تهرب العبارات وتقف الحروف والكلمات خجلاً أمام أسمك يا فلسطين الحبيبه..أجد غصة في التحدث عن تسليمك وتقديمك لقمه بسيطة لأولئك الاحقاد والغاصبين, فالتاريخ يعيد نفسه بعد 59سنه ومازلت مغتصبه ومازلت تحت براثن الإحتلال..فلا معتصم ولا صلاح الدين جديد يعيد مجدك ويعيد البسمه لشفاهنا التى لم تعرف منذ النكبه الإ الحزن والدموع..وانتهت بقيام دولة لليهود على كامل التراب الفلسطيني..وانتهت في لجوء عدد كبير من اهل فلسطين الى الدول المجارة في جو عاصف من العواطف المشحونة وجو خانق من التخاذل العربي والهزائم المتلاحقة, ولأول مرة تتجزأ فيها مدينة القدس في مسرحية دولية كبيرة بعد أن قامت الجيوش العربية بدورها المحدد وهو تسليم الأرض لليهود.. قامت كثير من الألسنة تلوك أعراض أبناء فلسطين الممزقة ، وتنهش لحومهم بعد أن مزقتها بالحراب ، وكما قال أبو الطيب:
أبنت الدهر عندي كل بنت**فكيف وصلت أنت من الزحام/جرحت جرحاً لم يبق فيه**مكان للسيوف أو السهام..!
صادفت في الخامس عشر من الشهر الحالي ذكرى اعلان ما يسمى ب" الاستقلال الفلسطيني" ومن المؤكد ان المواطنين يتساءلون عن المكان الذي وصلت اليه قضيتهم بعد تسعة عشر عاما من الاعلان عن هذا الاستقلال الوهمي من قبل المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر, وقد صدر ذلك الاعلان عقب عام واحد من الانتفاضة الفلسطينية الاولى"انتفاضة اطفال الحجارة" التي هزت بنقائها وبسالتها ضمير العالم واعادت قضية الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 في الضفة والقطاع الى صدارة الاهتمامات العربية والدولية ودفعت بالحكومة الاسرائيلية انذاك لتجاوز كثير من الخطوط الحمراء في تعاملها مع الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية.لقد اختار الراحل ابو عمار هذا التاريخ لأنه المتوسط الحسابي بين تاريخين مشؤومين, الأول هو وعد بلفور المشؤوم والذي صادفت ذكراه التسعون في الثاني من تشرين ثاني الحالي واما التاريخ الثاني فهو يوم قرار تقسيم اراضي فلسطين التاريخية والذي تصادف ذكراه الستون في التاسع والعشرين من نفس الشهر.
تسعة عشر عاما كان من المفروض ان يتحقق الاستقلال الفعلي على ارض الوطن خلال جزء معقول من هذه الفترة، لكن ما هو شاهد الان على ارض الواقع يؤكد ان هدف الاستقلال الحقيقي والكامل ما يزال بعيدا، ويعود السبب اساسا ليس الى الطرف الاخر، وان كانت اسرائيل تفضل استمرار الهيمنة على الاراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لكن الوضع الداخلي المتمزق والتدخلات الاقليمية والدولية التي تجد من بعض الفصائل الفلسطينية من يتعامل معها على حساب المصالح الوطنية العليا ويصل الامر حد رفع السلاح الفلسطيني لقتل الفلسطينيين والاستيلاء على السلطة بقوة السلاح هذا الوضع المحزن هو الذي يبتعد كذلك بالشعب الفلسطيني عن تحقيق اهدافه، ويحول الاستقلال الى نوع من السراب الذي يتشكك المواطنون في امكانية الوصول اليه.
هناك اختلاف جذري بين الحركتين الفلسطينيتين الكبيرتين "فتح"و "حماس" حول كيفية الوصول الى الاستقلال وقد دخلت الاطراف الخارجية من خلال هذا الاختلاف وتحولت القضية الفلسطينية الى ملف في نطاق الصراع الدائر في المنطقة بين محاور مختلفة، علما بان هذه القضية ظلت لسنوات طويلة فوق الخلافات والصراعات الدولية والاقليمية، ونقطة التقاء للعالم العربي والاسلامي باعتبارها القضية المركزية وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي واللوم بالدرجة الاولى يقع على عاتق الجهات الفلسطينية التي لم تقف في وجه هذا التحول، وخاصة اليسار الفلسطيني الذي غاب دوره ونفوذه او يكاد.. اما القوى الخارجية فهي تسعى دائما لتحقيق مخططاتها واستراتجياتها، دون ان تكون تطلعات الشعب الفلسطيني على رأس جدول اولوياتها. يطل علينا هذا اليوم وقضيتنا تمر بحالة من التشرذم والتفكك لم تشهد لها مثيلا منذ انتصاب الكيان الصهيوني,وقد عرف المشروع النضالي الفلسطيني العديد من المصطلحات والمسميات والشعارات التي باتت تشكل جزءاً من حياته لكونها عاشت معه سنوات القسوة وتحدي الإحتلال ومقاومته ، هذه المصطلحات التي كانت عبارة عن إشارة تدل على الفلسطيني صاحب الحق في وطن سلبه الإحتلال وقتل أهله وشرد جزء منهم ووضع جزءاً آخر في سجنين أحدهما كبير والآخر صغير
وقد كان للخط الأحمر نصيب في بلدنا فكانت عبارة نسمعها دائماً ونرددها في جلساتنا ولقاءاتنا وحواراتنا عبر الفضائيات وعلى منصات المهرجانات وعبر صفحات المجلات والجرائد فكان شعارنا " أن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه "..؟ لقد اصبح هذا الخط وهميا بعد ان تجاوزناه وشرعنا الاقتتال الداخلي وفقدت البندقية الفلسطينية صوابها ومسارها الصحيحان. ان الوضع الفلسطيني يزداد تعقيدا وتأزما مع مرور الأيام, فحماس تظن انها بحسمها العسكري "المرفوض" قد حررت الوطن وها هي تحتفل بيوم استقلالها..وعباس يرفض من حيث المبدأ التفاوض مع حماس بينما نراه يهرول وراء رايس واولمرت ومؤتمر الخريف"المشؤوم" والذي يأتي لتصفية ما تبقى من قضيتنا, هذا ان تبقى منها شيء..!
ان الهدف الأمريكي من هذا المؤتمر هو التغطية على فشل سياساتها ودعم مشروعها المأزوم, واعادة تسويق خطة خريطة الطريق بابعادها الأمنية وتصفية المقاومة الفلسطينية وتكريس انقسام الداخل الفلسطيني..ومن هنا نشدد بان الوحدة الوطنية تشكل الرافعة الرئيسية لمواجهة المشاريع العدوانية والاعتداء على الشعب الفلسطيني وحقوقه, وعليه يتوجب على السيد محمود عباس وحاشيته القول وبأعلى صوت: لا لمؤتمر الشؤم, نعم للحوار مع حماس واعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية. لقد آن الاوان لوقف كل ممارسات القمع والترويع والتعدي على المواطنين وكراماتهم التي ما زالت ترتكب بحق ابناء شعبنا في غزة والضفة الغربية على السواء رغم كل الانتقادات والدعوات المخلصة لوقفها ليتسنى لكل الأطراف المخلصة العمل من أجل إنهاء حالة الانقسام المأساوية التي يعيشها شعبنا وتعيشها قضيتنا الوطنية. ان التصدي للمخاطر والأهداف التي يريدها أعداؤنا في لقاء " أنابوليس المشؤوم" القادم لا يتم بترويع الشعب وإنهاكه والتطاول عليه،ومن يقوم بذلك إنما يعمل على إنهاك الشعب وإضعاف صموده ويدفع نحو تحويل التناقضات الثانوية بين قوى الشعب وفي صفوفه إلى تناقضات رئيسية وتناحرية وهو ما ينبغي أن يتجنبه كل الوطنيين المخلصين لشعبهم ولقضيتهم. انه ليس ممكنا بالنسبة للفلسطينيين انتظار تسعة عشر عاما اخرى ليتحول "الاستقلال" من اعلان الى واقع، ولن يتم ذلك الا اذا انتهى الصراع الداخلي الفلسطيني وتحلت الاطراف الفلسطينية بالحكمة والبصيرة وبعد النظر وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المراكز والمناصب والمكاسب السياسية الوهمية. اننا نمر بوضع غاية في الخطورة وبحاجة الى قرار شجاع ومسؤول نستطيع من خلاله الاقدام على خطوة مهمة جدا في حياتنا ومشروعنا الوطني والتي ستسجل في التاريخ بأن شعبنا الذي اختلف سياسيا لا يمكن أن يفرط بوصايا الشهداء, وسيدع الخلافات جانبا ويتوحد فعلا حاملا الشعار القائل بأن الدم الفلسطيني خط احمر تطبيقا وليس شعارا, فهل من مجيب..! وليكن شعارنا بأن يوم استقلالنا هو يوم عودتنا..يوم تحرير اسرانا, كل اسرانا..وان هذا اليوم آت لا محالة..ولنتذكر كلنا ما قاله شاعرنا الفلسطيني الكبير محمود درويش:
لو يذكر الزيتون غارسه/لصار الزيت دمعا..!****إقبض على عنق السنابل/مثلما عانقت خنجر/الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار/قل لي : كيف تقهر.../هذي الأقانيم الثلاثة..كيف تقهر ؟
د. صلاح عودة الله
القدس المحتلة
وقد كان للخط الأحمر نصيب في بلدنا فكانت عبارة نسمعها دائماً ونرددها في جلساتنا ولقاءاتنا وحواراتنا عبر الفضائيات وعلى منصات المهرجانات وعبر صفحات المجلات والجرائد فكان شعارنا " أن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه "..؟ لقد اصبح هذا الخط وهميا بعد ان تجاوزناه وشرعنا الاقتتال الداخلي وفقدت البندقية الفلسطينية صوابها ومسارها الصحيحان. ان الوضع الفلسطيني يزداد تعقيدا وتأزما مع مرور الأيام, فحماس تظن انها بحسمها العسكري "المرفوض" قد حررت الوطن وها هي تحتفل بيوم استقلالها..وعباس يرفض من حيث المبدأ التفاوض مع حماس بينما نراه يهرول وراء رايس واولمرت ومؤتمر الخريف"المشؤوم" والذي يأتي لتصفية ما تبقى من قضيتنا, هذا ان تبقى منها شيء..!
ان الهدف الأمريكي من هذا المؤتمر هو التغطية على فشل سياساتها ودعم مشروعها المأزوم, واعادة تسويق خطة خريطة الطريق بابعادها الأمنية وتصفية المقاومة الفلسطينية وتكريس انقسام الداخل الفلسطيني..ومن هنا نشدد بان الوحدة الوطنية تشكل الرافعة الرئيسية لمواجهة المشاريع العدوانية والاعتداء على الشعب الفلسطيني وحقوقه, وعليه يتوجب على السيد محمود عباس وحاشيته القول وبأعلى صوت: لا لمؤتمر الشؤم, نعم للحوار مع حماس واعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية. لقد آن الاوان لوقف كل ممارسات القمع والترويع والتعدي على المواطنين وكراماتهم التي ما زالت ترتكب بحق ابناء شعبنا في غزة والضفة الغربية على السواء رغم كل الانتقادات والدعوات المخلصة لوقفها ليتسنى لكل الأطراف المخلصة العمل من أجل إنهاء حالة الانقسام المأساوية التي يعيشها شعبنا وتعيشها قضيتنا الوطنية. ان التصدي للمخاطر والأهداف التي يريدها أعداؤنا في لقاء " أنابوليس المشؤوم" القادم لا يتم بترويع الشعب وإنهاكه والتطاول عليه،ومن يقوم بذلك إنما يعمل على إنهاك الشعب وإضعاف صموده ويدفع نحو تحويل التناقضات الثانوية بين قوى الشعب وفي صفوفه إلى تناقضات رئيسية وتناحرية وهو ما ينبغي أن يتجنبه كل الوطنيين المخلصين لشعبهم ولقضيتهم. انه ليس ممكنا بالنسبة للفلسطينيين انتظار تسعة عشر عاما اخرى ليتحول "الاستقلال" من اعلان الى واقع، ولن يتم ذلك الا اذا انتهى الصراع الداخلي الفلسطيني وتحلت الاطراف الفلسطينية بالحكمة والبصيرة وبعد النظر وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المراكز والمناصب والمكاسب السياسية الوهمية. اننا نمر بوضع غاية في الخطورة وبحاجة الى قرار شجاع ومسؤول نستطيع من خلاله الاقدام على خطوة مهمة جدا في حياتنا ومشروعنا الوطني والتي ستسجل في التاريخ بأن شعبنا الذي اختلف سياسيا لا يمكن أن يفرط بوصايا الشهداء, وسيدع الخلافات جانبا ويتوحد فعلا حاملا الشعار القائل بأن الدم الفلسطيني خط احمر تطبيقا وليس شعارا, فهل من مجيب..! وليكن شعارنا بأن يوم استقلالنا هو يوم عودتنا..يوم تحرير اسرانا, كل اسرانا..وان هذا اليوم آت لا محالة..ولنتذكر كلنا ما قاله شاعرنا الفلسطيني الكبير محمود درويش:
لو يذكر الزيتون غارسه/لصار الزيت دمعا..!****إقبض على عنق السنابل/مثلما عانقت خنجر/الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار/قل لي : كيف تقهر.../هذي الأقانيم الثلاثة..كيف تقهر ؟
د. صلاح عودة الله
القدس المحتلة