تركيب
*******

أيامٌ عاجلةٌ بينَ البرقِ وبين الرعدِ
سفائنُ من أصدافٍ
متماديةٍ في اللَّمعانِ
نَجَتْ من لُجَجِ الفيضانِ
لِتَغرَقَ في مَوعِدْ !
الموعدُ يستنجدْ
 الموعدُ أُغْرِقَ في لُجَجِ الماءْ !
سأُحاصرُ ذكراهُ بِمِحْبَرَتي ,
بِدُخاني ,

عيناكِ
وأزاهير طفولتنا
وجدائلكِ الشقراء ..
باكيتي !!
لماذا تطرقيني وقد مضيتُ
ألتمس نخوة  ريحٍ توصدني
لكن المطارق عادت تغمد مساميرها
في كل أرجاء متني ..
تمن علي النوائب  بالطلاء فأجفل من لونٍ
ليس لوني ..
كل المارين عبري كشفوا مساترهم بطرقي

هوية
لست المنذور للقدر/المتاه
أنا لا استبدل قبوا بقبو
ولا أسدل يأسا على أمل من سراب
كلما خذلتني رؤاي
أو خانتني خطاي
  منتصف الذهاب!
أنالا أخلخل سوى سكوني
كلما لاذ بسكونه
أو توسد بؤس الجواب!
أنا لا احتمل سوى هبوبي

بين الدروب وطي القلوب
يتيه الأمل
بين الضلوع ولب الفؤاد
ينمو الضجر
كل شيء هناك
يشكو القدر
رف سرب الحمام
راجعا من حصاد
 السنين
ماج فوق المروج

"في استقبال الشهداء والاسرى العائدين الى الحرية .."
احرقي البخور يا رقية
وانثري فوق الشموس الوافدة ورداً نديّا
لا تبخلي يا حبيبتي بنجوى عينيك
دمعك كل القضية
***
...أتذكرين يا رقية
حين كنت تجمعين الورد من حقول الشمس
فذرّى النسيم شعرك..
كنت أنا النسيم
وفوح تلك الزهور

في شهرِ حزيران
انقلبت الكآبة على نفسها
لتدخل في عصر الرتابة
و قشور الخيزران
في شهر حزيران
استغربت الأرض من أبنائها
و نأت بعيداً بجانب جدار
حملت مآسيها و تنهداتها
و تغلغلت في الحصار
و في شهر حزيران
شمسٌ تشرق و تغيب كالعاده
<وdiv>

يرتج بحر الأسى
لتحترق حدائق الفجر الغاسق
تتثاءب الأشياء كسلى
فيجهش الليل بالدمع الدافق
فلماذا نغني والقلب خافق؟
لماذا يتشقق الجسد
وتنزاح الكينونة
 في زمن التردي
تنزاح...
تتمايز الأشياء في المساء
ويزحف العراء في الغسق

بين أحلام مؤدة
وأخرى بلغت حد الكهولة
وأصابها عقم الخيال
تشتد وحشية الخريف..
 
ينطلق طائر الظلمة
تنين العدم الأعمى
من بيض القهر
يرفرف بجناحين مشرعين
فوق مراعي الخصب
ينفث الرماد في رئة الحياة...

مررتُ من هنا هذا المساء
رميتُ الوردَ فوق قبري .. ومضيتْ
لم أعرف أنكِ هنا
لم أرَ ما لديك
لم أرَ سوى حزناً ...ودمعاً بعينيك ِ
ـ متخفياً مررتْ ـ
لم تعرفي أنّي هنا ...
فالأرواحُ كالأشباحِ لا تُرَ.
متخفياً مررتْ
بجانبِ المقعدِ الأسودْ
حييّتُ رائحةُ الذكرى فيه
<وdiv>

ويسألونك عن الطيبين ؟!
وعن رحلة الزيف والسراب
عن القبلة الآسنة
والقبلة البلهاء
والقبلة الموت
قل سأخبركم
عن تساقط الأغنيات
رائحة الناي المسفوح
لعنة الشعر
شبق الريح الذي كسرته الياسمينات
صوت زيتونة تخنقها زجاجات شقر

ساكنٌ على جانب الرصيف
لا زلت ساكنا
و هذا الوقتُ مخيف
و هذا الدمُ داكن
و هذي اختصارات الوجع
و هذا الألمُ كامن
يا صديقي
يا حكايةً تناساها العابرون
و تقلدوا البلاهه
يا صرخةً دوَّت و ذوت
في متاهات الوجاهه

(1) - مفارقة
سأشرب نخب موتي
مكتفياً دونكم بالغياب
على اسمي وشاهدتي
والبلاد ...
فادخلوا أنتم وحدكم
أيها البلهاء
نادي الشكولاتة
والحياة ....
بلا شاهدة ولا اسم
ولا قضية ...

سنغنى للحقيقة
في العيون الصديقة
****
نمزج بالسماء الدماء
و نسقي بالدموع الهواء
****
بقايا حطام حياتي
على رملي
بين شقوق رمادي
يُنبت كالراية رفاتي

صاح المدى كسيرا
في فم الزمن المرتد :
هل المشهد يشهد
أن ليلا عربيا جريحا له غد؟؟
رد الصدر كئيبا :
هذيان .. حلم .. هلوسة
ألا ترى الثرى ينز دما ؟؟
وشبح الأسى هيكل في الفؤاد
وأورق في الغدد ؟؟
ألم يهندس الموت في خارطة الوجوه

في كل ليلة ...
أتسلق جدائلها
أفك أسرار الليل البنفسج المفعم بالكواكب
أجتاح مزارع جيدها ..
أفزع النوارس والحمام
وعلى مقابض صدرها يرقد الزمن الحرام
قد فاض شوقي للعناق ..
فمزقِ الجسد المنافق بازدحام
هذي بنادقنا تنوح بشهوةٍ نحو الرصاص
جثث المدافع غادرتنا والدموع
تتفجر الألغام تحت رمادنا ..

ماذا أقول…؟؟
وشرايين البوح تحترق..
وماء الوجه بعض رماد
يذروه هبوب السنين
ماذا أقول،وخيول الغجر
ترقص في دمي ؟؟
قيثارتي محطمة
وجلال العطر راحلْ ..
آه يا ملحمتي المشحونة
بآلاف النيازكْ
قد كنت حديقة صفو

حلمي ...
ليس من رصاص ولا قصاص...
ليس من بصل ولا نصل...
ليس من طابور الماضي...
ولا تنبؤات الآتي...
لا ينتعل عباءة ولا فروا..
لا يمد يده للنجوم
ولا ينام في أحضان الممنوع...
لا لون له غير بشرتي....
لا مرجعية له غير لوعتي.....
لن يزعج القاتمين ولا القانتين...

الآَنَ يَا بَغْدَادُ .. طُوفِي
لَمْلِمِي الأَلْحَانَ مِن صَدْرِ الحَوَارِي
طَهَّرِي جُرْحَ المَصَاطِبِ
وَانْقِذِي النَّجْمَ المُهَاجِرَ مِن عُيُونِكِ لِلفَنَاءْ
   ***   ***   ***   ***   ***
الآَنَ زُنْبُقَةَ المَدَائِنِ
أَطْلِقِي شُهُبَاً وَعُودِي للسَمَاءِ .. فَعَطِّرِيهَا
هَذَا مِصْبَاحِي العَجُوزُ
يَدُورُ فِي الطُّرُقَاتِ
يَجْمَعُ سَنْبِلاتِ القَمْحِ
زَهْرَ الفُلِّ

رأيت حكايتي
على الدفتر أرسمها
أستجدي العفو
و الأمل
حملت الحبر
و الألم
فهرع الدمع
إلى البياض
سربا
سيلا
ليمنعني