ما من شيء يجرؤ على تغيير تفاصيل وجهي المجعد ، وما من شيء يمكنه أن يحجب عيوني المبتدئة عن شوارع المساء ... إلا غيمة تائهة في لجة السماء ، أو شمس ترسم ابتسامتها بصمت كشفاه مطعونة بالحرمان.
أجزائي متناثرة في اللامكان وفقدت بعضها في اللازمان...لم أعد أطيق عيون الشارع تزيل ملامحي بدهاء ، ولم أعد أطيق عيوني محدقة فيما أستره عن أعين الناس ..فقط أحاول أن أعيش بلا نهاية ،فلازلت أحاول التعلق بعنوان ... فكانت نبرات قهقهته تعصف بالمكان فقط في حدود الجدران ... وعيونه تصرعني شفقة أو حرمان ...
لم تصبني بعد جرثومة الفتيات .. ولن أكون الرجلَ .. رجلُ الميناء..لأني عالم بلا مسميات ...
لازلت أؤمن أن الشمس ستشرق بكل اللغات ،لأنه لازال من يستحق تلك الحياة ،وان كانت تتزين الأرواح بباقات الظلام ...
لن أستطيع أن ألخص القصة لأني احتاج لمساحة تضمني بكل ما أحمله من أجزاء ،والضوضاء التي أشغلها بحروفي يملها حتى الفراغ .
لن أتحدث عن أرض أو أرصفة ساكنة ،أو بحر تائه أو بنايات مرهقة ، أو أي شكل جزئي للأجساد ...لأني لازلت أحاول أن أوحد بين الأرواح ،ولكن ابتسامتي تتوارى خلف حفنة تراب ....
لازالت هناك بقايا منثورة بعثرها فنان في لحظة رسم لميناء بعثره العباب ... ووهم ممتد من نفس المكان وحتى حدود اللامكان .. وقصص ارويها لكم نقلا على لسان جدتي بحدودها البلهاء ...ولكن ما يسعف ذاكرتي حتى الآن أن جدتي ماتت قبل تكوني بعشرة أعوام !!!
لازال النوم يتقدم على أروقة عمري لأني لازلت أمارس مراسمه كل ليلة ...أحاول أن ابني ابتسامة مترددة أو نظرة ساحقة تمزق أشلاء إلحادي وكفري بوجهي ...
هناك عالم لا يستحق الانتظار فحروفي انهزمت أمام همجية الزمن ،وكؤوس ذاكرتي لازالت فارغة ، تنتظر ملامسة شفاه صريحة ...تقتحم انثنائي أمام إعصار القدر ....
فلم تكن لدي أي نية للخروج من رحم أمي أو رؤية بقايا الهزيمة تقتحمني ...شظايا جسدي تؤلمني ،رائحتي كالموت تماما اعشقه وان كان يعذب أمي ..
تتجول روحي بعبثية كالزمن ، وقبل ميلادي هذه السنة أضعت نفسي وقطفت السراب كل السراب ...
ينقصني إيمان بميناء الرجل أو إيمان بجمال البشاعة ...حاولت أن أتقن فن الاختفاء ،فوجدت نفسي ملتصقة بحماقة الحياة ..
سأمارس الهزيمة في مينائي أرقب قاربا مهاجرا يحتضن لا شيء إلا يدي .... سأمارس قبلتي وأشواك الصباح ......
فحدودي لازالت مرهقة ،كبقايا محبرتي الفارغة .....إلا من سوداوية سأغيرها إلى دماء تشبه دموعه أو أنفه أو الاثنين .......وفي أول محاولة لتذوق ثلج تموز فقدت نصف ذاتي المترامية على أطراف اللغات ....كدت أختنق وسنواتِ المسرعة نحو الأربعين ...
حاولت أن أغير طعم المرافئ والأموات فلم أجد إلا أودية الإنسان تستفزني بلا انتماء.
سأطوي الشراع في أول محاولة للانتحار ..وسأدع برد الشتاء يلفني بدفء افتقدته كل الأحيان ... لأصنع بحرا آخر يحتضن رجل الميناء .
بقلم : عبير فتحي بني نمرة
لازال النوم يتقدم على أروقة عمري لأني لازلت أمارس مراسمه كل ليلة ...أحاول أن ابني ابتسامة مترددة أو نظرة ساحقة تمزق أشلاء إلحادي وكفري بوجهي ...
هناك عالم لا يستحق الانتظار فحروفي انهزمت أمام همجية الزمن ،وكؤوس ذاكرتي لازالت فارغة ، تنتظر ملامسة شفاه صريحة ...تقتحم انثنائي أمام إعصار القدر ....
فلم تكن لدي أي نية للخروج من رحم أمي أو رؤية بقايا الهزيمة تقتحمني ...شظايا جسدي تؤلمني ،رائحتي كالموت تماما اعشقه وان كان يعذب أمي ..
تتجول روحي بعبثية كالزمن ، وقبل ميلادي هذه السنة أضعت نفسي وقطفت السراب كل السراب ...
ينقصني إيمان بميناء الرجل أو إيمان بجمال البشاعة ...حاولت أن أتقن فن الاختفاء ،فوجدت نفسي ملتصقة بحماقة الحياة ..
سأمارس الهزيمة في مينائي أرقب قاربا مهاجرا يحتضن لا شيء إلا يدي .... سأمارس قبلتي وأشواك الصباح ......
فحدودي لازالت مرهقة ،كبقايا محبرتي الفارغة .....إلا من سوداوية سأغيرها إلى دماء تشبه دموعه أو أنفه أو الاثنين .......وفي أول محاولة لتذوق ثلج تموز فقدت نصف ذاتي المترامية على أطراف اللغات ....كدت أختنق وسنواتِ المسرعة نحو الأربعين ...
حاولت أن أغير طعم المرافئ والأموات فلم أجد إلا أودية الإنسان تستفزني بلا انتماء.
سأطوي الشراع في أول محاولة للانتحار ..وسأدع برد الشتاء يلفني بدفء افتقدته كل الأحيان ... لأصنع بحرا آخر يحتضن رجل الميناء .
بقلم : عبير فتحي بني نمرة