هدأت أصوات الرصاص، أنين و ارتطامات بالأرض، بكاء و عويل، لحي تطارد رائحة العطر، بنادق موضوعة على مؤخرات رجال يساقون إلى الأمير. آخرون خائفون يهتفون الله أكبر، عاش الأمير. أطفال خائفون مبهورون لا يفهمون ما يقع. تكدس نسوة جميلات هناك في آخر الشارع كقطيع. كل هذا كان يمر أمام سمع و بصر سميح كلقطات متتالية من فجوة تحت الحطام ،الذي لولا السارية التي حمت نصفه العلوي لهشم رأسه. نسي رجله التي لم يعد يحس بها ، لعلها بثرت، وظل يراقب و ينصت لما يجري في الشارع، و ينتظر قدره.
فجأة سمع كلاما يقترب منه، أصغى سمعه جيدا و حبس أنفاسه. أصوات رجالية تقترب، بلكنات مختلفة . ظل يصغي و يراقب حتى وصلته خشخشات نعالهم على الأرض، و توقفت قريبا جدا منه. زادت ضربات قلبه خوفا من أن يكتشف، فكر أن يتظاهر بالموت ، أخذ دماء من رجله و صبها على وجهه و أخرج لسانه من فمه و تكور كالميت.
هاهو صوت أحدهم يصله : يا سبحان الله، كم هي جميلة هذه الكافرة،
لم تكن الكافرة إلا حبيبة سميح.
يرد عليه الثاني: جس نبضها جيدا ، ما أجملها ،تذكرني بالنساء الصربيات،
يقول آخر بعد أن يسمع سميح صوت تمزق ثياب : آآآآآآآآآآآآخ،،، لو لم تمت؟
قال آخر بعد قهقهات و بسملات :
نهدان صاروخان، ووجه كقذيفة ، وفرج بارز كمنصة. بالمناسبة ، سمعت أميرنا يقول أن نكاح الميتة أيضا فيه نظر عند شيوخنا الأولين،،،،
عقب آخر و لعله من ذوي الحظوة:
لا إله إلا الله، الله أكبر، كنت أعرف أن الله و شيوخنا الأولين معنا دائما،و ضد الكفار.
و أمر بحمل الجثة إلى مكان ما،،،ثم غادروا،،،،
أما سميح فقد مات بعدها بساعات متأثرا بالنزيف ، بعد أن روى حكايته لنخلة كانت من ضمن ما أجل موته قليلا