1
أربعون عاماً من جنونك الأبيض
ولا يزال الدرس عليّ عَصِيا
رَسْمُ الشَّوق أُدَوِّنُه في دَفاتري
قَلبي هو الرَّاوي وعَقلي شِبه مُغَيّب
أربعون عَاماً من حَماقاتكِ اللّذيذة
بين جدران الحُلم وتَلابيب الغِيرة
ولايزالُ الفَهم عليّ خَفيّا
وَسْمُ العِشق أدَبِّجه في جَوانحي
قَلبي هو الشَّاهد وعَقْلي مَحْضُ نَاظِر
أربعون عاما من غُنْجك المَجْنون

مُلْكا مشاعا صرتِ...لامتصاص غضب ..
قد يخدش وجه عالم مكتسب
بعد عملية تجميل .. خطيرة ومكلفة
هو وجه غانية تجيد استدراج الوعي ..
إلي الهاوية
زعماء الممالك الفايسبوكية
رسموا عليها .. خارطة للموت
قسموها بين القبائل .. بالقسطاس
قالوا= ....عيثوا في الوهم
سكرا..
رقصا..

بِجِوارِ الْبَيْتِ الْمُفْرَدِ بِالميزان
خِرْقاتٌ يَنْفَذُ مِنْها
الرّأسُ الْأَصْلَعُ
والظّلْفان
أَنْفاسٌ لاهِثَةٌ حَرّى
تَجري
وتَدورُ
عَلى
الْبِئْرِ الْمَلْأى
بِرُعودٍ تِلْوَ وُعود
أيّوب التّيه

القضية.....امرأة عاقر...تستدرج صغار الحلم نحو الزوايا
تعلمهم : كيف نخون التراب...نراوغ الماء....و بأوراق التاريخ ...نصنع قوارب الموت... تهرب الاجيال نحو حتف لا يترك أثرا ينعش جريدة أو كتاب .

القضية ...عجوز تضرب الودع... من تحت الموائد تطلع بيانات ...لنخبها ترفع الكؤوس ...محوا
لقرارات . ...استدرجها الوعي ذات يقظة
نحو شمس الظهيرة...
تقلب العجوز الرمل ...فتصير الحيتان حوريات

 ■-1-تَوَحُّد-
وَهَّاجاً كَانَ الشَّفَقُ،
قُبَيْلَ أَنْ يَغْمِزَ بَرِيقُ نَجْمَةِ
المَسَاء.
وَهَّاجاً كَانَ الشَّفَقُ
الأَحْمَرُ.
فَقُبَيْلَ أَنْ يَسْتَكِينَ كُلُّ عَاشِقٍ إِلَى لَيْلاَه؛
أَطْرَقْتُ إذْ وَجَدْتُنِي أَحْضُنُ هُيَامَ لَيْلِي
فِي تَوَحُّدِي أَنَا،
أَنَا أَيُّهَا
القَمَرُ!

آخر الرجال على الأريكة تربع،
في وجه الفولاذ المصبوغ بالدم تبسم،
يلتقط ذراعه كمقذوف ناري،
يقذف بها الخوذ الكاكية المقعرة،
يقذف الحديد بحذائه، بعصاه، بفرشاة أسنانه..
بعقيق سبحته،
بسورة، أو بآية..
بترنيمة سلام،
بورقة من تذكار،
بترتيل من صلاة..
بتعويذة منقوشة على عرش الله،

لماذا غبار الكآبة
فوق الرأس،
أسفل القدمين؟
لماذا الدم
شاحب داخل القلب؟

فقدت كل شيء
إلا أنت
لن أفقدك
حب قلب فياض..

حريق دم

وما كُنْتُ
لَولا أنْ رَأيْتُكِ
شاهِداً أُمَرِّرُ أَمْواجاً
على
شاطئٍ
يَنامُ في دَعَةٍ بِالْقُرْبِ مِنّي
أُمَسِّدُ
الرِّمالَ
بِلُطْفٍ صادِقٍ
وَأُشيعُ في
حُبَيْباتِهِا

الحبُّ ينبضُ في عينيك.. والتَرَفُ
والعزُّ يهواكِ يا بغداد
والشّرَفُ..
يا زهرةً.. بُورِكتْ أطيابُ مَيْسمِها
ونجمةً..
لِعلاها الشّمسُ تنْكَسِفُ
صٍنو المعالي،
كأن الله توّجَها مليكةً..
بجمالٍ..
فاق ما وصفوا
بغداد.. يا ألقاً..

لو كانت لي نهاية أخرى
لأبحرت إليها
رجل في الرمل
وأخرى في الطمي
تاركا
النصف اليباس يتشقق
والآخر رطب رخو
وأنا اتكئ على الصخر.

لو كانت لي نهاية أخرى
لأحرقت نصفي اليابس

غيمة، غيمة
تسافر في رجاء
تحمل الشّرقَ
تبحث عن أرضِ العطاء
تحمل دماً
تحمل ملحاً
لتُمطِر يداً وخبزاً
وتراباً وسنبلةً
وقصائدَ رثاءٍ...

يا أرضُ، يا أرضُ
لا أحمل ماء

لا شيء هنا سوى
أن تنظري إلي
وأنظر إليكِ
أنتِ تعدين خيباتي
وأنا مرآة خيبتك،
لا شيء، كل غيمة هنا
في حلّ مني،
لا صورتي في قطرة ندى
كما أخبرتني الظلال،
ولا الأغاني جارة لنا
حين باغتنا المساء

1ــ حدثني يا ابني
كيف نعى الموت جنازتي
مِن أي دم قُدّ تابوتي
وفي أي حفرة من الأجساد
شيّعني ؟؟؟
حدثني
كيف باركت الآلهة موتي
وعلى رأسي أقامت الأعياد
وفي المنسي بعثت الدبيب
و الزائل أودعت فيه الأرواح ؟؟؟
2ــ حدثني يا ابني

هلْ كنتُ حقا أعلمُ،
أنَّ ما بِيدي مِنْ خُطوطٍ مُتقاطعةٍ لا..
تقودُ إلى نِهاياتٍ مُرتقبة لبُلوغ
حَدسِ فهْمِ كُل تفاصيلِ الأشياء..
منْ حوْلي.

كمْ أنا مُنزعِجٌ
مُنزعجٌ كثيرا
حِينما أتلو عَلى نفسِي وصَايا
مُشبعة بلغةٍ بلا معْنى.
ومَا المَعنى الذي يُساوِرُ ذاتي..؟

أمّي التي لم تقرأ
ولم تَكتُبْ أبدًا
أفصحُ منّي
تُسَمّي يومَ الأربعاء
- إرْبِحَاء -
مرّةً قلتُ لها
قُولي ـ أَرْبَعاء ـ
قالت
إربِحَاء...إربِحَاء
إنّه يومُ الرّبح
رَحماكِ يا أمّي

"1"
في القدس
تجتمعُ الذِّكرَيات
باقات برق يُصقِلُها النَّدَى
تولد من وجع تَوْقٍ وحنينٍ
يَرُذُّها المدى
يُزَجِّجُها الغيابُ المستحيلُ عن الغياب المستحيل
يُشذِّبُها عشقُ التوت للحرير
يُهَدْهِدُها دوريٌّ مختطف من الأساطير
فيَنِقُّ يتمرَّدُ على رماد الجمر
يتسلَّقُ الموت من خُرم حياةٍ

في محراب الألوان
على أريكة الشوق
سأرحل مبتسمًا،
تاركًا الفراغَ لجوفِ الليل
يغزلُ الصمت،
صمتَ الريحِ العابر
بين شُرفاتِ الوقت.

سأتركُ ظلّي الباهتَ على الجدار،
وشيئًا من بقايا صوتي
ينسابُ كهسيسٍ

تجوعُ القطّةُ... تأكلُ صغارَها...
تجوعُ الثّورةُ...تأكلُ أبناءَها
وحين يجوعُ التّاريخُ...
يلتهمُ صفحاتٍ عصيّةٍ على الهضم
في تغذيةٍ راجعةٍ
تساعدُه على لفظِ ما أثقلَ معدتَه
من رؤوسٍ لم تستو في طبخة...
ولا كانتْ مهذّبةً في جلوسِها
إلى مائدةِ المقايضة
المقامةِ في قرنةِ الوطن ....
هاجسُها اقتيادُ القطيعِ إلى ساحةِ الذّبحِ....

في عيون إيزيس
سحر
يجذبني إليها
الخصوبة والحصاد
تعيدني للحياة

أنا Osiris
بعد خيانة الموت البطيء
نظراتها تحول ليلي إلى نهار
داخل ذلك السحر الصامت
تبدأ الحياة