مقدمة
تراوح النظر إلى الأنا والآخر في الفكر الفلسفي الحديث بين التأكيد على منطق الهوية ومفهوم الغيرية. فالأنا هي حصيلة تركيب فاعل، والآخر هو مفهوم أساسي أيضا في تشكيل الهوية، والتقريب بين الآنا والآخر يتحول إلى رغبة في الإعتراف. تنم هذه المراوحة على صعوبة التفكير في الآخر بمعزل عن الأنا كحضور قبلي قائم وممتلئ، في الوقت الذي يظهر الآخر رغبته القوية في التحول إلى أنا مستقل وحر. هكذا يطرح مفهوم الغيرية مشكلة العلاقة بين الأنا والآخر وإمكانية صياغة نمط وجود قابل لأن يعاش.
فهل تكفي الطيبوبة والمسؤولية ورغبة الإعتراف في تحديد حقوق وواجبات الأنا وتأسيس امتياز الآخر؟
أم هناك إمكانية لتجاوز منطق الهوية وارتكاسات التحنيط الأخلاقي نحو إبداع حقول للتلاقي والصيرورة؟
1-عودة إلى مفهوم الإعتراف
اكتشف فرانسيس فوكوياما متأخرا مفهوم الإعتراف عند هيغل، باعتماده على تأويل ألكسندر كوجيف. واعتبر تحقيق ماهية الإنسان مقرونة برغبته في «رغبة» الناس الآخرين، فهو يريد الإعتراف به ككائن إنساني، أي كائن مزود بكفاءة معينة وكرامة. يرى فوكوياما مع هيغل في الصراع من أجل الإعتراف، النور الأول للحرية الإنسانية. يتوافق مفهوم الإعتراف هذا، مع نهاية مرحلة طويلة من الصراع مع الفكر الإشتراكي ومنظومته السياسية، انتهت بإعلان انتصار الفكر الليبرالي ومنظومته الرأسمالية وتمجيد إديولوجيته المبنية على الإعتراف ببعض الحقوق...، واعتبار الحقوق غاية في حد ذاتها كما أكد هيغل، لأن ما يرضي الكائنات الإنسانية كليا ليست الرفاهية المادية بقدر ما هو الإعتراف بمقامهم وبكرامتهم(1). المثير أن هذا الإغراء النظري شكل أرضية للتمادي في تمجيد الليبرالية والرأسمالية، واعتبار منظومتها القيمية والأخلاقية والحقوقية، خيرا في حد ذاته، وجب الدفاع عنه.
هكذا تحول ممتهنو الكتابة والصحفيون ودعاة الفلسفة، منذ نهاية القرن العشرين إلى قضاة ومحامون، بل حراسا لهذا المعبد الأخلاقي الجديد. رغم الحظر الذي فرض على الفيلسوف منذ زمن طويل لكي لا يتحول إلى قاضي، مثلما فعل كانط أخيرا الذي جعل من الفيلسوف قاضيا (حكما)(2). لاعجب أن تتعالى أصوات هؤلاء للدفاع عن حقوق البشر، وعن قيم التسامح والعدالة والتعايش، وعن فلسفة تعطي قيمة كبرى للآخر على حساب الذات، وتؤكد على الواجب الأخلاقي تجاهه. تنخرط هذه الأصوات إذن في صراع محكوم دائما بقيم سائدة: الصراع من أجل القوة، الصراع من أجل الإعتراف، أو الصراع من أجل الحياة، تبقى الترسيمة هي ذاتها(3). تشكل هذه الأصوات «إرادات طيبة»(3)، مهمومة بالتذكير بفضائل بعينها، وبالخطر القريب في حالة عدم تمثلها والإيمان بها على الأقل، والرغبة في إزالة «الطقس الرديء». تستبعد أي نقد للإطار السياسي والإقتصادي الذي يجري فيه هذا الصراع، ولا فضح الممارسات اللأخلاقية لتدبير الصراعات على المصالح تحت عباءة غياب حقوق البشر وانتهاكها وعدم الإعتراف بها، والتسابق لعرض لائحة مكرورة من القيم، تم كتابتها وتدويلها نظريا منذ «عصرالأنوار»(4)، وعلى " العلاقة الأخلاقية بالوجه » و«المسؤولية تجاه الآخر» حتى لا يموت وحيدا، ضدا على باسكال الذي أكد على أن«الإنسان يموت لوحده». إن تأكيد جان ماري مولر، على أن الإعتراف بالإنسان الآخر إنما هو الحدث الحاسم الذي يحدد الوجود البشري للإنسان(5)، يجعل من الآخر مصدر الضعف والهشاشة، ومن الأنا منبع القوة والرعب والقسوة. الشيء الذي قد يجعل من مفهوم المسؤولية إقرارا لمبدإ التفاوت القيمي بين الناس بالمعنى الأخلاقي والإجتماعي والسياسي. فعلى الآخر أن ينتظر ممارسة الأنا لمسؤوليته باعتباره مذنبا(6) حتى يتحقق وجوده المشروط.
لا يساعد مفهوم الإعتراف على الإنتقال إلى وضعية جديدة في عالم جديد، قد ترمي الكائن المعترف به في صيرورة أخرى، وتحقق له التحول والتمايز في الوجود وليس التطابق في الحقوق. فهنا لا يتعلق الأمر بالإعتراف، بل بإبداع روابط جديدة بين الناس تسمح لهم بإقامة فوارق نوعية، وكيفيات وجود مختلفة، وانفعالات جديدة متوحشة، تعبر عن حضور قوى أخرى في الحياة: قوى فاعلة. لذا وجب على فعل الإرادة عند الإنسان الآخر أن يتحول إلى تحرير وزحزحة لصخرة «الأمر الواقع»، وليس للبحث المضني والكئيب عن اعتراف صعب المنال(7).
2-في نقد مفهوم الإعتراف والرهان على مفهوم التلاقي
موازاة مع هذا الحماس المتواصل للمطالبة بالإعتراف، يستدعي اللقاء ضرورة ترسيم وسط اجتماعي، يسمح بالعيش الحر والقدرة على بذل الجهد للإستمرار في الحياة وإبداع صيغ وجودية وسمات علائقية تعكس عالما بريئا وعادلا. إن بناء هذا الوسط الإجتماعي كعالم محسوس، هو الذي سيمنح للآخر فرصة التعبير عن «عالم ممكن» قادر على احتضان الأنا والآخر. هكذا لن تبقى الأنا ولا الآخر مجرد أشخاص أو ذوات أو مواضيع، تشرئب نحو من يعترف بها، بل تتطلع بكل قواها إلى المساهمة في تأسيس وجود محايث وخالص، ميزته الأساسية، الليونة والإنسابية التي تسمح بتركيب "الكائنات البطيئة" التي هي نحن(8)، وجود مفتوح على إمكانية تجريب هذه الكائنات لما تقدر عليه ، سواء تعلق الأمر بتلبية الرغبة أو ممارسة الصراع والمنافسة أوتحقيق التفاهم.
عندما نتكلم ونكتب، ونثرثر حول المجتمع ومآلاته، وعن الهوة التي تفصل الأنا عن الآخر، نكون شهداء على وضعية ملتبسة مع هذا هذا العالم وأشيائه. بل ينتصب الوجود المشروع للأنا-حسب العديد من حملة الهم الإنساني- كالتزام تجاه الآخر رغبة في التعايش معه، والدفاع عن حقه في الحياة، وتحقيق أمله في الإعتراف به ك"إنسان"، وبالتالي منحه قيمة أخلاقية. لكن ما ميز هذه العلاقة، البارحة واليوم، هو تلك الطريقة المنهكة التي يتم الإلتجاء إليها لنيل الإعتراف وعرض الحق والدفاع عنه. يمكن التدليل على ذلك، بمتابعة مسلسل خرق حقوق البشر في تلك المجتمعات المسمات ب "ديمقراطيات عريقة" و"راعية لحقوق الإنسان"، مع ضرورة تسجيل تلك المهارة المفرطة في تنظيم وتأهيل أجهزة القمع لمواجهة كل الإحتمالات. تتخذ الحياة في هذه الحالات والأوضاع مظهرا قاتما ومثيرا للريبة والشك، تدفع كثير من المناهضين للراهن السياسي والقانوني الإقتصادي والإجتماعي إلى عدم مباركة الرأسمالية وإيديولوجيتها الليبرالية. في هذا السياق يقول جيل دولوز:
«لا تقول حقوق الإنسان أي شيء عن أنماط العيش المحايثة للمتمتع بالحقوق. إن عار الإنسان بإنسانيته لا نعانيه فقط في الحالات القصوى التي وصفها بريمي ليفي، وإنما يمتد إلى ظروف تافهة، أي تجاه انحطاط وابتذالية الحياة الملازمة للديمقراطيات». لذلك يعلن دولوز مع صديقه فيليكس غتاري عن الموقف التالي :«لن تجعلنا حقوق الإنسان نبارك الرأسمالية»(9).
أكيد أن مفهوم الإعتراف لن يساعد على بزوغ فجر إنسان جديد، قوي وعظيم، في ظل احتواء شامل للرأسمالية والليبرالية لكوكب الأرض، حتى ولو تمكن هذا الإنسان من ال«تصالح مع ذاته» و«السيطرة على مكر التقنية » و«التخلص من فخها».
3- في ضرورة تحقيق التلاقي والصيرورة
لا يمكن أن نستسغ فكرة دولوز حول تعريفه للإنسان، كتركيب من خطوط مختلفة، لينة وصلبة وهروبية. ذلك أن تفكيرنا الأخلاقي، يفرض علينا النظر إلى ماهية الإنسان بمنطق «الغاية والواجب الأخلاقي» و«الحكم القيمي»، ولا يمنحنا حتى إمكانية التساؤل عن"ما هو الإنسان" أو "من هو الإنسان" أو "الحرية الذاتية" أو "الإرادة"، لذلك يطرح دولوز سؤالا بسيطا ومثيرا:
ما هو الإلتقاء مع إنسان نحبه؟ هل هو التقاء مع إنسان ما، أم مع حيوانات تأتي لتعميركم، أم أفكار تكتسحكم وحركات تثير انفعالكم وأصوات تخترقكم؟ (10).
إن اللقاء بالمفهوم الدولوزي، لا يتخذ معناه، من التأكيد على قيمة «هذا الإنسان» مقارنة مع الآخرين، ومن طبيعته التي تسمو على الكائنات والأجسام الأخرى، ومن لائحة الحقوق التي يفترض أن يتمتع بها. إن قيمة اللقاء تتأتى من ذلك التأليف العجيب الذي يشتمل على الأصوات والكلمات والحركات الحاسمة، والأفكار المشتعلة والإنتباه الفائق والضحكات والإبتسامات، والهندام والسخاء والبهاء، والشجاعة والحب و...، والإختتام الفجائي؛ أي هذا التعدد الذي يحمل إسم العلم. إن اللقاء "أثر وانعراج وشيئا ما يمر أو يحدث بين إثنين ". هنا تتحول الصورة المألوفة التي نحملها عن أنفسنا وعن الآخر، بحيث يتم التفكير فيهما بمعزل عن الحكم القيمي والترتيب الأخلاقي، وفيما وراء القانون أو الوجدان. هكذا لن تنفع عملية تضخيم صورة الغير، بالإستناد إلى مقاطع لليفيناس، و كانط، وهيغل، وكوجيف، و فوكوياما، وتشومسكي، وتودوروف...، ولا البحث المضني عن الإنسان الأصلي والحقيقي، وللصورة التي وضعت له خلال القرن الثامن عشر، والتي صارت «كونية»، ولا الإعلاء من شأن «النزعة الإنسانية» المفرطة في إنسانيتها، والتي تنبأت باقتراب الكائن من تحقيق غايته الإيتيقية، والمتمثلة في الإعتراف الكوني الشامل بحقوقه.
يمنح جيل دولوز لمفهوم الإلتقاء مكانة متميزة في دفاعه عن الصيرورة المبدعة والثورية للناس، فربما شكل الإلتقاء شيئا واحدا مع الصيرورات. فالصيرورة ليست أبدا محاكاة ولا تقليدا لنموذج ولا تطابقا معه، ولو كان نموذج عدالة أو حقيقة(11). إن المهم هو ما يحصل بين الذات والآخر- ما بين عالمين- وأن يلتقي كل واحد بالآخر. هناك صيرورة واحدة ليست مشتركة بين الإثنين، مادام أن لا شيء يجمع بينهما، ولكنها صيرورة موجودة بين الإثنين ولها اتجاهها الخاص؛ يتعلق الأمر بكتلة من الصيرورة، وبتطور لا- متواز...، إنه شيء بين الإثنين، ويسري في اتجاه آخر(12). فالرهان معقود على قدرة كل واحد على تنفيذ مهمته الخاصة وعلى الإلتقاء مع الآخرين، وتحضير كل واحد غنيمته، بحيث ترتسم صيرورة، وتتحرك كتلة لا تنتمي إلى أي شخص وإنما هي "بين" الجميع، كالقارب الصغير الذي تطلقه مجموعة من الأطفال فيضيع منهم ويسرقه الآخرون(13).
خاتمة
إن الرهان الحقيقي ليس هو الصراخ إلى حد الإرهاق عن غياب حقوق البشر، ولا التبشير بالمجتمع المثال والنموذجي في الإعتراف بالحقوق، ولا التأكيد بمناسبة أو بغير مناسبة على ضرورة التمتع ببنود «الإعلان العالمي لحقوق المواطن»، ولكن المهم والمستعجل هو العمل مع الآخر، وتجريب قدرة ما، أو إرادة، للإنفلات من السلط القديمة والحديثة، وإنماء حياة. إن الإنتباه اليقظ في الحياة، يجب أن يتوجه لصيرورة الناس، صيرورة الأنا والآخر، ذلك هو المتعذر إدراكه.
لكن تأكيد الحياة والإستمرار في الوجود، يتطلب صرامة وعناء ومثابرة، تساهم في تأليف قوة حياتية تفوق قوة الأنا والآخر، بل تحمل الحياة إلى حالة القوة المطلقة أو «الصحة الفائقة» (14). فالإكتشاف الحق للآخر، هو الحياة ذاتها. فنحن لا نحتاج إلى من يعترف بنا، ولكن نحتاج إلى من يشرع معنا، هنا والآن، في إبداع إمكانات جديدة للحياة ، تسمح بتحرير قوى الحياة وإرادة الأنا والآخر، أي تحرير الحياة حيثما هي أسيرة، بتعبير جيل دولوز.
الهوامش:
1-فرانسيس فوكوياما: نهاية التاريخ والإنسان الأخير، ترجمة فريق الترجمة فؤاد شاهين، جميل قاسم، رضى الشايبي، مركز الإنماء القومي، بيروت، لبنان، 1993، ص28. يشير فوكوياما إلى أن مفهوم "الرغبة في الإعتراف" لم يخترعه هيغل، فهو قديم قدم الفلسفة الغربية ذاتها، وهو يستند إلى جانب مألوف تماما من الشخصية الإنسانية. فقد كان أفلاطون يتحدث عن التيموس، وماكيافيلي عن رغبة المجد لدى الإنسان؛ وهوبس عن اعتزازه وكبريائه، وروسو عن حبه لذاته، وألكسندر هاملتون عن حبه للشهرة، وهيغل عن الإعتراف، ونيتشه أخيرا عن يتحدث عن الإنسان "كالحيوان ذي الوجنتين الحمراوين"، انظر ص166، نفس المرجع أعلاه.
2-جيل دولوز وفيليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟، ترجمة مطاع صفدي وفريق مركز الإنماء القومي، مركز الإنماء القومي، الطبعة الأولى، 1997، ص87.
3- جيل دولوز وفيليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟، ص165و166. نلاحظ انتشار مفهوم الإعتراف وخطابات الآخر والغير والغيرية، في لحظات نزوع قوى إلى بسط سلطتها وهيمنتها، وخاصة أثناء اندلاع الحروب وحلول الهزائم والفضائع، أكانت حروبا دينية كالحروب الصليبية، أو استعمارية كالإكتشافات الجغرافية والإمبريالية، أو الحروب الناتجة عن الرغبة في الإعتراف القومي وتصريف القوة والتفوق وتحقيق "المجال الحيوي" كالحربين العالميتين، أو الحروب الطائفية المتحمسة للإصطفاف القبلي والديني.
3-يقول نيتشه:" إن شرط الوجود لدى الخيرين هو الكذب: بتعبير آخر الإصرار على عدم الرغبة في رؤية الكيفية التي يتكون عليها الواقع في الأساس؛ أي لا على ذلك المنحنى الذي يجعله يستدعي في كل آونة حضور الغرائز الخيرة، وأقل من ذلك وفقط للمنحنى الذي يغدو بموجبه في متناول أيدي قصيري النظر وأصحاب النوايا الطيبة"، هذا هو الإنسان، ترجمة علي مصباح، منشورات الجمل، ص156.
4- انتقد فريديريك نيتشه بنيات المجتمع التي أخذ يتكون مع الثورة الصناعية، والنزعة الإنسانية التي رافقت نشأته، وكشف عن الأرضية الهشة التي تقف عليها شعارات الثورة الفرنسية وتطبيقاتها السياسية(الديمقراطية الليبرالية). واليوم تجد هذه الشعارات الأرضية الملائمة للإشتغال في الحقل السياسي والجيوستراتيجي. بل أضحت هذه الشعارات ثقافة عالمية (كونية)، يجب على كل السلطات الإشراف على تطبيقها، حتى يتمكن كل فرد من احترام السلطات جميعها. كما أصبحت كل أزمة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، تجد أسبابها وحلولها في مدى توفر الديمقراطية وحقوق الإنسان. على خطى نيتشه، سينهض فوكو -الأركيولوجي والجينيالوجي - بأكبر تعرية لمجتمع "الحداثة" و"حقوق الإنسان"، عن طريق إعادة الإعتبار للتاريخ الفعلي؛ ففي القرن الثامن عشر، ولد الخطاب المساواتي للنزعة الإنسانية حركات سياسية ذات شأن لا سابق له، إنما في الوقت نفسه، وبهدوء كبير، كان تشديد النظام في المشاغل وأعمال السخرة التأديبية للمشردين وتعزيز رقابة الشرطة على كل مواطن تؤمن نمو مجموعة علاقات لم تكن، ولم يكن بالإمكان أن تكون، علاقات حرية وإخاء ومساوة. فبينما كان هناك تقدم أكبر في شأن التمثيل السياسي والمساواة، كانت الأنظمة تحرص على ألا يكون أعضاء المجتمع متساوين ولا متكافئين من حيث الإقتدار. انظر ادريس شرود: نيتشه وأزمة الحداثة، جريدة المنظمة عدد575، 7 أبريل 1999.
5-جان ماري مولر: إيمانويل ليفيناس: إنسية الإنسان الآخر، ترجمة د.جيروم شاهين http://maaber.50megs.com/issue_september10/perenial_ethics1.htm
6: لا شك أن ليفيناس قد استلهم عبء المسؤولية على هذا النحو القاهر والمسؤول من دوستويفسكي، ومن قولته الشهيرة التالية:" كل واحد منا هو مذنب أمام الجميع ولأجل الجميع ولأجل كل شيء، وأنا مذنب أكثر من الآخرين"، سلمى بلحاج مبروك: إيتيقا المسؤولية تجاه الآخر عند إيمانويل ليفيناس أو الأنا حارس للآخر، موقع مؤمنون بلا حدود، عدد 2740، 5 ماي 2015.
وتقول جوديث بوتلر في الهامش، رقم1، من كتابها "الذات تصف نفسها"، ترجمة فلاح رحيم، التنوير، الطبعة الأولى، 2014، ص157:"يقدم توماس كينان قراءة واضحة ومثيرة لكل من ليفيناس وبلانشو في المسؤولية التي تنشأ عن وقوعنا رهائن. وهو يفسر في سياق هذا العرض أن النفس التي يمكن أن تستجيب لمخاطبة اللآخر هي ليست على وجه الدقة ذاتا شخصية، بل "أي شخص"، وهو بالتالي يموضع المسؤولية بوصفها صفة للمجهولين"، وتحيلنا بوتلر على كتاب كينان:" خرافات المسؤولية: انحرافات ومآزق في الأخلاق والسياسة".
7- يتساءل فوكوياما:"هل يستطيع اعتراف كوني حقا، متبادل وعادل أن يرضي الكائنات البشرية كافة؟ أليس إرضاء بعضها رهينا بالأخرى باعتراف هو بالتحديد غير عادل...، أليس الوضع النهائي للإعتراف الكوني هو مجال"الإنسان الآخر" لنيتشه؟"، فرانسيس فوكوياما: "بداية التاريخ"، نقله إلى الفرنسية دينس أرمن كمال، ترجمه إلى العربية خالد كدري، الملحق الثقافي لجريدة اللإتحاد الإشتراكي، عدد389، 23 فبراير 1992.
8- جيل دولوز وفيليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟، ص55.
9- جيل دولوز وفيليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟، ص120.
10- جيل دولوز- كلير بارني: حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي والسياسة، ترجمة عبد الحي أزرقان-أحمد العلمي، أفريقيا الشرق ص21و21.
11- جيل دولوز- كلير بارني: حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي والسياسة، ص10.
12- جيل دولوز- كلير بارني: حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي والسياسة، ص15.
13- جيل دولوز- كلير بارني: حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي والسياسة، ص19.
14- جيل دولوز- كلير بارني: حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي والسياسة، ص14.