أقبلت الاستغاثة ليلاً إلى دمشق النائمة طفلة مقطوعة الرأس واليدين، وتراباً يحترق، وطيوراً تودع أجنحتها السماء والأشجار، غير أن أهل دمشق كانوا نياماً، فلم يسمع الاستغاثة سوى تمثال من نحاس لرجل يشهر سيفاً، ويقف فوق قاعدة من حجر مطلاً شامخ الرأس على حديقة مبنى.
واجتاحت الاستغاثة تمثال النحاس مرة ضارعة، ففقد صلابته شيئاً فشيئاً، ثم تحول إلى رجل يمشي ويتكلم ويغضب ويصرخ.
ولقد مشى ذلك الرجل في الشوارع الخاوية المتروكة لظلمة الليل، ولكنه كف عن السير لما اعترض طريقه حارس ليلي، وقال له بصرامة: "قف.. ماذا تحمل؟".
قال الرجل: "احمل سيفاً".
"-ولمن السيف؟".
"-السيف سيفي".
"-وهل السيف تفاحة أو برتقالة؟ ألا تعلم أن السيف سلاح؟".
"-أعلم طبعاً".
"-ألا تعلم أيضاً أن القانون يحظر حمل السلاح؟".
"-يحق لي حمل السلاح فالسلاح جزء من مهنتي".
"-وما مهنتك؟ تاجر أسلحة؟".
"-أنا وزير.. وزير الحربية".
"-أنت؟! وزير؟!".
قال الرجل بهدوء: "نعم أنا وزير. لماذا الاستغراب؟".
فضحك الحارس وقال: "لا بد أنك سكران".
"-أنت مخطئ. أنا لست بسكران".
"-إذن أنت كذاب".
"-كن مؤدباً وإلا ندمت. أنا لم أكذب في أي يوم".
"-سأتغاضى عن وقاحتك وأثبت لك كذبك، أسمع. الوزير لا يمشي في آخر الليل كالشحاذ بل يركب سيارة طويلة عريضة، والوزير لا يحمل سلاحاً بل يرافقه دائماً شرطي مسلح بمسدس، والسيف الآن يكتفي بتعليقه على جدران الغرف كتحفة أثرية ولا أحد يستخدمه كسلاح سوى ضعاف العقول".
قال الرجل باستياء: "لا يحق لك احتقار السيف فهل نسيت أن أجدادنا أرعبوا الدنيا بسيوفهم؟".
قال الحارس بصوت ساخر ممطوط: "إيه. رحمة الله على أجدادي وأجدادك".
ثم أضاف بلهجة جافة: "أعطني هويتك".
"-إني لا أحمل هوية".
"-لا تحمل هوية؟! ما اسمك أم إنك لا تحمل أيضاً اسماً؟".
"-اسمي يوسف العظمة".
"-وأنت وزير؟".
"-نعم أنا وزير".
"-اسمع يا رجل يا خرف. الواقف أمامك ليس أمياً. إني في كل يوم أقرأ الجرائد وأسمع نشرات الأخبار من الراديو والتلفزيون، ولم يذكر اسمك مرة واحدة بين أسماء الوزراء".
قال يوسف العظمة بدهشة: "ماذا تقول؟ كيف لم تسمع باسمي؟ إن تاريخ حياتي يدرس في المدارس".
قال الحارس: "ما شاء الله ما شاء الله. وماذا فعلت حتى صارت حياتك تدرس في المدارس كالجغرافيا والحساب؟ اخترعت صاروخاً؟".
قال يوسف العظمة: "أنا الذي حاربت الجيش الفرنسي في ميسلون لمنعه من الوصول إلى دمشق واحتلالها. وهناك في ميسلون قتلت".
فقال الحارس بمرح: "هكذا إذن؟ قتلت في ميسلون وأنت الآن تتحدث معي بعد أن هربت من القبر؟ قل لي: أين كفنك ومن أين سرقت هذه الثياب التي ترتديها؟".
لم يجب يوسف العظمة بكلمة، فنظر الحارس إلى السماء، وقال متصنعاً الخشوع: "سبحانك يا من تحيي العظام وهي رميم".
في تلك اللحظة جاءت سيارة حمراء اللون، ووقفت بالقرب منهما، وأطل من نافذتها شرطي، وقال للحارس متسائلاً: "ما الخبر؟".
قال الحارس: "الأخ يتجول وهو يحمل سيفاً ويدعي أنه وزير".
قال الشرطي: "سنأخذه معنا ونريحك منه".
ثم أضاف موجهاً الكلام إلى يوسف العظمة: "هل يتفضل السيد الوزير بالركوب في سيارتنا؟".
فصعد يوسف العظمة إلى السيارة التي انطلقت تواً تسير في الشوارع مسرعة حتى بلغت مبنى عتيقاً، وعندئذ توقفت، واقتاد الشرطي يوسف العظمة إلى غرفة رئيس المخفر.
كان رئيس المخفر رجلاً بديناً متعب الوجه، وقد ابتسم إثر سماعه ما قاله الشرطي بصوت خفيض، ثم نظر إلى يوسف العظمة متفحصاً، وقال له متسائلاً: "من أنت؟".
"-أنا يوسف العظمة".
"-وماذا تشتغل؟".
"-أنا وزير الحربية".
"-أأنت يوسف العظمة ذاته الذي قتل في ميسلون؟".
"-نعم. استشهدت في ميسلون وأنا أحارب الأعداء الذين كانوا يريدون احتلال البلاد".
"-ولماذا فشلت في منعهم من احتلالها؟".
فهمّ يوسف العظمة بالجواب، ولكن جرس التلفون رنّ، فتناول رئيس المخفر السماعة، وابتدأ يتكلم.
وانفجرت قنبلة فوق أرض ميسلون، وأصابت إحدى شظاياها ساعد يوسف العظمة، فهرع إليه طبيب وشرع يضمد جرحه وهو يقول له بلهجة متوسلة: "وقوفك هنا يعرض حياتك للخطر".
"-مهمتي اليوم أن أحارب العدو وأهلك لا أن أهرب وأنجو".
"-ولكن قوات العدو تفوقنا سلاحاً وعدداً".
"-ماذا تقترح؟".
"-الانسحاب سيحافظ على أرواح رجالنا".
"-إذن أنت تقترح الهرب؟".
"-إني أقترح الانسحاب لا الهرب".
"-الانسحاب والهرب أمر واحد لأن الوطن في حال الانسحاب أو الهرب سيترك للعدو ليستولي عليه".
"-سنهزم لا محالة".
"-نعم سنهزم ونحن نحارب".
"-ستقتل. أنت وزير الحربية وحياتك ليست ملكاً لك. إنها ملك الوطن".
"-أنا الآن مجرد جندي. والناس يجوعون ويدفعون ثمن خبزهم للجنود كي يموتوا وهم يدافعون عن الوطن. سأكون خائناً ولصاً إذا لم أمت اليوم".
"-رجالنا ليسوا جنوداً مدربين على القتال".
"-الوطن المهدد اليوم بالاحتلال وطنهم ويجب أن يموتوا في سبيله".
وانفجرت قنبلة وسقط يوسف العظمة على الأرض ممزق الجسد.
وصاح رئيس المخفر: "تكلم.. أين تسكن؟".
قال يوسف وهو يبتسم مستغرباً: "لا بيت لي".
قال رئيس المخفر: "إذن ستنام الليلة في مكان يليق بك".
ثم تحدث إلى الشرطي همساً، وبعدئذ دنا الشرطي من يوسف العظمة وقال له وهو يربت بيده على كتفه: "هل يسمح السيد الوزير بتسليمنا سيفه؟".
"-السيف لا يتخلى عنه إلا في حال الاستسلام أو الموت".
"-اطمئن. سنعيده إليك صباح غد".
فقطب يوسف العظمة جبينه مفكراً، ثم سار بخطى وئيدة نحو طاولة رئيس المخفر، ووضع سيفه على سطحها وهو يقول بصوت كئيب: "إني أتخلى لكم عن سيفي لأنكم من أبناء بلدي".
فقال له الشرطي: "والآن تفضل بمرافقتي".
وعاد يوسف العظمة ثانية إلى السيارة الحمراء التي انطلقت مرة أخرى تسير في الشوارع بأقصى سرعة، ثم توقفت بعد دقائق أمام بناية تحيطها أشجار وأسوار.
ونزل الشرطي من السيارة، وغاب في جوف البناية ليرجع بعد قليل وبرفقته رجل يرتدي ثياباً بيضاء.
قال الرجل ذو الثياب البيضاء ليوسف العظمة: "هل يسمح لي السيد الوزير بإرشاده إلى غرفته التي سينام فيها الليلة؟".
فهز يوسف العظمة رأسه موافقاً، ووجد نفسه بعد هنيهات واقفاً في غرفة صغيرة، فقال للرجل ذي الثياب البيضاء الذي كان يهم بالخروج من الغرفة: "أين أنا؟".
قال الرجل بهزء: "أن طبعاً في أفخم فندق في البلد".
ثم غادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بحركة سريعة عنيفة.
ودهش يوسف العظمة، وتجول في الغرفة قليلاً ثم اتجه إلى الباب وحاول فتحه، فألفاه مقفلاً. وعندئذ أقبلت الاستغاثة من أرض يحتلها الأعداء وتغلغلت في هواء الغرفة، فارتجف يوسف العظمة، واندفع نحو نافذة صغيرة، وأمسكت أصابعه بقضبانها، وتطلع إلى الخارج فإذا السماء مغطاة بالسحب السوداء.
وسمع صوتاً يقول له: "ستقتل.. ستسجن.. اهرب".
فقال يوسف العظمة بنزق: "السجن للرجال، والموت لا مهرب منه".
وتهالك على الأرض ممزق الجسد، وتحلق حوله الأعداء المنتصرون، فها هو يوسف العظمة سقط أسيراً.
وأغمض يوسف العظمة عينيه، وأحس بأن شرايينه تمتلك آلاف الأجنحة التواقة إلى فضاء رحب، فأطلق استغاثة التقت بالاستغاثة الآتية من أرض يحتلها الأعداء، وامتزجتا في صراخ واحد مديد تبدد في ظلمة الليل المهيمن على دمشق النائمة.
"-يحق لي حمل السلاح فالسلاح جزء من مهنتي".
"-وما مهنتك؟ تاجر أسلحة؟".
"-أنا وزير.. وزير الحربية".
"-أنت؟! وزير؟!".
قال الرجل بهدوء: "نعم أنا وزير. لماذا الاستغراب؟".
فضحك الحارس وقال: "لا بد أنك سكران".
"-أنت مخطئ. أنا لست بسكران".
"-إذن أنت كذاب".
"-كن مؤدباً وإلا ندمت. أنا لم أكذب في أي يوم".
"-سأتغاضى عن وقاحتك وأثبت لك كذبك، أسمع. الوزير لا يمشي في آخر الليل كالشحاذ بل يركب سيارة طويلة عريضة، والوزير لا يحمل سلاحاً بل يرافقه دائماً شرطي مسلح بمسدس، والسيف الآن يكتفي بتعليقه على جدران الغرف كتحفة أثرية ولا أحد يستخدمه كسلاح سوى ضعاف العقول".
قال الرجل باستياء: "لا يحق لك احتقار السيف فهل نسيت أن أجدادنا أرعبوا الدنيا بسيوفهم؟".
قال الحارس بصوت ساخر ممطوط: "إيه. رحمة الله على أجدادي وأجدادك".
ثم أضاف بلهجة جافة: "أعطني هويتك".
"-إني لا أحمل هوية".
"-لا تحمل هوية؟! ما اسمك أم إنك لا تحمل أيضاً اسماً؟".
"-اسمي يوسف العظمة".
"-وأنت وزير؟".
"-نعم أنا وزير".
"-اسمع يا رجل يا خرف. الواقف أمامك ليس أمياً. إني في كل يوم أقرأ الجرائد وأسمع نشرات الأخبار من الراديو والتلفزيون، ولم يذكر اسمك مرة واحدة بين أسماء الوزراء".
قال يوسف العظمة بدهشة: "ماذا تقول؟ كيف لم تسمع باسمي؟ إن تاريخ حياتي يدرس في المدارس".
قال الحارس: "ما شاء الله ما شاء الله. وماذا فعلت حتى صارت حياتك تدرس في المدارس كالجغرافيا والحساب؟ اخترعت صاروخاً؟".
قال يوسف العظمة: "أنا الذي حاربت الجيش الفرنسي في ميسلون لمنعه من الوصول إلى دمشق واحتلالها. وهناك في ميسلون قتلت".
فقال الحارس بمرح: "هكذا إذن؟ قتلت في ميسلون وأنت الآن تتحدث معي بعد أن هربت من القبر؟ قل لي: أين كفنك ومن أين سرقت هذه الثياب التي ترتديها؟".
لم يجب يوسف العظمة بكلمة، فنظر الحارس إلى السماء، وقال متصنعاً الخشوع: "سبحانك يا من تحيي العظام وهي رميم".
في تلك اللحظة جاءت سيارة حمراء اللون، ووقفت بالقرب منهما، وأطل من نافذتها شرطي، وقال للحارس متسائلاً: "ما الخبر؟".
قال الحارس: "الأخ يتجول وهو يحمل سيفاً ويدعي أنه وزير".
قال الشرطي: "سنأخذه معنا ونريحك منه".
ثم أضاف موجهاً الكلام إلى يوسف العظمة: "هل يتفضل السيد الوزير بالركوب في سيارتنا؟".
فصعد يوسف العظمة إلى السيارة التي انطلقت تواً تسير في الشوارع مسرعة حتى بلغت مبنى عتيقاً، وعندئذ توقفت، واقتاد الشرطي يوسف العظمة إلى غرفة رئيس المخفر.
كان رئيس المخفر رجلاً بديناً متعب الوجه، وقد ابتسم إثر سماعه ما قاله الشرطي بصوت خفيض، ثم نظر إلى يوسف العظمة متفحصاً، وقال له متسائلاً: "من أنت؟".
"-أنا يوسف العظمة".
"-وماذا تشتغل؟".
"-أنا وزير الحربية".
"-أأنت يوسف العظمة ذاته الذي قتل في ميسلون؟".
"-نعم. استشهدت في ميسلون وأنا أحارب الأعداء الذين كانوا يريدون احتلال البلاد".
"-ولماذا فشلت في منعهم من احتلالها؟".
فهمّ يوسف العظمة بالجواب، ولكن جرس التلفون رنّ، فتناول رئيس المخفر السماعة، وابتدأ يتكلم.
وانفجرت قنبلة فوق أرض ميسلون، وأصابت إحدى شظاياها ساعد يوسف العظمة، فهرع إليه طبيب وشرع يضمد جرحه وهو يقول له بلهجة متوسلة: "وقوفك هنا يعرض حياتك للخطر".
"-مهمتي اليوم أن أحارب العدو وأهلك لا أن أهرب وأنجو".
"-ولكن قوات العدو تفوقنا سلاحاً وعدداً".
"-ماذا تقترح؟".
"-الانسحاب سيحافظ على أرواح رجالنا".
"-إذن أنت تقترح الهرب؟".
"-إني أقترح الانسحاب لا الهرب".
"-الانسحاب والهرب أمر واحد لأن الوطن في حال الانسحاب أو الهرب سيترك للعدو ليستولي عليه".
"-سنهزم لا محالة".
"-نعم سنهزم ونحن نحارب".
"-ستقتل. أنت وزير الحربية وحياتك ليست ملكاً لك. إنها ملك الوطن".
"-أنا الآن مجرد جندي. والناس يجوعون ويدفعون ثمن خبزهم للجنود كي يموتوا وهم يدافعون عن الوطن. سأكون خائناً ولصاً إذا لم أمت اليوم".
"-رجالنا ليسوا جنوداً مدربين على القتال".
"-الوطن المهدد اليوم بالاحتلال وطنهم ويجب أن يموتوا في سبيله".
وانفجرت قنبلة وسقط يوسف العظمة على الأرض ممزق الجسد.
وصاح رئيس المخفر: "تكلم.. أين تسكن؟".
قال يوسف وهو يبتسم مستغرباً: "لا بيت لي".
قال رئيس المخفر: "إذن ستنام الليلة في مكان يليق بك".
ثم تحدث إلى الشرطي همساً، وبعدئذ دنا الشرطي من يوسف العظمة وقال له وهو يربت بيده على كتفه: "هل يسمح السيد الوزير بتسليمنا سيفه؟".
"-السيف لا يتخلى عنه إلا في حال الاستسلام أو الموت".
"-اطمئن. سنعيده إليك صباح غد".
فقطب يوسف العظمة جبينه مفكراً، ثم سار بخطى وئيدة نحو طاولة رئيس المخفر، ووضع سيفه على سطحها وهو يقول بصوت كئيب: "إني أتخلى لكم عن سيفي لأنكم من أبناء بلدي".
فقال له الشرطي: "والآن تفضل بمرافقتي".
وعاد يوسف العظمة ثانية إلى السيارة الحمراء التي انطلقت مرة أخرى تسير في الشوارع بأقصى سرعة، ثم توقفت بعد دقائق أمام بناية تحيطها أشجار وأسوار.
ونزل الشرطي من السيارة، وغاب في جوف البناية ليرجع بعد قليل وبرفقته رجل يرتدي ثياباً بيضاء.
قال الرجل ذو الثياب البيضاء ليوسف العظمة: "هل يسمح لي السيد الوزير بإرشاده إلى غرفته التي سينام فيها الليلة؟".
فهز يوسف العظمة رأسه موافقاً، ووجد نفسه بعد هنيهات واقفاً في غرفة صغيرة، فقال للرجل ذي الثياب البيضاء الذي كان يهم بالخروج من الغرفة: "أين أنا؟".
قال الرجل بهزء: "أن طبعاً في أفخم فندق في البلد".
ثم غادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بحركة سريعة عنيفة.
ودهش يوسف العظمة، وتجول في الغرفة قليلاً ثم اتجه إلى الباب وحاول فتحه، فألفاه مقفلاً. وعندئذ أقبلت الاستغاثة من أرض يحتلها الأعداء وتغلغلت في هواء الغرفة، فارتجف يوسف العظمة، واندفع نحو نافذة صغيرة، وأمسكت أصابعه بقضبانها، وتطلع إلى الخارج فإذا السماء مغطاة بالسحب السوداء.
وسمع صوتاً يقول له: "ستقتل.. ستسجن.. اهرب".
فقال يوسف العظمة بنزق: "السجن للرجال، والموت لا مهرب منه".
وتهالك على الأرض ممزق الجسد، وتحلق حوله الأعداء المنتصرون، فها هو يوسف العظمة سقط أسيراً.
وأغمض يوسف العظمة عينيه، وأحس بأن شرايينه تمتلك آلاف الأجنحة التواقة إلى فضاء رحب، فأطلق استغاثة التقت بالاستغاثة الآتية من أرض يحتلها الأعداء، وامتزجتا في صراخ واحد مديد تبدد في ظلمة الليل المهيمن على دمشق النائمة.