يرقص أمامي يقرع على باب اضلعي فترتعش ضلوعي على صوت الخوف الكامن تحتها ويصيب القلق قلبي على نهاية نبضاته المتباطئه ,, ينظر الي و يسألني عما كنت احب فأساله الرحمة و العفو . فيمد بيده الى افق احمر دامٍ ويعطيني بعضا من ظلمته فاتوجس و انهار توجلا منه ،، فيهزأ بي ويرسم لي لوحة من بقايا احلامي وركام ذاكرتي ويشدني الحنين الى امنياتي التي لم تبصر النور وباتت معلقة بين السماء و الارض ,, وخيبة املي تخبرني بتقلص فضاءاتي و ابعاد الارحب ,, سألته أن يعطيني لونا ازرق لكفني لكنه عبس و اصر أن يعطيني لونا ابيض ليملأ عالمي المزدحم بفراغ عارم يحبس نفس الضياء فيمنعه من الولوج الى عيني المضطربة المودعة و يجثم على رئتي ككابوس اسود فيثقل انفاسي بعبرة مختنقة ،، يلوح لي بمخالبهِ يزمجر ضاحكاً.. ويتلو عَلي شيئاً من ترنيمة الوداع فأغلق اذاني بفزعي فتتغلغل صيحته الكبرى الى جوفي ..
يصرخ و يصرخ ،،بي حي على الرحيل لملم بقايا روحك وهاك يدي إني أنا صديقك ،، فترددت أن اعطيه يدي شيء ما يخبرني بالانتظار و آخر يخبرني بالرحيل فتباينت جرأتي بين مدٍ وجزر من الاسى ،،فلا يزال بحر ازرق يتلألأ في سواد عيني يخبرني بالبقاء ..وغيم اسود ماطر يهتف لي بالرحيل ،، فضج ولم يعطني فرصة الاختيار وأمسك باطراف روحي حتى ارتعشت بي اعمدة الحياة وانطفأ كل بصيص ضوء يسبح في فضاءات عيني وتلاشى كل صوت دافئ في اذني... ونمت كطوق ياسمين ابيض مخضبٍ بالاشتياق ....