إنني كالنهر الذي يجري في باطن الأرض
تحت الحجر الجيري للأيام
و منبعي
هو ليل الطفولة البعيدة
من قصيدة" الحلم "للشاعر المقدوني
بلاجيه كونسكي
أريد أن أرى المدينة ليس القمر المدينة
المدينة بكفيها المقرحتين
المدينة بعمالها الموسميين
المدينة التي تؤمن بالخبز وبالقبضة
من قصيدة" سوناتا" ضوء القمر للشاعر اليوناني يانيس ريتسوس
…………………
الاهداء الى منتظر الزيدي
الشمعة الأولى تشرف على النهاية , شخير الجدة يصلني منتظما بشكل يجعلني اعتقد أنها راحت في نوم عميق, سأتمكن اذن من إشعال الشمعة الثانية دون أن تشعر .
الجدة تغضب عندما استهلك شمعتين في يوم واحد !!
ستغضب وتوجه لي كلامها صارخة
–مالك كتقرا غير فالليل بحال العفريت ؟
سأجيبها كالعادة بان شخيرها قد اذهب عن عيني النوم في غير رجعة !
هي تجيبني فاردة أصابعها :
–هادشي ماعطى الله والسوق
بعد دلك ستنتبه إلى أنها نامت وفكها الاصطناعي في مكانه وتصيح بي
–عمر الغراف او جيبوا .
وستستمر في الكلام , حتى وهي تضع فمها في الإناء المملوء ماءا ..!!!!
ويبدأ رنين كلماتها في أدني , قصصها الاعتيادية التي استمع إليها للمرة الألف, في هده المرة تضيف إليها حلما
–شفت أوليدي خير وسلام جدك الله يرحموا وقف عليا في المنام , وقاللي بان اربط الحمارة الشهبة حدا النادر ديال التبن
أجبتها وأنا أتصنع المكر :
لا تقولي لي انك استفقت قبل ان تربطيها ؟
-اسمع أوليدي ومتضحكش على الهدرة ديال الموتى , راهم فدار الحق وحنا فدار الباطل-, أضافت وهي تتنهد ايه ماشفتوا والو هدا جيل بطاطا فالكغيط , لاكولون , لا حرب, لاطيار, جدك الله يرحموا كان يضل ساري خايف على الغنم, او انا نطيب فالخبزة ديال الشعير اونهار اوليدي ناضت جدك خلا الغنم, والتحق بالمقاومة فآيت عمار , جا العسكر والكوم , حنا العيالات لاقيناهم بالكلخ ( بتسكين الكاف والخاء نوع من القصب المجوف) اوهوما بداو يسبوا فينا
هدروا بوكوم حنا كايسحاب لينا غادي تلاقاونا بالسلاح ساعة نتوما لاقينا بالكلخ تحركوا يالله
قصص الجدة لا تنتهي ......
الجديد فيها هو أني لم أكن اعرف أن جدي التحق بالمقاومة.
اعتقد أنها نسيت أو أن صورة جدي تختلط في ذاكرتها مع صورة أخيها.
قالت لي قبل دلك اليوم بأنه عندما انطلقت شرارة المقاومة انزوى جدي في ركن قصي من الخيمة , وبدأ يبكي كطفل صغير!!
من الاستعمار , تعرج على قصة ولادتها , انتهاء بهجرتها إلى الرباط تبدأ الجدة بالتثاؤب .
ويعود لي الأمل بالهروب من ذاكرتها .
"الذاكرة لعنة مشتهاة" كما يقول منيف .
والجدة المبهورة بقصص الثورات والانتفاضات والثورات وحروب التحرر , تسحب الغطاء وتنام من جديد
اذكر يوم أقسمت:
-وحق واحد وستون حزبا
قاطعتها :
-يا جدتي لا يوجد في القرآن سوى ستون حزبا !
ردت :
زيد حتى حزب الاستقلال ….
……………………………
آخر مرة التقيت فيها بمونية كانت المرة التي أخبرتني فيها بأنها ستغادر إلى فرنسا , عبثا حاولت إقناعي بمرافقتها ,
هناك ستكون حرا يمكن إن تكتب ما تشاء , دون أن يعترض احدهم على أي كلمة تقولها .
-لا- قلت لها .
-وصداقتنا ؟
-تحتاج إلى سنوات من التهوية بعد فصول من الخمول .
ناورت :
-أريدك أن ترى باريس والحي اللاتيني , والمتاحف الوطنية , والمكتبات العامة ….أريدك أن تكون معي
-وأنا أريد أن أبقى بين العكاري ودوار الدوم والمريسة , ويعقوب المنصور وأريدك بجانبي
-سيعترض طريقنا سجن لعلو عقبت مستفزة
-حول هذه النقطة بالذات سأفكر ألف مرة قبل أن أغادر الوطن
-أنت حر في أن تختار
-وكذلك أنت
غادرت في دلك اليوم المبتل غاضبة, كنت أرى دوائر الغضب الممزوجة بالحزن تكحل عينيها , استطعت إن أرى الشال الأحمر وهو يشد رباط شعرها الأسود الفاحم , كان الوقت مساءا, ومطرا خفيفا كان في بدايته , في الطريق كنت أشبه بتائه يخرج من حلم جميل بالعودة, وفي الشارع كنت اسمع صوت قدماي وهما تقرعان إسفلت الشوارع الخالية.
…………………………
بوجمعة يسكن معي نفس الحي .
حي المشاكل! .عادة ما كان يخبرني بان حينا هو الحي الوحيد الذي يحمل بطاقة تعريف غير مقنعة , في مغرب البطاقات المزورة «حي الحرية» « النهضة» « التقدم » « السعادة » «حي الفرح» كل تلك الأشياء التي فشلنا في القيام بها وضعناها أسماء لشوارعنا وأحياءنا السكان الدين كانوا يعرفون أوضاع أحياءهم الحقيقية كانوا ينتقمون بتسميات مضادة مثل «حي المشاكل» « ودوار الدوم» « ودوار لاحونا» « ودوار الشريحة»
أنا وبوجمعة كنا نسكن مدينة صغيرة
ومونية استقرت بمدينة الأنوار حيث نهر اللوار دلك النهر الذي يصفه لافونتين قائلا:( ليس مجدا صغيرا كونك قنطرة فوق نهر اللوار)
فرنسا تحكي تاريخها شوارع مدنها . باريس الثورات والانتفاضات المضفرة باريس روبيسبيير ودانتون ومارا فرنسا جون جوريس وبول لافارغ وسيمون ديبوفوار !!
وسلا مدينة تبدو وكأنها خرجت للتو من قصف جوي حتى مثقفيها كانوا« سكرة وفكرة وتكركيبة مع الدروج »
-آي
-مابك ؟
-انا لا اقدر على اعتلاء السطح , لذلك أحاول أن أجد اقرب كرسي في اقرب مقهى
-آه
-ما بك ؟
-لا أريكة تقنعني بوجودي وهذا البيت يبتلع أمنياتي , المطبخ الصغير يبدو لي كبئر كبيرة
…………………………….
السبت 20 ابريل 2005
تصلني رسالة عليها إمضاء "مونية الرميسي "
باريس مدينة تتجدد كل ليلة بتجدد أناسها , ولكي تكون سعيدا يجب أن تسعى إلى معرفة من أي الاتجاهات تهب الريح إليها , رائحة المطر في خياشيمي كفقاعات الصابون , مطر باريس منتظم أيضا بشكل يجعلك تتأهب له بمطرية ومعطف سميك , أتذكر لقاءنا على الرصيف الشاطئي , فغالبا ما داهمنا المطر بينما السماء للزرقاء لا تنبأ بشيء , أتعرف ماذا يطلقون على مناخنا المناخ الأحمق !!!
اكتب إليك من مقهى دي فلور طلبت قهوة سوداء بدون سكر , سألت النادل ما اذا كانت سيمون ديبوفوار قد حلت هنا ذات يوم لوا شفتيه وقال بأنه سيسال بدوره صاحب المقهى .
دعني أخبرك بان باريس الفكرة أبهى من باريس الواقع , الناس هنا شيء آخر لا اتجرا على القول بأنهم معاطف وقبعات , لكنهم ضلال أحذية , الكل يمشي ولا احد يقف , بين يدي كتاب لميشيل فيو شانج حول سماره افتحه على تقديم بول كلوديل «القديس لويس» , الكتاب فرنسي الطبعة , لكن حروفه تتحدث من هناك , حيث الصحراء التي تغير معالمها كل ليلة , أتمنى لو تبحث عن الكتاب وتقرأ عنه , أتمنى أن تجدك رسالتي وأنت في أحسن الأحوال اكتب لي عن البلد وعنك وعن صديقتك الجديدة , حسنا اعذرني تصل إلي بعض أخبارك لكنها متقطعة.
سلامي إليك
مونية الرميسي
……………………………………………………….
وصل حلم جدتي إلى ابعد من المحيط المنزلي , وعبثا حاول الآخرون فك ألغازه , لم اعرف بأي طريقة انتشر لكن بعض الناس ابدوا استعدادهم لتفسير الحلم تفسيرا مناسبا لان الجدة كانت مصرة .
البقال يقول: جدك قال لجدتك بان تعقل الحمارة هدا الحلم يفسر نفسه بنفسه" الخير جاي خصك غير فين ديرو "
إمام المسجد يقول" اعقلها وتوكل على الله "
مقدم الحومة: "شوف اوليدي جدك قال لجدتك بان تربط الحمارة ماقلنا عيب لكن قلها بان تربطها فالعروبية هنا ممنوع"
احد أولاد الحي العقلاء يقول:" قل لجدتك بان لاتجازف وتعقل الحمارة هنا راه كاينين ولاد الحرام أنا لا اقصد اللصوص "
عندما أخبرت صديق طفولتي بوجمعة القصة والتفسيرات قال لي :
-وما رأيك أنت
-اي رأي هل تتق بالأحلام , الأحلام تعني الماضي بالضرورة
-حسنا و إذا كانت رؤيا ؟
-حبذا لو تكون رؤيا مشتركة
-وصلنا الى الباب المسدود بخصوص الحلم , جدتي تصر أن لحلمها تفسير أخر , اكبر , استثنائي , تفسير مقدس , لان حلمها يربطها بالماضي , والماضي مقدس في نضرها , جدتي تعيش كل يوم على ماضيها , عبثا تحكي لك كيف نجت من العاصفة , وكيف سارت من ايت عمار إلى بوعبيد الشرقي وابنها البكر في ظهرها , لذلك فقد سخرت مني لأني أخبرتها بان حلمها يعني الماضي بالضرورة
قالت لي :
-هل هذا ما تقرا عنه هندما تشعل كل تلك الشموع ؟
-نعم
-ياللخسارة
………………………
الجو غائم وممطر , أسير في الشارع , حذائي القديم يصدر صوتا أشبه بصوت لعب الأطفال , الشوارع امتلأت بمياه الأمطار , قدماي في الحذاء اللعين , وتسبحان في الماء , الماء في الخارج والداخل , أحاول أن لا اغرق , أواصل السير بحذائي القديم , الوجوه تطل من السيارات العابرة , حذائي يتفكك , اتفصد عرقا ارفع راسي بحثا عن اسكافي قريب , أميل نحو اليسار , أصابع قدمي تطلان من الحذاء , ارفع راسي , المح يدا تلوح لي من بعيد إنها غيثة ياللفضيحة ألقي نظرة تحسر على حذائي , أحاول الهرب اسمع اسمي واقف .
أنا أقف. وغيثة تقف , تسألني لماذا أشحت بوجهي عنها , تجهش بالبكاء , تنظر إلى حذائي أحرك أصابع قدماي واضحك غيثة غاضبة وتقول لي بعينيها ساخرة" اضحك سيدي اضحك فالحذاء أيضا يضحك "
وسبب لي دلك الحذاء المشؤوم كارثة عاطفية !!!
حاولت أن القي نظرة على تاريخي وتاريخه.
عدمنا كنت صغيرا كنت أسير حافيا العب حافيا آنذاك لك أكن اعرف ما معنى أن أضع في قدمي شيئا ما وأسير به كنت حرا طليقا !!
سنة 1994 كنت استعد لولوج المدرسة الابتدائية في دلك المساء من مساءات شتنبر الغائمة كانت والدتي تزين لي المدرسة :
فناء كبير , به معلمون وتلاميذ وستجد أصدقاء آخرين وبه داخلية ستأكل فيها جميع أنواع الأطعمة ,
فغرت فاي للمفاجأة لوحت بكسرة الخبز في الفضاء وصحت:
-كل أنواع الأطعمة
-نعم وسيعطونك لعبا وألبسة وستفرح
في تلك الليلة المفتوحة على اهتزازات عابرة ومشاعر سعيدة وأحلام بدرس واكل ولباس ندمت كثيرا لاني لوحت بكسرة الخبز تلك والتي التقطها على الفور قط متربص وبت أنا ليلتي نصف جائع .
...................................................................................
-يد على الكتف
-……
-استقم
-……..
-راحة
-…….
-انتباه
-على استعداد
الأوامر تصدر من وجه متجهم أنا انحشرت بجسدي الصغير وسط صف التلاميذ الجنود بدا الصف طويلا المدير ينادي بالأسماء ويصل إلي
-بوعبيد الحفيان
-حاضر
اتجه إلي تفرس في وجهي ويلمني كيسا بلاستيكيا اسود وكنت ابحث في ذلك الكيس على أشياء سأنتمي لها على حافة طفولتي
حداء بلون بني جوارب بيضاء بها ثقوب بكل الأمكنة وورقة صغيرة مطبوع على ظهرها اسمي
دلك اليوم هو أول يوم التقي في بحذاء كان يوما فريدا وزيادة في الانتشاء فكرت في تغيير كنيتي
عدت إلى المنزل والحذاء في قدمي بعد أسبوع من الإقامة في الداخلية كنت متلهفا إلى لقاء والدتي لأخبرها بشان الحذاء وكذلك عن قصة تلك السيدة البدوية التي جاءت إلى داخلية حديثا ولم تجد في مخزن الأطعمة سوى العدس والحليب فصنعت لنا من سذاجتها أكلة فريدة
وماذا فعلتم قالت والدتي :
خرجنا إلى فناء المدرسة ونحن نصيح:( واهواا العدس بالحليب, وهواا العدس بالحليب)
حسنا أرى أنهم أعطوك حذاءا جديدا , قالت والدتي وهي تلمح الحذاء البني .
نعم لقد قالوا لي بانه يأخذ شكل القدم في كل القياسات لذلك لن احتاج في المستقبل الى حذاء آخر
-وهل الحذاء يتسع لهما فعلا
صراحة لا , لكن المعلمة حذرتنا من المدير , المدير يكره المناقشة , لا اشعر بالراحة في هذا الحذاء , فلا يمكنني من أن امدد أصابعي بداخله , أحس بالاختناق , ومع كل درس جديد أحس بوطأته أكثر تداهمني في لحظات معينة رغبة في أن أزيله وأسير حافيا , لكن أخاف المدير , الذي عاقب مؤخرا احد التلاميذ لأنه استعمل جواربه القديمة كمنديل , المدير إنسان متسلط , وقراراته فردية ,عندما ا يريد أن يصدر قرارا , يجمع المعلمين يقول لهم انه يستشيرهم , بينما هو لا يفعل قد يبدأ اللغط بينهم , قد يتعاركون , لكن المدير منتشي دائما في النهاية يوقف الجميع ويصدر قراراته .
الشمس تفتح لها مكانا عبر شارع خلفي , أشعتها تكبر وتتداخل , الضلال تتراخى وتتمدد , أنا وغيثة نسير في الشارع غيثة تنظر في الوجوه فحذائي , أنا انظر إلى الحذاء الملعون ثم عينيها واباغثها بسؤال ضاحك :
هل تتغزلين بحذائي في حضوري!!
ترد علي بنفس اللهجة :
-اقسم لك انه هو من فعل ذلك أولا
وتابعت
لمادا لا تكتب إلى الوزير رسالة مثلا
……………….
بشان الحذاء تقول له فيها تعلمون أننا تعلمنا في مدارسكم , وان أحذيتكم تضيق على أقدامنا , فالمرجو ان تصدروا مرسوما يأمر لنا بحذاء آخر يجعل أقدامنا تحس بحرية أكثر
المواطن بوعبيد الحفيان
-أخطأت
-لمادا ؟
-أنت مثلا مارٍايك لو تقولين لي بالقليل من الأدب المتدين :
-بوعبيد اخلع حذاءك انك بأرض صداقتنا طوى اكره ان يرانا الناس معا , وحذاءك الفاسق يضحك كشيطان
أو بطريقة اعتذاريه فيها شيء من ثقافة البطل والعطاء :
-والله يا بوعبيد لو كان معي مقدار من النقود لاشتريت لك حذاءا جديدا
أو بالقليل من السياسة :
-إن الرقع التي على حذاءك تضاهي عدد الأحزاب السياسية الموجودة في أفغانستان
أو بتصنع الفكاهة المرة :
-لا مثيل لحذاءك في العالم اجمع انظر إلى الفتحة على جهته الأمامية بمقدار ما هو جائع بمقدار ما هو ضاحك
أو بطريقة المفتين المصريين :
-سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانأ إلى خفافنا لمنقلبون
أو بإشارة فلسفية لسيدة تخرجت من مدرسة هيجل :
-حذاءك ياسيدي نفي وتحديد فبقدرما يحدد انتماءك الى صف المعدمين بقدر ما ينفي عنك صفة المواطنة
أو بطريقة قراصنة الكاريبي حينما تداهمهم عاصفة بحرية :
-انشروا الأشرعة أيها البحارة وأنت أيها السيد الكريم الق بحذائك في البحر قبل أن يمتلأ بالماء , فيغرق و يغرقنا
أو بسلوك سيدة متعجرفة :
-أف حذاءك يشعرني بالتقزز الرائحة التي تنبعث منه تجعلني أموت لابد وانك تنتعله بدون جوارب
أو بإحساس عشقي :
-أحب حذاءك لن أشفى منه يوما اتذكر ايامنا على المرفا انه يحفظ كل ذكرياتنا الغرامية , الانه منصت ممتاز
او بغرور ليبرالي :
-والله لو فتحت بلادكم الحدود أمام بضائعنا مع تسهيلات في الأداء الجمركي لوجدت من يستبدل منك حذاءك القديم بحذاء جديد «دع يرحل , دعه يتمزق , دعه يموت »
أو بتأكيد ماركسي :
الق بارفيق بنظرك عل الأحذية يمينا وشمالا لابد وان هناك فرقا بينها ارفع راسك لترى الحذاء الأكثر وطأة , يجب أن تفهم أن كل صراع بين الأحذية , هو في جوهره صراع طبقي.
سرت في الطريق العام غيثة تفكر في شيء ما أنا أفكر في الحذاء وأتدبر في رؤيا جدتي التي لا تزال رافضة للرؤيا المشتركة مونية تحترف الغياب هناك وتكتب لي رسائل متفرقة وعن رغبتها في أن تكتب رواية تتحدث عن كل مآسينا
وأنا والحذاء !!
الحذاء الذي كلما تمزق ضاق أكثر فأكثر , كنت أرى أحذية الناس أحس أن البعض منهم متواطئون مع أحذيتهم , البعض منهم لديهم أحذية أضيق مما لدي , لكنهم لا يتكلمون البعض منهم يحاول أن يعرج على ماسح أحذية , ليعيد إلى حذاءه رونق البداية على نحو خادع .
-يمثل حذاءك تجربة اعتقال حقيقة لقدميك- قالت غيثة وهي ترفع حاجبيها دلالة الاهتمام
لأقدامنا قلت بنبرة تأكيد -
-أمر مؤكد لكن هذا سيضل فقط إحساس قدميك
-لا لدي حل
-ماذا ؟
-طريقة لأتخلص من الحذاء
-آمل أن لا تكون طريقة على مقاس طريقة أبو القاسم الطنبوري فيعود لك الحذاء في كل مرة
-لا لدي طريقة لأتخلص منه نهائيا
-اخبرني كيف ؟
-نحتاج أولا إلى التوصل لرؤيا مشتركة !!!