سَيَكُونُ لك
وقتٌ لتغني , وتبكي
ولتقرأ آخرَ الرسائل
التي ,لا تصل
ولن تَرَى
الذينَ جاؤوا ,
منَ الأصقاع ,
لِيودّعُوك

تَذَكَّر  ,
سَيَكُونُ لكَ

في يومكَ المشتاق للدّمِ،رحلةٌ في الذّكريات ِ
تعُدّ من رحلوا بلا معنى
وأنتَ سليلُ-أعرفُ منتهاكَ –رحيلِهم
فغيابهم كالنّوقِ ،تسير في طُرُق معبّدةٍ بعزلتنا
ودائمة الحضور كشعبنا
منشورةٌ أجسادهم يتهلّلون، يكبّرون-برغم بحّتهم وآلام النّزيفْ
(هم أدركوا)
" أصواتهم تعبت من الصّدأ الممزّق في الحناجرْ..."
هم فصيلٌ آخر للميّتينْ
كانوا بلا عنى الحياة يُسيّجون رؤاهُمُ المتواضعهْ
لا يحلمون بقصّة للحبّ تنأى كالخرافةِ

الصَّيَّاد :
نَصَبَ الفِخاخَ
ونامَ يَنْتَظِرُ الذي يَأْتي ولا يَأْتي .
ثَوانٍ ثُمَّ ساعاتٌ فَأَيَّامٌ فَأَعْوامٌ ؛
تَبَدَّلَ شَعْرُهُ صَدِئَتْ مَحاريثُ الشِّتاءِ
تَزَوَّجَتْ صُغْرى البَناتِ فَصارَ جَدّاً ،
غَيْرَ أَنَّ فِخاخَهُ في أَسْفَلِ الوادي
أَحاطَ بِها نَسيجُ
العَنْكَبُوتْ !
المُسافِر :
وَجَدَ القِطارَ مُعَطَّلاً ،

حـبيبتي
من لا يملك الآن قلباً
 لن يَرى النور أبداً بعد الآن  
من يغزل ثوبه بخيوط العزلة
لن يشعر أبداً بالدفء بعد الآن...

ها أنا ذا أتجول  في حلم
أحلم حلماً يتسلل للغيب
ترافـقـني أحزان الحياة الماضية
و الآتية
صارت فراشات و عصافير

خبْطٌ على الحيطانْ
صُنوجٌ ناشزةٌ
وحناجرٌ من حجرٍ ثقيلْ
دربكاتٌ مائعةٌ
وصياحُ برابرةٍ
يمزقون الليلْ....,
............................
............................
لن تهنأَ بنبيذكَ الملكي
وتتذوقَ على مَهَلٍ
صمتكَ الأحمر

(1)
رمَتْ في الفضاءِ المُلوَّنِ أزهارَ صفصافها
رمَتْ نارَها في دمي ومضَتْ
لا مُباليةً بالحرائقِ في نهرِ قلبي
تعانقُ أشواقَ أطيافها
(2)
رمَتْ فوقَ وجهِ حياتي
كخفقِ الصَبا شالَها
وكُلِّي طيورٌ من الماءِ تعجنُ صلصالَها
(3)
كُلَّ عامٍ بأوَّلِ نيسانَ أُولَدُ

كمْ  ينمو الحبُّ
بأطرافي
مُدُناً  تـتـساطعُ
فوقَ  يديكِ
و تـزدهرُ
و مرايا  ذكرِكِ
في  قلبي
تسعى و تطوفُ
و تعـتمرُ
و على فستانِكِ
تـرتـيـلٌ

صببت لي كأسا
من وجع الناي
في حضن أبي
ومن وجع أبي
في حضن الناي
وحكيت
ما لا يحكى
أدخلت في روع المنافي
أني
للأمهات اللائي
فقدن أزواجهن

والآن ماذا فرخ الوعي
سوى أفكار تحدو رؤاي نحو أكمام النظر ؟
الوعي , يدري كم أنا غارق
ببحر الحيص والرحله
ويدري كم أنا مارق
أجاري الريح كلما ذراني النوم-وحدي-صاحيا
يـــــــــــــا  أصحابنا
لكم أشقى ... لكَم أشقى ...لكم...
بيادر الجوع لها ريقي وثبْ
والظمأ الساذج في البدء شربْ
ثم اُغتربْ , ..

من ظلمةِ أيامي الموبوءةِ بالحبْ
من قاعِ الجُبْ
من أقصى شمسٍ تلتحفُ القلبْ
أصرخُ مسكوناً بلهيبِ الصمتْ
ودبيبِ الوقتْ
وأُزيحُ غباشَ الرملِ عن العينينْ
في الدربِ إلى قيصرْ
(2)
من ظلمةِ أيامي أتعلَّقُ كالضوءِ المنهوكِ برمشينْ
لامرأةٍ قاسيةٍ كشتاءِ المرِّيخِ
وناعمةٍ كمياهِ الصوتْ

الوقت عصافير مجهدة
اغان من زبد الحبر
اناشيد تتسلى بعذابات الروح
كم تبعد عن ذاتي ذاتي
اشياء تتجاوز في افكاري الافكار
تداهمني اذ اصحو كرما بعد العصر
اتحدث في وضح الرؤية
عن امرأة لااتذكر من فيض انوثتها الا الابناء
اتعمق بحديث ثان عن اخرى
وثالثة
ورابعة .....آه ما أوجع هذي الكلمات

هُنا حَفَرَتْ وَشْمَها هِنْدُ
بالفَحْمِ والزَّيْتِ والدَّمْعِ والطّينِ
والتَفَتَتْ نَحْوَ أَطْلالِ خَيْمَتِها ثُمَّ قالَتْ وَداعا ،
وَلَمْ تَبْكِ مِثْلَ الأَميراتِ
حينَ يُضَيِّعْنَ أَصْدافَهُنَّ الثَّمينَةَ في المَوْجِ ،
لكِنَّها حينَ حَرَّكَها الحُزْنُ قالَتْ وَداعاً
وَلَمْ تَنْسَ إِرْسالَ بَعْضِ الرَّسائِلِ
للذِّئْبِ في المُرْجِ والنَّسْرِ في البُرْجِ ،
قالتْ وَداعاً وَطارَتْ
وَبَعْدَ دَقائِقَ غَابَتْ كَقَوْسِ قُزَحْ !
*****

كنت طيارا في المنفى
ولدي رصيد هائل في البنك
أكثر من مجموعة شعرية
على حسابي
 دونها الأرق
وطرت بالشعر مؤتلقا
والشعر لولا رصيدي 
في البنك
ما ائتلق .
 ...
وحين العمر استوفى

غيمة ...
غدقُ مآقٍ
من عناقيد الشهوات
ثمالاتُ المساء
ومروق النوّ
على رصيف الريحِ
 ذات ليل مدجّج بقبلات
من شفاه الأنواء
 هيجانا
في ذؤابة الوقت
محتلا عقارب الظلّ

ما قاد دماءَكَ للشعرِ ؟
أَدبيبُ الخمرِ
أم أعماقٌ تلمَسُها
في آناءِ الليل وأطرافِ الفجرِ ؟
أم خيباتُ الحبِّ !؟
أم لحظاتُ خيار صعبِ ؟
أم خوفٌ مِنْ وعلى وطنٍ مَغتَصَبِ ؟
أم أخطاءْ ؟
أم كِْبرٌ وإباءْ ؟
انا محزونٌ منذ نعومة أشعاري
في قلبي الحالم بالثورةِ

لا شفاءَ للَهِّم المعتَّقِ ,
واقفاً أسير على
غير هدىً ،
كجناحٍ معتصمٍ في طيّات مرفأٍ
وَعِبْرَ هانوفر ما !
هامبورغ ما !
أسير مصطحباً خطاي لا غير
ساعتي تُشير اليّ وأربعين دقيقةً
خطاي ، خطاي المثابرة على اليأس !
مئات الأفكار خطرتْ ببالي
في المسافة القصيرة ما بين بيتي

كان علي
أنا الرسام الشارد
أن أرافق صبابتي
عاما فعاما
وأنتظر
ريم الصدى
لأرى
كيف تقتل الصبابة
رسمي
أو أقتل الرساما
....

دَعاني أكيتو لعشاء.. ما تيّمني
في غربتي
أواه
بهجتي تخبو يَجُبّها الضيق  
ما بال ألواني تماثلت
كندف القطن سَقْطُها
تُعِدّ قبوراً
مثواها الجليد
قلبي
خَدَر السكون يرتاد
امرأة أنا

أنفاس هل أطلعَ القصبُ الإوَزَّ
على طوّية قاربي حتى يضجَّ ؟
ولو دعتني النفسُ
أوقفتُ القواربَ كي تراني ،
لو دعتني الريح
طوّرتُ الحكايةَ ،
قلتُ : إني سابحٌ ،
بيدي زمامُ الضفَّتينِ
فلا أهاب وشايةً
من طحلبٍ ضَجِرٍ
ولا ترنيمةً من معزفٍ عَطِرٍ