بالأمس رن الهاتف
موعد الطبيب اقترب
ألغيت كل الزيارات
الطوارئ تملأ الأزمنة الضائعة
تبقي الفراغ ينتظر
والبيادق تملء رقعة الشطرنج
تحمل راية بلا لون
في تلك الزاوية
أنتظرت الطبيب
أريكة وضوء خافت
أناس ينتظرون
أجفان الأماكن المخطوفة – شعر: ملاك الريماوي
ليس هناك مَنْ يرى
أو يتخاتل في اللامكان
يقودني التيه ويستقرّ في غابة الأشياء
ليس هناك مَن يوسوس في فؤادي
ويجمع ظلاله على شاطئ
تنزف شرايينه
فتضمّده الأسماك
لا شيء هنا
سوى الجدران المنحنية
كظهري عندما أطالبه بالجلوس
فيرفض أصابعي الممتدة
وردة وحشية - شعر: العربي الحميدي
عياء
ملل
قلب عل
أوراق ثقيلة
شلل
العمر وردة وحشية
تربة قحل
دون ماء
تربة تزهر ربيع خريفا مر،
قلب شديد البرودة،
عبده احترق
الاشجار الرّملية – شعر: عبد اللطيف رعري
في تلْكَ الَّلحْظَة الوشيكَة
بانْدحَار الأقْبيّة
هُنَاكَ انْهيَارَاتٌ بالجُمْلة
تَدَاعيَّاتٌ شَتَّى
هُناك يخبُو نُور الشمعة
وفي
عَمْياء
القَلْب
تَطأ أقْدَامُنا المُقدّسَ والمَحْرُوس
قُبُورُ السّادَة تتَعَرَّى
مَآذنُ الكَنَائس تَخَلّتْ عَنْ مَيْلهَا للمَعْنَى
إدانةُ الشاعرِ للشُّعراء – شعر: عبد يونس لافي
أنا منذُ العامِ الماضي
لمْ أكْتُبْ شِعْرا،
لكنّي ما زِلْتُ الشاعِرْ.
أشْعاري يفهَمُها أطفالُ الحارَة،
أشْعاري حَبّاتُ الدَّمعِ المُنْهارَة،
أنا لن أكتُبَ شِعْرا
أو أسْمعَ ما قالَ الشُّعَراءْ،
لا أؤمنُ بالشِّعْرِ إذا بيعَ الشِّعْرُ
رخيصًا في مَدْحِ الأُمَراءْ،
وَتَناسى اۤلامَ الناسِ
تَهَيَّئي أَيّتها الرّوح – شعر: العربي الحميدي
إلى مساء جديد
ودعي القصائد
تَنْضج في التّشْكيل
تَنْضح في الْألوان
إليكَ يَا لَيْل
أهرب من كُلّ يَوم
يَقودني لِلْجُنون
فِيكَ
أَجِد الظّلام في اتِّساع
فِيه أَخْتفي
مُعَاوِدا الْاحْتِضَار
سليل النيرية – شعر: الطيب امرابطي
(إلى روح الفقيد محمد نجيب الحجام)
كانت في البدءِ الكِلْمهْ..
كانت تعويذهْ،
كانت سحراً..
منها قبس " بروميثيوسْ "
سراً..
ومشى في طريق الجمرْ،
نشوانْ..
كان يدندن "عيطة الشجعانْ"
وهْو يقتحم القلعةَ
في "ظهر المهراز"..
فسحة بوح – شعر: فاطمة تامر
انحيازا للأغصان التي تظللني
انغمس في الطين أسفلها
من مناجم إشعاعها تنثال علي التماعات
سكري قمة الصحو وغفوي ابهى اليقظات
في ضجيج الليل وصمت النهار
ساصيخ السمع للهسيس عله يبوح بالاسرار
ويفشي مااقسم على ائتمانه
انكتب في عز غيبوبتي
ثم اخرج مني مبتلا بالنداءات
فكيف انفض عنك غبار الابتلال
و من وحي كهوف أحلامك
استسقاء – شعر: فاطمة تامر
علمني يامولاي
كيف-
أحسن السكن في الوجود
واعقد احيانا هدنة مع الذات
وأكيل لها الشكر بلا مقابل
لأنها تتحمل شغبي وفوضاي
اروضها يوميا على
ترميم الشروخ
والمغامرة كأبطال الروايات
اكسر بياضات اللقاء بالذكرى
تكريما لحضورك
آخر نصيحة – شعر: رضى كنزاوي
كبريائي مهدد الآن بالانكسار
كبريائي كأس ماء فارغ
على طاولة
هناك حيت قط مشاكس
يتحرك برعونة.
أنصحك.. لو امتلكت جمال الوردة
فدافع عن نفسك بالمسدس
لا بالشوكة..
وان امتلكت رقة الفراشة
فكن أثر الغياب.
للمطر جذور – شعر: العربي الحميدي
أبتاه
كل ليلة الظلمة تحوم
حولي كنحلة
طنين يجري
أرق حبر على ورق
الحر بين الجدران لا ينام
العباءة في صلاة الليل شراع
()
أبتاه
لا أجيد المشي في ممرات لا أعيها
تلك التي
عُبُور... إِلى ضِفافٍ مُنتهِيةِ الصَّلاحِيَّة - شعر: حسن حصاري
يَا للغَرابَة منْ دَوائِر أوْقاتٍ مَاكرَة
حِينَ ألتهِمُ بَقايا جَسدي المُهْترِئ
فِي ذاكرةِ اليُتمِ ...
عَاريٌّ أنا، مِنْ آثام خَطايا عَالمٍ
ارْتكبَتنِي عندَ الوِلادة،
كانَ عليَّ أنْ أضْحكَ،
أضْحكَ كثيراً ...
قبْلَ صَرختِي الأولى
بِإرادَتي...
أعْلِنُ عنْ مَولدِي
كوافِدٍ جَديدٍ بِلا تأشيرَة،
الْحُبّ لاَ يَقْبَل انْتَظِرْ إِلَى حِين – شعر: العربي الحميدي
قَلِيل مِنَ الضَّوْء حَتَّى أَرَكِ
يخطئ الغائب دوما
كَمَا تَوَقَّعْت
بعد أن يعود
قبل أن يرحل
مرتين
اليوم القصائد
تَمَرَّدْت عَلَى الْاسْتِسْلَام
وَتَحَاشَت الصِّدَام مَعَ السَّلاَم.
()
لأَوَّل مَرَّة
إيـمـان - شعر: أحمد عمر زعبار*
السماء
فراغٌ, فراغٌ, فراغْ
وعلى الأرض
يزهقُ دمُ
لأجلك يا عدمُ
نرى ما نريد؟
نرى ما رأى الأولون
لا أكثرَ منهُمُ أو أقلْ
هم أصلُ الأصلِ
ونحن ظلُّ الظلْ
خَيْبَاتٌ بِطَعْمٍ الزّعفران - شعر: العربي الحميدي
قَالَتْ:
مَنْ الَّذِي أَحَبَّكَ أَكْثَرَ مِنِّي؟ لَكِن..
قُلْتُ:
لَا أَحَدَ ..!
سوى؛
فَقَطْ الْقَلَم وَقَهْوَة الصَّبَاح وفرشاة المساء.،
قَدَرِ قُدّر
()
الْحُب مُعْجِزَة
لَا يَصْنَعُ الْمُعْجِزَات.
يَلِدُ الْمُفَاجآت
تذكرة سفر – شعر: فاطمة تامر
انحت حضوري في مهب الريح
بكل الايقاعات
ضد التيارات
وبالجزيل من وله الترحال اقيم في المطايا
اناجي اسراب القطا
علها تعيرني بعضا من اجنحتها
اقيم في المشتهى
انسج من انين الناي اهازيجي
ومن فوضاي ابرم انتسابي
اشتاق لحنيني اليك
يامن كانت حقائبي دوما على اهبة الرحيل منك
تأملاّت سريّاليّة في شجيرة البرتقال: ظلّها لامس خافيّة الرُوح - د. الحبيب النّهدي
" توقظ الرموز الخبرة الفرديّة وتحولّها إلى فعل روحي "
"Les symboles éveillent l'expérience individuelle et la transmuent en acte spirituel" Mircea Eliade, Le sacré et le profane, Editions Gallimard , France, 1965 p 179
-----
في لهيب صيف،
حدّثتني شُجيّرة برتقال خضراء.
عن "روحانيّة مرئيّة"
ومدّت ظلّها في دمي
"كان ما كان مما لست أذكره":
صباح الخير تقريبا! - شعر: رحال لحسيني
يَرتَاحُ الصَّباحُ الجَمِيلُ
لنسائمهِ
هذا الصّباح
سَمْفُونِيَّات العصافير الصغيرة
البعيدة
شيئا ما؛
تُواصلْ اجْتياح الرُّوح
بهدوءٍ وشغفٍ
أكثر.
يَا سَائِلَ الْغُربَة مِنَ اللَّيْلِ – شعر: العربي الحميدي
أَنْتِ لَسْتِ أَنَا
أَنَا أَنْتِ
شَجَرَةٌ -أَنَا-
تَفُوح رَوَائِح حَرِيق صَمْغِهِا
تَتَكِئ جِمَار أَغْصَانِها
عَلى صَدْر الْقَصِيدة الْجَرِيح
تَمَنَّيتُ
وَ التَّمَنّي أَرَاه بَعِيد
لَوْ اسْتَطَعْتُ تَمْرِير أَنَامِلِي
عَلَى خَمَائِل اليَاسَمِين
تَذَوُّقًا