المستقبلية futurismo حركة فنية تأسست في إيطاليا في بداية القرن العشرين، إذ عرفت أوج نفوذها بين عامي 1909 و1944. وتعني المستقبلية نبذ كل ما يتعلق بالماضي وبدأ ثقافة جديدة، وينشط المستقبليون في كل فروع الوسط الفني بما في ذلك الرسم والنحت والتصميم الجرافيكي، والتصميم الصناعي، والأزياء، والمنسوجات، والأدب، والموسيقى والهندسة المعمارية، وحتى الطبخ لم يسلم منهم. إن المستقبلية، بشكل عام، تبتعد عن كل ماهو ماضوي قديم هادئ، وقد عبر مارينيتي هن هذا الابتعاد بقوله "إن سيارة السباق أجمل من تمثال ساموثراس".
انطلقت المستقبلية من الأدب نحو فنون أخرى، حيث قام الأديب ورجل القانون فيليبو توماسو مارينيتي Filippo Tommaso Marinetti بإصدار بيان سمي بالبيان المستقبلي Manifesto del Futurismo، الذي نشر لأول مرة في الجريدة البولندية Gazzeta dell'Emilia في 05 فبراير 1909، ثم تلقفته الجرائد الإيطالية تباعا؛ حيث نشر بجريدة Il Pongolo di Napoli في 06 فبراير 1909ن وبجريدة la Gazzetta di mantova وl'Arena di verona في 09 فبراير 1909، ثم توالى نشره في الجرائد المحلية والعالمية، إلى أن وصل إلى جريدة Le Figaro الفرنسية في 20 فبراير 1909 وأعطته شهرة منقطعة النظير. يشجع البيان في مجمله على تبني السرعة والحركة والعنف وقطع دابر الماضي، لأنه لا يساعد نهائيا في بناء المستقبل والنهوض به. ويأتي هذا البيان في إحدى عشرة نقطة أساسية هي كالتالي:
- Noi vogliamo cantare l'amor del pericolo, l'abitudine all'energia e alla temerità.
-1 نريد الغناء لحب الخطر وروح النشاط والجسارة المندفعة.
- Il coraggio, l'audacia, la ribellione, saranno elementi essenziali della nostra poesia.
-2 ستصبح الشجاعة والإقدام والتمرد العناصر الجوهرية لشعرنا.
- La letteratura esaltò fino ad oggi l'immobilità pensosa, l'estasi ed il sonno. Noi vogliamo esaltare il movimento aggressivo, l'insonnia febbrile, il passo di corsa, il salto mortale, lo schiaffo ed il pugno.
-3لم يعبر الشعر حتى يومنا هذا إلا عن الأشياء الخامدة والاستسلام للملذات. أما نحن فسوف نمجد الحركة المغامرة والأرق المحموم والخطوات الوَّثابة واللكمات والصفعات.
- Noi affermiamo che la magnificenza del mondo si è arricchita di una bellezza nuova: la bellezza della velocità. Un automobile da corsa col suo cofano adorno di grossi tubi simili a serpenti dall'alito esplosivo... un automobile ruggente, che sembra correre sulla mitraglia, è più bello della Vittoria di Samotracia.
-4 سنعلن على الملأ أن سحر العالم قد ازدان بجمال من نوع جديد، ألا وهو جمال السرعة. فسيارة السباق التي تتحلى بمواسير كبرى تشبه الثعابين النفاثة والمحرك الهادر الذي يدور مثل قذائف البندقية الآلية أجمل من تمثال النصر المجنح من ساموثراس.
- Noi vogliamo inneggiare all'uomo che tiene il volante, la cui asta ideale attraversa la Terra, lanciata a corsa, essa pure, sul circuito della sua orbita.
5- أن نشدو بالإنسان مسير التروس الذي يرشق رمحا من روحه عبر الأرض في اتجاه حركة مدارها.
- Bisogna che il poeta si prodighi, con ardore, sfarzo e munificenza, per aumentare l'entusiastico fervore degli elementi primordiali.
6- يجب أن يبذل الشاعر لنفسه الغيرة والفخامة والبذخ من أجل أن يزكي حرارة العناصر الفطرية الحماسية.
- Non v'è più bellezza, se non nella lotta. Nessuna opera che non abbia un carattere aggressivo può essere un capolavoro. La poesia deve essere concepita come un violento assalto contro le forze ignote, per ridurle a prostrarsi davanti all'uomo.
7- لا وجود للجمال إلا في الصراعات، وليس هناك تحفة فنية بدون وجود للطبيعة العدوانية. يجب أن يكون الشعر هجو ًما عنيفا على قوى المجهول من أجل إخضاعها للانحناء أمام الإنسان.
- Noi siamo sul promontorio estremo dei secoli!.. Perché dovremmo guardarci alle spalle, se vogliamo sfondare le misteriose porte dell'Impossibile? Il Tempo e lo Spazio morirono ieri. Noi viviamo già nell'assoluto, poiché abbiamo già creata l'eterna velocità onnipresente.
-8 نقف على رأس القرون الأخيرة! فلماذا علينا أن ننظر خلفنا بينما ما نريده هو كسر المغاليق الغامضة للمستحيل؟ لقد قضى الزمان والمكان نحبهما يوم أمس ونحن نعيش الآن في عصر المطلق لأننا صنعنا السرعة الأبدية والمحيطة بكل شيء.
- Noi vogliamo glorificare la guerra - sola igiene del mondo - il militarismo, il patriottismo, il gesto distruttore dei libertari, le belle idee per cui si muore e il disprezzo della donna.
9- سنمجد الحرب -عافية العالم- والروح العسكرية، والوطنية، والروح التخريبية للأناركيين، والأفكار الجميلة التي يستشهد في سبيلها الرجال، أما المرأة فسوف تكون موضع احتقارنا.
- Noi vogliamo distruggere i musei, le biblioteche, le accademie d'ogni specie, e combattere contro il moralismo, il femminismo e contro ogni viltà opportunistica o utilitaria.
10- سنهدم المتاحف، والمكتبات والأكاديميات من كل نوع ونكافح ضد الأخلاقية، والنسوية، وكل المخازي النفعية الانتهازية.
- Noi canteremo le grandi folle agitate dal lavoro, dal piacere o dalla sommossa: canteremo le maree multicolori e polifoniche delle rivoluzioni nelle capitali moderne; canteremo il vibrante fervore notturno degli arsenali e dei cantieri incendiati da violente lune elettriche; le stazioni ingorde, divoratrici di serpi che fumano; le officine appese alle nuvole pei contorti fili dei loro fumi; i ponti simili a ginnasti giganti che scavalcano i fiumi, balenanti al sole con un luccichio di coltelli; i piroscafi avventurosi che fiutano l'orizzonte, le locomotive dall'ampio petto, che scalpitano sulle rotaie, come enormi cavalli d'acciaio imbrigliati di tubi, e il volo scivolante degli aereoplani, la cui elica garrisce al vento come una bandiera e sembra applaudire come una folla entusiasta.
11- سنغني عن الجموع العظيمة المتحمسة للعمل والمتعة والشغب، وموجات الثورات المتعددة الألوان والمنوعة النغمات في العواصم الحديثة، كما عن الحماسة الليلية المتوقدة للترسانات والورش تحت الأقمار الكهربية العنيفة، ومحطات القطارات الجشعة، والمصانع المعلقة فوق السحاب بخيوط دخانها الملتوية، والجسور التي تعبر الأنهار المتلألئة في الشمس مثل قفزات أبطال ألعاب القوى، والمحركات البخارية التي تستشرف الآفاق، والقاطرات الهائلة التي تضرب عجلاتها القضبان مثل حوافر أحصنة حديدية ضخمة، والطيران السلس للطائرات التي تخفق أجنحتها في الريح مثل الأعلام فتبدو وكأنها تحيي الجموع المتحمسة.
يتضح من هذه النقاط أن صاحب البيان المستقبلي يشمئز من كل شيء عاطفي وتقليدي، وله عداء واضح مع المرأة عامة والنسوية خاصة (التي تجسد الضعف في نظره)، كما أنه يصطف مع القوة والولاء للجيش، وينتصر للسرعة والصخب. لذلك شجعت هذه الحركة الراديكالية التطور الصناعي والتقدم التقني الذي كانت تعرفه أوروبا في تلك الأثناء. اهتم فنانو المستقبلية بالتغيير المتميز وبالفاعلية المستمرة وحركية الأشياء، وهذا ما حاولوا التعبير عنه من خلال أعمالهم التي جسدت الحركة والتغير.
تعتبر المستقبلية مدرسة بالغة الأهمية، لأنها تمكنت من إيجاد شكل مناسب مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه، وركزت على إنسان العصر الحديث الذي يتسم بالسرعة، لذلك نجد أن الرسام المستقبلي يعبر عن الصور المتغيرة بتجزئة الأشكال إلى آلاف النقاط والخطوط والألوان، وكان يهدف إلى نقل الحركة من الواقع إلى لوحته حتى يعطينا الانطباع بأنها تتحرك. وقد استقت هذه المدرسة فلسفتها من النظرية النسبية، التي كشفت عن البعد الرابع (الزمن)؛ وهو بعد يعبر عن الحركة والطاقة. كما أنها تقوم على خلفية سياسية من أجل تلبية طموحات إيطاليا في الاستقلال والتحرر، فقد ارتبط مؤسسها مارينيتي بالحزب الفاشي لموسوليني، وكان من رواد هاد الحزب ومن النشطاء الذين يدافعون عن أفكاره وتوجهاته، سواء شعرا أو بتوجهات المدرسة المستقبلية. وتعد هذه المدرسة الفنية الوحيدة التي كانت ذات توجهات سياسية متطرفة، عكس باقي المدارس الفنية.
كان المستقبليون مفتونين بشكل خاص بالطيران والتصوير السنيمائي، كما أنهم استنكروا الماضي لأنهم شهدوا أن ثقافاته كانت قمعية، لاسيما في إيطاليا، وبدلا من ذلك اقترحوا فنا يحتفي بالحداثة وصناعاتها؛ فالمستقبلية تعبير صارخ عن العصر الذي ولدت فيه وذلك لأنها اعتمدت الديناميكية الآلية والحركية والبعد الرابع، وبهذا يمكن القول بأنها تستحق اسم المستقبلية Futurismo عن جدارة واستحقاق.
رواد الحركة المستقبلية وأهم أعمالهم:
1- فيليبو توماسو مارينيتي Filippo Tommaso Marinetti (1876 – 1944):
شاعر وأديب إيطالي، وهو مؤسس الحركة سنة 1909، ازداد بالإسكندرية/ مصر سنة 1876 وتوفي ببلاجيو سنة 1944 (نفس السنة التي انتهت فيها الحركة المستقبلية). عاش في فرنسا بعض الوقت ثم انتقل إلى إيطاليا، أسس الحركة ونشر بيناها التأسيسي سنة 1909، وشارك في الحياة السياسة مع الحزب الفاشي لسنوات قبل أن يقلب عليه ويتهمه بالرجعية. مجد مارينيتي كل ما هو مرتبط بالمستقبل من لباس وتقنية وعادات أكل؛ إذ شجع الناس على استهلاك الطعام المصنع والمعلبات، وانتقد الأكل الإيطالي المبني على السباغيتي واعتبره أكلا رجعيا. كان صاحب المستقبلية راديكاليا في أفكاره، يحاول اجتثاث المجتمع الإيطالي من الماضي ووضعه في المستقبل دون صيرورة بطيئة. وتعتبر هذه الأفكار المتطرفة هي السبب المباشر في سقوط المستقبلية في السنة ذاتها التي توفي فيها مارينيتي.
يعد مارينيتي شاعرا رمزيا نشر أولى قصائده بالفرنسية، ثم ترجمت بعدها إلى الإيطالية. ومن أهم أعماله على سبيل المثال:
- البيان المستقبلي 1909.
- حلم مستقبلي (رواية) 1909.
- بيان الكتاب المسرحيين المستقبليين 1911.
- الحرب: النظافة الوحيدة 1911.
- البيان التقني للأدب المستقبلي 1911.
- معركة طرابلس 1912.
- القصيدة الجوية لخليج لاسبيتسيا 1935.
- قصيدة القسمة الإفريقية 1937.
- القصيدة غير الإنسانية للتقنيات 1940.
- 2- كارلو كارا Carlo Carrà (1881 – 1966):
يعد كارا من الرواد المهمين في الحركة المستقبلية، إذ وقع مع مارينيتي وأمبرتو بوتشيوني ولويجي روسولو ودجياكومو بالا البيان العام للرسامين المستقبليين سنة 1910، وفي السنة الموالية (1911) اشتهرت لوحته the Funeral of the Anarchist Galli جنازة الأناركي غاللي؛ وهي لوحة زيتية على قماش بطول 259,1 سم وعرض 198,7 سم، معروضة حاليا في متحف الفن الحديث بنيويورك.
تجسد اللوحة جنازة المناضل الأناركي أنجيلو غاللي، الذي اغتالته قوات الأمن الإيطالية سنة 1906. كانت جنازته محجا لمئات الأناركيين الذين جاءوا لتشييع جثمانه، ومن ضمنهم كان كارا. وقد وصف الجنازة في سيرته الذاتية " La mia vita" قائلا: "وجدت نفسي في وسطها رغمًا عني، أمامي رأيت التابوت المغطى بأزهار القرنفل الحمراء، يتمايل بشكل خطير على أكتاف حاملي النعش، رأيت الخيول تصاب بالجنون، وتتصادم العصي والرماح، وبدا لي أن الجثة كان من الممكن أن تسقط على الأرض في أية لحظة وكانت الخيول ستدوسها. لقد صدمت بشدة، بمجرد عودتي إلى المنزل، قمت برسم ما رأيته". وبالطبع فإن اللوحة تجسد كل ما وصفه كارا بقوله السابق مع إضافة الكثير من الخطوط السوداء والمتقاطعة التي تجسد الحركة والعنف والصراع بين الأمن ومشيعي أنجيلو غاللي.
3- جياكومو بالا Giacomo Balla (1871 – 1958):
يعتبر بالا من المؤسسين الأوائل للمستقبلية والمتحمسين لأفكارها، وإلى جانب الرسم فهو نحات يهتم في لوحاته بالضوء وحركية الألوان. وعلى عكس رفاقه في المستقبلية، الذين اهتموا بالعنف والحرب والحركة أكثر، تميل لوحاته نحو الذكاء والغرابة. وأصدق مثال على هذا الأمر هو لوحة "حركية كلب في المقود".
رسمت هذه اللوحة الزيتية على قماش بطول 109.8 سم وعرض 89.8سم، تصور كلبا له عدة أرجل متداخلة وكأنه يتحرك تقوده سيدة تظهر أرجلها المتعددة وكأنها في حركة أيضا. تبدأ اللوحة باستكشاف ما بعد الانطباعية واللون. إنها تستثمر في مسألة تمثيل الحركة والسرعة حتى تتمكن من الظهور بشكل مجرد أو على الأقل بشكل واقعي في الزمن.
4- لويجي روسولو Luigi Russolo (1855 – 1947):
ولد لويجي لعائلة من الموسيقيين مما أثر عليه للاتجاه نحو الفنون، إذ بعد أن التقى بكارلو كارا وأمبرتو بوتشيوني بميلان انخرط بحماس في الحركة المستقبلية، فجاءت لوحاته تعبر عن المبادئ التي سطرها بيانها التأسيسي محتفية بالحركة والسرعة والعنف.
من أهم لوحاته نجد "سيارة في السباق "une automobile en course, 1912-191 "فمن خلال السيارة، وهو موضوع متكرر بين الرسامين المستقبليين، يتم التعامل مع موضوع السرعة وصداها البصري والصوتي. تم طمس تمثيل السيارة هنا لصالح الترجمة البلاستيكية للسرعة: صورتها الظلية، التي تم إبرازها بإضاءة خلفية زرقاء قوية بالكاد مرئية، ومجزأة في الفضاء الذي تنشطه ككل. ذوبان الألوان والمباني المائلة إلى الوراء والطرق التي تم امتصاصها في أعقابها، تعمل على تجميع التصورات البصرية المتسارعة التي يختبرها سائق السيارة. إن تعاقب الزوايا الحادة متحدة المركز على المحور المركزي للقماش، يرتب السطح التصويري بأكمله. إنه يترجم، من خلال إيقاعه، التسارع القوي للمحرك، مثل اهتزاز الصوت الذي يمتد إلى الفضاء المحيط به[1]".
سرعان ما تخلى روسولو عن الرسم وانخرط في حركة الموسيقيين المستقبليين وكان من بين كتاب بيانها المستقبلي، الذي ينتصر لضوضاء الآلات الحديثة. توقع لويجي ظهور فن موسيقي جديد "فن الضوضاء" يستقي إلهامه من ضجيج الآلات الصناعية. ويعتبر لويجي الموسيقي الذي طور فن الموسيقى لكي تقبل كل صوت وكل ضجيج مهما كان، إن "الضوضاء لديها القدرة على إعادتنا إلى الحياة. الصوت، على العكس من ذلك، غريب عن الحياة، موسيقي دائمًا، شيء منفصل، عنصر عرضي، أصبح بالنسبة لآذاننا بمثابة وجه معروف لأعيننا. الضجيج الذي ينشأ مشوشًا وغير منتظم من ارتباك الحياة غير المنتظم، لا يكشف عن نفسه أبدًا لنا بشكل كامل ويخبئ لنا مفاجآت لا حصر لها"[2] حسب قول روسولو. شكلت مقطوعاته الموسيقية ردود فعل عنيفة لما تمثله من نشاز في ذهن المتلقين. بعد أن أصيب لويجي في الحرب وأقعد في المستشفى قاد أخوه أنطونيو ثلاث حفلات موسيقية في باريس سنة 1921، حيث جمع بين سبع وعشرين مقطوعة في نفس الآن.
5- جينو سيفيريني Gino Serevini (1883 – 1966):
لم يكن سيفيريني راضيا عن الوضع الفني في زمن، فالانطباعية والمدارس الفنية المعاصرة لها أصبحت أكاديمية بحثه لا تشجع على الإبداع. لذلك اتجه نجو فرنسا لتعلم الرسم بواسطة تقنية المزج البصري، فكان له اتصال بأهم فناني عصره منهم بيكاسو وأبولنير. في سنة 1908 كان سيفيريني يقترب من المستقبلية بلوحاته الفنية، خاصة لوحة "الراقصة المهووسة" التي أبدعها سنة 1909. ثم بعدها بسنة وقع سيفيريني بيان الرسامين المستقبليين مع بوتشيوني وروسولو وبالا وكارا، لينخرط بقوة في الحركة المستقبلية التي وافقت أفكاره وتوجهاته في الرسم. أبدع عدة لوحات تمثل مبادئ المستقبلية من أهمها: "مدفع خلال المعركة Cannon en Action"، وهي تجسد مدفعا محاطا بثلاث جنود وبعدة جمل تمثل البعد الصوتي للوحة.
6- أمبرتو بوتشيوني Umberto Boccioni (1882 – 1913):
بوتشيوني هو كذلك من المؤسسين والأوائل للحركة وأهم منظريها، إذ يقول "هناك قانون واحد فقط للفنان، وهو الحياة الحديثة والحساسية المستقبلية"[3]، تأثر بسفيريني وبالا اللذين كان يتردد على ورشتي عملهما كثيرا ومنهما أخذ تقنية التقسيم في الرسم. هو رسام ونحات في نفس الوقت، ركز في منحوتاته على الأجساد الذكورية القوية، التي تعبر الفضاء عبر تشوهات شديدة. وقد عبرت منحوتته "أشكال فريدة من الاستمرارية في الفضاء Formes uniques de continuité dans l’espace"، التي أبدعها سنة 1913، عن التوجه العام للمستقبلية الذي يمجد القوة والتفوق الذكوريين وينبذ الضعف والخنوع الأنثوي.
7- أنطونيو سانت إيليا Antonio Sant'Ellia (1888 – 1916):
رغم أن مساهمة أنطونيو سانت إيليا في العمارة المستقبلية محدودة إلا أنه لا يمكن إلا الوقوف على أفكاره التي كانت تعبيرا حيا للمبادئ الراسخة التي جاء بها المؤسسون الأوائل لهذه الحركة. وبالطبع فد رام سانت إيليا الثورة على العمارة التقليدية التي تمجد الزخارف، وانتقل إلى العمارة الحركية التي تنبني على روح الصناعة والسرعة. وقد كان متأثرا بالمدن الصناعية في أمريكيا مما انعكس بشكل واضح في الرسومات التي أنجزها لمدينته الجديدة la Cità Nuova، التي يمكن اعتبارها يوتوبيا خاصة بالحركة المستقبلية، مجتمعها مجتمع حضري مترابط متكامل لا يوجد فيه أي بناية فردية. ثم فيما بعد "أظهرت رسوماته، التي سيكون لها تأثير كبير على المشاريع الحضرية طوال القرن العشرين، ناطحات سحاب ضخمة متجانسة ذات شرفات وجسور وممرات هوائية تجسد الإثارة والحياة الصاخبة للمدينة الحديثة بفضل التكنولوجيا"[4].
[1]https://mediation.centrepompidou.fr/education/ressources/ENS-Futurisme/ENS-futurisme.htm?ref=ap.chroniques.it#image02، تاريخ الزيارة: 02 أبريل 2024.
[2] https://www.universalis.fr/encyclopedie/luigi-russolo/، تاريخ الزيارة: 02 أبريل 2024.
[3] https://www.universalis.fr/encyclopedie/umberto-boccioni/، تاريخ الزيارة: 03 أبريل 2024.
[4] https://fr.wikipedia.org/wiki/Antonio_Sant%27Elia، تاريخ الزيارة: 03 أبريل 2024.