1 ـ قسطرة
تقلّب بين قنوات الأخبار المحليّة والعالميّة..
تراكض الأطفال خلف بعضهم من غرفة إلى غرفة بصخب.. أشعل سيجارة من أخرى.. وضعت زوجته أمامه طبق الفاكهة، وهي تقول له: صحتك.. يا رجل!
نفث من فمه غمامة من الدخان انتشرت بينهما.. غمغم: اطمئنّي.. الصحة مصانة.. لكنّ الكرامة مهدرة دماؤها.. وارت وجهها عنه بينما ترقرقت في عينيها الدموع...
أطبق بقبضته على علبة السجائر.. هصرها بقوّة.. ثمّ رماها في سلة النفايات...
*****

1ـ خلق
كان يمشي، لكنه كان يفكر..
هذا الخلق العشوائي، لا أدري ما دلالته؟ وما غايته؟
ارتطم بمخلوق آخر..
كان يمشي، لكنه كان يفكر أيضًا...
***

1 ـ
دائمًا يفتخر بنفسه، بأنه يعرف من أين تؤكل الكتف..
ينظر إلينا ويبتسم..
بينما نضع أيدينا على ما تبقى من أكتافنا...
*****
2 ـ
شعاره في الحياة..
عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة.
يرفض أن يصدق أنّني لست..
عصفورًا...
*****
3

منذ مدة ليست بالقصيرة، أصبحت ترى أنه يترصدها.
يتجول في مسارات ذهابها وعودتها إلى منزلها.
وجدت أن الأمر يتكرر باستمرار.
لا يمكن أن يكون الأمر مجرد صدفة.
تحاول التظاهر بعدم الاهتمام بذلك الشخص الخمري اللون المرابط باستمرار في زوايا حيهم.
***

10ـ مواساة
قلتُ لي:
دعك منهم. كلهم سيّئون..
مسحنا دموع بعضنا بعضًا، وأجهشنا بالضحك...
***
9 ـ سلام
ـ هل ينقصك شيء؟
ـ كلا، فلدي كل ما أحتاج إليه..
المسدس.. وصندوق مليء بالرصاص...
***

في زاوية تحجب عنه الرؤية،
يستلقي مستسلما لتعبه.
حفيف جلد الأفعى يأتيه من خلف أذنه،
يتجاهل حدسه، فتلذعه.
- لماذا لم يستمع إلى الطنين الذي ملأ رأسه؟

(قصة واقعية، مهداة إلى شهداء انتفاضة 20 يونيو 1981)
زيادات طفيفة في أسعار بعض المواد الاستهلاكية، احتجاجات عارمة ضد الرفع من ثمن الخبز.
ارتباك كبير وسط المدينة الكبيرة الغامضة، شباب يحاصرون الجوع، قوات تحاصر الجموع.

غابة
حطّت المركبة على الأرض..
بدأت تبثّ رسائل مشفرة.. تمّت العملية بنجاح.. الكوكب يزدحم بكائنات متوحّشة.. بعضها يمشي على أربع..
أكثرها ضراوة يمشي على اثنتين...
*****
معايشة
جميع الحيل التي استخدمها الثعلب باءت بالفشل..
كانت القطة البرية قد حفظتها عن ظهر قلب...

حدود
انشغل آلاف الجنود بحفر خنادقهم على جانبي الحدود، مدجّجين بأسلحتهم الثقيلة...
الطيور من حولهم انشغلت ببناء أعشاشها...
*****
رحمة
أشفق عليه من الفقر...
شحذ خنجره جيّدًا...
غرسه في قلبه...
*****

غفوة خفيفة تقتنصها جفونه، يحتاج حصة نوم كاملة كل يوم تقريبا بعد وجبة غذائه المتأخرة حتى يستعيد طاقته وشغفه بالعمل في الحقل من شروق الشمس إلى ما بعد الظهيرة.
حرب كلاب الدوار تحط رحاها فوق رأسه تحت ظل الشجرة.

سكرة
باع مفتاح الكعبة بزقّ خمر..
بات متعتعًا...
*****
سنّمار
الحجر الذي يقوّض النظام..
بات الجميع يعرفه...
*****
حرب باردة
لا تصدقوا دموع عينيه..
انظروا إلى فعل يديه..

1ـ شهرزاد تحكي
ـ نضب معين الحكاية يا مولاي وجف مني الخيال ..
قالت شهرزاد..
ـ وما العمل إذن ؟
رد بغضب شهريار ..
تحرك في ركنه البارد " مسرور " الذي أكلته الشيخوخة وصدئ سيفه ونظر بعينين دامعتين من الرمد .. وقال بصوت مبحوح ممزوج برعشة واضحة ..
ـ رأس من هذه المرة يا مولاي ؟
ابتسم شهريار حين سحبت شهرزاد نسخة من كتاب " ألف ليلة وليلة " من تحت وسادتها وشرعت تحكي حكاية الليلة الأولى ..
ـ بلغني أيها الأمير السعيد ...

يستعد للخروج، يتردد قليلا، ذاكرته تخبره بشيء ما عليه فعله أو حمله معه عند المغادرة، جلس ينتعل حذاءه ويحاول التذكر.

طبول تقرع في الجانبين، أعلاما ترفرف عالية فوق ربوات تحيط بالساحة الواسعة.
الخيول تترنح في أماكنها من شدة ضجيج الصرخات، القادة يتخذون أمكنتهم أمام جيشين متواجهين يستعدان لمعركة في التاريخ.
* * *
خطباء مفوهون يتناوبون على المنابر التحريضية، يظهرون للمحاربين مزايا مشاركتهم العظيمة في هذه الموقعة الكبرى، وبأنهم يقاتلون من أجل شعبهم ووطنهم الأغلى من كل ملذات الحياة ومن الذات وفلذات الأكباد.
ويذكروهم بحكمة الشجاعة والحفاظ على النظام، وتراتبية الصفوف وتفادي الفتن.
ويدعون الجميع لانتظار ساعة الصفر.

كنت جالسة على الأرض اسند ظهري للأريكة أضع أمنيتي الصغيرة البيضاء نصب عيني جالسة ساقيها البريئة مسرحة على بساط من الصوف رمادي اللون تبعثر أمامها بعض الألعاب والدمى المبتورة الأطراف والمنزوعة الرؤوس وحتى السليمة منها كانت إما منكوشة الشعر أو وجهها مغطى بالكامل بألوان وخطوط أقلام اللبد التي اعرف مسبقا أنها لن تزول حتى وان قمت بتنظيفها كلها كملحمة تغسيل جنائزي لجثامينها الناقصة

حملْنا السيارة الجديدة بالأمتعة، قفز كلبُ العائلة الصغير من النافذة المفتوحة، لحقتُ به، نادتني أمي:
-عدْ، تأخرنا، اتركه عند الجيران.
شغلتُ مكانا صغيرا في المقعد الخلفي وراء أبي، حلمتُ بالبحر الأزرق، والرمل الأصفر، داهمتني نسمة صيف منعشة.
أمضينا أسبوعين رائعين على الشاطئ.