في هباء الليل
تمضي العتمة منتعلة
صمتها اليومي الفاخر
صوب الضباب المتروك
وحده
مبتغاها أن تشاركه
ألقه ’ نبيذه ’انطواءه
مثلما صديق.
2-
في هباء الليل
السماء الحزينة
أيها الحطام الأسود الجميل،
يا هاجسا يحرضنا على السهر.
أبدا، لن نحتقر أسرارك الدفينة
في كأس النبيذ
فبين كأسين
وسيجارة ذابلة
ستكبر المسافات باتجاه من نحب
ستكبر على طاولة ما
طاولة ترقب الليل من شباك حلمنا
قبل أن تنام منهارة.
كل شيء في هذي العتمة
يجلوك...
العصفورُ بريشه الذهبي
رقّاصُ ساعة الحائط بين هُنيهة وأبد
كُنَّاشُ الذكريات
فائضُ الصمت في فيلم "المومياء"
بريدُ أحبة لا يصل
خيطُ الحنين المنسكب بهدوء من خصاص النافذة
الكأسُ المترعة بالخيبات
الغرباءُ فــي مدن لم تزرها
فيروزُ كلَّ صباح في مذياع الجيران
إغمدي قُبلةً في خفايا الوريدْ
لعلِّي بما يتكاثرُ منِّي وراءَ ظلامِ الخطايا أعودْ
لعلِّي بما يتناثرُ منِّي على وردةِ الثلجِ
أخطو على جمرِ روحي
وأستلُّ من نهرِ قلبي طيوراً مهاجرةً
في فضاءِ النشيدْ
دمعةً أخرى وتجاعيدُ وجههِ خطوطاً لم يدرِ ربّما لم ينتبه متى تقاطعت وخطوطُ شعرهِ تشابكت ما بين أصابعه شاهدني عدّة مراتٍ ولمم يشأ فذاك الواثق في الصورةِ مزيداً من الغُربة.. ودمعةً أخرى قد عَرِفَ أنه لم يعد في اللعبة..
دعيني أتملى في حسنكِ
دعيني أملّى
رمانة الشفتين الملوية
مازلت عن لثمكِ
ما زِلت طفلا..
خذي لهفي
و تسمري ألهو في أذنيكِ قرطا
وأذوب في جفنيكِ كحلا
فأقَّاطَر منهما شمعا و ليلا..
دعيني أخبئ في حسرتِكِ
ليوم الضيم شمسا، طينا
سهوا أوقفني البحر ولفني الليل بعباءة من الانفعالات البلهاء . وكلما اقتربت كان البحر ينتفض مشتعلا في ثناياي.. كمركب صغير تتقاذفه الأمواج وهو يخطو في مهب العاصفة وكان ذبيب نوايا الغرق يثب مرتعشا
قريبا من الموت
كان جندي بالمرصاد ،
يتلو للبحر بريده
و يكتب اسمه على جسر أيامه
و يغفو .
و شاعر يبكي أطلال قصيدته
يفتح قلبه للريح ،
يرثي سواحل الراحلين ،
يرتق جرح الأرض
و يكبو .
طفل على بوابة المنفى ،
ضباب على طريق الذكريات
غبار يغلف… روحي
يحملني الهواء الثقيل
لاغفو بين يديه
على شرفة العابرين
ويعدو على طرقاتنا
صمت صمت
وفي عتمة الحزن
انسل مني
الى حدقات العيون
التي لا تراني