لكي تتم الشهرة العالية للاديب المبتدىء , في نشرنصوصه , ولكي يختصر طريق صعوده الى قمة مجده , فقد اتفق معه الناقد الشهير , الذي لايكتب عن احد ما الا بصفقة .
طلب الناقد من الاديب المبتديء المسكين ان يتفق هو الآخر مع مجموعة مناسبة من الادباء المبتدئين امثاله , لكي يصبح مبلغا له قيمة . وقال انه سيقوم بتخفيض المبلغ الذي سياخذه من الكاتب لقاء العمولة طبعا . مبررا ذلك بقوله انه انما سيتعب كثيرا في البحث بين كواليس النقد لينتقي الكلمات , والعبارات , التي تليق بالاديب , ليجعل منه نجما .
كانت للاديب المبتدىء قصة طويلة مع الناقد الشهير , تتلخص بالتالي :
كانت للناقد صلة قرابة مع الاديب الهاوي . ولانه مبتدىء لم يحترف الكتابة فقد كان بحاجة الى من ياخذ بيده في الدروب الشائكة للادب .
راح الناقد الشهير يستخدم اسلوب الاستهانة والاحباط مع قريبه المبتدىء الشاب , حتى كاد مشروعه الادبي ان يفشل .
استطاع الناقد الكبير ان يكتب عن اولئك الادباء المغمورين دفعة واحدة عن طريق الجمع لمجموعة من العبارات الطنانة الرنانة ياخذها من بطون المقالات النقدية لغيره , جمعها مع مايحمله هو من مكنون نقدي امتلكه عبر سنوات طويلة , ليعبر فيها , مع تغيير بسيط بين واحد وآخر طبعا , عن متانة هؤلاء الادباء الفالتين من الاسار الجميل للكرة الارضية . فاللغة الأدبية , لغة ملغزة وتحتمل الكثير من التعمية , والتعتيم .
الادباء المبتدئون وبعد الشهرة الكبيرة التي اصابتهم نتيجة للمدح المبالغ به من الناقد المهم والذي نشر مقالاته في اكثر من موقع وجريدة ونشرة تنصلوا للناقد كما يحصل كثيرا جدا في مثل هذه الاتفاقيات , غير النزيهه بحجة إنهم أعطوه ما يكفي من المال , وكانوا مطمئنين إلى انه لايستطيع ان يتراجع عن نقده لهم وهو الذي بالغ كثيرا في مدحهم .
كاد الناقد الكبير القدير ,لفرط غضبه ان يمسك الدنيا ليلقي بها على رؤوسهم الصغيرة , ويهدد ويتوعد ويلعن الروس واليابانيين , والناس اجمعين , على راي صاحب الذكر الطيب مصطفى لطفي المنفلوطي , في حلاقه الثرثار , أمام الأدباء الناشئين الذين اشتهروا الآن , جدا . ولذلك راح هؤلاء يضحكون واعتبروها نكتة الموسم .
اما الناقد الكبير فقد راح ينتحل اسماءً شتى ويستعير القابا كبيرة مجهولة , ويكتب المقالات والريبورتاجات , للانتقاص من هؤلاء الذين تنكلوا له حتى تحول الى صحفي يكتب الاخبار , ولكن هيهات بين اسم الناقد الكبير الذي يعرفه كل من هب ودب , وبين الاسماء المستعارة النكرة التي لايعرفها احد . فصار الاستاذ الكبير حشرة صغيرة تلسع ولاتضر .