في البدء كانت الرؤيا
تعوم في غثاء العتمة
تحت سيقان الأعناق المعلقة
شجر الحياة مازال يجهش
يتماثل للشدّة
ثم كان ظلّ الرمل
يتلو مواسم الأنهار
والوصايا نصوص مغلقة
ينكسرالرجال على
أعتاب الموج الأسود
يحبس الله أسفار الأرض
لا أحد يشعل الأضواء ـ شعر: احماد بوتالوحت
لا أحد يقرعُ الأجراس
ولا أمْراس تشُد الأشرعة
أدْيِرٙةٌ وكنائسٌ مهجورة
ولا أحد يشعل الأضواءْ
راهبةٌ تُجٙلِّي قمراً نحاسياً قديما ،
عناكبٌ تنسجُ سجّٙادة الليلْ .
يمد الظلام كفّٙه في الكهوفْ
وفي محاجر الموتى ،
وعلى الطرقاتْ .
وملٙاكٌ خُلٙاسيٌّ عجُوزْ ،
يحشو غليونه بالنجوم
أطعمت ظلها للطيور ـ شعر : حسن العاصي
مثل ندف الفجيعة
تهطل كالرذاذ الساخط
خطايا المواسم
يعزف الفجور
على وتر الفسق
ما تيسر من المعاصي
قد شارف الجَوْر
على الهلاك
غفت عيون الضوء
وجثت الصغيرة
خلف ناصية الكفن
سيرَةُ مُخْبِر ... ـ شعر : عبد اللطيف علوي
كانَ يَعرِفُنِي ..
منذُ عشرينَ عامًا،
ويَألَفُنِي مثلَ مِعطَفهِ الكَشْمِرِيِّ القديمِ
و قهوتِهِ المُرَّةِ البارِدَهْ .. !
كان يعرفُنِي من بعيدٍ،.
بدونِ التباسٍ ولا رِيبَةٍ .. !
رغم كلِّ الّذي كانَ من غَبَشِ الصُّبحِ،
مِنْ بينِ كُلّ الّذينَ يَجُرّونَ أرواحَهُم كلَّ يومٍ
إلى المَسْلَخِ البَلَدِيِّ،
يرانِي بِعيْنَيْ قفاهُ ولوْ في الظّلامِ الثّقيلِ،
يُمَيِّزُ ظلّي وَ وَقْعَ خُطايَ ..
قطيعُ الزبَّد ـ شعر : محمد الزهراني
يا فراشَ الحكايا
يا صديقَ الكمدْ
هل ترى وردةً في صباحِ الأحدْ؟
مالهم حين خافوا..يطلبون المددْ،
دلَّني / دلَّ جوعي
عن حياة الرغدْ!
مالهم صنّفونا ..في قطيع الزبدْ
والذي قد أتى تائباً
ما أطال الصلاة
شتَّتَتْه الرُّؤى
ملَّنا وابتعدْ..
زمن الحرب.. ـ شعر : خالد غميرو
أعرف أن في قلبك الصغير،
حط الكثير من اللاجئين.
فهذا زمن الحرب
والحروب تجعل جميع الرجال يائسين،
ليرتكبوا أكبر الحماقات و الجرائم
فكم من واحد سيرسم لنفسه خريطة،
ثم يبني الحدود و الجدران..
ويقول: "هذه القطعة من قلبك لي"
لكن أيتها الجميلة،
دعي قلبك الصغير مفتوحا،
و دعيهم يعرفون الطريق إلى إبتسامتك
أكمل سيري .. ـ شعر : حسن بنعبد الله
نلتقي
في لحظة فرق بيننا
أنت النّاقد .. وأنا الشّاعر
خلاصة ما بيننا
أسئلة .. وقراءة
...
علم الشّعر..
ومن علّمني ...
كيف قرأت من المتنبّي
كيف اخترت من الألفاظ المنسية
في شعر الشّابي
مَدَافِنٌ مِنْ وَرَقٍ : شعر : حسنة أولهاشمي
كُتُبِي عَارِيَة هَذَا الْمَسَاء
عَلَى مَلْمَسِهَا الْحَرِيرِي
يُهَيِّئُ الْبَحْرُ حَقَائِبَ الرّيح
مُثْقَلَة بِالْوَصَايَا
تَجْتَرِحُهَا هَمْهَمَات الْغَوَّاصِين
تَخْنُقُهَا الْبُرُوقُ بِضَوْئِهَا الْحَارِق،
تَمِيلُ الزَّوَارِق
تَطْفُو الرَّسَائِل عَلَى سَطْحِ الْمَاء
يَدُ السَّمَاء
تُهَادِنُ صَمْتَ اللَّيْلِ
يَدِي تَفْتَحُ صُنْدُوقَ الذَّاكِرَة
فِي الخِطابِ الرّسْمِي ـ شعر : محمد منير
فِي الخِطَابِ الرَّسْمِي ،
سَنُعْلِنُ لِأهْلِنا المَوْتىَ ، رَغْبتنَا فِي المَوْت
وَنسُدُّ كلَّ الذّرَائِعِ مُوصَدَةً ، لِكي لاَ نَتِيه فِي زَحْمَةِ الوَصَايَا
فقَط ، أُترُكُوا لنَا مُتّسعًا بيْنَ السُّطُور
لِنُكمِلَ أنْفاسَنَا الأخِيرةَ فِي سَلام ...
***
فِي مَقبَرةِ المَوتَى القُدامَى ،
سَنحُطُّ رِحَالنَا ، لِندْفِنَ معَهُم تعَاطُفنَا اللا مشُرُوط
فَليْسَ فِي المَقبرَةِ مُتّسَعٌ ، لِلْخُطَب
لاَ رصِيفَ لِلصُّحُفِ، لاَ صَرِيرَ للأقْلام
سَاقُ الْمَعْنَى ـ شعر: حسنة أولهاشمي
مِنْ مَسَامِ لَيْلٍ
يُشْبِهُ عُقُوق دَمِكَ
يَنْتَفِضُ جِلْدُ نَهَارِي
الْمَسَافَاتُ الَّتِي تَطْوِي ثَوْرَة قُرْبكَ
تَتَرَبَّصُ بسُكُون لقَائي
والْمِدَادُ الْمَسْكُوب عَلَى رُقْعَةٍ سَوْدَاء
يَرْفُضُ شُحُوبَ الرِّيح
حِينَ تُمْسِكُ بِأَسْنَانِهَا الْمُعَمِّرَة
خَد الْفَرَاغِ اللَّزِج..
أَيُّهَا الْمَارُّونَ جِوَارَ الْمَدَافِن
لَا تَعْبَثُوا بِحِلِيّ الشَّاهِد
ولائم اللهب ـ شعر : المصطفى العمري
في حجرة القلب
تشققت أفئدة الحيطان
أدرك السقف هزيمته
ضحكت الدمعة
تحت الثرى
وانفجر الليل إبرا
تخيط ثوب العري
من عطر الموت
المدجج برقصات اللهب
نحو سماء الخيبة
تصاعدت ألسنة الألم
مراكب الغربة : شعر : حسنة أولهاشمي
حُفَاة فِي دُرُوبِ الرُّوحِ
يَلُوحُونَ بِأَعْلاَمِ الشَّقَاءِ وَ وِشَاح الْهَزِيمَة
لِمَرَاكِبِ الْغُرْبَة
وَآخِر مَسَاءٍ يَعْبُرُ شِفَاهَ الحًلْمِ..
سَقَطَتْ خَارِطَة الْجَسَدِ سَهْواً
تَعَطَّلَتْ لُغَة الأَعْضَاء
وَغَفَا سِرُّ الإِشَارَة
تَلَعْثَمَ نَبْضُ الْقُرُنْفُلَة عَلَى صَدْرِ
ذَاكَ الْجَبَل الرِّيفِي
مَالَ سَاقهَا جِهَةَ النَّهْرِ الْقَدِيم
لَمْ يَعُدْ لِلْمَكَانِ رَائِحَة
جسدي لا يتضاحك ـ شعر : أبو يوسف المنشد
كوني خاويةً أكثر
أيّتها السماوات
وأنت ... أيّها الماء
كن عطشي
**
تلك النجمة العمياء
فضحتني
و أنا أتعرّى في سبع جهات
**
معي أنّتي
لا أحتاج لكأس
تحت رداء الشمس ـ شعر : مالكة عسال
في علبة الانتظار
مكومة بين أشلاء
في صرة المهملات
والخطوات
بتمردها النيزكي
تراقصني
بفستان الهلع تحلق الروح
بين الكواكب والمجرات
في صمت
تنصت لهمسة
في دن الوله معتقة..
أريد من ليلنا أن ينتهي ـ شعر : بوتالوحت احماد
العاصفة توقظ الشياطين في الأغوار .
وفي الأحراش تستمسك عرى معاطف السنديان بالأزرار.
قاس وطويل هو ليل الشتاء .
ومن الصعب إقناع الميتين بالعودة ، هذا العام.
ولا تدفئة النجوم التي ترتعش في السماء .
لا شيء في الأهراء ، غير الفراغ والهباء ،
وأكياس من قنب كالأشباح .
والعتمة مسترسلة هناك ! كالهذيان .
كشعر غجرية تذروه الرياح .
وآدم الصغير، بعتبة الباب .
وآدم الضرير، في عتمة الباب .
شيء خلف الحلم ـ شعر : المصطفى العمري
زارتني آتية من رحم النجوم
تقود قطعان الفرح
إلى دهاليز الليل
تزداد انتفاخا كلما ركبت
موج الأمل أو غيوم النسيان
وأنا هنا فوق صخرة المساء
أحكم قبضتي على زمني طويلا
ريثما تنتهي الخيبة
من مضغ جلد أحلامي
وتضع حرب هزائمي أوزارها
كي أدفن موتاي
أحلام من ورق .. ـ شعر : محمد المهدي
وتأتيني الساحات فارهـــة،
تَدُسُّ الصّمت بين ضفاف الكلمات ..
وتَمنَحُني سِــــرّ البوح ،
لَعلّ السحاب يَصُـدّ عن وجهي
صَفاقَة المعنى الوليد ..
وتُسِرُّ لي السّنابلُ عند الغروب،
ألحان الأرض ، وَ طِينا من ياسمين ..
وتبحثُ بين جَنْبَــــــيّ،
عن معنى تَليد للرّغيف ،
وعن طَيفِ جديد للكادحين .
هي الساحات نفُسها ،
كي يغفو نهر الغرباء ـ شعر : حسن العاصي
كي تلدني
انتظرت أمي الموسم الخامس
بعد أن أحرقت أفواه المرايا
بيادر الحقول الكئيبة
كي تغيث الشجر المتساقط
في الغابة الضيقة
حين عبرت الطيور المهاجرة
جسر القيامة
قالوا لها
ارفعي موجك الأيمن
واقطفي من درب الحج
هواجس الغياب ـ شعر : أحمد باخوص
سنمضي في سرد الحكايا
ونغرق حتما في
مياه ضحلة
ونعانق رغما عنا
مرايا الأسرار
المنكسرة
لعلنا نخلق أسطورتنا
المضاجعة للطين الأزلي
ونحضن رماد المنافي
كوة لحقائقنا المغيبة