على مدار الأيام القليلة الماضية، أبلغت شركة Meta ملايين الأوروبيين بأن سياسة الخصوصية الخاصة بها قد تغيرت مرة أخرى. فقط عند الفحص الدقيق للروابط الموجودة في الإشعار، اتضح أن الشركة كانت تخطط لاستخدام سنوات من الرسائل الشخصية أو الصور الخاصة أو بيانات التتبع عبر الإنترنت لـ "تقنية ذكاء اصطناعي" غير محددة، قادرة على استيعاب البيانات الشخصية من أي مصدر ومشاركة أي معلومات مع "أطراف ثالثة" غير محددة. وبدلاً من طلب موافقة المستخدمين، تؤكد Meta على وجود مصلحة مشروعة تتجاوز حق المستخدمين الأوروبيين الأساسي في حماية البيانات والخصوصية. وبمجرد وجود بياناتهم في النظام، يبدو أن المستخدمين ليست لديهم أي إمكانية لحذفها ("الحق في النسيان"). وبناء على ذلك، قدمت noyb، وهي منظمة غير حكومية مناوئة لممارسات عمالقة التكنولوجيا، ومقرها في فيينا، شكاوى في 11 دولة أوروبية، مطالبةً السلطات بإطلاق إجراء طارئ لوضع حد لهذا التغيير على الفور، قبل أن يدخل حيز التنفيذ في 26 يونيو 2024.
وخلافاً لمشكلة استخدام الشركات لبيانات معينة (عامة) لتدريب نظام ذكاء اصطناعي معين (مثل روبوت الدردشة الآلية)، فإن سياسة الخصوصية الجديدة لشركة Meta تنص بشكل أساسي على أن الشركة ترغب في استخدام جميع بيانات المستخدمين العامة وغير العامة التي جمعتها منذ عام 2007 واستخدامها في أي نوع من "تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي" الحالية والمستقبلية. وهذا يشمل العديد من حسابات فيسبوك "الخاملة" التي لم يعد المستخدمون يتفاعلون معها إلا نادراً، ولكنها لا تزال تحتوي على كميات هائلة من البيانات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ شركة Meta تقول إن بإمكانها جمع معلومات إضافية من أي "طرف ثالث" أو جمع البيانات من مصادر على الإنترنت. يبدو أن الاستثناء الوحيد هو الدردشات بين الأفراد، ولكن حتى الدردشات مع شركة ما سوف تكون معنية بهذا الجمع.