في وطني ..
تُلْوى أفواهُ القِرابِ قِـبْلَــةَ
التّـافهين و التّــافِهات،
من الرّاقصين على الجراح و الرّاقصات،
والمُطربين و المُطربات،
و المُمثلين و المُمثلات.
في وطني ..
ليس للطّوى مــا يَـقْــتاتُ،
أو لِلْقَــرِّ ما يُـــــوقِ الآفــات.
أَو يَصْطَــلي مِن صَقيــعِ النّظَـرات.
في وطني ..
يأس صامت ـ شعر : مأمون أحمد مصطفى
(1)
اليوم
يوم أزرق
لا يشبه ألوان السماء
قاتم مربد مصوح
تتناوشه
نسور، وذئاب وصقور
فيه قصة،
وفيه غصة
يتكور، لتكتمل الحسرة
قيل لي
نَشْوَةٌ ـ شعر : أَمَادُو نِيرْبُو ـ ترجمة: د. لحسن الكيري
كُلُّ وَرْدَةٍ لَطِيفَةٍ رَأَتِ النُّورَ أَمْسِ،
كُلُّ فَجْرٍ يَنْبَلِجُ بَيْنَ الْحُمْرَاتِ،
يَتْرُكَانِ رُوحِي صَرِيعَةَ النَّشْوَةِ...
لَا تَتْعَبُ عُيُونِي أَبَدًا مِنْ رُؤْيَةِ
مُعْجِزَةِ الْحَيَاةِ الْأَزَلِيَّةِ!
***
مَرَّتْ سِنُونٌ وَ أَنَا لِلنُّجُومِ مُتَأَمِّلٌ
فِي اللَّيَالِي الإِسْبَّانِيَّةِ الْبَيْضَاءِ
وَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَجِدُهَا أَجْمَلَ.
اِنْصَرَمَتْ سِنُونٌ، وَ أَنَا وَحِيدٌ مَعَ نَفْسِي،
أَسْمَعُ مِنَ الْأَمْوَاجِ الْخِصَامَ،
غداة حزن ـ شعر : حسنة أولهاشمي
دفنت جدتي ضفيرتها
عند قدم شجرة معمرة
في قريتنا الأطلسية
الآن أريد خصلة منها
أشيد بها جسر الحب في دمي
تعبره حمائم رهيفة
فقدت جناحها في وادي الجراحات
في سماوات الخوف
أرسم قبلة كبيرة
كتلك التي دستها جدتي
في قعر القبر
هيَ لم تولد ـ شعر : أبو يوسف المنشد
أقول للموج : هيَ مولاتي
يقول الموج : هيَ لم تولد !!
وأجوب بكائي
إليها ..
فيستضحكها الدمع
من بدء الكون ..
إلى بدء الكون !!
ويتضخّم الصدى ... هيَ لم تولد !!
فترتدّ الشمس إلى عتمتها
ويموت الخمّار بخمرته ..
والطائر بأغانيه ..
أنثى الغياب ـ شعر : فؤاد ناجيمي
القصيدة حالة نسيان، تحاصر الذاكرة
تئن كثيرا ولا تنهزم، صادقة كجنازة
فقير لم يلتفت إليها أحد، هي سيرة أجساد
العبيد حول سياط الأسياد، وما بقي مِن
أثارِ مَن مروا قبلي تحت هامش أيامهم،
وآخِر مَن يَرثي عُري صحراءنا العاهرة
***
حين أحِب، أطل علي منكِ فلا أرى
إلا بقايا خيبتي، أخبريني عنها كيف
هي الآن ؟ أما زالت تحب الأغاني ؟
أم أنني من بعدها شِبه أسماء متناثرة
الرجال الجوف ـ ت س إليوت ـ ترجمة : عبد الهادي السايح
نحن الرجال الجوف
نحن المحشوون
نميل معا فتميل رؤوسنا المملوءة بالقش
يا خسارة،
خفيضة أصواتنا الجافة
خالية من المعنى
لمّا نهمس معا
كالريح تجوس خلال يابس العشب
أو كالجرذان تمر بأرجلها فوق الزجاج المنكسر
في قبونا المجدب
أفول ـ شعر : لجينه نبهان
هذا الوجع المزمن.. بات عاقراً
لا ينجب القصائد
لكنه خصب بما يكفي
ليلد في كل يوم
موتاً.. بالألوان
يسكر كنبيذ رخيص
برفقة نديم لا يجيد
الرقص
ولا حتى البكاء
الغيمة وهم القطرة في الانعتاق!
لكنها كينونة المطر
كَانَ مُكْتَئِباَ...وَكَانَ وَحِيدا ـ احماد بوتالوحت
كَانَ هُنَاكْ !
بِوَجْهِهِ الْمُسَوَّرِ بِالسُّحُبْ .
كَانَ امْتِدَاداً لِأَسْوَارِ الْبَحْرِ ،
لِأَسَاطِيرِ الْحِكَايَاتْ ،
فَوْقَ رَأْسِهِ قَمَرٌ نَاعِمٌ ، بِعُيُونٍ غَجَرِيَةْ ،
وَقَطِيعٌ مِنَ النُّجُومِ الْمُتَثَائِبَةِ خَلْفَ الْغُيُومْ ،
مَجْرُوحاً بِوَحْدَتِهِ كَوَرَقَةٍ فِي الثَّلْجِ ،
مَحْرُوقاً بِوَجَعِ الْمَكَائِدْ .
جُنُونُهُ يَمْتَدُّ أَبْعَدَ مِنْ مَمْلَكَةِ النَّحْلْ ،
وَمِنْ أَرْدَانِ قُمْصَانِهِ الْمُهَلْهَلَةْ ،
تَخْرُجَ قُرَى مِنَ الْعَبِيدْ ،
رسالة إلى ضيف مألوف.. ـ شعر : خالد غميرو
أعرف أنك لن تخذلني،
و ستأتي قريبا.
أيها الضيف المألوف..
لقد تركت لك الباب مفتوحا،
و كتبت من أجلك خطابا
وبعض القصائد أيضا
سأقرأها قبل ان نرحل.
هناك حيث الظلمة مفهومة،
أكثر من ظلمة غرفتي.
حيث الهدوء المطلق.
حيث لا يبدو العالم،
صبوة ـ شعر : المصطفى العمري
أحبك غيمة تمطرني أملا
تنبتني وردا أحمر الوجنتين
أشجار لوعة تملأ الدنيا فاكهة عشق أبدي
أحبك سحابة بيضاء فوق ذرى الجبال
أحبك شمسا تدفئ مفاصلي
تنزع عني برودة الجفاء القاتل
أحبك حبا قاهرا يؤرقني
ينتشلني مني و من جنوني
أحبك دمعة ترسم على خدي فرحة الصبيان
وترسمني دخانا يتعالى في الأفق
يمضي والفراشات.
أحبك أن تبقى ساكنا... ـ شعر : بابلو نيرودا ـ ترجمة: حنين الصايغ
أحبك أن تبقى ساكناً
وكأنك غائب
وتسمعني من بعيد
وصوتي لا يلمسك
وكأن عينيك قد سافرتا بعيداً
وكأن قبلة قد ختمت فمك
كل الأشياء ممتلئة بروحي
وأنت تنبثق من الأشياء
ممتلئ بروحي
أنت كروحي
كفراشة الحلم
أسْقَطتُ مُدْيتِي علَى الأرْضِ ـ شعر : عبد اللطيف رعري
لَمْعُ المُدْيةِ فِي كَفِي عِصْيانٌ
وسواعدي وإن خمد الحريق راجفة
تتلقّف ويلات العاصفة بالميال..
بالرقص المجبر..وحرقة العيال
وطريقي مشوب بآثار الذنوب
في سائر الأمكنة لي أثر
وفي قرار الأزمنة لي اثر
قد أكون أنا قادما من هناك....
كما السراب
وقد أكون آنا رابض في أزل كما الأزل
واااحيلتي....ويا حسرتي...
سيخبركِ الشرق ـ شعر : فؤاد ناجيمي
سيخبرونكِ
أنني أشبه البحر
لا أستقر على موجة
وأن الليل بداخلي رتيب
***
سيخبرونكِ
أن يومي غامض
تحمله الغيوم خيبة خيبة
من الظلال النهار إلى أنا الكئيب
***
سيخبرونكِ
سرقوا ما سرقوا ! ـ شعر : فؤاد ناجيمي
سرقوا
الأرض من تحتنا
والخطو والسنابل
سرقوا
السماء من فوقنا
وأمطرونا قنابل
سرقوا
أحلامنا كلها
وتركوها تقاتل
حَيَاةٌ ـ شعر : خُوسِي يِيرُّو ـ ترجمة : د. لحسن الكيري
بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، كَانَ كُلُّ شَيْءٍ لَا شَيْئًا،
رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ كُلَّ شَيْءٍ.
بَعْدَ لَا شَيْءٍ، أَوْ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ،
عَرَفْتُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ لَا شَيْءٍ.
***
أَهْتِفُ: "كُلُّ شَيْءٍ!" فَيَرُدُّ الصَّدَى "لَا شَيْءٌ!"
أَهْتِفُ "لَا شَيْءٌ!" فَيَرُدُّ الصَّدَى "كُلُّ شَيْءٍ!".
اَلْآنَ أَفْهَمُ أَنَّ لَا شَيْءَ قَدْ كَانَ كُلَّ شَيْءٍ،
وَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ رَمَادًا لِلَّاشَيْءِ.
***
لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ لِمَا كَانَ لَا شَيْءَ.
لمّا تجلّيت ـ شعر : أبو يوسف المنشد
أنت المهيمنُ لا هذا ولا ذاكا
وليس يعلم ما في الغيب إلّاكا
لا أين أنت ولا ماذا وكيف متى
لن يستطيع إليك العقل إدراكا
في كفّك البحر يرسو وهو مرتبكٌ
ويستدير إذا ما شئت أفلاكا
ياخالق الحبّ والفردوس ياملكاً
لولاك ما الحبّ ماالفردوس لولاكا
تجري إليك تسابيحي بلا عددٍ
وعالمي الطفل يجري نحو يمناكا
لأنت أرأفُ من أمٍّ على ولدٍ
رِسَالَةُ حُبٍّ ـ شعر : خُولْيُو كُورْطَاثَرْ ـ ترجمة : د. لحسن الكيري
كُلُّ مَا أُرِيدُهُ مِنْكِ
قَلِيلٌ فِي الْعُمْقِ لِأَنَّهُ فِي الْعُمْقِ كُلُّ شَيْءٍ،
كَمُرُورِ كَلْبٍ، كَتَلٍّ،
تِلْكَ الْأَشْيَاءُ التَّافِهَةُ، الْيَوْمِيَّةُ،
سُنْبُلَةٌ وَ سَالَفٌ وَ كُتْلَتَا تُرَابٍ،
رَائِحَةُ جَسَدِكِ،
مَا تَقُولِينَهُ حَوْلَ أَيِّ شَيْءٍ
عَنِّي أَوْ ضِدِّي،
كُلُّ هَذَا هُوَ قَلِيلٌ جِدًّا،
أُرِيدُهُ مِنْكِ لِأَنَّنِي أَهْوَاكِ،
فَلْتَنْظُرِي إِلَى أَبْعَدَ مِنِّي،
أطلّي ـ شعر : أبو يوسف المنشد
أطلّي ياالتي عيناك مرعىً للمجرّات ِ
ومعراجٌ لأحلامي – وميلادٌ إلى ذاتي
أطلّي من وراء الشمس من كلّ النهايات ِ
أنا نجمٌ بلا فلك ٍ – طريدٌ من فضاءاتي
ـ ـ ـ ـ
أطلّي ساعةً في العمر عمري كلّه مبكى
وخلف القلب لي قصصٌ – من الأحزان لا تُحكى
رأيت البحر لكنّي – وحقّك لم أرَ الفُلكا
وأدهى من عذاباتي – غيابك أنت ِ بل أنكى
ـ ـ ـ ـ
أطلّي مثلما الحانات بالكأس الألهيّه