غزة الجرح ضاغطة على الزناد – شعر: امحمد برغوت

غزة يا باقة عشق لنا، ورجع أناشيد تتردد
يا فراشة ظلت ترفرف خلف الأسلاك
یا دفقة ضوء، يا حلم الصبا في مهده يتجدد
انت شيقة الروح في مهب الرياح
انت جمرة متوقدة في رماد الزمن المستباح
انت السهل والوعر والورد الفواح
انت الضوء والدفء ونسيم الصباح
انت النوء والعاصفة وزهر التفاح.
إقرأ باسم من دحا الأرض وسمك السماء .
إقرأ باسم من وهب العزة لمن رفض الولاء

وحدك كشفت أسرار زمن العهر يا ابن الأشاوس
حين وقفت وقفة النخل الأبية في عناق الموت
وقنابل الأوغاد تستبيح كل خرائط القبائل المهزومه
فغص في الأعداء ولا تلتفت صوب الحدود
فحراسها اقفلوا عليك الجهات وسمروا الأوتاد
حتى يروا مقلتيك في مرايا المقابر
ويلبسوا زهرات عمرك الأصفاد
فاقرا بلادك الشهيدة السلاما
وتعال ننفخ في بوق القيامة لنعلي من صرختنا الغاضبه
ونسمو بما تبقى لنا من الأحلام الضائعه.
*******
تفرج معي على فصل الصفقات
فهاهم الخلفاء والخلعاء يصطفون خلف غزة
ويخالونها صفقة رابحة ،
وها هم تجار قريش على رأس قوافلهم يرومون أداء الكفاره
فمتى كانت دماء الشهداء سلعة رخيصة على هامش محضر
كي يجتمع الغربان ليناقشوا تجارتهم البائره؟ !
ويرجع التاجر للسوق كما يرجع في الصيف الذباب .
يحوم على أكوام ما تبقى من القمامات الذابله
فبماذا يغطي الفضيحة قوم عراة" ؟ "
وهم يتباكون غزتهم الثاكلة .
*****
غزة وحدها تدمن كل هذا الحداد
غزة وحدها تتقن ارتداء السواد
وفرسانها يطاردون الدخان
حتى استحالوا جثثا تتناثر في كل البطاح
ومآذن غزة دامعة على الدم المباح.
فاحترق وحدك إن السفن لجمتها الحواجز
والخيول كبلها السماسرة في عز الصباح
والعواصم مشغولة بعقد القمم التي ملأت خراط العروبة
مهانة وظلاما وفرقة وخصاما
******
يا سماء المدينة أين مضى ضوء النهار
غزة منفية عن شاطئها الذي وطئته البوارج
وسماؤها مغلقة ليكتمل الحصار
أفردوها وأسلموها لاعتصار زناد بسيط بنادقها.
للموت طعم واحد يا ابن المكارم
فامض إليه مسرعا لتحف نعشك الزغردات
والبس الموت فوق اللحم من أجل غزة
فأنت عريس عاشق للملاحم والمكرمات
إنه زمن غير ما علموك فتعال نعلم أطفالنا أن تضغط على الزناد
الرجم زناة التاريخ كي لا تنطلي عليهم الخدعة القاتله.