الى الطاهر بنجلون
باريس ما أجملك وما أروعك !!!ونسيم هذا الجو الربيعي يعطرك, لو أنك تسمعين ...هاهي قدمي تطؤك ! عصفور أنا أغرد وغردت من اجلك كيف لا ؟ وانت الحلم والامل والسلام والشجرة!!!؟
يا جميلات الجميلات ,ويا عروس الحوريات ,هذا النمل النشيط سكانك! وهاته الأغصان الوارفة الظلال شوارعك ! وهاته الارواح المحلقة تحرسك فلاسفتك وشعرائك ومبدعوك!ا.
أيتها الحالمة الغارقة في فلسفتك الوجودية, كم تمنيت أن أجالس حراس معبدك: جان بول سارتر,فيكتور هوغو, وارتور رامبو ,وبول فيرلين،جان جاك روسو, وأرمان روبان...وغيرهم ممن تطول ولاتنتهي لائحتهم.
أيتها المتمنعة لو أردت وزن الشمس ذهبا مهرا , ووزن القمر قرطين هدية , ووزن الجبال فضة خلاخل تكسر صمت قدميك , لكنت الفارس اله عشتار يقدم اليك , وانت في ثوب عرس على جواد ابيض تنتظرين هذا الذي يشق غبار القدوم الى احضانك.
ها أنذا أغرد كالعندليب وقد حققت الحلم المستحيل لا أريد منك خبزا ولا عملا ولكن قبلة!!!ا
وهذا الشاب الفرنسي يقول لكلبه: أنت أفضل من هاته الذبابة العربية!!ا
أهديته القصيدة وقلت له انتظر سأكتب لك العنوان " باريس مريم بألف نبي"
تركته مشدوها !!! بالكاد يوزع عينيه بين القصيدة والشاعر...؟
أنا أفهم لغتك و أفهم أحاسيسك ودفق بوحك ياباريس!!!!
وانحنيت وقبلت تربتها وكأني بها تهمس: سامحه انه لا يفرق بين ديمقراطية العصافير و ديكتاتورية الذباب!!!
صرخت بملء صوتي وداعا وداعا باريس....!!ا وكفاني منك قبلتك التجريدية!!!ا
وصوت من ورائي يناديني: يا سيدي ياعربي؟
ماالتفت وأنا أحدث نفسي :" اذا لم تفرق بين الذبابة والعصفور فأنت عنصري"