في زقاق ضيق بمدينتي
صادفت حزني ينتظرني
يدفع بي إلى حانة النسيان
على كرسي خشبي ألتقط أنفاسي
أبعثر تاريخ حياتي
بهدوء الحالمين ألثم جبين طفولتي
أشرع نافذة الانفلات الناعم
أتصفح فهرس ما تبقى من فتات
أمدّ يدي نحو منديل الاستسلام
وأكتب على ظهر صورتي:
هذا عابر سبيل ضل الطريق
لأننا لا نريد من الحياة - شعر: فؤاد ناجيمي
لأننا لا نريد من الحياة
إلا قبلا
على جباه أمهاتنا
وبعض حياة
إلا مسحة
أيديهن لآلامنا
وشبه أمنيات
فتحوا سجل الوفاة،
سألوا عن أسمائنا
المبحوحة غصة غصة،
كالشهاب في غياهب المدينة- شعر: منى مرسل
-1
مباح في هذه المدينة
أن تحلم،
وأنت قابض عليك غرقك.
أن تثقب أفق الصلاة
بعينيك المستحيلتين،
تلك التي علَّقت عليها الريح
نوافذ الغائبين،
تحت سحابة النوم.
أُؤَلِّفُ قَلْبَ الْأغْنيات.. – شعر: البشير النحلي
وما كُنْتُ
لَولا أنْ رَأيْتُكِ
شاهِداً أُمَرِّرُ أَمْواجاً
على
شاطئٍ
يَنامُ في دَعَةٍ بِالْقُرْبِ مِنّي
أُمَسِّدُ
الرِّمالَ
بِلُطْفٍ صادِقٍ
وَأُشيعُ في
حُبَيْباتِهِا
احتمالات السين - شعر: فؤاد ناجيمي
من يعتلي الأسئلة؟
من يحدث بها نفسه؟
قائلا للصمت لا
في احتمالات السين،
في صدى ساحل عربي،
في طفل أدانته حرب،
في ظهيرة عاطل،
في الذي يلوذ بالمساء،
في سواعد نسوة،
في نزوح حلم وذكرى،
هرطقة شاعر زاده الشجن - محمد محضار
1
يمر العام
كهبة نسيم عابر
لا يحدث شيء
وأنا في مكاني قابع
يسألني برومثيوس :
متى تصحو من بياتك الشتوي
أيها الشاكي، الباكي؟
صخرة سيزيف تتثقل كاهلي
تقيد خطوي
تنكأ جُرحي
غيمة شرقيّة – شعر: ام كلثوم السرغيني
غيمة، غيمة
تسافر في رجاء
تحمل الشّرقَ
تبحث عن أرضِ العطاء
تحمل دماً
تحمل ملحاً
لتُمطِر يداً وخبزاً
وتراباً وسنبلةً
وقصائدَ رثاءٍ...
يا أرضُ، يا أرضُ
لا أحمل ماء
حين يصمت الدين وتتكلم الجماعة – شعر: العربي الحميدي
كان الدين، في بداياته، يشبه صمت الصحراء، وحفيف سعف النخل.
كان همسًا خافتًا يسكن الظلال،
لا يفرض نفسه، بل يوقظ في الإنسان أسئلته الأولى.
كان لحظة صفاء، لا تحتاج إلى تبرير.
لكن شيئًا ما تغيّر...
ظهرت "التقية" كقناع،
وأصبح الإيمان يُقال بلسانٍ مزدوج،
بين نوايا غامضة وأفعال مشوشة.
صار الدين يُستخدم لا ليرفع الإنسان،
بل ليُجمّل رغباته ويبرر طقوس استهلاكه.
لا شيء لي هنا – شعر: فؤاد ناجيمي
لا شيء هنا سوى
أن تنظري إلي
وأنظر إليكِ
أنتِ تعدين خيباتي
وأنا مرآة خيبتك،
لا شيء، كل غيمة هنا
في حلّ مني،
لا صورتي في قطرة ندى
كما أخبرتني الظلال،
ولا الأغاني جارة لنا
حين باغتنا المساء
يَــدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة – شعر: حسن حصاري
هلْ كنتُ حقا أعلمُ،
أنَّ ما بِيدي مِنْ خُطوطٍ مُتقاطعةٍ لا..
تقودُ إلى نِهاياتٍ مُرتقبة لبُلوغ
حَدسِ فهْمِ كُل تفاصيلِ الأشياء..
منْ حوْلي.
كمْ أنا مُنزعِجٌ
مُنزعجٌ كثيرا
حِينما أتلو عَلى نفسِي وصَايا
مُشبعة بلغةٍ بلا معْنى.
ومَا المَعنى الذي يُساوِرُ ذاتي..؟
صدع في بؤبؤ الروح - شعر: مالكة حبرشيد
الليلُ يخلعُ جلدهُ ببطءٍ
فوق رأسي
يتقشّرُ كحلمٍ
تخنقه العتمات
والمسافةُ بين رمشي....
صدعٌ في بؤبؤ الروح
منه تنزلقُ المجرات
نبيذٍا معتقا بالحيرة.
أعبرُني كظلّ غرابٍ
نسيَ جناحيه
الجنون الأبيض – شعر: محمد محضار
1
أربعون عاماً من جنونك الأبيض
ولا يزال الدرس عليّ عَصِيا
رَسْمُ الشَّوق أُدَوِّنُه في دَفاتري
قَلبي هو الرَّاوي وعَقلي شِبه مُغَيّب
أربعون عَاماً من حَماقاتكِ اللّذيذة
بين جدران الحُلم وتَلابيب الغِيرة
ولايزالُ الفَهم عليّ خَفيّا
وَسْمُ العِشق أدَبِّجه في جَوانحي
قَلبي هو الشَّاهد وعَقْلي مَحْضُ نَاظِر
أربعون عاما من غُنْجك المَجْنون
ميراث الغياب – شعر: العربي الحميدي
في محراب الألوان
على أريكة الشوق
سأرحل مبتسمًا،
تاركًا الفراغَ لجوفِ الليل
يغزلُ الصمت،
صمتَ الريحِ العابر
بين شُرفاتِ الوقت.
سأتركُ ظلّي الباهتَ على الجدار،
وشيئًا من بقايا صوتي
ينسابُ كهسيسٍ
المرآةِ المنكسرة – شعر: العربي الحميدي
عبرَ ك،
تكسَّرَ وجهي إلى ألفِ احتمال،
عينٌ عمياء،
والأخرى تُحدِّقُ فيَّ من زوايا متنافرة،
كلُّ شظيةٍ تحكي عني حكاية.
أمدُّ يدي لألملمَ ملامحي،
فتنزفُ أصابعي
نزفَ الذكرياتِ،
ماضٍ يبعثُ من رماده.
كلُّ شقٍّ في الزجاجِ
صكوك الخذلان - شعر: مالكة حبرشيد
مُلْكا مشاعا صرتِ...لامتصاص غضب ..
قد يخدش وجه عالم مكتسب
بعد عملية تجميل .. خطيرة ومكلفة
هو وجه غانية تجيد استدراج الوعي ..
إلي الهاوية
زعماء الممالك الفايسبوكية
رسموا عليها .. خارطة للموت
قسموها بين القبائل .. بالقسطاس
قالوا= ....عيثوا في الوهم
سكرا..
رقصا..
لا يُدْرى ما في بِئرَيْ عَيْنَيْهْ – شعر: البشير النحلي
بِجِوارِ الْبَيْتِ الْمُفْرَدِ بِالميزان
خِرْقاتٌ يَنْفَذُ مِنْها
الرّأسُ الْأَصْلَعُ
والظّلْفان
أَنْفاسٌ لاهِثَةٌ حَرّى
تَجري
وتَدورُ
عَلى
الْبِئْرِ الْمَلْأى
بِرُعودٍ تِلْوَ وُعود
أيّوب التّيه
في عيد المراة ..يخجل الورد - شعر: مالكة حبرشيد
--قراءة الاحزان ... في ليل الدهشة والسكون---
كذا كان عنوان الفصل ما قبل الاخير
من شمس لم تمر على الحقول
حجب القمر نوره و تلاشت النجوم...
مع ومضة القدر....وشهقة المكتوب
لم تعثر الاحلام على دليل
يقودها نحو اسرة مفعمة بالارق
تتوسل الليل الفحمي امنية
غير مبتورة
تنير عتمة مساء قدد الدمع عيونه
حتى صارت التناهيد
أَيُّهَا القَمَرُ! – شعر: ناصر السوسي
■-1-تَوَحُّد-
وَهَّاجاً كَانَ الشَّفَقُ،
قُبَيْلَ أَنْ يَغْمِزَ بَرِيقُ نَجْمَةِ
المَسَاء.
وَهَّاجاً كَانَ الشَّفَقُ
الأَحْمَرُ.
فَقُبَيْلَ أَنْ يَسْتَكِينَ كُلُّ عَاشِقٍ إِلَى لَيْلاَه؛
أَطْرَقْتُ إذْ وَجَدْتُنِي أَحْضُنُ هُيَامَ لَيْلِي
فِي تَوَحُّدِي أَنَا،
أَنَا أَيُّهَا
القَمَرُ!
كنبة بحجم الوطن – شعر: أحمد الخراز
آخر الرجال على الأريكة تربع،
في وجه الفولاذ المصبوغ بالدم تبسم،
يلتقط ذراعه كمقذوف ناري،
يقذف بها الخوذ الكاكية المقعرة،
يقذف الحديد بحذائه، بعصاه، بفرشاة أسنانه..
بعقيق سبحته،
بسورة، أو بآية..
بترنيمة سلام،
بورقة من تذكار،
بترتيل من صلاة..
بتعويذة منقوشة على عرش الله،