لا أراني في حضرة نور عينيك
ولا في ظل آلامك
صغيرة أنا قرب أصبع من أصابعك
قد يمسح دمعة وأكون بعيدة.
أتوه في فضاء من الوحدة
تحتضنه ويحتضنك
وأكون منسية.
ولا أكون إلا كفكرة من ضمن أفكارك.
ولا أكون الآن.
والآن : كيف قد أكون؟

أَطْفَالٌ :
على خَشَبِ المِنَصَّةِ عانَقُوني
أَوْقَفُوا خَيْلِي وَقَالُوا : سَوْفَ نَبْكِي .
أَدْمُعٌ غَجَرِيَّةٌ تَهْوي
حَنينٌ فَاجِعٌ ، حُرٌّ ، جَمَاعِيٌّ ، يُمَزِّقُنا .

طِفْلاتٌ :
نَسِينَ دُمُوعَهُنَّ على قَميصي ،
وَانْصَرَفْنَ مُوَدِّعَاتٍ بِالأَكُفِّ النَّاعِماتِ .
رَمَيْنَ فَوْقَ عَواطِفي وَجَعاً عَظيماً ،
وَانْقَرَضْنَ كَنَسْمَةٍ في ريحِ يُولْيُو..

من يملك الجواب: أين عش الغراب...؟
هذا .....
يطير قرب الأبواب...
يحط أينما شاء
كأنه القضاء ...
كأنه بقعة وحم رعناء...
تخافه الكلاب والقلاع...
من يملك الجواب ؟
أين يضاجع الغراب المزركش..
الرماد والأشلاء...؟
أين يطعم صدأ الزنازن والأغراب...؟

من بُحَّةِ النايِ احتضنتُ كشهريارَ غيابها وسرابَها
ودفاترَ المحكومِ بالوجَعِ السماويِّ. احتضنتُ بيارقَ الجسدِ الرهيفِ
جديلتينِ من انصياعِ الماءِ للذكرى, هناكَ وراءَ هذا الليلِ
هذا الأخضرِ الشفَّافِ, بحرِ اللانهايةِ. لعنةِ الصفصافِ
هذا اللازورديِّ الرقيقِ , اللانهائيِّ السحيقِ
تُمسِّدانِ ضبابَها وترابَها
 
ولممتُها شفتينِ من شمعٍ ومن دمعٍ نبيذيٍّ وبلَّورٍ لهُ طعمٌ شتائيٌّ بلا معنى .....
كأنَّ الوعدَ ليسَ يفيقُ من جريانها المجنونِ في شريانِ أغنيتي ..

أُقْسِمُ أَنِّي .. سَوْفَ أُغَنِّي
سَوْفَ أُدَاعِبُ رِمْشَ البَحْرِ
وَأَعْزِفُ مِنْهُ وَيَعْزِفُ مِنِّي
سَوْفَ أُرَاقِصُ بَسْمَةَ صُبْحٍ
بَيْنَ وُرُودِ الحُلْمِ تُغَنِّي
أَرْكُضُ خَلْفَ صَبْيَّةِ فََجْرٍ
أَسْكُبُ فِي عَيْنَيْهَا لَحْنِي
***   ***   ***   ***
أُقْسِمُ إِنْ لامَتْنِي الشَّمْسُ
أَنِّي أَنْهَلُ مِن عَيْنَيْكِ وَأَبْخَلْ
لأُطَوِّقَ خَصْرَ الشَّمْسِ وَأَرْحَلْ

وارتمي على الكتف الأصم ...ارتمي
أناجي دمعكِ المسجون ....... واكتفي
بسفرة الروح في الأحلام ....وأغشى
إذا التقيت ُ بطيفكِ المجنون في دربي
لأسرق الآه  من بين الدعابات
أحاول ُ أن أصير هواء"
لأدخل قلبكِ المفطوم على الضحكات
..................
سميتكِ الجنون
سميتكِ الأنامل
سميتكِ الريشة والغليون

مهرجانات سِرّية !
*************
يا ثلاثينَ ربيعاً (*)
من قَوافٍ ومَشافٍ ومَنافٍ وإباءْ
انا لم أكتبْكِ كي أُصبحَ عضواً
في اتحاد الأدباءْ !
او لكي يَسألَ عني مهرجانٌ
هو أدعى للرثاءْ
انا سامٍ
وكفى باسمي سُمُوَّاً وعلاءْ
فرحُ الدنيا انا , أعماقُهُ

دوّني صيدلانيتي إضافة
أصبحتُ من الحبِّ معافى
ما عاد سيلُ الدمعِ يجرفني
صارت سنوني عجافا
فلا تظني أن طيفكِ يجرحني
أو أن طيفكِ يسحرني
فطيفكِ سيدتي منذُ الصباحِ تنافى

دوّني صيدلانيتي إضافة
أصبحتُ من الحبِّ معافى
قتلتُ وحشةَ الليل

وضعتُ شمالي تحتَ خُصْلات شعْرها
فصارَ كتاباً للغرام وبيرَقــــــــــــــــــا
وصارَ يميني فوقَ رمَّان صدرهــــــــا       
سحابا ً بآلافِ البشارات أبرقــــــــــــــا
وحين التقى ثغري بحمرة ثغرهـــــــــا       
وأضربَ عن دنيا الكلامِ فأورقـــــــــــا
وكم وردةٍ ضاقتْ وماتتْ بعسرهــــــــا       
لأنَّ بخديها الجمال ترقرقـــــــــــــــــــا
وكمْ غابَ عن حرفي الشقاءُ بسحرهـــا        
وكم في مآقيها سما ما تفرَّّقـــــــــــــــــا
وكم بخطوط الحبِّ في ظلِّ نحْرهـــــــا

ظِلّ عُصفورة مُقيَّدٌ
في خَصر الرّيح
وكلّ ظِلال الطّبيعة
في مِعصَمها أسِيرة
وفيَضانُ السِّحر يَلبَسُها
خُلخالا في رجليه
********
الأُقحُوان يَمضَغُ  العلِكَ
من قَََصَب السُّكر ولا يَكبر
يَشربُ قَطرات النَّدى
ولا يَسكر

إسترحْ في قبركَ الآنْ
أيُّها الملاكُ المعذّبُ بلون ِنسوةِ بابلْ
فأنا في شهوةٍ لِهجاءِ هذا العالمَ الداعرَ
والمصابَ بالسِفلسْ بالنيابةِ عنكَ
بكلِّ ما فيهِ من أشباهِ رجالْ
وأولادِ كلابٍ وزناةٍ بالروح وبالجسدْ
وبغايا تقايضُ بنا في ساعةِ الحربْ
بعد كلِّ القصائدِ الساذجَةِ
والبريئةِ التي كتبتُها عن الحُبِّ والأوتوبيا
والمنقوعةِ بدمعٍ لامرئيٍّ وبأنفاسِ النساءْ
المنقوعةِ بدمعِ طفولةِ الصيفْ

اهربوا
لدينا من الجوع لقمة
اهربوا
لدينا من الليل سترة
انظروا وأنتم تهربون
آثار أقدامكمْ
انظروا
كم من القبور تزرعون
كم من الضحكات تسرقون
كم من الحقدِ والدمعِ والدمِّ
تقطفون

رَأَيْتُ دَماً ،
فَهَلْ مَاتَتْ عَصَافيري ؟
* * * *
رَأَيْتُ مَدينَةً : حيْثُ الحِصَانُ تَجُرُّهُ العَرَبَةْ
وَحَيْثُ الحُبُّ مَذْبُوحٌ على حَجَرٍ قَديمْ ..
رَأَيْتُ الرَّأْسُ يُشْعِلُهُ بَيَاضُ الثَّلْجِ ،
قُلْتُ : مَضَى قِطَارُ العُمْرِ ،
وَانْدَفَنَتْ طُيُورُ طُفُولَتي تَحْتَ الغُبَارِ ..
سَأَلْتُ أَميرَةً : في أَيِّ عَصْرٍ نَحْنُ ؟
قَالَتْ : مَاتَ مَقْتُولاً أَبي عِنْدَ اغْتِيالِ الشَّمْسِ ،
عِنْدَ تَشَرُّدِ الرُّوحِ الغَريبَةِ فَوْقَ صَحْراءِ الجَحيمِ ..

في مقلتيك ينام اللــــــيل في كــسل
ويورق الفجر والأحلام تبتـــــــسم
ويبحر النفح في الأعماق منـــــتشيا
تزهو بأنسامه الأوتار والـــــــــنغم
ويبســــط الفن ألوانا وأشــــــرعة
شفيـفة برحاب العمــــــر تنتــــــظم
أطيافها ترتدي في الشــــــــعر أخيلة
تمتاح نهر رؤى بالنــور تحـــــــتدم
****
في مقلتيك بحار للهـــــــوى لجـــج
أمواجها بالصفا تعـــدو وتلـــــتطم

دعوني...
دعوني أعزف الكون نظما،
ليسترسل الكلم مني عطرا
لعلي أكنس البؤس
رقصا
و شدوا
دعوني...
آه كم تراوغني القوافي
و يناجيني السكون
و عويل المنافي،
تتمنع علي المعاني

أحببتك يا قمر السماء
قمراً وحيداً
دائراً بين نجوم كثيرة وشموس
عانقتك في مدارك
دون أن تبرح فضاءك
غمرتني
أوجدتني
تركتني أنتظر على حافة الفضاء
على حافة الوقت
على شفا الانتحار
في قلب الحياة

على ساحة الأشجان
هلت تباشير الربيع
وغنت زهور البراري
أنشودة الحياة
بزغت اشراقة الصباح            
تلف الكون
وتبعث الدفء بقلوب الجميع
هناك نشأت
وثمة عشت
فرحي والأحزان
وعلى امتداد الطريق

في مجالس البسطاء
هي أحلى معلمة
في سديم الشعراء
هي المنارة الملهمة
في رؤى الشهداء
هي مبدعة الملحمة !
..ورغم ما صاغته
من ربيع و بهاء
ما زال الغبش يسعف
أحفاد مسيلمة

أمي
تَنْمُو قََصِيدَتِي
على ضِفاف ذاكِرَتي
مثل شجرةِ زَيْزَفُون
تَنمُو بعُرُوقي وَردَة ٌجَبليَّة
رَحِيقُها يُسبِّحُ لِلحُبِّّ
وَجْهُهَا القَمْحِيُُّ
يَقْتُلُ الصُّبحَ إذا أضْحَى
من عَينَيْْها تََتَدلَّى عَناقِيدُ العِنب
أمِّي
أذكُرُ يَومَ انكَشَفْتُ