يعدّ بول تلّيش (1886-1965م) إحدى اللحظات المتوتّرة في التاريخ المسيحي الحديث. ذلك أن التشكّل الديني لهذا اللاّهوتي، فضلاً عن التحولات الفكرية العالمية التي كان وقعها مؤثرا عليه، طرحت أمامه عديد الأسئلة الحرجة بشأن علاقة اللاهوت بالثقافة وبالتحوّلات الاجتماعية والتاريخية. فضمن أي تأويلية يمكن للدين أن يجاري بنى التفكير الحديثة، خاصّة وأن التأقلم مع أنظمة الوعي المستجدّة مشروط بطروحات تأويلية مستجدة للنصّ المرجعي المأطلق قراءةً وفهمًا؟
بول تلّيش واحد من تلك الثلّة التي استشعرت مسؤولية التجديد في التاريخ، من خلال السعي لإعادة تشكيل نسق الحقائق الوجودية وصياغتها، بصفتها عملية مستجدة مع كل جماعة بشرية، تأتي ضمن الوفاء للمنطلق، للمرجع، والالتزام بالواقع وتحوّلاته، داخل توازن رؤيوي.
فليس خافيا أن مقاومة شرسة لقيها الدين في أوروبا خلال القرون الأخيرة، أخرجته من بنى التفكير الغربي، لتلقي به بعيدا داخل كهف المشاعر الخاصة، والحنين للفضاء الأسطوري المتخلّد في اللاوعي البشري. ومعاودة تأسيس خطاب الدين في العقل والوجدان الأوروبيين، هي إحدى المغامرات الشائكة، إن لم نقل الميؤوسة في ظلّ حملات الاجتثاث والمطاردة، الممتدّة من الظاهري إلى الباطني، أو بشكل أوضح من الاجتماعي إلى النفسي. ذلك أن الإبعاد المتواصل للدّيني من الحقل الثقافي، والمتأتي من افتقاد أواصر الثقة المعرفية والوجودية من الناطق والمنطوق الدينيين، خلّف اندحارا لكل ما هو روحي في الغرب، وولّد حصرا له داخل أقبية الأديرة والكنائس. وانطلاقا من واقع الهشيم الكارثي الذي بلغه الدين، حاول بول تليش بعثه مجددا داخل المنظومة الثقافية، بحسب ما يسمّيه لاهوت الثقافة. فهل من السهل بعد غياب تجربة الله، وحلول تجربة العدم، أن يحيي الميت من جديد؟
ضمن هذا الواقع الذي عاشه الدّين تشكّل المشروع التلّيشي، الذي بقدر إيمان صاحبه بالرسالة الدينية كان على التزام بالانخراط الواعي في قضايا عصره وتطلّعاته. حيث أن التساكن بين جوهر المسيحية ومنطق العصر الحديث، دون تضارب أو تقابل بينهما، مثّل أحد الزوايا الأساسية في العمارة التلّيشية. ولا يعني أن الوعي التليشي بالمسيحية كان وعيا براغماتيا باحثا عن تجاوز حال الفصام مع العصر، جراء الاستنكاف عن الدنيوي طيلة قرون خلت، ولكن الأمر نابع من إيمان بحدوث تشوّه في الجوهر الرسالي، تشوّه مسّ النص وتشوه مسّ الوعي بالنص، بفعل التحوير الكريغمي المتستّر عليه، الذي حدث في المسيحية ولم يلتفت فيه لنتائج مدرسة نقد الأناجيل.
ينضاف إلى هذا، الانحصار داخل الفعل الطقسي والشعائري، الذي كان بمثابة الفاجعة التي استفاق
عليها تلّيش، من خلال تقسيم العالم إلى عالمين: عالم قيصر وعالم الله. ولذلك أتى مشروعه التوحيدي معاكسا لحركة علمَنَة تقسيمية للعالم، تجذرت داخل النفوس والعقول، لدى الشقين الديني واللاديني على حد سواء، وهنا تبدو جسامة مهمته. فقد استفزّ بول تليش، الذي انخرط في العمل السياسي الاجتماعي التزاما ونشاطا، إلغاء الجانب الدنيوي، المكوَّن الرئيس للرسالة المسيحية الصادقة كما يرتئي. فهاجس التأْثيم للدّين، من خلال دسّه وحشره في
الدنيوي، ما كان ليحضر لدى بول تلّيش، باعتبار ثنائية مقدّس/مدنّس ملغية لديه، وبصفتها إحدى القرارات المشوهة لمفهوم الدين في العقل الحديث، الذي قسّم الكون إلى سماوي وأرضي، وأخروي ودنيوي.
فالتمييز السائد بين المقدّس والمدنّس في التحليل الظواهري، لا يجد اعترافا من تلّيش. ولعلّ تلك الرؤية تعود بالأساس إلى وعي أصيل بفيض الكون الكلّي عن الإلهي. وتتطور إعادة بناء الوحدة في العالم مع تلّيش إلى إلغاء التقابل بين الكنيسة/المجتمع والدين/الثقافة، عبر إرساء مصالحة وتعايش، أو بالأحرى إعادة اكتشاف للوحدة الغائبة، تكون فيها الثقافة/الحضارة، بتعبير تلّيش، هي الشكل والدين هو محتوى وجوهر الثقافة.
إنّ محاولات إرجاع الدّين للحضارة هي إحدى المساعي التصحيحية للعقل الديني المشوَّه، ذلك أن التخوّف من طرف اللادينيين من عودة الدين نابعة من تصوّر خاطئ، نتيجة ممارسة خاطئة في التاريخ، أزّلَت الدين وأخرجته من حضن الثقافة وألقت به خارجا كمقياس ومعيار مفارق. فأصبح الدين خارج الذات وخارج التجربة البشرية، وفي غربة كلّية عن الواقع الاجتماعي، وهذا الفهم أُستُغِلّ لتتخفّى وراءه رؤى أرثوذكسية لاتاريخية، فانجرّ عن ذلك وعي مقلوب بالدين، باعتباره مفارق ومطلق غير خاضع للمعيش. مما جعل تلّيش يبيّن في عديد المناسبات أن إحياء الدين لا يعني السقوط في العقدية الجامدة، بدعوى استقالة العقل عن البحث والفهم للحدث الديني.
وبصفة اللاهوت/الناسوت، تجربة داخل التاريخ لا خارجه، فإن الرسالة الدينية عنت لديه انفتاحًا على تجارب الفكر البشري، وليست صياغة جامدة في التاريخ تستدعي بعثا جديدا محنّطاً. فالرسالة المسيحية الحقّة لديه، لا تجد مانعا في الإلتحام بالاشتراكية في نقد الأوضاع الاجتماعية وتعرية تناقضات المجتمع الرأسمالي، ولهذا كانت مناداته صريحة لإخراج اللاهوت من حضن الكنيسةKIRCHENTHEOLOGIE إلى حضن الثقافة KULTURTHEOLOGIE، ففي الفهم التلّيشي لا وجود لتضارب بين حقلي اللاّهوت والناسوت، ذلك أن التقسيمات والثنائيات غير أصيلة ومشوّهة.
وقد جاء انخراط هذا اللاهوتي في تيار مقاومة النازية، ترسيخا لهذا الموقف، عبر أشكال التنظير والنشاط والتحزّب، فبعدما صاغ كتابه: "السلطة الاشتراكية" 1933م، الذي حوى انتقادات لاذعة للاشتراكية القومية، والذي كلّفه المنفى بالولايات المتحدة الأمريكية، أدلى أيضا بـ 109 خطاب سياسي أسبوعي، عبر الإذاعة الأمريكية موجهة للأصدقاء الألمان، من 1942 إلى 1944.
بالإضافة للدور الذي قام به بول تليش من خلخلة لعديد الثوابت البالية التي نعتها بزعزعة الأساسات، فما قام به من حفر وتفكيك داخليين في المسيحية لإعادة صياغة مفاهيم الفداء والتجسّد والتجلّي والصّلب، توجّهت بالأساس لبناء اللاهوتي الداخلي، وهو ما جعل الكنيسة الكاثوليكية على حذر منه، وساهم في الحدّ من صوته في إيطاليا وفي مجمل الأوساط الكاثوليكية الخاضعة لهيمنة الفاتيكان، بفعل التعتيم عليه. ولم يعرف الرّجل اهتماما وإصغاء لصوته، إلاّ بعد ارتفاع المحارم، بعيد المجمع الفاتيكاني الثاني 1962/1965م.
وقد كان مفهوم الخاصّوية للدين، إحدى المفاهيم التي نادى تليش بتجاوزها. فالطروحات تتشكّل ضمن ظرفيات تاريخية مانحة إياها مشروعية التواجد، ولعلّ النبذ للدين وعزله في قعر الذات إحدى المنطلقات التي استلزمتها معركة مقاومة الدين الخاطئ، كما كانت تعرضه المؤسّسة، وتمديد ذلك المنطلق إلى أحقاب أخرى ومحاولة تأزيله، من التأسيسات التي وقف ضدها بول تليش، عبر مناداته بإعادة بعث الدين داخل عراك الفضاء الثقافي، باعتباره جوهر الحضارة/الثقافة، والذي يترافق مع محاولات شحن مستجدة للمفاهيم القديمة بعد إفراغها من دلالاتها المتخشّبة. فبفعل انتماء تليش لهواجس فكرية عامة، شغلت العقل الألماني، اشتغل تحت تأثير مارتن هايدغر ورودولف بولتمان بالهرمنوطيقية والمباحث الوجودية الفاعلة في إعادة بعث اللاهوت وعصرنته.
ومواصلةً للمراجعة الداخلية للمسيحية، ذهب إلى إضفاء نزعات تأويلية على مدلولات التثليث، الرّكن الحصين للمسيحية، بعد أن أزاحته تبدلات معرفية من حيز المعقولات وحشرته في نطاق العجائبي والمفارق، كل ذلك أملا في الخروج من تناقضات العقدية الأقنومية، المتسترة بلحاف الخارق والسرّ، كما تردّد الأوساط الكنسية. ومميزا بين الأوجه الثلاثة للألوهية الثالوثية يقول: إن لها أساس في الواقع، وهي تعكس أمرا حقيقيا في الإفصاح عن الإلهي في التجربة الدينية.
يذهب بول تليش في تأويله المستمدّ من اللاهوت الكنسي عموما، إلى الإقرار بأن العقيدة الثالوثية هي تعبير صادق عن الحياة والحبّ ويغرق في التأويلية الكنسية إلى حدّ إقراره بفعلية الأثر الإلهي في ثلاثة أشكال الله: خالقنا والله مخلّصنا والله فادينا، مبتعدًا عن الدلالة المباشرة إلى الدّلالة الباطنة للتثليث. إن البروتستانية الثانية، أو الاحتجاج المسيحي الثاني، الذي أراده تليش، يبدو مثقَلاً بمشروطيات الواقع وليس في حلّ منها. إذ بتحمّله داخل الكنيسة، دور رجل دين والمدرّس، أملى عليه الظرف موقف رجل الدين الإصلاحي لا موقف الفيلسوف الهادم الباني. فبرغم ما يبدو من عدم رضا تليش عن الموقف الكنسي المعتاد لمدلول الثالوث، ما اقتدر الرّجل أو تجرّأ على رفض تناقضات هذه الأقانيم. والحال أن مسألة الأقنومية، إحدى الركائز الهامة في الاعتقاد المسيحي، والتي كان ينبغي أن تعطى حقها في التحليل، باعتبارها الأساس الذي تقف عليه المسيحية، لكنها لم تحز في كتابه المركزي: "اللاهوت المنهجي" سوى 27 صفحة من جملة 900 صفحة.
أن تفكّر في الدّين لا كما يريد السّدنة، وأن تنظر في العقائد والشرائع لا كما تريد المؤسّسة، مهمّة في غاية الخطورة والمجازفة، رغم وعورة ذلك الطريق أصرّ بول تلّيش على السير فيه.
فالتمييز السائد بين المقدّس والمدنّس في التحليل الظواهري، لا يجد اعترافا من تلّيش. ولعلّ تلك الرؤية تعود بالأساس إلى وعي أصيل بفيض الكون الكلّي عن الإلهي. وتتطور إعادة بناء الوحدة في العالم مع تلّيش إلى إلغاء التقابل بين الكنيسة/المجتمع والدين/الثقافة، عبر إرساء مصالحة وتعايش، أو بالأحرى إعادة اكتشاف للوحدة الغائبة، تكون فيها الثقافة/الحضارة، بتعبير تلّيش، هي الشكل والدين هو محتوى وجوهر الثقافة.
إنّ محاولات إرجاع الدّين للحضارة هي إحدى المساعي التصحيحية للعقل الديني المشوَّه، ذلك أن التخوّف من طرف اللادينيين من عودة الدين نابعة من تصوّر خاطئ، نتيجة ممارسة خاطئة في التاريخ، أزّلَت الدين وأخرجته من حضن الثقافة وألقت به خارجا كمقياس ومعيار مفارق. فأصبح الدين خارج الذات وخارج التجربة البشرية، وفي غربة كلّية عن الواقع الاجتماعي، وهذا الفهم أُستُغِلّ لتتخفّى وراءه رؤى أرثوذكسية لاتاريخية، فانجرّ عن ذلك وعي مقلوب بالدين، باعتباره مفارق ومطلق غير خاضع للمعيش. مما جعل تلّيش يبيّن في عديد المناسبات أن إحياء الدين لا يعني السقوط في العقدية الجامدة، بدعوى استقالة العقل عن البحث والفهم للحدث الديني.
وبصفة اللاهوت/الناسوت، تجربة داخل التاريخ لا خارجه، فإن الرسالة الدينية عنت لديه انفتاحًا على تجارب الفكر البشري، وليست صياغة جامدة في التاريخ تستدعي بعثا جديدا محنّطاً. فالرسالة المسيحية الحقّة لديه، لا تجد مانعا في الإلتحام بالاشتراكية في نقد الأوضاع الاجتماعية وتعرية تناقضات المجتمع الرأسمالي، ولهذا كانت مناداته صريحة لإخراج اللاهوت من حضن الكنيسةKIRCHENTHEOLOGIE إلى حضن الثقافة KULTURTHEOLOGIE، ففي الفهم التلّيشي لا وجود لتضارب بين حقلي اللاّهوت والناسوت، ذلك أن التقسيمات والثنائيات غير أصيلة ومشوّهة.
وقد جاء انخراط هذا اللاهوتي في تيار مقاومة النازية، ترسيخا لهذا الموقف، عبر أشكال التنظير والنشاط والتحزّب، فبعدما صاغ كتابه: "السلطة الاشتراكية" 1933م، الذي حوى انتقادات لاذعة للاشتراكية القومية، والذي كلّفه المنفى بالولايات المتحدة الأمريكية، أدلى أيضا بـ 109 خطاب سياسي أسبوعي، عبر الإذاعة الأمريكية موجهة للأصدقاء الألمان، من 1942 إلى 1944.
بالإضافة للدور الذي قام به بول تليش من خلخلة لعديد الثوابت البالية التي نعتها بزعزعة الأساسات، فما قام به من حفر وتفكيك داخليين في المسيحية لإعادة صياغة مفاهيم الفداء والتجسّد والتجلّي والصّلب، توجّهت بالأساس لبناء اللاهوتي الداخلي، وهو ما جعل الكنيسة الكاثوليكية على حذر منه، وساهم في الحدّ من صوته في إيطاليا وفي مجمل الأوساط الكاثوليكية الخاضعة لهيمنة الفاتيكان، بفعل التعتيم عليه. ولم يعرف الرّجل اهتماما وإصغاء لصوته، إلاّ بعد ارتفاع المحارم، بعيد المجمع الفاتيكاني الثاني 1962/1965م.
وقد كان مفهوم الخاصّوية للدين، إحدى المفاهيم التي نادى تليش بتجاوزها. فالطروحات تتشكّل ضمن ظرفيات تاريخية مانحة إياها مشروعية التواجد، ولعلّ النبذ للدين وعزله في قعر الذات إحدى المنطلقات التي استلزمتها معركة مقاومة الدين الخاطئ، كما كانت تعرضه المؤسّسة، وتمديد ذلك المنطلق إلى أحقاب أخرى ومحاولة تأزيله، من التأسيسات التي وقف ضدها بول تليش، عبر مناداته بإعادة بعث الدين داخل عراك الفضاء الثقافي، باعتباره جوهر الحضارة/الثقافة، والذي يترافق مع محاولات شحن مستجدة للمفاهيم القديمة بعد إفراغها من دلالاتها المتخشّبة. فبفعل انتماء تليش لهواجس فكرية عامة، شغلت العقل الألماني، اشتغل تحت تأثير مارتن هايدغر ورودولف بولتمان بالهرمنوطيقية والمباحث الوجودية الفاعلة في إعادة بعث اللاهوت وعصرنته.
ومواصلةً للمراجعة الداخلية للمسيحية، ذهب إلى إضفاء نزعات تأويلية على مدلولات التثليث، الرّكن الحصين للمسيحية، بعد أن أزاحته تبدلات معرفية من حيز المعقولات وحشرته في نطاق العجائبي والمفارق، كل ذلك أملا في الخروج من تناقضات العقدية الأقنومية، المتسترة بلحاف الخارق والسرّ، كما تردّد الأوساط الكنسية. ومميزا بين الأوجه الثلاثة للألوهية الثالوثية يقول: إن لها أساس في الواقع، وهي تعكس أمرا حقيقيا في الإفصاح عن الإلهي في التجربة الدينية.
يذهب بول تليش في تأويله المستمدّ من اللاهوت الكنسي عموما، إلى الإقرار بأن العقيدة الثالوثية هي تعبير صادق عن الحياة والحبّ ويغرق في التأويلية الكنسية إلى حدّ إقراره بفعلية الأثر الإلهي في ثلاثة أشكال الله: خالقنا والله مخلّصنا والله فادينا، مبتعدًا عن الدلالة المباشرة إلى الدّلالة الباطنة للتثليث. إن البروتستانية الثانية، أو الاحتجاج المسيحي الثاني، الذي أراده تليش، يبدو مثقَلاً بمشروطيات الواقع وليس في حلّ منها. إذ بتحمّله داخل الكنيسة، دور رجل دين والمدرّس، أملى عليه الظرف موقف رجل الدين الإصلاحي لا موقف الفيلسوف الهادم الباني. فبرغم ما يبدو من عدم رضا تليش عن الموقف الكنسي المعتاد لمدلول الثالوث، ما اقتدر الرّجل أو تجرّأ على رفض تناقضات هذه الأقانيم. والحال أن مسألة الأقنومية، إحدى الركائز الهامة في الاعتقاد المسيحي، والتي كان ينبغي أن تعطى حقها في التحليل، باعتبارها الأساس الذي تقف عليه المسيحية، لكنها لم تحز في كتابه المركزي: "اللاهوت المنهجي" سوى 27 صفحة من جملة 900 صفحة.
أن تفكّر في الدّين لا كما يريد السّدنة، وأن تنظر في العقائد والشرائع لا كما تريد المؤسّسة، مهمّة في غاية الخطورة والمجازفة، رغم وعورة ذلك الطريق أصرّ بول تلّيش على السير فيه.