جاؤوه تلك الليلة بامرأة،هي أول امرأة سينفرد بها في حياته،فقد زوجوه أخيرا بنت قدور المش(القط) من الدوار المجاور،لم يسبق له أن رآها ،فقط لما تكلمت أمه في الموضوع صار يسألها عنها،فكانت تجيبه:
امرأة و السلام،ماذا تريد أكثر؟
في تلك الليلة استحم مع أقرب صديقيه في حمام المدينة،و عاد إلى البلدة قبل المغرب بقليل،عاد بلباس العرسان،جلباب و بلغة.استقبل بحفاوة الملوك،بطيب الزهر و الحناء و الحليب و التمر و البيض المسلوق ،فهوسلطان العزارة(العزاب) تلك الليلة.
جاؤوه بها بعد العشاء بقليل ،أدخلوها كوخ الزوجية ،انفردت بها في البداية ثلاث نسوة مجربات في الحياة، عادة ما تكون العمات أو الخالات ،أعطينها نصائح و تقنيات محددة لمواجهة الرجل لأول مرة على انفراد، وذلك من أجل أن تسيل الدماء و بأي ألم.
بعدها بقليل جاء وقت دخوله عليها،جاؤوا به تحت مهرجان من الأغاني و الأهازيج الشعبية الممجدة لسلطان زمان البلدة ،أدخلوه و أغلقوا باب الكوخ خلفه، وبقي أمام الباب حارسان،امرأة و رجل يتصفان بثقة أهل العريس و أهل العروس،بينما توزع الآخرون في أرجاء الحفل في انتظار أن يأتيهم العربي(هكذا كان اسمه) بالسروال،بدم شرف القبيلة.
مر وقت طويل و لم يصدر خبر عن سروال العروسة،دبت في الحفل وشوشة و همهمة ، تهامس الحاقدون و شمت الشامتون و بدأت الإشاعات تنتشر،و صلت الأصداء للأب الذي كان مع جماعة البلدة ،في الخيمة الكبيرة للحفل ،خارج المسكن ينتظر أن تتناهى إلى سمعه الزغاريد معلنة عن فحولة العربي و عذرية بنت قدور، لكن هيهات!
عاد مسرعا إلى المسكن يستطلع الأمر،التقى بابنه الثاني أمام المدخل ، سأله إن كان أخوه قد أنجز المهمة،فأجابه بالنفي، غضب بشدة لما عرف أن السبب من ابنه، وقفل راجعا إلى خيمة الحفل ،مر قريبا من مربط الحمار، أحس بشيء يتحرك صعودا و هبوطا في الظلام، اقترب منه، فرأى حماره الأشهب في أقصى حالات الاستنفار الجنسي و عضوه التناسلي يصعد و يهبط كخرطوم فيل.
وقف أمامه،ضحك أول الأمر، تأمل برهة، ثم قال مخاطبا الحمار بنبرة فيها حسرة و مرارة:
لا رجل في هذا المسكن إلا أنا وأنت أيها الأشهب.