جالسا في الجهة المقابلة من المقهى،ظل يتأملها بشغف كبير راسما بذهنه أروع السيناريوهات البوليودية الملونة ، وكانت إيماءاتها شديدة الدقة و نظراتها غاية في الإتقان والروعة، تجرد من كل أبعاد الحياة من الزمان والمكان،سافر بعيدا بمخيلته الخصبة فأطلق العنان لفانتازياته البطولية،وتناسى كل كائن وجودي بجانبه،أبى إلا أن يكون البطل في قصته القصيرة مرددا ذلك الحوار الإفتراضي بينه وبين نفسه الصامتة.. إقترب منها النادل وطلبت منه بلغة الإشارات أن يجلب لها "براد أتاي" كانت صماء بكماء...
و رجع لنقطة الصفر لكي يعيد من جديد كتابة ذلك الحوار الذاتي بلغة الإشارات فكان سيناريو آخر مختلفا و بأبجديات أخرى ... أعجب بذلك الفيلم الأبكم ولم يستطع إخراجه للوجود فظل الحدث أصما كما كان في العادة قابعا في كياناته المنكسرة لتتكرر لديه لغة الصمت ثانية و يقبع المشهد حزينا في أعماقه ينتظر تلك اللحظة التي سيطفو بها إلى السطح(الواقع) .