حيثُ مطرٌ من الأرض يتساقط على جدران البحر
جدران المدينة ملحٌ متراكمٌ
و الكون مُتعَبٌ من التفاصيل الصغيرة
فالشقّ في سماء الله الواسعةِ
خندقْ..
مدينتنا بحرٌ
إن كان البحر مدينةً
حين البحر مُطلقْ..
قلبُ الشعوبِ لآلئ داخل أصدافٍ
تتآكل نصفها بعد صمودٍ هشٍّ
و تمضي رغم التآكل و الضباب الأسود
ينسحب الصمت
في ظلي ...يماما بريا وقبرات
ومن غربة الحنين
يعود دمي
نحو ربوته الأخيرة
يتأبط هزيمته ...
وعلى المقعد الخشبي القديم
بلا حقيبة...
ينام المسافر
نسيه موعد الغرام
على حافة المدينة...والحبيبة
لذلك كان التوغّل في اسمك سفرا مستطابا
وكان ضياء الحروف يخاتلني سحرة
لكي لا أعيدَ إلى شمعتي تاجها
وكي ْلا أكون ضِرام الليالي
وكي ْلا يصير دمي قبسا أوشهابا٠٠٠
لذلك كنتٌ أسير الهوينا
وأخشى اتّقاد خطايْ
وكنتٌ إذا برقت وردة في سماكَ
أزحت سمايْ
وكنتٌ إذا هطلتْ في يديك اللغاتْ
ركبتٌ دمي
-1- رعشة حظ
تحت السمع
هل تليق الأسئلة بالقصيدة؟
لن يغفر لي جناح ضوئِكِ
الوطن ماؤه متناسل في العطش
والكلمات تشمخ في الخسائر
ما أوسع الرعشة فيكِ !
حين أفضي بدهشة وجعي
مسارات الخريطة
والأنا أنتِ...
في شرخ المرآة تشهّى
والأخر أنتِ
لماذا كلما أدرت ظهري لعاصفة هوجاء
كي أنجو من جبروتها وعتيها
ﺇلا وتركت وشومها في جلدي
وأبراحها في دروب خطوي !
لماذا كلما شردت في غيومي
كي أصارع رحى الأيام
ﺇلا وأمست تلك الوشوم
نجوما في أرضي
تبدد دياجر وحشة الروح
ووحدة الذات في مراسي القلق
ومحنة الغربة أمام أصفاد الأكوان !
لماذا تأتينني بكل هذا النزيف
كلما دار رأسي في أشلاء السحاب ؟ !
تركتك هناك تلملمين عمر الحكاية
تسافرين الى خلوة الجرح
تبلعين آهاتك الحزينة
تحت قطار الصمت الرهيب
تحت مدافن اللوعة القابعة في العتمة
تحت براكين الرماد المتلاشي في العدم
ورقا يتبعثر في الصدى
لم لم يسمعوا أنين اندحار طفولتك
كانت تكبر على عروش الروح ؟ !
يا امرأة غطت عيوني
بزهر الكلمات ورحيق العمر
ها جداولك تحاصرني
في ربيع يسكب نخبه
في مداشر الروح
أعانق سرب حمام
يطير في خرابش نوحي
وأصمد كجدار
وأرمي عطري كشلال
أروي الظامئين مثلي
بمفاتن قمر
ندى على خد ورد الأقحوان
تراقص في رحيلي
كموجة سافرت في سحر الصدى
كلحن عانق أمسياتي الحزينة
على أرصفة باردة
تساقطت في روحي
.كنبت المطر
لماذا يوقظ الندى
في نفسي
كل هذا الرحيل؟
تأتيني الجراح
إهداء: إليك ايها "الفينيق" وأيها "المشاغب" ويا أيها المناضل في جبة صحافي والآخر في جبة تاجر وبا أيتها النجمة التي أعادت لي صديقي، ويا أيها السياسي الواعد، وأعني أصدقائي: يوسف التجاني ورضوان السمامي وحاتم الوزاني وواد مصطفى وميلود الشريفي وعادل الأزعر وإدريس بوعبيد وأميرة الجنوب التي أعادت لي صديقي وخالد اخازي وأحمد العناني حتما لن أجد وقتا لبكائكم، فغيابكم حضور رغما عن وقاحة زمننا، زمن مغربي بامتياز.
" ماهمني ولا رشني
غير فراق الصحبة"
مقطع من أغاني الغيوان في زمنها البهي
1
قد لا أستفيق هذا الصباح
إنني منذور للموت
هذا ما أفصح عنه المجنون
منحوت اسمك على ثغر السماء
وعلى جبين صبية قريتي الصغيرة
سلام عليك
يوم كان البرد كالدفء في قلبي
وكانت الأصفاد أبرد من دم السجان
وكان اللون غرابا على الجدار،
الزمن الهارب يعب ،
أنفاسي لحظة لحظة
وأنت أيها الراقد بين ضفائر
اللون والقصيدة
تجلى.....
نفسك الآن وطن يغمرني
حنانا فياضا يلهمني
تريقا لعضال عنوانه الماضي
نفسك الآن نسيم من نسائم الجنة
تكنس تراكم البغض في فكري
يحيلني جنينا في حضنك
حضنك الطبيعة الندية
وليدا في قماط راحتيك
ينهل من أثداء القديسات
صفاء و نقاء الأزل المخملي
ينهل عصمة الأنبياء
لاشيء يكبر في الكأس
سوى جراح وطن يجر حسراته
ﺇلى كبوة خيام في انحدار!
لاشيء يأتي من منافذ الطين
سوى صدى ليل ينوء بأوجاعه
ﺇلى نكبة عمر في احتضار!
ياشعبا يحمل نعش حمام
لاشيء أقوى من لونك
في الأمطار
لاشيء أصلب من دمك
في الألوان
هي امرأة ٌ....سيّدةُ الصخُور والبرتقال.
هي ما تناثرَ من زهور اللوز على سطحِ البحيرة.
بزيت الجَوز لمّعَ الدُوريُّ صورتها ومال....
إلى الطلقة القاتلة!
"هي طلقتي القاتلة"، قال لي شاعرٌ وهو يرسم
فوق الرمال...ظلاّ غريبًا على ظِلهَا /.
...................
تضيقُ المسافة بين الظلال... يمرّرُ كفـّهُ
في شعرهَا، فيبتلُّ كفه باللوز و التوتِ والبرتقال ...
(فتهمس خذني إليك. أنا الآن أجمل !)