"لقد غدا التواصل الصوت الوحيد القادر على توحيد عالم فقد كل مرجعياته"
يورغن هابرماس
"لا تجد الفلسفة أي ملجأ نهائي في التواصل"
1دولوز-غتاري
تقديم
عبّر جيل دولوز في عدة مناسبات عن عدم احتماله للكلام وللمحادثة، وعن رفضه لأسلوب الاسئلة والأجوبة المصاغة لتغذية الثنائيات، سواء تعلق الأمر بالكتابة، بندوة، بمائدة مستديرة أو استجواب. امتدّ هذا الرفض وعدم الإحتمال إلى مفاهيم "التواصل" و"الحوار" و"المناقشة"، وإلى التصورات المرتبطة ب"الفعل التواصلي". تجد هذه المفاهيم والتصورات، الآن، رواجا كبيرا بفضل تطور وسائل الإتصال وتكنولوجيا الإعلام، بل أصبح الرهان معقودا عليها لتأسيس الفعل الإجتماعي والسياسي والأخلاقي، والسير بالتنوير -الذي لم يكتمل- إلى "التأسيس النهائي". هكذا غدا التواصل، مثلا، مع الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس "الصوت الوحيد القادر على توحيد عالم فقد كل مرجعياته".
لا يتفق جيل دولوز مع نظرة هابرماس إلى "فعل التواصل"، لذلك صاح قائلا:
" نحن لا نفتقر إلى التواصل، بل العكس نتوفر على الكثير منه، بل نفتقر إلى الإبداع. نفتقر إلى مقاومة الحاضر"(1).
1- آراء يورغن هابرماس حول التنوير والحداثة
اندهش يورغن هابرماس من دخول المعماريين إلى مهرجان البندقية Venesia بإيطاليا بعد السماح للرسامين والسينمائيين، أثناء إلقائه لخطاب يوم 11 سبتمبر 1980 في باولسكيرش بمناسبة تسلم جائزة أدورنو التي تمنحها مدينة فرنكفورت بألمانيا. أشار هابرماس في هذا النص إلى "حضور الماضي" والتضحية بالحداثة في أعمال هؤلاء الفنانين ال"ما بعد حداثيين". إن الأمر يتعلق بتيار شعوري قد تغلغل في مسامّ كل الميادين الفكرية مؤذنا عن مجال نظريات ما بعد التنوير وما بعد الحداثة وما بعد التاريخ..إلخ، باختصار عن نزعة محافظة جديدة(2). أشاد دولوز في نفس الخطاب على بمشروع التنوير ودوره في التحكّم في قوى الطبيعة وفهم العالم وتعزيز التقدم الأخلاقي وعدالة المؤسسات الإجتماعية، بل حتى سعادة الإنسان(3). لكنه طرح علامات استفهام حول مدى تشبّت العقول بمقاصد التنوير، مهما كان مكسورا، واعتبر الفلاسفة الجبهة الخلفيّة للتنوير.
لم يتحمّل هابرماس النقد الذي طال الحداثة من طرف أنصار "ما بعد الحداثة"، وأعلن عن خشيته من انتشار أفكار مضادة للحداثة، بل طالت خشيته أيضا ممثلي "ما قبل الحداثة" الذين ينشطون في أوساط الخضر والجماعات البديلة(4). لهذا انخرط في مناقشة ونقد نصوص الحداثة التحليلية والتأسيسية، وخطاباتها الفكرية والفلسفية، وأطوراها وتطوراتها الزمنية والتاريخية، الممتدة منذ نهاية القرن الثامن عشر من زمن الفيلسوف الالماني إيمانويل كانط (1724-1804)، إلى زمن الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926-1984) وما بعده(5).
لم يتراجع يورغن هابرماس عن إيمانه بأفكار التنوير ومنجزات عصر الحداثة، وبدور النظام الرأسمالي الليبرالي والمقاربات ذات النمط الإجتماعي الديمقراطي في تحقيق الحرية والتقدم والعدالة. إن الإنتصارات التي حقّقها عقل الأنوار، جعلت هابرماس يعلن عن أن "الحداثة مشروع لم يكتمل"، لذلك انخرط في متابعة "التأسيس النهائي" لها عن طريق إرساء "عقلانية تواصلية" وإنجاز مشروعه المُسمّى ب"نظرية الفعل التواصلي".
2- مهمة الفلسفة عند يورغن هابرماس
تأسس مشروع يورغن هابرماس الفلسفي على شعار "الحداثة مشروع لم يكتمل"، التي تبناه أعلام مدرسة فرانكفورت النقدية (ماكس هوركهايمر، تيودور أدورنو، ماركيوز،...)، وعلى ظاهرة فشل وعد عصر التنوير المتمثل في "خروج الإنسان من القصور واستعمال عقله لتحقيق الحرية والتقدم والعدالة". هكذا انخرط هابرماس في تغيير اتجاه الفكر الإجتماعي والسياسي وإعادة تحديد دور "الفلسفة" في ضوء المتغيرات العالمية، ساعيا إلى بناء نظرية في الحداثة والتواصل، بتأكيده على ما يسميه ب"العقل التواصلي" كصيغة تركيبية لقضية الحداثة الغربية والعقلانية، سواء في تعبيرها الانواري أو في تمظهراتها النقدية(6).
ارتكز مشروع هابرماس الفلسفي على مفهوم العقل و"نظرية الفعل التواصلي" و"أخلاقية المناقشة":
- مفهوم العقل: راهن يورغن هابرماس مثل أسلافه في مدرسة فرانكفورت على نقد العقل الأنواري الذي انزلق عن أهدافه وانسحب من التفكير، مما سرّع من "اختفائه" بتعبير ماكس هوركهايمر. لقد تحول العقل إلى أداة لتأديب الإنسان وإخضاعه، ومراقبة حركاته وسكناته، كما تحوّلت عقلانية العقل إلى "عقلانية أداتية". هكذا تحول العقل، أخيرا، إلى "عقل توتاليتاري" مدعّم بابتكارات علمية وتكنولوجية، وذو ميولات سلطوية واستبداية وديكتاتورية. لتجاوز هذه الوضعية، أعاد هابرماس طرح مهمة الفلسفة وفائدتها، بالتأكيد على "علاقتها الخاصة مع الممارسة من خلال حياة مكرسة للنظرية" ... . [وعلى] "نقد نتائج العقل اعتمادا على العقل"(7).
- نظرية الفعل التواصلي: يرى هابرماس أن التجربة التواصلية تتأسس على التفاعل بين الأشخاص اعتمادا على اللغة، وعلى معايير أخلاقية تنظم تبادل الأفكار وادعاءات صلاحية تراعي مقاييس المعقولية والحقيقة والدقة والصدق. اجتهد هابرماس لوضع "نظرية الفعل التواصلي" بالتركيز على اللغة ودراسة البعد التداولي للخطاب بدل الإقتصار على المقاربة المعجمية أو الدلالية ودون الإستناد إلى الإعتبارين المنطقي والتجريبي. هكذا درس البنيات المنطقية لتواصل يشتغل بشكل تام وعلى الوجه الأكمل وذلك بالكشف عن "وضع للكلام المثالي" تستند على نظرية للحقيقة يتم التوصل إليها اعتمادا على إجماع consensus يحصل بفضل المناقشة Discussion(8).
- مفهوم "أخلاقية المناقشة":
تأثر يورغن هابرماس بأفكار صديقه كارل أوتو آبل Karl-Otto Apel حول "إيتيقا المناقشة"، وبالقيم والمعايير التي تضمنتها نظريته الإيتيقة الترنسندنتالية. هكذا عمل هابرماس على بلورة "إيتيقا المناقشة" مرتكزة على الأخلاق (أخلاقيات المناقشة) والحقيقة. يتعلق الأمر في هذه الإيتيقا ب"الحالة المثالية للكلام" والتي تضم العناصر التالية: المعقولية، حقيقة مضمون القول، مصداقية التلفظ، وصدقية ما يُقال. لقد آمن هابرماس بإمكانية تحقيق الإقناع والتفاهم عن طريق تفعيل الحوار والعمليات الصورية للمناقشة التي تعتمد على القوة الإجماعية للبرهان (قوة أفضل بُرهان أو حُجّة).
3- الفلسفة ليست تأملا ولا تفكيرا ولا تواصلا
أجاب جيل دولوز عن سؤال: ما هي الفلسفة؟ قائلا:
- الفلسفة هي فن تكوين وإبداع، وصنع المفاهيم(9)، أو بتدقيق أكبر، هي الحقل القائم على إبداع المفاهيم(10).
وأعلن أيضا عن ما لا تكونه الفلسفة، قائلا:
-" ليست الفلسفة تأملا: لأن التأملات هي الأشياء ذاتها من حيث أنها ينظر إليها في إطار إبداعات مفاهيمها الخاصة"(11).
-" ليست الفلسفة تفكيرا: لأن لا أحد في حاجة إلى الفلسفة للتفكير في أي شيء كان: فنحن نعتقد أننا نعطي الكثير للفلسفة حينما نجعل منها فنا للتفكير، لكننا نجردها من كل شيء، لأن الرياضيين كرياضيين لم ينتظروا أبدا مجيء الفلاسفة لكي يتفكّروا في الرياضيات، كما لم ينتظر الفنانون مجيء الفلاسفة للنظر في الرسم والموسيقى؛ والقول إنهم يصيرون بهذا فلاسفة هو نكتة فاشلة ما دام تفكيرهم ينتمي إلى إبداع كل واحد منهم"(12).
-" ليست الفلسفة تواصلا: لا تجد الفلسفة أي ملجأ نهائي في التواصل الذي لا يعمل بالقوة بالقوة إلا في مجال الآراء، وذلك من أجل خلق (إجماع) وليس من أجل خلق مفهوم"(13).
أكد دولوز على الروح الإبداعية والنزعة البنائية التي تُميّز الفلسفة، والتي لا تُحبّد أيّة مناقشة، وترفض التأمل، والتفكير، والتواصل من حيث أنها مصادر لما يُدعى "المشكلات المُزيّفة"(14). وربط التأمل والتفكير والتواصل بمجموع الآراء التي نكونها عن الفكر في عصر معين وفي حضارة معينة، إنها آلات لتشكيل كليات (Universaux) داخل مجمل الميادين(15). بالمقابل، أعلن جيل دولوز، على أن المبدأ الأول للفلسفة هو كون الكليات لا تفسّر أيّ شيء، بل ينبغي أن تكون هي موضع تفسير(16)، وأن فرادة المفهوم مرتبطة عضويا بالإبداع الفلسفي المحض.
4- مهمة الفلسفة: رفض دولوز للمناقشة والتواصل والتأكيد على الإبداع والثورة
لا يتحمّل جيل دولوز الحوار أو المناقشة؛ فكل فيلسوف يتهرّب من الزّج به في محادثة أو مناظرة، بل تتلاشى رغبته في القيام بأي حوار أو نقاش. يُرجع دولوز السبب إلى أن النقاشات تمنع العمل من أن يتقدم، وأن المشكلات المطروحة لا يتم التعبير عنها. وحينما يتم التعبير عنها فلن يتعلق الأمر بالمناقشة، وإنما بإبداع مفاهيم غير قابلة للنقاش، وتخص المشكلة التي قد حددناها لذاتها. فقد يأتي التواصل دائما قبل أو بعد الأوان، ويأتي النقاش دائما زائدا بالنسبة للإبداع(17). لهذا يقول دولوز بأن الفلسفة تُبغض النقاش ولا تتحمّل المتناقشين والتواصليين؛ إنهم لا يُبدعون المفاهيم، ولا يطرحون المشكلات، والحقد فقط هو الذي يُحرّكهم. إنهم لا يتكلمون إلا عن أنفسهم بحيث يختلقون مواجهات بين عموميات فارغة(18). ففي عصر التواصل، كثير من النقاشات الفلسفية، لا تتجاوز النقاش حول الجبنة، والشتائم المتضمنة، والصدام حول مفاهيمنا عن العالم. إن فلسفة التواصل تجهدُ في البحث عن رأي شمولي ليبرالي لتعتبره توافقا عاما، غير أننا لا نعثر وراءه إلا على إدراكات وانفعالات نفاقية للرأسمالي المتجسّد عينه(19).
لا تمتلك فلسفة التواصل الجرأة على توجيه النقد إلى النظام الرأسمالي وإيديولوجيته الليبرالية ودوره في نشر التفاوت بين الطبقات والأمم، واستغلال ثروات الشعوب واستنزافها، وإذكاء النزاعات وإشعال الحروب. لا تكشف هذه الفلسفة أيضا عن دور "الدولة الديمقراطية" في إعطاء الأمر بإطلاق الرصاص كلما خرج البؤس من منطقته، وتشجيع انتشار أنماط من الحياة والتفكير من أجل السوق، ولا تُبدي رأيها في "حقوق الإنسان" التي لا تقول أي شيء عن أنماط العيش المحايثة للإنسان المتمتع للحقوق. لهذا، يقول دولوز:"لن تجعلنا حقوق الإنسان نبارك الرأسمالية. لا بدّ أن تكون فلسفة التواصل على شيء كثير من البراءة أو المكر حين تدّعي إقامة مجتمع الأصدقاء أو حتى الحكماء، بحيث يشكل هذا المجتمع رأيا عاما شموليا كإجماع قادر على تخليق الأمم، والدول والسوق"(20).
لاحظ دولوز بروز منافسين جدد كثيرين للفلسفة؛ نذكر بداية علوم الإنسان وبالأخص السوسيولوجيا، الإبستمولوجيا واللسانيات والتحليل النفسي والتحليل المنطقي، ثم المعلوماتية والتسويق التجاري وفن التصميم والدعاية. لهذا سارع دولوز إلى الإعلان عن أن إعادة الأقلمة الفلسفية تملك شكلا راهنا، ليس باللجوء إلى "الدولة الديمقراطية" و"عقلانية التواصل" أو "إيتيقا المناقشة"، بل بطرح الثورة كمسطح للمحايثة، كحركة لامتناهية، كتحليق مطلق، [...]. إن هذه الخصائص تترابط مع ما هو واقعي هنا والآن في الصراع ضد الرأسمالية. وتعطي الإنطلاقة لصراعات جديدة كلما تمت خيانة الصراع السابق [...] . فالثورة هي الإنتشال الإقليمي المطلق عندما تغذو دعوة إلى أرض جديدة أو شعب جديد(21).
5- جيل دولوز والشك في "كوجيطو التواصل"
تناول جيل دولوز قضية المنافسة التي عانت منها الفلسفة خلال تاريخها الطويل، ابتداء من تلك التي جمعت بين الفيلسوف والسفسطائي اللذان تنازعا على بقايا الحكيم القديم، حتى ظهور منافسين جدد مع بداية علوم الإنسان. لكن العار بلغ مداه أخيرا مع استحواذ المعلوماتية والتسويق التجاري وفن التصميم والدعاية، وكل المعارف الخاصة بالتواصل، على لفظة المفهوم ذاتها(22). هكذا صار التواصل مفهوما مركزيا في الفلسفة المعاصرة، ورهانا مطلوبا لتجريب "النقد" واستكمال مشروع التنوير، والتأسيس النهائي ل"الحداثة" ولنظامها الأخلاقي القائم على ما يسميه هابرماس ب"العقل التواصلي"، ولنظامها الإجتماعي القائم على المعنى والصحة، وكذا على عالم معيش يتم الحفاظ عليه بواسطة التواصل والخطاب(23). موازاة مع ذلك، أهملت الفلسفة باضطراد ميولها نحو إبداع المفاهيم، كيما تحصر نفسها داخل الكليات(24). وقد عبّر دولوز عن اندهاشه من هذا الإنحراف قائلا:"لم نعد نعرف بالضبط ما هو المقصود من هذا الموضوع"(25).
تزايد بُغض دولوز للتواصل حينما استحوذت معارفه على لفظة المفهوم ذاتها، وأمست المفاهيم وحدها هي المنتوجات التي يمكن بيعها (...)؛ أصبحت الصورة الوهمية، أو إيهام علبة الماكارونا، المفهوم الحقيقي، وأصبح المقدم، العارض للمنتوج، سلعة كان أو لوحة فنية، هو الفيلسوف أو الشخص المفهومي أو الفنان(26). بل صار أخيرا "الإعلام هو الإبداعية". ضدا على هذا الغباء والتهوّر، انخرط دولوز في جعل الفلسفة أكثر حيوية، بالإرتكاز أساسا على إبداع المفاهيم وطرح المشكلات الحقيقية التي يعاني من العصر. وطالب بالوقوف ضد كل من يجعل من الفلسفة "نقاشا دائما" كما لو كانت "عقلانية تواصلية"(27). وقد ابتكر جيل دولوز إسما آخر لهذه "العقلانية التواصلية"؛ إنه "كوجيتو التواصل" الذي اعتبره أكثر مدعاة للشك من "الكوجيتو التأملي".
خاتمة
لم يتراجع يورغن هابرماس عن موقفه من الحداثة ك "مشروع لم يكتمل"، بل واصل تفاؤله بإمكانية الذهاب بفكر التنوير إلى حدوده القصوى حتى حلول فكرتي العقل والأخلاق الكليتين. وقد اعتبر هابرماس أن إنجازه الرئيسي تطوير مفهوم ونظرية العقلانية التواصلية، الذي يميّزه عن التقليد العقلاني بتحديد العقلانية في بنى الإتصال اللغوي الشخصي(28).
بالمقابل، تعالت أصواتا منتقدة ل"نظرية العقلانية التواصلية"، همّت مفهوم الصورية التي اعتبره الفيلسوف الالماني أكسيل هونيث Axel Honneth (أحد أبرز تلامذة هابرماس) "وهمي"، واعتبرته الفيلسوفة الامريكية سيلا بنحبيب S.Benhabib))(فيلسوفة من الجيل الثالث لمدرسة فراكفورت) "خداع ليس إلا". في حين، أكّد الفيلسوف الإنجليزي ماك كارثي Mc Carthy (أبرز شُرّاح هابرماس ومترجميه إلى الإنجليزية) النزعة العرقية المركزية في القول بكونية العقلانية عند الفيلسوف الالماني يورغن هابرماس. يُضاف إلى هذه الإنتقادات، نقد آخر على المستوى الإبيستمولوجي، يهم الشروط المعيارية والإجرائية للمناقشة العقلانية(29).
من جهته، وجّه الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز نقدا شديدا لمفهوم التواصل عند يورغن هابرماس، من دون ذكر إسمه في مؤلفاته وحواراته. بحيث أعلن أن التواصل ليس ميدانا معرفيا، بل آلة لتشكيل الكليات داخل مجمل الميادين، إذ أنه لا يعمل بالقوة إلا مجال الآراء عن طريق نقل المعلومة/كلمة أمر ونشرها ودفع الناس إلى الإعتقاد فيها. وأكّد على أنّ التواصل لا يستهدف إبداع المفاهيم أو تغيير صورة الفكر، بل همّه الأساسي تشكيل "منظومة رقابة" قادرة على توجيه الجموع وتحقيق الإجماع.
لكل هذا، حدّر دولوز من الخلط بين الفلسفة والتواصل قائلا:"نحن نُكوّن في بعض الأحيان فكرة عن الفلسفة تجعل منها عبارة عن نقاش دائم كما لو كانت "عقلانية تواصلية" أو كما لو كانت "نقاشا ديمقراطيا شموليا"(30).
الهوامش:
1- جيل دولوز وفيلكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ترجمة مطاع صفدي وفريق مركز الإنماء القومي، مركز الإنماء القومي، لبنان-بيروت، الطبعة الأولى، 1997، ص120.
2- فتحي المسكيني: الحداثة : مشروع لم يكتمل، موقع تبيّن، أغسطس 2012 .
3- فتحي المسكيني: الحداثة : مشروع لم يكتمل، موقع تبيّن، أغسطس 2012 .
4- فتحي المسكيني: الحداثة : مشروع لم يكتمل، موقع تبيّن، أغسطس 2012 .
5- زكي الميلاد: الحداثة مشروع لم يكتمل، موقع مؤمنون بلا حدود، 15 ديسمبر 2015.
6- محمد نور الدين أفاية: الحداثة والتواصل، في الفلسفة النقدية المعاصرة، نموذج هابرماس، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء-المغرب، الطبعة الثانية، 1998، ص209.
7- محمد نور الدين أفاية: الحداثة والتواصل، في الفلسفة النقدية المعاصرة، نموذج هابرماس، ص52 و53.
8- محمد نور الدين أفاية: الحداثة والتواصل، في الفلسفة النقدية المعاصرة، نموذج هابرماس، ص58.
9- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص28.
10- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص30.
11- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص31.
12- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص31.
13- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص31.
14- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص96.
15- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص31.
16- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص32.
17- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص50.
18- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص51.
19- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص156.
20- جيل دولوز وفيليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص120.
21- جيل دولوز وفيليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص113.
22- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ 35.
23- جيمس جوردن فينليسون، مقدمة قصيرة جدا، ترجمة أحمد محمد الروبي، مراجعة ضياء ورّاد، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة-مصر، الطبعة الأولى، 2015، ص144.
24- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص34.
25. جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص34.
26- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص35.
27- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص50.
28- انظر موقع ويكيبيديا - يورغن هابرماس.
29- يمكن للقارى الوقوف على تحليل هذه الإنتقادات، بالرجوع إلى الكتاب التالي: حسن المصدق: يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت، النظرية النقدية التواصلية، المركز الثقافي المغربي، الدار البيضاء-المغرب، الطبعة الأولى، 2005، ص167 و168.
30- جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص50.