كثر الضجيج في الآونة الأخيرة حول الذكاء الاصطناعي وقدرته على حل مشاكل البشرية، وصوّر المتحمسون لهذا الذكاء أن نهاية الجنس البشري قد تكون على يديه، ولكن غوغل تكشف حدود هذه التقنية.
فقد قال أندرو مور نائب رئيس خدمة غوغل السحابية ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي في الشركة إنه حان الوقت لمعرفة حدود وقدرات الذكاء الاصطناعي، وعدم المبالغة في التفاؤل بأنه يستطيع حل مشكلات البشرية.
وأضاف مور أن الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي "غبي جدا"، ومع أنه جيد في القيام ببعض الأمور بشكل أفضل من الإنسان، فإنه غير مهيأ حاليا للقيام بأمور تتطلب التفكير الإبداعي أو التفكير خارج الصندوق.
جاءت هذه التصريحات أثناء مؤتمر غوغل للأنظمة السحابية (Google cloud) الذي عقد أمس الأربعاء لمدة يوم واحد، وكان من أهدافه دمج الذكاء الاصطناعي في منتجات غوغل السحابية وإقناع العملاء باستخدامه.
ويوضح مور أنه لا يظن أن استخدام الذكاء الاصطناعي في حد ذاته غباء، فهذه التقنية التي تستخدمها غوغل في تمييز الصور تعتبر رائعة، لذلك يجب التفريق بين استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان وحدود هذا الذكاء وما يقدمه.
ويقول مسؤول غوغل أنه إلى الآن يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنية مستوحاة من دماغ الإنسان تسمى الشبكات العصبية التي يمكن تدريبها للتعرف على أنماط متشابهة من مجموعة كبيرة من البيانات بشكل أسرع من الإنسان.
وغالبا ما تكون هذه الخاصية مفيدة في معالجة المهام التي تحتاج وقتا أطول من الإنسان، مثل مهام ترجمة اللغات أو اكتشاف الأخطاء في المعاملات التجارية والبنكية.
وأيد كاي فو لي الرئيس التنفيذي لشركة "سينوفيشن فنتشرز" ومؤلف كتاب "القوة الخارقة للذكاء الاصطناعي"، ما ذهب إليه مور حول حدود قدرة الذكاء الاصطناعي.
ويرى لي أننا لحد الآن نستخدم نفس طرق الذكاء الاصطناعي القديمة، ولم يحدث منذ عقد من الزمان أي اختراق في هذا العلم يوسع قدرات هذا الذكاء.
أما الرئيسة التنفيذية لخدمة غوغل السحابية ديان غرين فترى أن تفوق الذكاء الاصطناعي يتحقق حينما يستطيع عمل كل ما يمكن للبشر عمله بشكل أفضل.
وإلى ذلك الحين فإن استخدام هذه الأدوات والتقنيات لجعل حياتنا أفضل هو أمر جيد ولا يدعو إلى القلق.