وهو يتصفح ألبوم الصور، أحس وكأنه تحت تأثير مخدر قوي أو كمن يجرفه طوفان، شيئا فشيئا كان حاضره يضمحل .. يتلاشى .. وفي لحظة انخطاف وجداني اجتاحه شعور غريب، وأحس كما لو أن يدا لامرئية امتدت اليه،لتقتلعه من حاضره وتطوح به إلى زمن غابر.. وجد نفسه وجها لوجه أمام طفل يكاد يكون براءة خالصة.. تلعثم..بدا ساعتها أمامه مذهولا..
غمغم بأسى:
- أنا الرجل الذي صرتك..
رد عليه الصدى:
- وأنا الطفل الذي كنتك يوما..
واستطرد معاتبا:
- لوثـتني...
رن الهاتف.. تعالى الرنين.. انتزعه الرنين من ماضيه، وعاد من أربعين عاما الى حاضر موبوء...