يشكل كتاب "مدخل إلى الخطابة" لصاحبه أوليفيي روبول من الكتب المهمة جداً، إن لم نقل من المصادر والمراجع الأساسية جداً في حقل الخطابة والحجاج، فلا يمكن دراسة هذا الحقل الأخير ويستحيل دراسته دون العودة إلى هذا الكتاب، الذي نعلن منذ هذه اللحظة، أنه يشكل "إنجيل الخطابة"، وصدر هذا الكتاب لأول مرة في لغته الأصلية الفرنسية سنة 1991م، من طرف دار النشر الفرنسية الشهيرة: المطابع الجامعية لفرنسا Presses Université de France وتعرف إختصاراً ب "PUF"، وهو بالمناسبة يشكل أواخر ما كتبه روبل، أي قبل آخر كتاب له المعنون ب "قيم التربية" والذي سيصدر سنة 1992م، وما يهمنا حالياً هو كتاب "مدخل إلى الخطابة" الذي سننتظر حتى سنة 2017م لتصدر أول طبعة منه باللغة العربية لغة الضاد، وهذا يعني أننا انتظرنا ما يقارب 26 سنة، ليترجم إلى لغتنا العربية، وسهر على هذه الترجمة الأستاذ والمترجم الفذ : رضوان العصبة، وراجع الترجمة عن أصلها الفرنسي الفيلسوف التحليلي الحاذق: الدكتور: حسان الباهي، وجدير بالذكر، أن ترجمة الأستاذ رضوان العصبة لم تخن النص بتاتاً، والقارئ له أكيد لن يفرق بين أصله باللغة الفرنسية وترجمته للغة العربية، خاصة عندما اطلعنا على النسخة الفرنسية، واكتشفنا مدى دقة وفعالية الترجمة العربية، كما نشير أن المترجم أفرد مقدمة من الطراز الرفيع تخصه، ولا أنكر أنني لم أستطع التمييز بينها وبين مقدمة الكتاب حتى أنهيتها، ويمكن اعتبارها مدخلاً وقراءة جيدة للمتن الروبولي، بعدها مباشرة قدم روبول تقديما موجزا لكتابه، وبعد التقديم عرض تعريفه للخطابة ووظائفها الأربعة:
الوظيفة المقانعية (الحجاجية والخطبية) والتأويلية والكشفية والتربوية.
والكتاب يحتوي على تسعة فصول كالآتي:
الفصل الأول: أصول الخطابة في اليونان.
الفصل الثاني: أرسطو، الخطابة والجدل.
الفصل الثالث: النسق الخطابي.
الفصل الرابع: من القرن الأول إلى القرن العشرين.
الفصل الخامس: الحجاج.
الفصل السادس: التصويرات.
الفصل السابع: القراءة الخطابية للنصوص.
الفصل الثامن: كيف نحدد الحجج؟
الفصل التاسع: أمثلة عن القراءة الخطابية.