و عندما ألمح فجأة
دركاته المحنطة
 قبل دهر أسفل حدقته
أُدرك سر الغيم ..
سر النقاط العرجاء
على جادة الرؤيا
سر كوابيس
تقتات عقارب زمني
أُدرك أن ما في الجبة
غير
الخراب

و صليبي يصرخ الصحراء
ها دنوت من القيامة
اقتلوني
كما أشاء
كما المحارب يوم البحر
وعلقوني
علقوني بين الكنائس
والعابرين إلى أورشليم
حتى يكتمل البقاء
***
إن كان هناك من ضحية

أنت هل تفهمين الشجر ؟
إنّه الآن يجهض دون صراخ !!
أنت ِ لا تفهمين الشجر !
أنت ِ هل تقرئين الدروب ؟
أثرٌ لقتيل ٍ، على أثرٍ
لقتيله !!
أنت ِ لا تقرئين الدروب !
أنت ِهل تنصتين
إلى الحشرجات ؟
وهل تدركين ما الحشرجات ؟
أمّةٌ أنت ِ

زَارنِي الْمَوْت ذَات لَيْلَةٍ فِي مَنَامي
وَقَدْ تَزَيَّنَ بِجُبّةِ الْخلَاصِ
وَتَعَطَّرَ بِرَحِيقِ النَّوْمِ الْمُشْتَهَى
أَجَبْتُ غَيْرَ مُمْتَنِعٍ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ يَدِي
أُرِيدُ رفقتَهُ أَبَدَا...
لَكِنَّ الْقَدَرَ كَانَ أكْبَرَ مِنهُ وَمِني فَأَبَى
إلا أَنْ يُعِيدَنِي إِلَى حَيْث الْمُبتَدى...
فَلَمَّا اِسْتَفَقْتُ مِنْ خَمِرَةِ الْكَرَى
الْمُعَتَّقَةِ بِنَشْوَةِ النَّفْسِ الْمُعَذَّبَة
وَكَفَّتْ حُوريَّاتُ الْبُحُورِ السَّبْع عَنِ النِّدَاء 
وَسَكَنَ الصَّمْتُ الصَّدَى...

أحملق في الوجوه
التائهة
بحثا عن وجهي
 الضائع
إثرها تحرك
نسيم يغازل
أحزان المدينة
القصر الصغير
ممر ضيق
 للعابرين
المهجرين .

ويستمر غضبي
 لا حدود اليوم لويلاتي....
 لا وقف أمام المرآة بوجه فاحم
 لن نلتفت بعد ألان لبائع المساحيق
 فالوهم الذي يسكننا أشاب الرؤوس
 ولن نغتسل بغير التراب لننفض شحوب الوجه
 ولن نطبطب على ذراع الحلم
فمكوتنا على الرصيف جبرا
سيهدينا إلى عين الشمس
أنتم ذوو الهمة قبل حلولنا فرسانا
 أفشيتم سر الهوية ونطقتم السريرة

أمر على الأحاسيس
فأجد أجداثا متحجرة
و أنا أريد بعث عظام الحب و هي رميم
وألمح بعيون
مغرورقة
متقهقرة
فأبتسم لأسيل كالدموع
في جلباب أبيض و يوم أسود مغتصب
وأسابق زمن البواب
 و أعيش على الذكرى التي زالت
حتى لاحت في الأفق

 كل شيء واضح فوق السحابِ
نعجة في فكّ ذئب عاسل
يؤدياّن مشهدا من مسرحية الصراع الأزليّ
يتصارعان حول ما تبقى من منى أو أمل
قبل انحسار العبثيّ الواقعيّ في تلابيب الغيابِ
 بيد أن سوء حظ الذئب أنّ كل صوف في المَدَى
يغدو ردى
 
كل شيء واضح فوق السحاب
قطة ترنو إلى فأر شريد
لا يبالي بالطّوى الذي يئن في المواء

أرقب البئر
علّ قمراً ... يتصاعد منه
أرقب الشجرة
علّ نبيّاً ... يخرج منها
أرقب ماذا ؟
بلغت علامتي الضاحكة
**
حين يرنّ الناقوس البارد
ستسقط
كلّ دموع البشريّة
**

أرتل في محراب وجعي
قصائد الخريف
لا شيء يشبهك
سوى الزعفران
تولد شعيراته
عندما يشيخ الموت
هناك على رصيف الموت الآخـر
تتمدد قطعان أحلامي
لا شيء يراقصها
فوق سرير جنوني
سوى صمتي العريض

خذ لك قسطا من الراحة،
أنت في حاجة للبحث عن نفسك،
لانتشال روحك،
من ضياعك المتعدد،
من هدر الجهد والزمن،
من تكرارك الأبدي، في اعادة حمل حجر سيزيف،
من غَفَواتك المرضية كأنك لم تتعلم يوما من الممارسة العملية،
من غرورك الغير مبرر،
.....
لا تلعن لا هذا ولا ذاك،
الظلام الذي يحجب طريقك

عواء.. تلال ..غيوم، وكائنات شعرية
على باب الله
مرّ يرتجف من برد الخطيئة ، من صيرورة الفراغ
يترقب ملاكا يهبط فجأة ،يضيء لنا الطريق.
بطيء انا وبسيط ،
قلبي مهجور ومقفل،
" لست قديسا " قال.

ولأني أعرف خرابي
 اعرف كل العيون الساهرة في المرايا .
تنخر أعمدة الضوء المتسّل من الشمس

لِحَافٌ للِطُّرقاتِ أمّنَتهُ فَرَضِياتُ المَيْلِ
فسَكَنهُ سَرابٌ عَنيدٌ عِشْقُهُ في الهُرُوبِ
تسْكُنُه شَامَات سَودَاء
فاتَهَا أمَدُ القُبلِ وتخَلّى عنْها صَخَبُ الارْتعَاشِ
تَتَمَوَّجُ عُذْراً لِقَيلُولَةٍ مُتَأخِرَةٍ
لأخِرِ عَهدٍ لهَا  بِالبَقَاءِ....
 لأخرِ زمَنٍ لَها بالنَّقَاءِ....
لأخِرِ أمَدٍ لَها مَعَ التّقَاءِ....
بَل لِحُلمٍ لَها بِنحْرِ سَاعَاتِ العُمْرِ
 بما تدلَّى مِن خَيطِ شَفقٍ يَحتضِرُ
شَامَاتٌ سَوداءَ الأصْلِ

مَاذَا عَسَاهَا تَقُولُ لَكَ؟!
وَمَاذَا عَسَاه يَنْفَعُ الْكَلَاَم ؟!
ضَجِر مِنهَا وَمِنكَ كُلُّ الْكَلَاَم...

هَا أَنْتَ الْيَوْم تَقِفُ أَمَامهَا مِنْ جَديد
تَنْتَفِضُ كَالْمَوْجِ الْهَائِجِ فِي جُنُون
وَقَدْ عَلَا صَوْتُكَ يُدَوِّي كَالْإعْصَار
يَقْطُف نَوَر الْأَمَل السَّاكِن فِي الْعُيُون
تَقْتَلِعُهَا مِنْ مَكَانهَا حَتَّى الْجُذُور
تَنْتَصِبُ غَاضِبًا كَعَمُودٍ مَنْ جَلِيد
لَا وَلَنْ يَلِين...

قدما إلى مكان ما
عرائس ممتدة تطلب إلانتشاء
مغروزة في خيالي الواقعي
ثورة غير عابرة تدق مضجعي
تلف معصمي
حالة غثيان على أرصفة مدينتي وتعانقني
مشيدة مشعة مشبعة بالوهم
مزركشة بالدجل والبهتان
سماء المدينة الخريفي
غيوم تطير تطلب الهروب من هذا المستنقع
المزخرف بالمظاهر والديكور الذي يزول مع الطلائع الأولى للمطر

استيقظ كعادته مشغول الفكر
يومه مستقل فيه ماضيه عن حاضره
كان إفطاره ممزوجا ببرنامج يفكر فيه
بأي تفاهات سيقضي وقته
كلما أمعن نظره
في عقارب الساعة الحائطية
تذكر لحظات جميلة
طموحٌ متفائل طاقة زائدة
الأشياء المحيطة به لها معنى
يحب في صمت عميق
خياله عالم بلحنٍ

سَأُبْطِلُ عَادَةَ شُرْبِ الْقَهْوَةِ عَلَى رَصِيفِكَ ،
وَأَنَا أَحْلُمُ بِنِسَاءْ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ ،
وَأَرْنُو إِلَى الشَّارِعِ يَسِيرُ بِالْقُبَّعَاتِ وَالسِّيقَانِ الصَّقِيلَةْ .
كَمَا سَأَتَخَلَى عَنْ مُطَارَدِةِ الْحَرَادِينْ تَحْتَ سَمَائِكِ الْمُنْصَهِرَةْ ،
لَقَدْ كَبِرْتُ يَا وَطَنِي .
كَبِرْتُ عُنْوَةً ، وَنِكَايَةً فِيكَ  ،
وَلَمْ أَعُدْ ذَلِكَ الطِّفْلَ الَّذِي يَخْتَبِيءُ فِي الزَّوَايَا ، وَخَلْفَ الْأَرَائِكْ  ،
وَبيْنَ سِيقَانِ الذُّرَةْ ،
خَوْفاً مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي بِلَا قَدَمَينْ .
شَارِبِي غَدَا مَعْقُوفاً كَالْمَحَاجِنْ ،
وَسَاعِدَايَ أَصْبَحَا كَالْمَجَادِيفْ ،

الحرب  امرأة
لا تحسن طهي الخبز
تحرقه تماما
وتترك أبناءها جياعا
تريق كل الزيت
كي لا توقد القناديل
ولا تمشط أبدا جمة طفلتها الميتة
للحرب بيت بلا نوافذ
لوحة من غير جدران
ودمية فقدت صاحبتها
أشجار الحرب فزعة

الليل الذي يخبئ صراخ الظنون
داخل صدري
يقف واثقا
كما فزاعة تخاتل أيادي الريح
تؤجج حيرة الطير
حين يعبر حقلا فاتحا ثغره
وينوي ارتشاف طيب الشفاه
يجف الحقل في حلق الطير
وتبقى القبل معلقة في سرة الريح ..
لا تقربوا ألمي وأنتم حيارى
قالتها ظلالي المنكمشة في كف الشمس