراكب 
يحضر الحفلات السيمفونية 
يجوب المعارض 
يقتني الكتب ..
أحيانا أكتب الشعر عني أنا وعنها هي ودخان السيجار الكوبيّ
وأحيانا أكتب عن حلم آخر قديم ليس يسير المنال: 
عن أخي الذي يصغرني بعام أو يزيد 

 و اقتفي  شرفات هذا المقهى..
عبرتُ بوابة العشق والسهادْ
فتنبعث رائحة المطر ..
من بلادي:وأنا
اسمي كل جميل: باسم المطر
 وأنادي :أيا مطر
  أنا من انتظر
نورسا يبوس  أوراق الشجرْ
يدق الحصى ..
والمطر رذاذ يأتي من غابات بعيدة.
من ردهات قلبي المفعم بحب  البلادات  السعيدهْ

وماذا لو تعفن لسان الريح بمكر الليل
قبيل اندحار العاصفة... بين الجماجم العارية.....
خلف انبهار السكون القاتل ...
وشرفتي مترعة على الوهم
لجرّ من بعده ويلات شؤم تعرف الازل
ونفث أوراق الخريف بالاصفرار ...
 
للريح لكْنة الصمت حين يمر مهرولا
وللصمت شبهة بالجمود حين  يتراقص الفضاء
ونور القنديل باهت أمام ومض الغروب...
ولا سراب حلم   يغتسل   بعسل الخلود..
 

على جدران الصمت الدافئ
رسمت قلاع الشمس و الألم
قنديلا يطفئ نور الشعر
وسماءً لا لون فيها
لا طير
...
على جدراني   
هذا الصمت
خط بأنملة
إنجيلا من صهيل الخوف
لا أدري أيا وحدي

وحدك يعرفك النبض
ولك وحدك أمطرت عيناي عشقا
وأنا هنا في اشتياق
أضمد الجرح
ولو أنه من الجرح عطاء
ومن النار نور و ضياء
ومن رعشة البكاء
أضحت دموعي عاصفة شتاء
متعبة هذا المساء
بثقل وعود ظننتها من السماء
أنا أبكي ومهدد وجودي بالفناء

نصبت فخا للكلمات
لأوقعها في شرك نظمي
فكانت أدهى وأذكى
أوقعتني في هواها
ثم حادت عن طريقي
وأنا في أوج الحريق
غادرتني في مخاضي
عاقبتني بالبعاد
كلما رجوت نظما
لم أنل غير السهاد
فقلت سيدتي عفوا

أجلس القرفصاء...
على صخرة الموت..
على عتبة بحر حزين...
أصطاد الكلمات..
الاختلاط..الاختلاط...
يعلوك يا بحري...
هاتوني مكنستي لأجفف ماءه...
هاتوني قواربي لأغير وجهته...
أدندن....
أهمهم....
أولول....

لما جرأتني عيناي
وانبريت لنهب سر سدفها الهلامي؛
خذلتني نظارتي،
فلبثت أتعلم أبجديات البين
بشكل جديد.
خبرتني نوارس الشاطئ القفر
إلا من سماء مطروزة
بغيم هارب،
تشظى،
وهجير اعتل
برذاذ من بلور مملح،

إحلمي قليلا بي،
و بعصفور يغني فوق شجرة التوت
إحلمي بي و لا تنتظريني،
فأنا أعرف طريق العودة إليك،
كما يعرف طائر السنونو،
طريقه إلى الجنوب في الشتاء
وكما تعرف فراخ السلمون،
ينبوع  ولادتها عبر المحيط المظلم
لا أريد منك،
 سوى أن تحلمي بي قليلا،
كحلم عصفور صغير بالطيران،

أعلن قاضي البساتين
 محاكمة الأزهار
قد حملت النحل
جنيناً من سفَّاح
 
انتشر الخبر
وهاج الزهر
وكثر الهمس
وصاح الجميع
مطلبنا الإصلاح
 

في هذا الانحدار النغم تجاه الجنون
جاءت على نافذة الوحي تطرق الغياب وبابه
تتصاعد يوما تشرق... ويوما اخر تتضاءل أنوارها
تستفحل وردة تسكن هذا الخراب
تلك الإغفاءة تسأل عن دار الحرب ونزلائها
تستغرب غرابة سؤال البحث هذا
وساحتها توجهها صحيفة السلام وتفتحها
ما هذا الوجع المنقض على صفحاتي ؟
ما هذا الألم ؟
من مبلغ موسيقاي وأوثار عودي عن
 تلك الأقنعة

استقيمي بلدي
أنا المخبولة بمدائنك
دعيني أختمرْ في فنجانك
أصحّحُ مساري
ومن قرابيني  أنسج لغة الغد
أفك طلاسم العِزى
تُفرخ في مجمر القلب
دودة التقشف
أنا المطوّقة بديجور الفلوات
عابرةٌ سبيل الكهنة
بعرْض سماوا ت الفقر