أتهيب عند منازلة الكلمات......
لعليِ أ بوح  بما لا يقالْ
أو اهوِ ي بذاتي الى نفق من مُحالْ,
هــإني انتكست على نعْش المعاني
ونَزَت  من لساني كل الآلام التي ضيعتني ...
هل أَكشف أسرار  توْقي؟
هل أقذفُ وشائِجَ صدري
وَأُلْقَى  - كما ولَدَتني اللغات ,
كما القمتني الألسن سر الفصاحة -
غٍرّاً  على فطرتي؟
عاريا  من كلامٍ؟

عابر لرمل يغسل الخطايا
صوب ودائع الزيتون
أسبح في الأرض
تماماً شرق الليل الجاثم
فوق النهر
أحمل العصا
أختبر توبة الدروب
لم يمسني لون المعصية
منذ استل المطر
كف الصباح الأبيض
كنت استوقد بالماء غمومي

لشطارتي مزقت باقي الأشرعة
المتخلى عنها ببهو البحر
وكفكفت دموع التماسيح الكاذبة
بصفحات أشعاري حين تناثرت ألغازها
لأرى ومض عيونها تسرق حبات الرمل
وكسرت كؤوس الطلى على أرصفة الجنون
حتى أساوي تغريد شحارير الفيافي على
مقامات الاسى  التي تواتي تدرجي
لأعصر مدام أشجاني بين أظافر صقور أتاها
عبث البلادة على حين غرة
وسقتها  شجرة اللبلاب آخر السموم

من عوالمي العطشى
اختلست أجمل أنشودة
لتسرق  النار من قلبي 
فتعشوشب عروقي ...
طفتُ بروحي المنكسرة
على جراح لمْ تغفُ
أعَدّد وخزات النصال
 في دروب الصمت أزند  ذاتي
لتجمع  قوائمَ أحزان 
في سفح القلب متناثرة
وفي مقبرة النسيان تواريها

اذكريني على شفاه القريض
وأنت ترتلين الحرف في محراب الصمت
اذكريني ليلا في غياهب الروح
وعند المغيب
أنا الساكن هامش الجماجم
اذكريني
أنا الغارس شتيلة الحزن في صدر الوجع
أنا الهارب مني
تشردني أسئلتي الذابلة
أذكريني وأنت تنزفين حروفا
كنقطة جيم هربت من بيت الجيران

غَادِرٌ هذا البَحْرُ..
سَلَّمْناهُ يَد المحبَّةِ فأغْرَقَ الألوانَ
نثَرْنَا السَّمعَ بيْنَ ا لتّموُّجِ والتَّمَوُّج
فعَمَّقْنَا الأحْزَانَ
عِنْدَ عُيُونِنَا تصْطًّفُ القُضْبَان
النوارسُ تنْقُرُ حَوَاشِي الذِّكْريَات
وترمِي مِن خًلفِنَا سِرًّ الحِكَايَاتِ
ويقْتَاتُ اللّيلُ مِن أجْسَادِنا
مَنْ أحَاطَنَا العِلْمَ أنَّ البحرَ بِدَايةٌ
وأنَّ النهَايَة فِي يَدِ غَاوِيةٍ ترعَى خُيُوطَ الهِدَايةِ
 حتَّى تَسْتَحِمَّ شَمْطَاءَ الدَّجَلِ مِن دَجَلِهَا

ذاك قاع المحيط
إنّي أراه ..
لكنّي لم أغطس في القمر
لم أغطس بعد !!
**
سبعة أحياءٍ موتى ..
سبعة أمواتٍ أحياء
**
ألمحني ..
في نجمةٍ تتضخّم
وزهرةٍ تتضخّم

كَانَ السّلْمُ قَوْسَ قُزَحْ ،
وَنَبِيذَ الْفُقَرَاءْ ،
وَفَاكِهَةَ الْفَرَحْ ،
وَالنُّورَ الَّذِي يُبَدِّدُ أَبَدِيَةَ الظَّلَامْ .
يَاإلَهِي !! مَاذَا حَدَثْ ؟
طُيُورُ الْكرَاكِي ، تُغُادِرُ ضِفَافَ الْأَنْهَارْ ،
مُثْقَلَةٌ بِغَيْمِ الْقَلَقْ،
مُجَلَّلَةٌ بِالصَّخَبِ وَالْغِيَابْ .
مَاذَا حَدَثْ ؟
مَا عُدْنَا نَتَقَاسَمُ خُبْزَ الْحُبِّ ،
وَلُعَبَ الْأطْفَالْ .

جرب أن تمزق سؤالا
أو تواعد المعنى
على طاولة في مقهى قريبة
وتخذله
سيكون الأمر متاحا
أن تلهو بسحب السماء
 وتعصر حليبها على التراب
ماذا لو ملأت أغنية باللذة
ورميتها للبحر
ستجد أن الحكاية تُبدل أقوالها
أتعرف حتى مريم التي ذهبت بعيدا

أسامر حكايا معتقة
قطراتها الحالكة تسيح
من خابية معمرة
ترقد بين شقوقها حقيقة ماجنة
سافرة
تقامر بورق وطن
منسي في حضن تاريخ نتن
تلك الغجرية الوحيدة
وهي تسابق مجرى الخديعة
مرغت خمارها الأسود في مستنقع النسيان
بكف دامية رفعت أعلام الغياب

خلعت ثيابي
لبحرٍ يزور يدي في المساء
لوحيٍ يجيء مبلّل !!
وراء يدي ... يتعرّقُ بعض الشجر !!
وراء فمي ... دمها الأقحوانة !!
خلعت ثيابي
لأدخل طهر الخطايا
وأقرأ كلّ المطر !!
إذا ما التقى عاشقان
تعرّى على الشاطئين قمر !!
تسلّقني الطائر الأرجوانيّ

تعودت استنباط ترانيم الإبتهال
من وقد الريح
حين القافية تندثر
وأن أقتسم أوردتي
مع القمر المنتظر
أتيمّم بالغيم المعصوم
لا أبارح فجوة الوجع
حتى يقرأ اليَمُّ أكف العابرين
ماذا لو هربت شواطئنا
منكسرة
تبحث عن نوارس

لماذا أدعو شهرزاد بحروف من نور
إلى نوم أبدي في أهداب الحبور
إلى قراءة أوراد السرور
وتهددني بأصحاب القبور
بحساب البعث والنشور
***
الآ يرضيها أنني رميت عرض الحائط
كل الأعباء الموروثة وكل الأمجاد
وهدمت القلاع المحصنة بقيود الأجداد
لكي أسكر بشذى جذور الأبنوس
وأتغنى تحت ظلال أوراق الأبنوس

وتَسألُني ..
ما الّذي بعد كلّ الّذي عشتَ ، لا يُعْجِبُكْ ..؟
كيف تعشقُ بوحَ السّواقي و شَجْوَ الأغانِي  ،
ولا شيءَ في أرضِنا يُطْرِبُكْ ؟ !
وتقولُ بأنّ الحياةَ البسيطةَ أعظمُ ما في الحياةِ ،
وقد تاهَ في غَيِّها مركبُكْ ؟
وتسألُني ..
لِمَ تحلمُ دوْمًا بأشياءَ في غيرِ حالاتِها المُشتَهاةِ ؟
تحبُّ الكلامَ الّذي لا يطولُ ...
ولا ينتهي ..
والنّساءَ إذا لم يَهَبْنَكَ ما تشتَهي ..

حِذٙائِي مُوحِلٌ كٙالأٙرْصِفٙةْ ،
جٙوْرٙبِي داكِنٌ كٙسٙحٙابٙةٍ مُمْطِرٙةْ ،
شٙعْري مُهْمٙلٌ تحْتٙ سٙنابِكِ الرِّيحْ ،
أٙحْزٙانِي مُثتٙهدِّلٙةٌ عٙلى كتِفِي ،
كٙضٙفٙائِرِ الغٙجٙرْ ،
كٙالصّٙمْغِ عٙلٙى لِحٙاءِ الشّٙجٙرْ .
أمْتٙارٌ من المٙحٙارِمِ لا تٙسٙعُ دُمُوعِي .
ثمّٙةٙ رٙبِيعٌ فِي عُيونِ الجٙائِعينْ ،
وٙأوْرٙاقُ خٙرِيفٍ تٙتٙوٙزّٙعُ عٙلٙى حٙدائِقِ المٙوْتٙى
ثمّٙةٙ سُعٙال كٙثِيفٌ يٙكْتٙنِفُ الفُصُولْ ،
ويُمٙزِّقُ صٙدْرٙ الغٙابٙاتْ البٙعِيدٙةْ  ،

أنا جئت الآن يامعبودتي
جئت من أجل أغانيك العذاب
فخذي لحن حياتي واعزفي
قبل أن تعزف كفّاه التراب
**
أسمعيني آية السحر التي
تستفزّ الفجر في هذا المساء
فمك النور الذي أمشي به
ما لهذا النور في الدرب انطفاء
**
أتراني في أغانيك شذىً

... وبعدها تقفين
تقفين جامدة أمام بروج لاءاتي
كشجرة في النار
تنادي أوراقك دموعي
سيولا تخنق ألسنة اللهب
لا دموع تجود بها عيناي... جفت أنهاري..
ألست من أسكبتنيها زمان؟
ألست من دفنتك في قلبي
وفيك دفنتني؟
لفظتني أرضك فلا تمترين
تقيأني ثراك

صافحني
 القدر بشدة متعبا يدي
حتى ضحك
 الحزن
 على مجاري المياه؟
عاد القدر
ليخر ساجدا
 أمام كبرياء
عجوز عاشقة لشبابها.
وأنا عطشان
على مرأى من الماء