السبت, 25 تشرين1/أكتوير 2014 13:10

ندوة دولية في "التصوف المغربي في امتداداته الكونية"

قيم الموضوع
(2 أصوات)

في سياق أنشطته الثقافية والعلمية، ينظم المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية – فاس، ندوة علمية دولية أولى في موضوع: "التصوف المغربي في امتداداته الكونية". وذلك يومي 15 و16 ماي 2015. بشراكة مع مؤسسات علمية وطنية ودولية، ومشاركة شخصيات أكاديمية علمية من داخل المغرب وخارجه.
* أرضية الندوة:
       يمثل التصوف أحد الثوابت الدينية للأمة المغربية، فهو مقوم من مقومات تاريخ المغرب الروحي والديني والثقافي والاجتماعي والسياسي بل والاقتصادي، وما زال لتراثه حضور في النسيج الاجتماعي وفي الضمير الأخلاقي، بل وفي لا وعي ولا شعور الإنسان المغربي. ومن ثم فإن الاهتمام بالتصوف المغربي هو اهتمام بالوطن والإنسان وتفاعلات هذا الأخير مع ذاته ومحيطه وكل الموجودات، وكذلك اهتمام بالآخر في سياق حوار الثقافات والحضارات والإسهام في بناء كون فاضل يعيش في سلام ومحبة وتواصل إيجابي، بدل قيم الصراع والعنف والكراهية.

       من الواضح أن أثر التصوف المغربي قد تجاوز حدود التراب الوطني ليخترق آفاقا بعيدة شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، حيث أسهم في نشر الإسلام وتخليق الحياة العامة واقتراح حلول جديدة لمشكلات الإنسان قديما وحديثا. وقد لوحظ في السنوات الأخيرة اهتمام العالَم بالتصوف، وهو نزوع كوني يدل على الفراغ الروحي للإنسان المعاصر ومعاناته ألم الغربة والاستلاب النفسي، مما جعله يبحث عن ما يغطي به هذا النقص من خلال الإقبال على أخلاقيات المتصوفة وإحياء القيم الروحية ذات البعد النفسي والسلوكي، فوجد في التصوف الإسلامي بغيته ومراده.
      يعرف العالم اليوم تغلغل الروح الصوفية في أوساط اجتماعية عديدة داخل مجتمعات مادية، وبتأمل مصدر هذه الروح يتبين أن التصوف المغربي له أثر واضح وتأثير بيِّن في توجيه الحياة الروحية لتلك المجتمعات، ولعل ذلك راجع لخصوصية التصوف المغربي، الذي اتسم عبر تاريخه الطويل بسمات الوسطية والاعتدال والمرونة وقبول المخالف والتعايش والتسامح والتعاون ونفع الغير.. وغير ذلك من القيم النبيلة التي يحتاجها الإنسان المعاصر، والذي وجد ضالته في التصوف المغربي فأقبل عليه ممارسة ومدارسة، وأنشأ فروعا لزوايا مغربية في بقاع عديدة من المعمور.
      بالعودة إلى خصوصيات التصوف الإسلامي في المغرب نلحظ أن الزوايا والطرق الصوفية وإن كانت كثيرة ومتعددة إلا أن مشربها واحد، وقصدها واحد وهو: خدمة الدين والوطن؛ أما خدمة الدين فمنهجها "القويم فيها يتمثل أساسًا في الاعتصام بالكتاب والسنة، وإشاعة العلم وتهذيب النفس بالإكثار من الذكر، وأما خدمة الوطن فتتمثل أساسًا في القيام بالواجب نحو الإمامة العظمى التي تمثلها إمارة المؤمنين، والحرص على خصوصيات المغرب الثقافية؛ حتى لا تضمحل تحت تأثير كل المشوشات الدخيلة" . ومن ثم فإن الاهتمام بدراسة التصوف المغربي وكشف روافده وامتداداته جغرافيا وثقافيا وسلوكيا.. هو اهتمام بالهوية الأصيلة للمملكة المغربية وتعزيز للانتماء للوطن ودعم للوطنية وترسيخ للوحدة الروحية والترابية التي تجمع كل المغاربة أينما كانوا، وكذلك تعبير عن عالمية الفكر المغربي متمثلا في الجانب الروحي وقوة التصوف المغربي وقدرته على الإسهام في الدبلوماسية الروحية والثقافية ونشر ثقافة السلام والتضامن والتعاون والإخاء بين بني البشر، ولعل هذا التوجه يشكل خصوصية في الثقافة المغربية التي حافظت على قوتها واستمراريتها وشكّلت نبراسا لباقي الشعوب والدول يستفيدون منها في دعم تماسك مجتمعاتهم وحماية الأفراد من الاضطراب والانحراف.
    إن التصوف الذي ستناقشه هذه الندوة هو التصوف الإسلامي بخصوصيات مغربية، ولا علاقة له بالروحانيات الموجودة في كثير من المذاهب وأنماط التعبد، كما لا علاقة له بالبدع والضلالات الشائعة في التصوف الطرقي. ومن ثم فالتصوف المستهدف هو الذي يستمد أصوله من الشريعة الإسلامية السمحة، وليس كما يزعم بعض المستشرقين والباحثين من أن التصوف الإسلامي يستمد أصوله خارج الثقافة الإسلامية.
   كما أن التصوف ممارسة تعبدية بالأساس، وليس منتوجا تاريخيا أو تعبيرا عن حاجات اجتماعية أو سياسية، كما يحاول البعض ربط التصوف بالتوظيف السياسي والاجتماعي وتسخيره لأهداف بعيدة عن روحه ومحتواه. وهكذا فإن هذه الندوة تقارب التصوف المغربي باعتباره عملا سلوكيا على منهج خير البشر، فهو يخلق شخصية مطمئنة القلب، وليس كما يزعم البعض من أن الشخصية الصوفية تنمي القلق لا الاطمئنان وتنمي ميول الانهزام ومشاعر تفكك الحياة. وهو تصوف يقوم على استنهاض الهمم وحفز العمل وبذل الحركة والجهد في سبيل رقي الذات والمجتمع، ولا علاقة له بأي أزمة أو تخلف كما يحاول البعض ربط نشوء التصوف بالأزمة في مختلف تجلياتها.
      إن التصوف الذي تحاول هذه الندوة تسليط الضوء عليه هو تصوف إسلامي مغربي، سلوكي سني، جنيدي، عملي أخلاقي، ينطلق من الكتاب والسنة ليعود إليهما، يخلق شخصية مطمئنة ومجتمعا متوازنا، ويؤسس إنسانا مسؤولا وفاعلا في بيئته، يبني ولا يهدم، ويوحد ولا يفرق.
      من هذا المنظور إذن، يمكننا مقاربة التصوف المغربي باعتباره "رأسمالا رمزيا" و"ثروة وطنية غير مادية" قابلة للتداول والاستثمار في تعزيز "الانتماء للوطن" و"الافتخار بالهوية المغربية" ودعم جهود التنمية وتعزيز "الوحدة الوطنية للمملكة" والدفاع عن الثوابت الأصيلة للمغرب، والتي هي سر قوته ومصدر نبوغه ونبراس مستقبله وحاضره، ومن ثم فإن هذه الندوة لا تطمح نحو الكشف عن هذه الخصوصيات فحسب وإنما أيضا الكشف عن امتداداتها في ثقافات أخرى ومقاربة تأثيراتها الإيجابية في دعم الدبلوماسية المغربية الموازية وتعزيز مكانة المغرب في المجتمع الدولي.
* محاور الندوة:
- التصوف، المغربي المشرب، وامتداداته في العالم.
- التصوف المغربي وإسهامه في الدعوة إلى الإسلام.
- التصوف المغربي والأدب في إفريقيا، أوروبا، أمريكا، آسيا وأستراليا.
- التصوف المغربي والفكر في إفريقيا، أوروبا، أمريكا، آسيا وأستراليا.
- التصوف المغربي ودعم الانتماء للأمة: الخصوصيات، الأبعاد والدلالات.
- التصوف المغربي وتأثيره في الجماليات: الخط، الموسيقى، المعمار، المسرح وسائر الفنون الأخرى.
 * تواريخ هامة:
- ترسل طلبات المشاركة مع الملخصات و نبذة عن سيرة الباحث  قبل 31 دجنبر 2014م.
- يتم الحسم في البحوث المشاركة قبل 15 يناير 2015م.
- ترسل المداخلات كاملة لطبعها في كتاب الندوة، قبل 30 مارس 2015م
- تعقد الندوة أيام الجمعة والسبت 15و 16 ماي 2015م
- عنوان التواصل لإرسال الطلبات أو تلقي الأسئلة هو: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أو عبر موقعنا الإلكتروني: www.iacsas.org
* اللجنة المنظمة:
أ- اللجنة العلمية:
- عزيز الكبيطي إدريسي (المغرب)
- مارسيا هيرمانسن (الولايات المتحدة)
- إيريك جوفروا (فرنسا)
- مارك سيدغويك (الدانمارك).
- د. خالد التوزاني (المغرب).
ب- اللجنة التنظيمية:
- د. خالد التوزاني (المغرب).
- د. مصطفى بوخبزة (المغرب).
- د. محمد صبري (المغرب).
- ذ.محمد نفاذ (المغرب)
- ذ. داود ولي نصير (الولايات المتحدة)
- ذ. بيتر دزادزيك (الولايات المتحدة).
ج- لجنة الترجمة:
  ذ. امحمد احمامد.                       ذ. أسماء الرفيق.
 ذ. نوال الكبيطي.                         ذ. رشيد الرحوتي.
* برنامج الندوة: 
الأساتذة المشاركون من خارج المغرب: ( ماتزال اللائحة مفتوحة).
1- مارسيا هيرمانسن (مديرة برنامج الدراسات الإسلامية، وأستاذة بجامعة لويولا شيكاغو- الولايات المتحدة).
2- مارك سيدغويك ( أستاذ بجامعة آرهوس- الدانمارك).
3-  إيريك جوفروا (أستاذ بجامعة كاتالونيا المفتوحة – ستراسبورغ- فرنسا).
4-  محمود آي (أستاذ بجامعة إسطمبول -تركيا).
5- يوسو منكيلا (عميد كلية الآداب، بجامعة نيامي- النيجر).
6- روغيرو سانسفيرينو( معهد الدراسات والأبحاث الشرقية -ألمانيا).
7- زخاري رايت ( جامعة نورث وسترن الأمريكية –فرع دبي- قطر).
8-  ماورو فالدونيتشي (أستاذ بجامعة براغ - التشيك).
الأساتذة من داخل المغرب:
- اللائحة لم تحدد بعد، وسيتم الإعلان عنها لاحقا بعدما تبث اللجنة العلمية في المداخلات المرشحة.


الدكتور عزيز الكبيطي إدريسي
رئيس المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية

معلومات إضافية

  • طبيعة النشـــــاط: ندوة علمية
  • الجهات الداعمة للنشاط: المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية
قراءة 19076 مرات

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

آخر المقالات