شنت مجموعة قراصنة الإنترنت المعروفة “أنونيموس” Anonymous هجومًا على شركة خدمات الويب “كلاود فلير” CloudFlare متهمةً إياها بحماية المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية من الهجمات التي تخوضها المجموعة في الوقت الراهن ردًا على هجمات باريس الأخيرة.
وتحمي الشركة عملاءها من هجمات “الحرمان من الخدمة الموزعة” DDoS الشائعة بين مجموعات، مثل أنونيموس، والتي تقوم بإعادة توجيه الاتصالات من خلال شبكة توزيع محتوى خاصة بها. وعن طريق التخلص من الاتصالات المشبوهة، فإن “كلاود فلير” تمنع هجمات DDoS من النجاح في تحقق أهدافها في إغراق موقع إلكتروني بحركة بيانات هائلة تؤدي إلى انهياره.
ووفقًا لأعضاء مجموعة أنونيموس، التي هددت باستهداف مواقع تنظيم الدولة على شبكة الإنترنت ردًا على هجمات باريس التي أوقعت 129 قتيلًا، فإن هذه التقنية تُستخدم أيضًا من قبل مواقع أنصار التنظيم لحماية أنفسهم من محاولات المجموعة الإطاحة بخوادمهم.
وكانت “جوست سيكيوريتي جروب” Ghost Security Group، وهي شبكة “لمكافحة الإرهاب” تابعة لأنونيموس، قد أحصت قبل هجمات باريس بأسبوع نحو 40 موقعًا إلكترونيًا تابعًا لتنظيم الدولة الإسلامية يستخدم خدمات شركة “كلاود فلير” لحماية محتواها.
وبحسب “جوست سيكيوريتي جروب”، فإن 34 من تلك المواقع كانت مخصصة للترويج لأفكار التنظيم، و 4 منها كانت منتديات حوارية، في حين يختص الاثنان المتبقيان في خدمات الصيانة التقنية.
يُشار إلى أن هذه الاتهامات ليست جديدة على “كلاود فلير”، التي أكدت طويلًا على أن وظيفتها ليست فرض الوصاية على المحتوى الذي يُنشر على شبكتها.
ودعت مجموعة أنونيموس من خلال تغريدات نشرتها حسابات لأعضاء فيها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى عدم استخدام خدمات “كلاود فلير” بعد الآن.
وكان أحد أعضاء المجموعة قد أكد، في مقطع مصور بث يوم الإثنين الماضي، أن أنونيموس ستطارد من تبنى هجمات باريس الأخيرة، ورفض أن تبقى هذه الهجمات من دون عقاب.
وأكد أن أنونيموس ستشن أكبر هجوم ضد تنظيم الدولة، وخاطب عناصر التنظيم قائلًا “توقعوا العديد من الهجمات الإلكترونية، تم إعلان الحرب، استعدوا”.
وفي سياق متصل، قالت خدمة التراسل الفوري “تيليجرام” Telegram، التي اعتمدها تنظيم الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة كمنصة للترويج لأفكاره وتجنيد المقاتلين، أمس الأربعاء إنها تحركت لإغلاق القنوات التي يستخدمها التنظيم.