في دهاليزِ المنفى
نفضتُ غبارَ السنينِ عني
وبدأتُ الملمُ أحلامي
المتعثرةَ بأحجارِ حطامِ الذكرياتِ
مشيتُ على ظلِ جسدي
الذي أتعبتهُ أزقةُ الرحيلِ
ابحثُ عن وجهِ امرأةٍ
يطلعُ من السديمِ
حينَ تاهتْ خطاي عن الطريقِ
وجدتُ نفسي على ضفافِ الدانوبِ
أسيرُ وحيداً ...
ضفاف محتضرة ـ شعر : مهند التكريتي
حين يستأنس الضوء ... محتضرا ً
في كوة المساء
أغادر ..
لأحثو على رمق التراب
شيئا ً من صورتي
وأسكنها
حيث تعرى الفصول
أتركها فوق تل من الريح
ترفع شاهدة الأرتحال
وسط التحام عيون إغترابي
أصلب صهوة الوقت
ملح الذّاكرة المأزومة ـ شعر : صالح أحمد
مأزومٌ يا ليلَ الخيمة
مرصودٌ للتّيه
الخطوَةُ فيكَ صدى لُغَةٍ تبحَثُ عن شوق
تبحَثُ عن طين
الشّاطِئُ يَبتَلِعُ الآفاق
والموجةُ ترثيها الموجَةُ..
في ليل الجَزرْ
الماء على جرح الخطوَةِ مِلحٌ
وصراخٌ يتلاقَحُ في العُمق..
في قلب البُعدِ يصيرُ الكلُّ عويلا
حتى الغَضَبُ
بين أحضان وطني ـ شعر : تاج الدين المصطفى
بين أحضان وطني
ازرع الحب
احصد شظايا الخير
اعشق العمر
لان العمر إذا
عشق، عاش
و اعشق الورد
و الياسمين
و النرجس
....و كل أنواع الزهر
" حين تُنبش- الأوراق فتعيد إلينا الحياة من جديد" ـ ميريام نصر
أقسمتُ أن أعيش ذاكرتي حاضراً ، فمستقبلاً....
صوراً في عشقك متجددة ما حييت
أقسمتُ أن أعيشَ عشقك كسوريالية بروتون وأسطورة عشقه نادجا ما حييت ...
قد لا أميز أيامي يوما بيوم ...
لكني أتقن عيش أحاسيسي وتمييزها كل يوم ...
أعود ، واقرأ ، أحلم فابكي
ثم أعيش يوما مضى ، بعد عام، وكأنه وليد اللحظة...
منذ عام ...عدتَ إلى حلم عمره أشهر معدودة
حينها أيها العاشق عدتَ إلى الحلم....
استعدتَ تفوُّقك على الفكر بالحلم. وتساءَلتَ!؟ :
" هل أستطيع أن أستعمل مقولة العشق المطلق!؟ وهل أن هذه المقولة، بمضمونها المجنون، موجودةٌ فعلاً.
زهرة المطر ـ شعر : رشيد مرزاق
و حِينَ تُزْهِرِينْ
عَلَى ضِفَافِ رُوحِي
كَنَبْتَةِ الهُيَامْ
تَشُدُّنِي إِلَيْكِ نَكْهَةُ الْبِلَادْ
تَرُدُّنِي إِلَيْكِ لَوْعَةُ الْغَرَامْ
وَفِي يَدِي قَصِيدَةٌ..
وَصَخْرَةٌ...وَنَخْلَةٌ...وَوَادْ
***
و حِينَ تُزْهِرِينْ
أَصِيرُ كَالْفَرَاشْ..
كَنسْمَةٍ..تَسَلَّلَتْ..
وهج اللّقاء ـ شعر : عبد المطلب المسناوي
تُطوّقني وقتَ الوصول
عيناك
عيناك من وهج و نار
عيناك غيثار
عيناك أوّل موّال
أوّل الربيع
أوّل اخضرار
أحمل في هذا المساء
نجومي إليك
على طبق من بلّور
أمتطي صهوةَ الحلم
ريـــبُ الزمـــانِ ـ شعر : صباح سعيد الزبيدي
على خاصرةِ القدرِ
تربعتِ الروحُ
لترتبَ ما تبقى من فصولِ العمرِ
وشظايا الأيامِ التي تسمرتْ
على بوابةِ الغربةِ
تحتَ قدميها ارضٌ توقفت عن
الدورانِ
وقمرُ رحيلٍ سقطَ في ريبِ
الزمانِ.
حينَ يبدأ القلبُ يخنقُ أنفاسَه
سـ أهبكَ لهيبا وسيجارة.. ـ شعر : فاطمة الزهراء بن اعميرة
في الهواء،
أتلاشى،
ولا أسمع شيئا.
أصرخ،
لغتي/لعنتي
وأصعد السطح،
في حلة باهتة..
أحرق دفاتري،
حين،
يحل المساء،
نيرودا في سجن الصومال ـ شعر : أحمد الخراز
"إلى رفيقي محمد حاجي المعتقل بالسجن المحلي بتطوان (الصومال)..إلى ابن الرياح.."
حاملاَ صرْخاته،
قاطعاً على سيزيف خلوة الصعود،
ناثراً قلبه كثريّات أوّل الغسق،
لتمرّ جحافل الرفاق..
الأفق الحالك يكبح جموح النور،
الأفق معتم كليْلٍ شتوي،
و بريق عينيك يا رفيق،
يتلألأ كذرّات الجليد،
كعِقد ماسيِّ في حضرة الضوء..
كنار المجوس خالد أنت فينا،
أزْمِنة..! ـ شعر : عبدالسلام ناس عبد الكريم
سَأحكيها وأجْزي حقّها
إنْ كَانَ ما تعْنِيهِ ضدَّ الذي أعْني
تلْكَ السَّنوات..
جَعلُوا الشَّجاعَةَ في حوْضٍ منَ الكَراهَةِ
ثُمَّ بلّلُوها
بالأشْواك
والحبُّ
وضَعُوا لهُ
قُفّازاً
لكيْ لا يجْرحَ
تلْكَ السّنوات ..
شهادة وفاة ـ شعر : فوزية المصلوحي
اعتدت..
على شمس صباح باهت
على رشفة شاي
و خبزنتن
اعتدت..
على قميص رث
وسروال عفن
اعتدت..
على مرآة مكسرة،
تعكس أشلاء وجهي
اعتدت..
موازين الهوية ـ شعر : محمد منير
خَدعُوكَ فِي الكلِمَاتِ المُبَعْثرَةِ
خَدعُوا فِيكَ نَسَمَاتِ الصّبَاحِ المُزَوّرَةِ
فِي شَبَقِ المَسَاءِ.. فِي ثُقُوبِ المَرَايَا
فِي زَحْمَةِ السّرَابِ.. فِي ألْوَانِ الرّزَايَا
فِي الغَيْمِ وَالهَمَسَاتِ المُكدّرَةِ
***
كذَبُوا عَليْكَ حِينَ نَطقُوا بِاسْمِكَ
وَكذَبُوا عَنْكَ حِينَ جَعَلُوكَ أَجْوِبَةً لِلسّائِلِينَ
حِينَ أشْعَلُوكَ مَنَارَةً لِلتّائِهِينَ
وَحِينَ أنْشَدُوا بِلَحْنِكَ
أَعْذَبَ الكلِمَاتِ المُصَبّرَةِ
عتمة التيه ـ شعر : أحمد باخوص
الشمس تهب انفضاحها
سهوا على مدارج الانصهار
لحظتها انهارت أحلامي الطفولية
أوراقا خريفية تعلن الانكسار
عل هسيس الريح يمحي خطواتي
يقدمها نعشا لحكايا مؤجلة
تخطها شهرزادات الخديعة
******
تاه حزني معانقا القادمات
الوجلى من انفضاح الأسرار الفراشية
هاهنا كان الحلم مخضب باليرناء الأزلية
عتمة التيه ـ شعر : أحمد باخوص
الشمس تهب انفضاحها
سهوا على مدارج الانصهار
لحظتها انهارت أحلامي الطفولية
أوراقا خريفية تعلن الانكسار
عل هسيس الريح يمحي خطواتي
يقدمها نعشا لحكايا مؤجلة
تخطها شهرزادات الخديعة
******
تاه حزني معانقا القادمات
الوجلى من انفضاح الأسرار الفراشية
هاهنا كان الحلم مخضبا باليرناء الأزلية
ألِّـغوريا هيام معاصر ـ شعر : سيف الدّين العلوي
أشتهي أنْ تنامِي على صدْرِيَ الآنَ،
هذا هو الحبُّ !
يا طفلةً عزفتْ عنْ صِباها على عجلٍ
وانتمتْ لصبابتها الجامحهْ ..
أشتهي لوْ تَـبَجَّسُ تبشيرةُ الفجْرِ
في غفوةِ الشّفتيْنِ
وتعبُرُ في الجيدِ كالطلِّ في الوَرْدِ
رِقّتُها الذّابحهْ..
هكذا، أشتهي أنْ نُصيخَ
لهسهسةِ الأمنياتِ الطّهورِ
تفرقنا ككيس طحين ـ شعر : حسين حمزة
مرايا نحنُ يكسرنا
غرورُ النخلِ في الصحراء
يأخذ أمسَنا مُهرا
مرايا نحن تسْبينا
معلّقةٌ
فنلعقُ شهدَها مُرّا
***
نثرنا الوردَ ما ضاءت بغربتنا
ليالينا
مللنا الوعدَ من كأس شربناها
فقالت أمّي الثكلى
هدايا العيد ـ شعر : محمد منير
هدايا لخريفِنا الأبدي
لبقايا عيد
وزمنٍ لحرقتنا
يُبدأ ويُعيد
هدية لهذا الربيع المستعار
لهذا الفجر
لهذا النهار
وزمنٌ يهدي لجروحنا هدايا العيد
وخريفُنا على الأبواب
وعلى الأعتابِ واقفون
على الأعتاب
حزين أنت أيها المساء ـ شعر : عماد استيتو
حزين هذا المساء الذي قرر أن يركن إلى المنزل الليلة
تماما كرجل مكسور الفؤاد
كامرأة صفعتها لعنات المجتمع الرجعي
حزين جدا أنت أيها المساء
لترفض إشعال الأنوار
وتترك عمق ضوء الشمس غائرا في القلوب
لم تخرج أيها المساء لتسلم على الموتى
لم تقم بزياراتك المعتادة لنا ..
نحن الأحياء في مقبرة العالم الموبوء
لم يرمقك المتشردون تمرق خفيفا