تعريف المذهب :
المذهب: هو مجموعة من المبادئ و الأفكار المتجانسة في مجال من مجالات الحياة الدينية؛ أو الفكرية؛ أو الأخلاقية؛ أو الاقتصادية؛ أو الفنية تؤمن بها فئة من الأتباع وتقيم حياتها على أسسها وتعمل على نشرها والتبشير بها.
- الكلاسيكية Classicisme
والكلاسيكية في معناها اللغوي مشتقة من الكلمة اللاتينية : "كلاسيس Classis، وتطلق في الأصل على مجموعة من السفن الحربية أو التجارية،أي : "وحدة في الأسطول" ، كما تطلق ـ أيضاً ـ على: "الفصل الدراسي"،
واصطلاحا: مذهب أدبي يطلق على الأعمال الفنية والأدبية المطابقة للقواعد والقيم والعادات و التقاليد و الأعراف المتوارثة التي اكتسبت قدرا من القداسة والاحترام.
و التي تتخذ من الأعمال الفنية القديمة الإغريقية- اللاتينية القديمة أصولا و نماذج تحاكيها وتنسج على منوالها في التزام الموضوعية والدقة والصرامة واحترام النظام والتناسق واستعمال اللغة الارستقراطية الراقية.
- نشأة المذهب الكلاسيكي:
تأسس المذهب الكلاسيكي في فرنسا واتضحت معالمه خلال السنوات 1660-1680م والقرن الموالي الذي عرف بالمرحلة الكلاسيكية. وذلك بعد نزوح علماء بيزنطة وأدبائها إلى الغرب نتيجة لسقوط القسطنطينية بيد العثمانيين، حاملين معهم المخطوطات الإغريقية واللاتينية القديمة، عاملين على نشرها ودراستها، واستنباط خصائصها وقواعدها التي أكسبتها الخلود والبقاء، مستضيئين في ذلك بكتابي أرسطو المشهورين: "الخطابة" و"الشعر"، وبقصيدة هوراس الشاعر الروماني الطويلة المسماة: "فن الشعر".
وتحددت قواعده على يد الأديب الفرنسي نيكولا بوالو Nicolas Boileau (1638-1711) في كتابه "فن الشعر"
Poétique" l'art " الذي نشره سنة 1874م. ومن أهم خصائص المذهب الكلاسيكي:
1-محاكاة الأعمال الفنية الإغريقية- اللاتينية القديمة باعتبارها أصولا تحتذى وتتبع .
2-تقديس العقل والمنطق والموضوعية؛ والتزام القواعد الأخلاقية والمقاييس الفنية الموروثة وعدم الخروج عنها؛ لأن كل عمل فني خلا من العقلانية والمنطق افتقد بالضرورة مبررات وجوده.
- تقديس الحقيقة باعتبار أن كل ما هو حقيقي جميل بالضرورة وكل ما هو مزيف قبيح بالضرورة.
4-الابتعاد عن الخيال والعاطفة لاعتقادهم أن العاطفة ما دخلت أمرا إلا أفسدته.
5-نبل المواضيع: تشترط الرومانسية أن تكون مواضيع وأحداث الأعمال الفنية نبيلة في دوافعها ووقوعها و إنسانية في مقاصدها و غاياتها تجسد الانتصار للخير ضد الشر؛ والحق ضد الباطل؛ والكمال ضد النقص، و الواجب ضد العاطفة.
6- نبل الشخصيات:لابد أن تكون شخصيات الأعمال الأدبية والفنية مختارة وممثلة للطبقات النبيلة والارستقراطية كالملوك والأمراء والنبلاء والفرسان تتجسد فيه صفات البطولة .
7-احترام الوحدات الثلاث: وحدة الحدث؛ وحدة المكان؛ وحدة الزمان.
8- اللغة الراقية: شترط الكلاسيكية أن تكون لغة العمل الأدبي لغة راقية، نبيلة ارستقراطية ، ألفاظها مختارة بعناية ؛ قوية ؛ متينة مناسبة للمعاني وتراكيبها جيدة البناء ؛ منسجمة متناسقة ، تحمل المعاني في إيجاز؛ ودقة وضوح خالية من التكلف.
- 9أقطاب المذهب الكلاسيكي : من أشهر أدباء المذهب الكلاسيكي في الغرب في فرنسا : جون راسين Jean Racine (1645-1730 ؛ وبيير كورني pierre corneille ؛ وموليير 1622-1673) Molière) ؛ و في انجلترا : هنري شكسبير shakespeare henri
- الكلاسيكية في الأدب العربي:
كان تأثير المذهب الكلاسيكي على الأدب العربي محدودا، وقد ظهر هذا التأثير على نحو خاص في الشعر المسرحي ، بفضل اتصال بعض الأدباء العرب بالمسرح الكلاسيكي الفرنسي ، عن طريق الترجمة والاقتباس ؛ وخاصة بعد أن ترجم مارون النقاش مسرحية البخيل لموليير ؛ وترجم سليم النقاش لمسرحيتي "هوراس" لـ كورني و"ميتردات" لـ راسين.
وأهم الأنواع الأدبية الكلاسيكية: الشعر الموضوعي المسرحي
1 ـ التراجيديا: وهي المسرحية الجادة النبيلة التي تثير الشفقة والخوف، وأسلوبها سام رفيع، وشخصياتها من الملوك والأمراء، وعند اليونانيين القدامى كانت شخصياتها من الآلهة، وأنصاف الآلهة كما يزعمون.
2 ـ الكوميديا: وهي مسرحية هزلية تثير الضحك توضع للتسلية، أو للنقد السياسي والاجتماعي، أو لتصوير العيوب النفسية والاجتماعية ومحاولة إصلاحها، وشخصياتها تؤخذ ـ غالباً ـ من عامة الشعب.
3- الميلودراما : الحياة في صميمها ليست مأساة، وليست ملهاة، وإنما يبكي الناس فيها ويضحكون في أزمات أو فترات طارئة، لذلك ربما وجدت مسرحيات لا تبلغ حد المأساة كما لا تبلغ حد الملهاة، فنشأت منها ما أطلقوا عليه الميلودراما ،
- تأثير المذهب الكلاسيكي على الأدب العربي :
كان تأثر الأدب العربي بالمذهب الكلاسيكي محدودا لجملة من الاسباب من أهمها:
- عدم توافقه في الكثير من الجوانب مع الروح العربية والإسلامية ومع قيمها بشكل عام ، ومع الميول الفنية .
- متطلبات المرحلة كانت تتطلع إلى ما يدفع الأمة إلى الأمام وليس إلى ما يشده إلى الماضي خاصة وأن هذا الماضي ليس ماضيها .
- محدودية الاحتكاك والتفاعل بين الأدباء العرب وأدباء الغرب في هذه الحقبة من التاريخ.
و رغم ذلك ظهر تأثير المذهب الكلاسيكي الغربي على الأدب العربي بوضوح في مسرحيات أحمد شوقي الذي اطلع على الأدب الغربي واحتك به بطريقة مباشرة بحكم دراسته في فرنسا وإتقانه للغة الفرنسية ؛ مما جعله أول شاعر عربي يحاول أن يكتب مسرحيات شعرية عربية كلاسيكية؛ وحاول أن يوفر لها أكبر قدر ممكن من خصائص المذهب الكلاسيكي فحاول التزام الموضوعية؛ واستمد أحداث مسرحياته من التاريخ القديم ؛ وجعل شخصياته من الطبقات النبيلة الارستقراطية ؛ أدار الصراع فيها بين الحب والواجب ؛ والخير والشر، والحق والباطل مع احترامه مبدأ الوحدات الثلاث.
غير أن احمد شوقي لم يكن موفقا تمام التوفيق إذ جاءت بعض أحداث مسرحياته غير منطقية ، واكتفى بوصف المظاهر والشخصيات وصفا خارجيا ولم يستطع تعرية دوافعها النفسية العميقة فجاء الكثير من أشعاره المسرحية أقرب إلى الشعر الوجداني الغنائي مع شيئ من ضعف الوحدة في الحدث والمكان والزمان.
أما العناصر التي استطاع ان يوفرها فهي:
1-اتخاذ الشعر وسيلة للتعبير عن أحداث موضوعية مستمدة من التاريخ
2- اتصاف المواضيع و الأحداث والشخصيات والصراع بالنبل:الصراع بين الحب والواجب بين الخير والشر.
3-الاعتماد على اللغة الراقية الموجزة المحكمة النسج: تقليد الشعر الجاهلي و العباسي .
4-الابتعاد عن الخيال والعاطفة لاعتقادهم أن العاطفة ما دخلت أمرا إلا أفسدته.
5-نبل المواضيع: تشترط الرومانسية أن تكون مواضيع وأحداث الأعمال الفنية نبيلة في دوافعها ووقوعها و إنسانية في مقاصدها و غاياتها تجسد الانتصار للخير ضد الشر؛ والحق ضد الباطل؛ والكمال ضد النقص، و الواجب ضد العاطفة.
6- نبل الشخصيات:لابد أن تكون شخصيات الأعمال الأدبية والفنية مختارة وممثلة للطبقات النبيلة والارستقراطية كالملوك والأمراء والنبلاء والفرسان تتجسد فيه صفات البطولة .
7-احترام الوحدات الثلاث: وحدة الحدث؛ وحدة المكان؛ وحدة الزمان.
8- اللغة الراقية: شترط الكلاسيكية أن تكون لغة العمل الأدبي لغة راقية، نبيلة ارستقراطية ، ألفاظها مختارة بعناية ؛ قوية ؛ متينة مناسبة للمعاني وتراكيبها جيدة البناء ؛ منسجمة متناسقة ، تحمل المعاني في إيجاز؛ ودقة وضوح خالية من التكلف.
- 9أقطاب المذهب الكلاسيكي : من أشهر أدباء المذهب الكلاسيكي في الغرب في فرنسا : جون راسين Jean Racine (1645-1730 ؛ وبيير كورني pierre corneille ؛ وموليير 1622-1673) Molière) ؛ و في انجلترا : هنري شكسبير shakespeare henri
- الكلاسيكية في الأدب العربي:
كان تأثير المذهب الكلاسيكي على الأدب العربي محدودا، وقد ظهر هذا التأثير على نحو خاص في الشعر المسرحي ، بفضل اتصال بعض الأدباء العرب بالمسرح الكلاسيكي الفرنسي ، عن طريق الترجمة والاقتباس ؛ وخاصة بعد أن ترجم مارون النقاش مسرحية البخيل لموليير ؛ وترجم سليم النقاش لمسرحيتي "هوراس" لـ كورني و"ميتردات" لـ راسين.
وأهم الأنواع الأدبية الكلاسيكية: الشعر الموضوعي المسرحي
1 ـ التراجيديا: وهي المسرحية الجادة النبيلة التي تثير الشفقة والخوف، وأسلوبها سام رفيع، وشخصياتها من الملوك والأمراء، وعند اليونانيين القدامى كانت شخصياتها من الآلهة، وأنصاف الآلهة كما يزعمون.
2 ـ الكوميديا: وهي مسرحية هزلية تثير الضحك توضع للتسلية، أو للنقد السياسي والاجتماعي، أو لتصوير العيوب النفسية والاجتماعية ومحاولة إصلاحها، وشخصياتها تؤخذ ـ غالباً ـ من عامة الشعب.
3- الميلودراما : الحياة في صميمها ليست مأساة، وليست ملهاة، وإنما يبكي الناس فيها ويضحكون في أزمات أو فترات طارئة، لذلك ربما وجدت مسرحيات لا تبلغ حد المأساة كما لا تبلغ حد الملهاة، فنشأت منها ما أطلقوا عليه الميلودراما ،
- تأثير المذهب الكلاسيكي على الأدب العربي :
كان تأثر الأدب العربي بالمذهب الكلاسيكي محدودا لجملة من الاسباب من أهمها:
- عدم توافقه في الكثير من الجوانب مع الروح العربية والإسلامية ومع قيمها بشكل عام ، ومع الميول الفنية .
- متطلبات المرحلة كانت تتطلع إلى ما يدفع الأمة إلى الأمام وليس إلى ما يشده إلى الماضي خاصة وأن هذا الماضي ليس ماضيها .
- محدودية الاحتكاك والتفاعل بين الأدباء العرب وأدباء الغرب في هذه الحقبة من التاريخ.
و رغم ذلك ظهر تأثير المذهب الكلاسيكي الغربي على الأدب العربي بوضوح في مسرحيات أحمد شوقي الذي اطلع على الأدب الغربي واحتك به بطريقة مباشرة بحكم دراسته في فرنسا وإتقانه للغة الفرنسية ؛ مما جعله أول شاعر عربي يحاول أن يكتب مسرحيات شعرية عربية كلاسيكية؛ وحاول أن يوفر لها أكبر قدر ممكن من خصائص المذهب الكلاسيكي فحاول التزام الموضوعية؛ واستمد أحداث مسرحياته من التاريخ القديم ؛ وجعل شخصياته من الطبقات النبيلة الارستقراطية ؛ أدار الصراع فيها بين الحب والواجب ؛ والخير والشر، والحق والباطل مع احترامه مبدأ الوحدات الثلاث.
غير أن احمد شوقي لم يكن موفقا تمام التوفيق إذ جاءت بعض أحداث مسرحياته غير منطقية ، واكتفى بوصف المظاهر والشخصيات وصفا خارجيا ولم يستطع تعرية دوافعها النفسية العميقة فجاء الكثير من أشعاره المسرحية أقرب إلى الشعر الوجداني الغنائي مع شيئ من ضعف الوحدة في الحدث والمكان والزمان.
أما العناصر التي استطاع ان يوفرها فهي:
1-اتخاذ الشعر وسيلة للتعبير عن أحداث موضوعية مستمدة من التاريخ
2- اتصاف المواضيع و الأحداث والشخصيات والصراع بالنبل:الصراع بين الحب والواجب بين الخير والشر.
3-الاعتماد على اللغة الراقية الموجزة المحكمة النسج: تقليد الشعر الجاهلي و العباسي .