قالتْ بوجوم :لا زال صدّى قَهْقَهته السّاخرة يَطّن في أذُنْي
قُلْتُ.. وأنا التقط يدها الباردة:
- هوّني عليكِ ...
…….
داهمنْي ذبُولها ، وأحسستُ ببرودة جسدِها تتسرْبُ إلى أطْرافي ...
- هل أستحق منه كل هذا الإجحاف؟؟
وأنا التي عشتُ طُفولتي، وأُنوثتي معه
أنا التي أدمنت صوته .. وتغنيت بعشقه...
أنا التي التهمت السنين زهرة شبابي، وأنا أعينه وأسانده حتى صار له " شان وشنشان"..
هل هذا جزائي ؟؟
اختنقت كلماتها و بلوعة المكلوم .. قالت :
- زوجة جديدة.. !!
وأنا التي لم أقصر فيه يوما، ووقفت معه في الحلوة والمرة
تنهدّت.. وأخذت نفسا عميقا .. وبصوت يائس التّحف شجون الكون ..قالت :
أولادي ربيتهم من "حبات عينيّ"، لَمْ أسأله يوماً فوق طاقته؟؟
كنت أدبر شؤون بيتي بالموجود دون حسيب مني ولا رقيب...
أكملت، ويدها ترتجف كالعصفور الذبيح في يدي:
- فيمَ قَصّرت هااا .. والله لًمْ أقصّر في أيّ مِنْ حقوقهِ
كُلّ هذا ..والآن جاء يطْلبُ مغْفرتْي ..!!
امتقعَ لونها وهي تَقول:
لاااااا..لااا ...لا ..لن أغْفِر..!!
اجتاحتني قشعريرة جديدة سرت كالتيّار في جَسَدي .. وتمْتمْتُ راضيةً بِحَظْي :
عشرون عاماً .. دق فيهما القلب ولم ينتهِ العمر بعد..!!