مدخل:
يكاد يجمع الباحثون على أنّه لا وجود لشعر مكتوب للأطفال في تراثنا العربي فليس فيه ''ما يمكن أن نسمّيه: أدب أطفال. ويبدو أنّ الصّغار كانوا يتداولون القصص والحكايات الشّعبية التي يتناقلها الكبار، وما (ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة) إلّا حكايات وضعتها مخيّلة القصّاصين لأبناء الشّعب في عهود كان فيها الشّعب قليل المعرفة، يؤمن بوجود الجنّ والعفاريت ويجد متعة في أخبار الكنوز المطمورة والقصور المسحورة، التي تنقله إلى عالم خيالي رحيب ينسيه مرارة الواقع ومتاعب العيش''[1] غير أنّ هذا التّراث يحتوي على ما سمّي ''بشعر ترقيص الأطفال، وهو ليس مكتوبا من أجل أن ينشده أو يحفظه الأطفال بل هو شعر مكتوب بإيقاع راقص، يناسب من يرقِّص الطّفل، فيعبّر عن عاطفته من ناحية، ويؤثّر في الطّفل بالصّوت والحركة المرافقة للغناء''[2] حيثّ صُبّ هذا النّوع الشعري في قالب الرّجز، وتشكّلت نواته شفويا على ألسنة الجدّات والأمّهات في الأدب الشّعبي، فكان له ''دوره الحيوي في تكوين الشّعور الوجداني للطّفل. إذ إنّ تأصيل العلاقة المميّزة بين الأدب والطّفل تقوم على مدى قدرة الفنون الأدبية في التأثير على الطّفولة كوسيلة وغاية''[3] لذلك جاءت أدبيات الطّفل المتناثرة في كتب التّراث العربي أجل تحقيق الوظائف التربوية والجمالية واللّغوية لهذا اللون الشّعري. وقد تفطّن القدامى إلى أنّ الطّفل يجد راحته مع الأناشيد والأغاني الخفيفة، فيطرب ويهتزّ مع وقع صوت الجدّة أو الأم وهي تلقي تلك المقطوعات الخفيفة.
وعلى الرّغم من أنّ كثيرا من الدّارسين ورغم إقرارهم بوجود أغاني المهد وأشعار ترقيص الأطفال عند العرب، لا يقرّون بوجود شعر للطّفل، وحجّتهم في ذلك أنّ مثل هذه الأشعار موجودة في كلّ الآداب العالمية، ولم تُقَل من قبل شعراء معروفين؛ لأنّها في عمومها من مرتجلات النّاس تعبيرا عن عواطف وحاجات للتّسلية أو المتعة، ولا تمثّل أدب الأطفال بمفهومه الحديث ''ولا يمكنها أن تشكّل حتّى اتّجاها صغيرا داخل هذا الأدب، لأنّها لا تخاطب الطّفل مباشرة ولا تسبر أغواره، ولا تنطلق من اهتماماته، بقدر ما كانت نصوصا تكشف عطف الآباء على أبنائهم، واهتمامهم برعايتهم، وتربيتهم، والعناية بهم من نواحي متعدّدة''[4] وعلى ذلك يكاد يكون الأدب العربي حسب رأي هؤلاء الباحثين فارغا من أدب الطّفولة، وبخاصة شعر الأطفال، فالطّفل شغل مكانة هامّة على خارطة التّراث الأدبي العربي بشكل صورة أو موضوع، وليس طرفا متلقٍّ للأدب، ولذا يرى الدّارسون أنّ أدبنا العربي خال من أدب الطّفولة إذا ما استثنينا أشعار الترقيص وأغاني المهد التي تدور في معظمها حول: رثاء الأطفال، وهدهدتهم وترقيصهم، وبعض الحكايات القصيرة الشّعرية على ألسنة الحيوانات.
والحقّ أنّه لا يمكن تتبّع كلّ الموضوعات التيّ عالجها شعر الهدهدة والتّرقيص لأنّه لم ينل عناية الرّواة والمؤلّفين مثل ما ناله الشّعر عامّة على درب مسيرة العصور الأدبية الطويلة؛ وذلك للعوامل الآتية:
- أنّ الأدب العربي في بدايته نشأ شفويا، ويعتمد في طبيعة تلقّيه سماعيا، وذلك يفرض إدراكا معيّنا، ومستوى من الثّقافة، قد لا تتوافر في أطفال العرب عبر تلك العصور.
- أنّ الذين دوّنوا التّراث العربي مع نهاية عصر الدّولة الأموية، وطوال عصر الدولة العبّاسية، لم يهتمّوا بتدوين أدب الأطفال ووجّهوا كلّ جهودهم إلى أدب الكبار الذي حظي -ولا يزال- بجهود علماء التّدوين واللّغة والنّقد والبلاغة.
- أنّ الأدب عند انتقاله من المشافهة إلى الكتابة، كانت القراءة محدودة الانتشار، ومتاحة أكثر للكبار دون الصّغار إلّا المحظوظين[5].
ومع ذلك، هناك كثير من الباحثين أشاروا إلى وجود جذور، لهذا الأدب في تراث الأدب العربي بشّقيه المنظوم والمنثور، إلّا أنّ ''علماء العربية القدامى لم يذكروا صراحة في مؤلّفاتهم اللّغوية والأدبية أو العامّة ما يشير إلى تعريف محدّد أو مفهوم ما لأدب الطّفل شعره أو نثره، على الرّغم من وجود النّتاج الأدبي الذي يخاطب عقل الطّفل ووجدانه في بطون كتب اللّغة والأدب، ولم يضع هؤلاء العلماء من النّقّاد أيّة مفاهيم أو تعريفات اصطلاحية لأدب الطّفل في إطار شروحهم وتعليقاتهم، وذكرهم للآراء والأحكام البلاغية والنّقدية عبر تاريخ الأدب العربي''[6] وفضلا عن العوامل السّابقة فإنّ مردّ ذلك يعود إلى أسباب اجتماعية تمثّلت في تلك الرّواسب التي بقيت من النظرة الجاهلية تجاه الطّفل والتي فصّلتُ فيها في الفصل الأول من هذا الباب، بالإضافة إلى شيوع ما يسمّى بالمربّيات في فترة الطّفولة المبكّرة ''وما صاحب ذلك من قيامهنّ بالدّور التّربوي فضلا عن تسلية الطّفل بالغناء له وترقيصه على إيقاع المنظومات الخفيفة أو المأثورات الشّعبية، وبالتّالي عزف الشّعراء والنّقّاد على الإبداع للطّفل بنوع خاص في الأدب الرّسمي، بدرجة ملحوظة أو لأغراض مقصودة؛ لذلك لم تتشكّل لنا المواضعة المصطلحية لديوان الأطفال''[7]. كما نرى أن المعجم اللّغوي الذي كان يستعمله الشّاعر العربي القديم فوق مستوى الأطفال الإدراكي واللّغوي؛ لأنّه يتميّز بالصّعوبة وفيه الكثير من الألفاظ الوحشية والغريبة، بالإضافة إلى الأغراض الشّعرية التي تناولها الشّاعر القديم والتي في حدود معرفتنا لها تناولت موضوعات المدح والهجاء والغزل والوصف والفخر وغيرها، دون أن تتضمّن الأبعاد التّعليمية والتّربوية والتّهذيبية الموجّهة مباشرة لوجدان الطّفل أمّا تلك المراثي –وإن كانت منظومات شعرية- فهي إبداع عن الطّفل وليست إبداعا للطّفل والتي سأنأى عن التّمثيل لها في هذا الحيّز.
وعلى الرّغم من تعدّد الآراء في معالجة هذا الموضوع، وفي ضوء ما تقدّم سنقف عند جذور ونصوص فنّية شعرية، لها في كلّ حال علاقة بالطّفل في تراثنا الأدبي العربي، من مثل الأمهودات، وأغاني التّرقيص، والمنظومات القصيرة والأراجيز وبعض المقطّعات الشعرية القصيرة، باعتبار شروط أدب الطّفل هي من الأنواع التي تدخل دائرة شعر الأطفال.
لقد وصلنا عن العرب في الجاهلية والإسلام عدّة مقطوعات شعرية كانوا يغنّون أولادهم بها ''وتكشف هذه المقطوعات الفضائل التي كان العربي يحبّ أن يتحلّى بها والمفاخر التي كان يرنو إلى أن يقوم بها هو وأبناؤه؛ ولذلك نعدّها من الوثائق الهامّة التي تمثّل آمال المجتمع العربي في عصوره المختلفة''[8] فقد كان من عادة قبائل العرب أنّه إذا ولد فيها مولود ذكر ''أتت القبائل فهنأت بذلك وصنعت الأطعمة، واجتمع النّساء يلعبن بالمزاهر، كما يصنعن في الأعراس وتتباشر الرّجال والولدان؛ لأنّه حماية لأعراضهم وذبّ عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة لذِكْرهم، وكانوا لا يُهنّؤون إلّا بغلام يولد أو شاعر ينبع فيهم أو فرس تنتج''[9] وبلغ بهم الأمر أن ترقّص الأم صغيرها الذّكر حتّى ولو كانت معروفة بإنتاج الحمقى، وما يهمّها سوى أن تنظر إلى عورته لترى علامة ذكورته ولا تبالي إن كان أحمقا، فترقّصه بقولها:
ولا أبالي أن أكون مُحمِقة
إذا رأيت خصية معلّقـــــــــــــة [10]
ومما يروى في هذا الموضوع أنّ قابلة البادية قالت لجارية تسمّى (سحابة) وقد ضربها المخاض وهي تُطْلَقُ على يدها وتطلب منها أن تجيء بولد لا ببنـــــت وهو دليـــــــــــــل
على تفضيل الذكر دون الأنثى:
أَيَا سحابُ طرِّقي بخيرِ وطرّقي بخُصية وأيرِ
ولا تُرينَا طرف البُظَيْرِ[11]
1.1- في مدح الأولاد:
وخير فاتحة لذلك ما كانت حليمة السّعدية ترقّص به رسول الله r :
يا ربّ إذا أعطيته فأبقه وأعله إلى العلا وأرقه
وأدحض أباطيل العدا بحقّه [12]
وعن حليمة أنّها خرجت يوما في الظّهيرة تطلب النّبي r فوجدته مع أخته من الرضاعة وهي الشّيماء وكانت تحضنه، وترقّصه بقولها:
هذا أخٌ لي لم تلدْه أمّي وليس من نسل أبي وعمّي
فأنْمِهِ اللَّهُمَّ فيما تُنْمِي[13]
ودخل النّبي r على عمّه الزّبير بن عبد المطّلب، وهو صبي فأقعده في حجره وقال يرقّصه:
محمّـــــدَ بْنَ عَبْـــــــدَمِ
عشتَ بعيْشٍ أنْعَمِ
ودولـــــــــــــةٍ ومغْنَــــــــــــــــمِ
في فرعِ عزٍّ أسنمِ مكــــــــــرّمٍ معظَّــــــــــــــــمِ داسَ سَجِيسَ الأزْلَمٍ[14]
وتتجلّى صفة الكرم والعفّة، والسّعي وراء المجد والوفاء بالوعد في ترقيص الزبير بن عبد المطّلب لأخيه العباس وهو يصفه بقوله:
إنَّ أخي عبَّاسُ عفٌّ ذُو كـــــرمْ
فيهِ عنِ العوراءِ إنْ قِيلتْ صمَمْ
يرتاحُ للمجدِ ويُوفِــــي بالذّمَـــــــــــمْ وينحرُ الكوْمَاءَ في اليومِ الشَّبِــــمْ [15]
وهذا عنترة بن شدّاد، يخصّ نفسه بالشّجاعة والفروسية منذ كان في المهد صبيا يقارع السّيوف والرّماح، فمنذ ولادته والسّيف والرمح يؤنسان حياته، حتّى غدا طفلا ميزته الشّجاعة والقوّة، وذلك من أسمى ما كان العربي يسعى أن يربّي عليه ولده، حيث يقول عن صباه:
إنّني ليــــثٌ عبـــــــــــــوسٌ
ليس لي في الخلـــــــقِ ثانِي
خُلقَ الرُّمـــــحُ لكــــــــــــفّي
والحســــــــــــــامُ الهِنْـــــــــــــــــــدُوَانِي
ومعي في المهدِ كَانَ
فوقَ صــــدرِي يُؤَنِسَــــــــــــــــــــانِي[16]
ويرسم الزّبير بن عبد المطّلب صورة لمستقبل أخيه ضرار الذي يصغر العباس وهو لايزال غضا صغيرا:
ظنِّي بميَّـــاسٍ ضرارٍ خيــــــــرُ ظَــــــــــنّْ
أنْ يشترِي الحمْــــدَ ويُغْلي بالثّمــــــــــــنْ
ينحرُ للأضْيـــــــافِ ربَّاتُ السِّمَـــــــــــــنْ
ويضربُ الكبْش إذا البَاْسَ ارجَحَــنّْ[17]
وعندما دخلت عليه ابنته أم الحكم وهي صغيرة قال فيها:
يا حبّذا أمّ الحكــــــمْ
كأنّها ريمٌ أحـــــــــــمْ
يا بعلَها ماذا يَشــمْ
ساهمَ فيهَا فسهــــمْ [18]
وفي ذات المقام دخلت الجارية أمّ مغيث على الزّبير وخاطبته: مدحتَ ولدك وبني أخيك، ولم تمدح ابني مغيثا، فقال عليَّ به عجّليه، فجاءت به فقال فيه:
وإنْ ظَـــــــنّيِ بمغيــــــــــــــــثٍ إنْ كَبِـــــــــرْ
أنْ يسرِقَ الحجَّ إذا الحـــجُّ كَثُرْ
ويُوقرَ الأعيارَ من قرفِ الشَّجَـــرْ
ويأمُرُ العبْـــــــدَ بليــــــــــــلٍ يعتَــــــــذِرْ
ميراث شيخٍ عاشَ دهراً غيرَ حرْ [19]
وهذه هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، تصف ابنها معاوية حين ترقيصها إياه، بأنّه طفل كريم ومحبوب في أهله ينأى عن الفواحش واللّؤم، وهو الّصبور في الشّدائد
ولا يخيّب ظنّ أهله فيه، فتقول:
إنّ بُنيَّ معــــــــــرقٌ كريــــــــــــــــمْ
مُحبَّبٌ في أهلـــهِ حليـــــــــــمْ
ليسَ بفحَّـاش ولا لئيــــــــــــــــــــمْ
ولا بطخـرورٍ ولا ســـــــــؤومْ
صخرُ بَنِي فهر به زعيمْ
لا يخلفُ الظّـــنَّ ولا يخِيمْ[20]
وفي عاطفة رقيقة ومشاعر نبيلة تغنّي امرأة أعرابية ابنها وهي ترقّصه، حيث تأخذه إلى صدرها، وتشمّه فتجد ريحه كريح الخزامى، وتستعذب العيش به وكّأنّها الوحيدة التي أنجبت ولدا في بلدها، وتلكم هي غريزة الأمومة:
يَا حبّذَا ريح الولـــدْ
ريح الخزامى في البلـــــدْ
أهكذا كلُّ ولـــــــــدْ
أمْ لم يلــدْ قبلِي أحـــــــــــدْ[21]
ثمّ إنّ ضُباعة بنت عامر قالت وهي ترقّص ابنها المغيرة بن سلمة بن هشام بن المغيرة:
نمى به إلى الذّرا هشــــام
قَـــــرْمٌ وآبــــــــاءٌ لــــــه كـــــــــــرامُ
جَحاجِحٌ خضارمٌ عظـــامُ
من آل مخزومٍ همُ الأعـــلامُ
الهامةُ العلياءُ والسّنام[22]
ويروى أنّ أسماء بنت أبي بكر الصّديق-رضي الله عنه- وهي ترقّص ابنها عبد الله بن الزّبير، كانت تقول:
أبيضُ كالسّيفِ الحسامِ الإبريقِ
بين الحواريّ وبيــــــــــن الصِّدِّيــــقِ
ظنِّــــــــي به وربّ ظــــــــــنٍّ تحقيــــــــق
والله أهلِ الفضــل أهلِ التدّقيــق
أن يُحْكِمَ الخُطْبَةَ يُعْيِي المِسْلِيقِ
ويفرجَ الكربة في ســـاعِ الضّيقِ
إذا نَبــــــــــَتْ بالمُقـــــــــــلِ الحماليـــــــــقِ
والخيـــــــلُ تعــــــدُو زِيما بَرازِيــــــــــــقِ[23]
وكان رجل من طيّ يقطع الطّريق، فمات وترك طفلا رضيعا عند زوجته فجعلت ترقّصه وتقول:
يا ليتَه قد قطــــــــــع الطّريــــــــقَا
ولم يردْ في أمره رَفيـــــقَا
وقد أَخَاف الفجَّ والمضيــــــقَا
فقلَّ أن كـــان به شَفيــــقَا[24]
وهذه أمّ الفرزدق حين بًشّرت بأنّها ستلد داهية من دواهي العرب، راحت ترقّصه بعد مولده، وتحكي فتقول:
قصَصْتُ رؤيَايَ على ذاكَ الرّجـــــــــلْ
فقالَ لي قولًا وليــــتَ لم يقــــــــــــلْ
لَتَــــلِـــــدِنَّ عُضلــــــــةً مــــــن العُضـــــــــــــــــــــلْ
ذا منطقٍ جَزْلٍ إذا قالَ فصـــلْ
مثل الحسام العَضْبِ ما مسّ قصـلْ
يعدلُ ذا الميــــلِ ولمَّا يعتـــــــــــدِلْ
ينهلُ سُمًّا منْ يعادِي ويعلُّ[25]
وقيل لرجل صف ابنك. فقال: ولدَ النّاس أبناء، وولدته أبًا، يحسن ما أحسن ولا أحسن ما يحسن، وراح يمدحه ويرقّصه، ويبثّ حبّه إياه في صورة مدحه له، ويدعو الله أن يحفظه ويحرسه:
يا حبّذا روحُه وملمسُه
أملحُ شيءٍ ظلّا وأكيسُه
اللّه يرعاه لي ويحرسُه [26]
وفي ذات الموضوع يقول الحسن البصري الإمام المشهور وهو يرقّص ابنه:
يا حبّــــذا أرواحـــه ونفسه
وحبّــــذا نسمــــه وملمســـــه
والله يبقيــــه لنا ويحرســـه
حتّى يجرّ ثوبه ويلبسه[27]
وفي مضارعة أخرى لأبي حرزة جرير أبيات قالها في ابنه بلالًا وهو يداعبه ويناغيه، تعدّ نموذجا في مدح الأبناء، وصدق الأبوّة:
إنَّ بــلالًا لـــمْ تَشِنْـــهُ أمَّـــــــــــــــهُ
لمْ يتناسَــبْ خالُـــــــــــــــهُ وعمّـــــــــــــهُ
يشْفِي الصُّداعَ ريحُـــهُ وشَمُّـــــهُ
ويُذهِبُ الهمومَ عنّي ضمُّـــهُ
ينقّي ريح المسك مستحمُّــهُ
ما ينبغي للمسلميـــن ذمُّــــــــــــهُ
يُمضِي الأمورَ وهو سامٍ همُّــهُ
بحرُ بحورٍ واســـعٌ مجَمُّـــــــــــــهُ
يفرّجُ الأمرَ، ولا يغمُّــــــــــــــــــــــهُ
فنَفْسُه نَفْسي وسمِّـــــــي سَمّـــــــــــــــهُ[28]
2.1- في الدّعاء للأولاد:
من الصّعب جدّا أن تُحصى أغنيات التّرقيص التي اشتملت على معنى الدّعاء للأبناء؛ لتناثرها في بطون أمّهات التّراث العربي، ورغم ذلك سنقف على منتخبات منها ذات علاقة بالطّفل في فترة مهده؛ لتهنينه وتطريبه وتهذيبه واستثارة وجدانه بالصّوت الحسن الذي يجري في جسمه مجرى الدّم في العروق.
وخير فاتحة لذلك ما روي عن عبد المطّلب من أنّه أخذ رسول الله r بعد ولادته إلى الكعبة، فطاف به أسبوعا، ثمّ قام عند الملتزم وجعل يدعو ويقول:
يا ربّ كلّ طائـــف وهاجـــــــــــــد
وربّ كــلّ غائــــــــــب وشاهـــــــــــــــــــد
أدعوك باللّيل الطّفوح الرّاكـــد
لاهمّ فاصرف عنه كيـــد الكائد
واحطم به كلّ عنود ضاهــــد
وانشئه يا مخلّـــــــــــــــــد الأوابـــــــــــــد
في سؤدد راس وجدّ صاعـــــــــد[29]
وفي رواية أخرى أنّ آمنة لمّا وضعت رسول الله r أرسلت إلى عبد المطّلب تخبره أنّه ولد له غلام. فنهض مسرورا، ومعه بنوه حتّى أتاه، فنظر إليه. وبعد سماع كلّ خبره من آمنة؛ أخذه في خرقة، فأدخله الكعبة وقال:
الحمد لله الــــــــذي أعطاني
هذا الغــــــلام الطّيـــــب الأردان
أعيذه بالبيت ذي الأركان
من كلّ ذي بغي وذي شنــآن
وحاسد مضطرب العنان[30]
ومن قبيل دعاء الأم لوليدها قول أم حبيب وهي ترقّص جبيرا بن مطعم وتطلب من ربّها أن يحفظه، ويبارك فيه، ويحميه من السّيوف الحاقدة، والوساوس العارضة ومن الأمراض المختلفة، متمنية أن تتزيّن به المجالس:
احفــــــظ جبيرًا ربّ في السرّيـــــهْ
لا تقعـــــــدنِّي مقعــــــــــــــدا شقيّــــــــــــهْ
وبــــــاركَـــــــــــــــــنْ يــــــــــا ربّ بنيّــــــــــــــهْ
احفظ جبيرا من سيـوف فَـارسْ
وجنِّبنْـــــــهُ عارضَ الوســـــــــــــاوسْ
واحفظهُ من كلّ زحيــر حادسْ
وزيِّـــــنَــــــنْ ربّ بــــه المجالِـــــــــــــــسْ[31]
وفي ذات القبيل ما روي عن صفية بنت عبد المطّلب حين قالت في ترقيصها لعبدالله بن لزّبير:
إنّ ابني الأصغر حِبّ حَنْكَـــلْ
أخافُ أن يعصيـــــــــــــــنِي ويبخــــلْ
يا رب أمتعنِــــي ببِكْــــــــــري الأوّلْ
الماجـــدُ الفيّــــــــــاضْ والمؤَمّــــــــــــــــلْ[32]
3.1- في المشبّه من الأولاد:
كان من سعادة العربي أن يشبّه ولده به، أو يشبّهه بأحد ذوي المكانة المرموقة حتّى قيل: فلان ينظر عن عين أبيه، ويبطش بيديه، فهذا سعيد بن صمصمة حين رزق ولدا سمّاه ميمونًا، وكان شديد الشّبه به في خَلْقه فكان يرقّصه، وينوّه بقوة هذا الشّبه قائلًا:
أحبّ ميمون أشدّ حـــــبّ
أعرف منه شبهي ولبّي
ولبّه أعرف منه ربّــــــــــي[33]
وقد روُوا عن أم أبي بكر سلمى بنت صخر حين أرادت فطام ابنها الصّديق بجعلها الصّبر على ثديها، وفطن هو إلى ذلك، وطلب منها غسله، قيل انّها ضمّته إلى صدرها، وقبّلته ورشفته، وجعلت ترقّصه وتقول:
يا ربّ عبد الكعبــــــهْ
أمتـــــــع بـــــــــــــه يا ربّ
فهو بصخـــر أشبـــــهْ [34]
كما يروى عن جرير أنّه حين كان يرقّص ابنه حزره، كان يخاطبه بقوله:
يا حزْرَ أشبِهْ مَنْطِقِـي وأجــــلادْ
وكَرَيَانِي الأمْرَ بعد الإيــــــرَادْ
وعَدْوَتِي في أوّلِ الجمْعِ العـــادْ
وحَسَبِــــــي عنــــد بقايا الأَزَوَادْ
وحُبِّيَ الضَّيْفَ إلى جَنَبِ الزّادْ [35]
ومن الأغنيات الحسان في مشابهة الولد لأحد ذوي المكانة المرموقة في الأهل أغنية العبّاس في ترقيصه ولده قُم؛ الذي كان كثير المشابهة برسول الله r حيث كان يقول:
أيا بنيّ يا قُمْ أيا شبيه ذي الكرمْ [36]
وكانت فاطمة بنت رسول الله r ترقّص ولدها الحسن بن علي - رضي عنهما- وتشبّبه بأبيها حين تقول:
وَا بأبي شَبَه النّبي
ليس شبيهًا بعلي [37]
وفي غير المشبه بأبيه، قال رجل يرقّص ولده:
واللّه ما أشْبَهَني عصامُ
لا خُلُقٌ منهُ ولا قوامُ [38]
4.1- في ترقيص البنات:
لقد شاع عند العرب كرههم للبنات، والأدلّة على ذلك واضحة في القرآن الكريم وأسباب ذلك كثيرة، ومما لم أذكره في ذلك كون عرب الجاهلية كانوا ينظرون إلى البنت على أنّها عالة، وعبء ثقيل؛ لأنّها لا تستطيع إعالة نفسها وهي عرضة للسّبي، وحتّى زواجها لا فائدة منه؛ لأنّ إنتاجها من الأولاد هو لغيرهم، حتّى وصل بأحدهم حدّ قوله:
بنُونَا بنو أبنائنَا، وبناتُنا
بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد
غير أنّه لا يخفى علينا أنّ من رجال العرب وبخاصة في الجاهلية من كان يكنّى باسم بنته والأمثلة في ذلك كثيرة: أبو ليلى المهلهل، أبو أمامة النابغة الذّبياني، أبو الخنساء قيس بن مسعود الشّيباني، بل ولعلّ أشهر ملوكهم كان يسمّى عمرو ابن هند. وفي بطون أمهات الكتب العربية التّراثية كمّ موفور عن بعض الأوضاع الكريمة للبنات العربيات اللّواتي كنّ موضع اعتزاز وفخر وحنان، فقد رُوي عن معن بن أوس أنّه كان له ثماني بنات قال فيهنّ:
رأيت رجالًا يكرهون بناتهــم
وفيهنّ لا تكذب نساء صوالــــح
وفيهنّ والأيام يعثرن بالفتى
عوائد لا يمللنــــــــــه نوائــــــــــــــح [39]
وفي محبّتهنّ وتفضيلهنّ، اعتبروا البنات حسنات، والبنين نعما، فالحسنات يثاب عليها والنّعم مسؤول عنها، بل إنّه من يمن المرأة أن تلد الأنثى قبل الذّكر؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى بدأ في كتابه العزيز بالأنثى قبل الذكر. وممّا يروى في ذلك أن عمرو بن العاص دخل على معاوية وعنده بنيّة يلاعبها فقال له: انبذها عنك يا أمير المؤمنين، فواللّه إنّهنّ يلدن العداء، ويقرّبن البعداء، ويؤدّين الضّغائن فقال معاوية: لا تقل، فما ندب الموتى، ولا تفقّد المرضى، ولا أعان على الحزن مثلهنّ، ولدت لأعرابية بنية فرقّصتها بقولها:
وما عليّ أن تكون الجاريــه
تكنس بيتي وتردّ العاريــــه؟
تمشط رأسي وتكون الفاليـــه
وترفع السّقــــط من خماريـــه
حتّى إذا ما بلغــــت ثمانيـــــــه
رديتــها ببـــــــــــــردة يمانيــــــــــــــــــه
زوّجتـــــها مروانَ أو معاويـــه
أصهار صدق للمهور غاليه[40]
وما أبدع ما قاله رؤبة بن العجاج وهو يغنّي لبنت تدعى ليلى في مجال التّعجب والاستطابة، متمنّيا أن تكون له ولو بشرائها من أبيها:
أيّ قَلُوصٍ راكـــــــبٍ تـــــــــراها
شالُوا عليهنَّ فشُلْ عُــــلَاها
واشدُدْ بمَثْنَى حَقَبٍ حَقْوَاهَا
ناجِيَــــــــةً ونَاجِـــــــــيًا أَبَــــــاهَا
واهٍ للَيْــلَــــــى ثـــــــمّ واهًا واهَا
هي المُنَـى لــو أنَّنَا نِلْنَــــاهَا
يا ليْتَ عينَـاها لنَا وفَــــــــــاهَا
بثمــــــنٍ نُرضِــــــي بــــهِ أبَـــاهَا
إنَّ أبَــــــاهَـــــا وأبَــــــا أبَـــــــاهَا
قدْ بَلَغَا في المجْد غَايَتَاها[41]
وأنشد أعرابي يزفّن بنته، ويتمنّى أن تصبح شابّة تدني برقعها إلى عينيها وتنتف شعر حاجبيها، ويأتيها الخَطَبَة يطلبون الزّواج منها، فيراوغهــم في هذا المقام ويرفع من قيمة مهرها:
يَا ليتَها قد لبِســـــت وَصْوَاصَا
وعلّقت حاجبَها تَنمَـــــــاصـا
حتّى يجيئوا عُصَـــــبًا حِرَاصَــا
ويُرْقِصُوا من حـولِنَا إرقَاصا
فيجِدُونِي عكرًا حَيَّاصَا[42]
ويوجد من العرب من يفضّل البنت على الولد، فقد رويت حكاية عن أبي نخيلة الشّاعر مضمونها أنّه تزوّج من قريبة له، فولدت له بنتا، فغمّه ذلك، فعمد إلى تطليقها فعاتبه قومه على فعله، فندم وراجعها، وذات يوم وهو في بيته سمع زوجته ترقّص هذه البنت وتلاعبها، فرقّ قلبه لذلك، فقام إليها وأخذها، وراح ينزّيها بترقيصة كلّها ألم وحرقة:
يا بنت من لم يكن يهـــــوى بنتا
ما كنت إّلا خمسة أو ســــــــتا
حتّى حللت في الحشى وحـــــــتّى
فتتِّ قلبي من جوى فانفــــــتَّا
لأنتِ خيرٌ من غــــــلام أنــــتَا
يصبح مخمورا ويمسي سبــتا[43]
4.1- في الألغاز الشّعرية:
اللّغز شكل أدبي شعبي قديم قدم الأسطورة، متجدّد في كل الثّقافات المعروفة تنوّعت سياقاته ومستوياته، وتعدّدت ألوان صياغته، في علاقة وثيقة بين الفكرة والأسلوب فهو ليس مجرد أحجية تطرح للتسلية والمتعة، وإنما يحمل اللّغز ''الوظيفة الأخلاقية التّعليمية شأنه شأن الحكاية القصصية بأنواعها والأساطير والأمثال والوصايا والحكم فاللّغز يمكن أن يحلّ مشكلة، أو ينمّي معلومة أو معلومات، ويؤكّد على القيم الاجتماعية والأخلاقية في المجتمع''[44] فضلا عن ذلك يقوم اللغز بعصف أذهان الأطفال، وتنمية خيالهم، بأسلوب لغوي بسيط، أثناء فك الرّموز والحلّ، ممّا يحقّق مكاسب النّمو اللغوي والمعرفي عندهم حيث يرتبط في صناعته وحلّه بعدد من الاختصاصات المتقاطعة ''ودراسته لا تقف عند المعالجة البلاغية المدرسية، كما أريد لها بمباحثها في التّورية والكناية والاستخدام والتّعريض والجناس وغيرها من الفنون، وإنّما يتجاوز ذلك إلى اللّسانيات ومباحثها في الصّرف والنّحو والمعجم والدّلالة، ثمّ إلى علم النّفس المعرفي بمباحثه في استقبال المعلومات وترميزها وتخزينها والرّبط بينها واسترجاعها، وبتجارب العلماء مع بنية الذّاكرة، وظاهرة النّسيان والعمليات المصاحبة لحل المشكلات''[45] وكلّ أولئك يستثيره ويستدعيه فنّ اللّغز، وهي غاية معرفية حرص عليها أدب الطّفل.
وقد حفل تراثنا العربي بآلاف الألغاز المختلفة، التي عكست في مجملها أنماطا مختلفة من التّفكير في سبيل الوصول إلى المعرفة، وملء أوقات الفراغ بما هو مفيد إلّا أنّ أكثرها لم يدوّن، وما حظي منها بالتّدوين اتّسم باللّغة التعبيرية والتصويرية، وقوّة القدرة التخيّلية، والأفكار العميقة؛ ممّا يحقّق الإحساس بجمال اللغة، والذي نقتطف منه ما يناسب مراحل الطّفولة المختلفة ضمن أقوالهم:
- في قوس قزح:
ماذا ترى يابْـــــن الكرامة في
قوس بلا سهمٍ ولا وتـــــــــرِ
تلقاه في بعـــــــض النّار ولا
يبقى له في اللّيل من أثرِ[46]
- في الموز:
ما اسم شيء حسن شكله
تلقاه عند النّاس مــــوزونا
تراه معدودا فإن زدتــــــه
واوًا ونونًا صــار مــــوزونا[47]
- في الضّرس:
وصَاحبٍ لا أَملُّ الدّهرَ صُحْبَتَــــهُ
يشْقَى لنفعِي ويسعَى سعـــيَ مجتهدِ
لمْ أَلْقَهُ مُذْ تصَاحبْنَا، فمُذْ وقعَــــتْ
عينِي عليه افترقنَا فُرقـــــةَ الأبــــــدِ[48]
- في البيضة:
ومولودةٍ لا روح فيها وإنّــــــــــــــــهَا
لَتقبلُ نفخ الرّوح بعد ولادتـــــــها
إذا جُمعت فالنَّقصُ يعرُو حروفــــها
ولكنَّها تزدادُ عنـــد انفـــــــــرادها[49]
- في اللّغز وحلّه:
لِي حبِيبٌ لا أسمّيـــــــه
ظريــفٌ في معانيـــــــهِ
لهُ من نَرْجِسٍ حــــرفٌ
ومن نِعْنَــاعِ ثانِيــــــــــــهِ
ومنْ تُفّـــــاحِ ثالثُـــــــــــهُ
ومن ريْحَــانِ باقيـــــــــهِ
فهذا اسمُ منْ أهــــــــوى
فهلْ فيكم من يسمّيهِ
فكان الجواب:
لهُ من نَرْجِسٍ جيمٌ
ومن نِعْنَاعِ ثانيــهِ
وفَا تفّاحٍ ثالثـــــــــــهُ
ورَا ريحانِ باقيــــــهِ
فهذا جعفرٌ فادعُــوا
لناظمهِ وناشيــــــــــــهِ[50]
فهذه صورة تراثية قصيرة جدّا لشعر الأطفال في تراثنا العربي، في شكل شواهد شعرية متنوّعة تنبئ عن جذور أدبيات شعر الأطفال في أغراض مختلفة ومنظومات قصيرة حرص فيها قائلوها على الانسجام والإيقاع لأهميتهما في تطريب الطّفل وهدهدته وترقيصه، وتزفينه، وتدليله.
الهوامش والإحالات
[1]- هادي نعمان الهيتي: أدب الأطفال (فلسفته-فنونه-وسائطه) ص:103.
[2]- بيان الصّفدي: شعر الأطفال في الوطن العربي (دراسة تاريخية نقدية) وزارة الثّقافة، دمشق، 2008، ص:03.
[3]- أحمد زلط: أدب الأطفال (أصوله-مفاهيمه-رواده) ط2، الشركة العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، 1994، ص:45.
[4]- العيد جلولي: النص الشّعري الموجه للأطفال في الجزائر، ص:18-19.
[5]- أنور عبدالحميد الموسى: أدب الأطفال...((فنّ المستقبل)) ص:50.
[6]- أحمد زلط: أدب الأطفال (أصوله-مفاهيمه-رواده) ص:83.
[7]- المرجع نفسه، ص:84.
[8]- حسين نصار: الشعر الشعبي العربي، ط2، منشورات اقرأ، بيروت، 1980، ص:55.
[9]- السيوطي جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر: المزهّر في علوم اللغة وأنواعها (د، ط) ج2، شرحه وضبطه وصحّحه: محمد أحمد جاد المولى، وآخران، المكتبة العصرية، بيروت، 1986، ص:473.
[10]- أحمد عيسى: الغناء للأطفال عند العرب، ص:54.
[11]- الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر: الحيوان، ط1، ج5، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة مصطفى البابي الحلبي، مصر 1943، ص:581.
[12]- القسطلاني أحمد بن محمد: المواهب اللّدنيّه بالمنح المحمدية، ط2، تحقيق: صالح أحمد الشّامي المكتب الإسلامي بيروت، 2004 ص:153.
[13]- أحمد عيسى: الغناء للأطفال عند العرب، ص:01.
[14]- القالي أبو علي إسماعيل بن القاسم: الأمالي (د، ط) ج2، دار الكتب العلمية، بيروت (د، ت) ص:115.
[15]- محمد بن حبيب البغدادي: المنمّق في أخبار قريش، ط1، عالم الكتب، بيروت، 1995، ص:350.
[16]- الخطيب التّبريزي يحي بن علي الشيباني: شرح ديوان عنترة، ط1، قدّم له ووضع هوامشه وفهارسه: مجيد طراد دار الكتاب العربي، بيروت، 1992، ص:199.
[17]- القالي أبو علي إسماعيل بن القاسم: الأمالي، ص:115.
[18]- المرجع نفسه، ص:116.
[19]- أحمد عيسى: الغناء للأطفال عند العرب، ص:26.
[20]- بشير يموت: شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، ط1، المطبعة الأهلية، بيروت، 1934، ص:128.
[21]- ابن العديم الحلبي كمال الدين عمر بن أحمد: الدّراري في ذكر الذّراري، ط1، تحقيق: علاء عبد الوهاب محمد، دار الهداية (د، ب) 1994، ص:23.
[22]- القالي أبو علي إسماعيل بن القاسم: الأمالي، ص:117.
[23]- ابن ظفر الصّقلي محمد بن عبد الله: أنباء نجباء الأبناء، ط1، مطبعة التّقدّم، دمشق (د، ت) ص:85.
[24]- ابن عبد ربّه أحمد بن محمد: العقد الفريد (د، ط) ج2، تحقيق مفيد محمد قميحة، دار الكتب العلميـة، بيروت (د، ت) ص:275.
[25] - أحمد عيسى: الغناء للأطفال عند العرب، ص:69.
[26]- الرّاغب الأصبهاني حسين بن محمد: محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، ط1، ج1، دار مكتبة الحياة بيروت (د ، ت) ، ص:323.
[27]- نجلاء محمد علي أحمد: أغاني وأناشيد الأطفال، ط1، دار المعرفة الجامعية، مصر، 2011، ص:77.
[28]- جرير بن عطية الخطفي: الدّيوان (د، ط) دار صادر، بيروت (د، ت) ص:437
[29]- ابن ظفر الصّقلي محمد بن عبد الله: أنباء نجباء الأبناء، ص:09.
[30]- البلاذري أحمد بن يحي: أنساب الأشراف، ط1، ج1، دار الفكر، بيروت، 1996، ص:89.
[31]- أحمد أبو السّعد: أغاني ترقيص الأطفال عند العرب، ط2، دار العلم للملايين، لبنان، 1982، ص:64-65.
[32]- المرجع نفسه، ص:64.
[33]- الراغب الأصبهاني حسين بن محمد: محاضرات الأدباء ومحاورات الشّعراء والبلغاء، ص:324.
[34]- ابن ظفر الصّقلي محمد بن عبد الله: أنباء نجباء الأبناء، ص:44.
[35]- جرير بن عطية الخطفي: الدّيوان، ص:110. وينظر: محاسن الأراجيز، ص:171-172.
[36]- محمد بن حبيب البغدادي: المحبّر، ط1، دار الآفاق الجديدة، بيروت (د، ت) ص:46.
[37]- ابن عبد ربّه أحمد بن محمد: العقد الفريد، ص: 274.
[38]- أحمد عيسى: الغناء للأطفال عند العرب، ص:67.
[39]- أحمد أبو السّعد: أغاني ترقيص الأطفال عند العرب، ص:95.
[40]- الرّاغب الأصبهاني حسين بن محمد: محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، ص:325.
[41]- رؤبة بن العجّاج: الديوان (د، ط) تصدير: وليم بن الورد البرونسي، دار بن قتيبة، الكويت (د، ت) ص:198.
[42]- الضّبّي المفضّل بن سلمة: الفاخر في الأمثال، ط1، تحقيق: محمد عثمان، دار الكتب العلمية، بيروت، 2011 ص:77.
[43]- أحمد أبو السّعد: أغاني ترقيص الأطفال، ص:52.
[44]- أحمد زلط: أدب الطّفولة (أصوله ومفاهيمه) ط4، الشركة العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، 1997، ص:60.
[45]- إلهام عبد الوهاب المفتي: صناعة اللغز المنظوم في الأدب العربي، مجلّة جامعة أم القرى لعلوم اللّغة وآدابها العدد:11، نوفمبر 2013، ص:120.
[46]- عبد الحي كمال: الأحاجي والألغاز الأدبية، ط2، نادي الطائف الأدبي السّعودية، 1401هـ، ص:229.
[47]- أحمد زلط: أدب الطّفولة ( أصوله ومفاهيمه) ص:61.
[48]- يحي بن حمزة العلوي اليمني: الطّراز المتضمّن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، مراجعة: محمد عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1995، ص:430.
[49]- عبد الحي كمال: الأحاجي والألغاز الأدبية، ص:138.
[50]- عبد الحي كمال: الأحاجي والألغاز الأدبية ، ص:257-258.