تحملني  الليالي
على متن يأسي...
وخلف  آلاف  نجمات الظهيرة...
تنام... وينام حلمي..
و تغريبتي...
في قبرك الجاثي
وراء قبله...
يستفيق حلمي مجعد الخدين
أصفر
تأتيه  الرعشات  كصوت كلاب الحي
متقطعة.. متقطعة....

بني..
ملح وجع الاجيال الكلمى خلف جدائل الذاكرة...
حسيرة تؤبن عمق الصمت :صرخة حائرة..
بني..
فرقد الميلاد و الشهادة..
اتسمع همسي يتدفق بين الحنايا صبيبا...
جحيما نبعه يكثف غيمة ماكرة...
يطاول اناشيد الثوار ان رددها صدى الجبال...
ان حررها عبر المدى:
سوط
و افك ..

لا يوجد في الدنيا شاعرٌ واحدٌ أحقُّ بالرثاءِ منكَ
يا صديقَ الغيومِ والقمرِ والظلامِ والسجونِ والندى 
والأرصفةِ والتسكُّعِ والأزهارِ والجنونْ
يا ابنَ سلَميةَ الضلِّيلْ
يا صديقي الروحيَّ الذي لم أرهُ عن كثبٍ
 إلاَّ من وراءِ الضبابِ
والمرايا الكافرةِ والأسوارِ المنيعةِ والغبارِ
ولم ألتقِ بهِ ولو مرَّةً واحدةً
أتُرى تغلَّبَتْ ملائكتُكَ على شياطينكَ ؟
أتُرى نلتَ ثأركَ من يهوذاكَ الشخصيِّ
أيُّها العصفورُ الأحدبُ الذي يحملُ وطنَهُ القتيلَ

رائحة الويسكي المنبعثة من أنفاسكَ
قوية لتجعل الولد الصغير مترنحاٌ
لكنني تمسكت بك بشدة كالموت 
فرقصة كهذه لم تكن سهلةٌ
 
وضججنا نمرح ونرقص بصخب
حتى انزلقت الأواني من رف المطبخ
لكن تعابير وجه أمي العابسة , مقطبة الحاجبين:
 لم تنفرج
 
يدكَ التي أمسكت معصمي

الوقت فراغ
يتلوه  فراغ من حجر      
سئم محض
لن يرى جهاته
يتلوى في دائرة الضجر
قل هكذا أو ربما
نقضي الليالي
مثقلين بالهوى   

نشكو من البعد
ودوران الزمن العكسي

رؤيا عن نهرٍ لازْوَرْديٍّ دَنِفٍ عاشقْ
أودى بِثوانيهِ الحُبُّ
دقائقَ إثْرَ دقائقْ !
وقروناً إثْرَ قرونْ
نَهرٌ جُنَّ
وثانيةً جُنَّ بهِ المجنونْ
لا أعشقُ ما فيهْ
إلاّ كُلَّ أغانيهْ
نهرٌ من خفْقِ البانْ
بضفافٍ تَتَعرّى كالجانْ
وهو بِبالي الآنْ

قُلْ ما الذي يُغويكَ
وافعلْ ما يشاءُ العابرُ الساحرُ
ما بينَ قوافيكَ
مُحمَّلاً بنيسانَ وعيَنيّْ قَمرٍ مُعَذَّبٍ.....
فقولكَ القادمُ من كُلِّ الأقاليم ِ إلى
هالاتِ زهرِ الياسمينَ
جارحٌ مثلَ شفيفِ الضوءِ
لا يستنفذُ الشعاعَ في قصيدتي
بل أنهُ يرفعُ من هبوطِ أسمائي
قليلاً نحوَ لفظٍ غامضٍ......
يحاولُ التخفيفَ من تصحُّرِ الأشياءِ

كانَ يحلمُ مستيقظاً جمرهُ في دمِ الكونِ
 أنْ ولدتهُ الحياة مغطىًّ بدمعِ مشيمتها
 والدمِ الأنثويِّ المقطَّرِ من جنةِ الرحمِ
عبرَ رمال الشتاء الأخير بروحي
وعبر بحار الضحى المتدَّفق في جسمها
يغسل الماء من جاهلِّيته بابتسامتها.. والظلام بتوبتهِ
عن شذى شعرها المتناثرِ في زرقتي
الظلام الذي كان يصرخ في نقطة الضوءِ
مستوحشَ القلبِ في جوِّهِ شاعري / آخري
علِّقيني على ما تبقى من الغيم في زمن ممطرٍ بأُحبكِ حتى البكاءِ
أُحبكِ حتى البكاءْ

مهداة إلى سعدي يوسف                  
جواربُ الظل. رائحةُ النافذة
الوسطى . حمّى الفراشة. عزلةُ
الجسر. هواجسُ شيخ في السبعين
يبكي بحرقة أمام النهر . قبضةُ عشب
يابس في بهو كنيسة مهجورة. قرنُ الأيّـل
المكسور../ .أشياءٌ يرميها البحر
على قدمي...ويمضي/.
لا أحد غيري  أمام البحر .أمرّر كفي
في الماء، أشمّ حقل كروم خلف هضاب
وضباب ، وأرى ما ليس يراه الحالِمُ: أرى سعدي

( 1 )
هذه الحانة ُ والليلُ وأصنافُ الهموم
رحلة ٌ تفتحُ لي بابا ً..
لكي أغفو على خدّ النجوم
طائرا ً ما بين أرض ٍ و سماءِ
وليكن تحت حذائي
كلّ ما كانَ ..
فلا شىء مع الوقت يدوم
أيّها النادلُ كأسا ً ..
وليكن للثلج فيها ما يكون
قطعة ٌ تكفي .. أو اجعلها اثنتين ِ

وطني ، بيداء نائية .
بيتي ، زاوية في قعر بئر جاف .
انا ابن الغبار المترسب على نتؤات جرحي ،
يوم ولدت ،
علقت في متاهة المطلق ،
سقطت في خدعة المادة ،
غرقت في لجج البحار ،
تجاهلت الغيوم الماطرة ،
غفلت عن الليل المدلهم ،
وحين اهملني خيالي ،
لم تسعفني الا العشوائية

حين َأضَعتُ الفتاة َفي صَخب ِالجياع ِ
إنشطرَ وَهج ُالترَقب ِ
وبان َ إصفرارٌ رَطب ٌعلى جسر ِالتأرجح ِ
فكانتْ وجوه ُالعابرين َخاوية ًصفراء َ
نهايات ُالشجر ِ المُتَيبس ِ
أيدي الشحاذين َالمُصَابة ُبغرغرينيا المعادن ِ
العاهرات اللواتي لا يطِقن َروميو َولا جولييت َ
ولا إلتِفاتة َثمل ٍمِثْليَ
البائعون َالمُخبرون َعُيونَهُم صَفراء َ
الإسفَلتُ يلمَع ُأصفرَ والشرُفات ُ
الرَّغبة ُجائعة ٌبدون َنقود ٍ

رافقت عتمتي وأنا
ألج احتفال الضوء
لألقى شاطئي يوما
ولا ألقاه مهجورا 

مقعدي فات
فأجلسته قربي
و تبادلنا العتمة جنبا
إلى جنب

في ما مضى هوت

هوى 1

أصب الروح في جرار الهوى
و أحملها على عربة الصرخة ،
علك تسمعين مواسمي فوق ريش الريح ،،،
أبني جدثا للأيام المقفرة
و أفجر الرمل بزخات النوء ،،
أقفز من آلائي و أروح في تشكل أبواب ،
أفتحها لأجدك و بيديك عمري ..........

هوى 2

بخام براءتي الأولى
عاريا ..أنتصب قدامك:
مجنون بسماء الربيع
مفتون بكتاب السنا
فلماذا ترجك الدهشة العظمى
كلما اندلعت
من أحشاء الصقيع أناشيدي!؟
ولماذا يطويك الصمت الغريب
كلما بحت بعنوان غدي
أو رفعت يدي
عكس السديم الأعمى!؟

في سجون الوهم
تريقك براثين أشلائي
ومن أوجاعي
 ينبثق الوحي
وأسفار الحزن
 أنسجُ بداية الروح
فلا تغازلِ الموت
حين يسكر الليل
بنبيذ قمري
اقترب مني أمنحك ثغر عصارتي
وألفحك بشهوة من شقوق بركاني

هذي فصول
غاب عنها أبي احتجاجا
على غروب شمس
كان يطالع فيها
بياض الحجر
أما أنا
 فكنت أغني
بما تيسر لي
من شدو البلابل
 حتى
أكفكف دمع بلادي

القصيدة مهداة للمرأة بعيدها
بمقدورك أن تـُضْرِم النار بي
أن تـُمزّق ثيابي
زاولْ غريزة الهوى
وطارحْ ثم ارعشْ وراوغْ
رُغم غثياني..
صفـّدْ أفكاري كلما أشرقــَتْ
احشر أنفك
 تحسّسْ زواياي
بمَلامِس الإخطبوط
انثرْ حولي مملكة من غبار

تنزل عناقيد الليل ملتحفة بالنجوم ،
فتفترسها شقيات كمدي ،،،
و تقطف من هضابها جراحي ،،،
هذه المعابر الآتية من لوعة خطواتي ،
تدنو من تصدع فراغاتي الشاحبة في أطر اللاشيء ،
تعرشني على طواحين مرّ الكسرة ،
فأتلبد في زاوية مقفرة مني ،،
أضاجع في شوكها أضراس الفاجعة ،،
أهيم على رمل مسحوق
تحت سنابك الدم النابت في شروخ القتل ،
و أنتفض سكينا أكلت أسنانه ذئاب الملح ،