ايها الرجل الملتحي
افكارك المشاعة تهز الصمت المدقع
وتقتلع الحزن المتاصل في الجمادات
انها تحرك  الماء الراكد
 تشعل حرائق القلب
وتثير الزوابع التي نامت مطمئنة
ايها الرجل
افكارك المرتعشة مثل نجم بعيد
تغادر وتعود
وتعود غير راسخة مع احلام العبيد
خلقت دينا من عقل وثورة

كل هذه الصباحات الجميلة
كل هذا الهدوء العذب
كل هذه الساعات المزركشة بالفرح
هي مضغة حلم
بقايا وقت مستقطع
يستر الا نكسارات بداخلي

أنا الخارج من فوهة الجحيم
من لظى سعير الخيانات
من افواه تمضغني
كل ماخطوت ...عنها

يهيمُ كمن يُجن،
أموتٌ بالقلب، أم شوقُ!
يهيمُ؛ لأهلك
وعلى ضفتيّ البحر نما ،
ملوحا،
شرعَ يتلقفه موج حزن
يؤوب بي إلى قاعه،
كارها:
أرجعي
أرجع وإيماني يكفر.
أرهب قواربه، حين يلتهب

زغرودة
زغرودة الشهيدة
علميني كيف أراود
شغب اليل
وأحلام القصيدة
على أهدابك
تعلمت حروف المشي
ونقبت في دفاتري
عن خواطري
فلم أجد
إلا بقايا إحساس

ألهمني الهدوء لأسرق قلمي من بين الغبار
لأحمل ذلك الورق الهرم و اكتب من جديد
تتصادم الأصداء في عالم من الضجيج
و يرجع الأمل مهزوما يجر ذيول الخيبة
تساقطت أوراق الخريف على ضفاف النهر
لا زالت تجلس على ذلك الكرسي الدافئ
تتساءل عن سر ابتسام الغروب في زمن التمادي
تنظر للسماء راغبة في تدارك الذكرى
لتمر رياح السكينة وتسلبها لحظات التفكير
لا شيء يضاهي انتظار المجهول
بين رهانات الواقع و فجوة الخيال

كالغريق ألوح ..
في لظى صحراء أصارع موج أيامي
كنت وحيدا أترجى ..
أهيئ أكفاني
عسى البحر يمتد
يغمر كل الأزمان ليلقاني.
أنا من مخاض الموج أولد
من عطش الهائم في الصحراء
من صلاة راهب في الخلاء
ليس لدي وقت للتبرير
لا أملك عبارات التسويف والتفسير

أيها العقل فلتذهب
فلا يوجد من هو صاح هنا
حيث تبدو كما لو كنت ضائعا مثل شعرة
فليس لك مكان هنا
وانظر إلى النهار
قبل أن يتألق شعاع الشمس
ما أضاءت به شمعة أبدا
بل علقت رأسها بالحياء .

(2 )

لقد احتسيت ذلك الخمر
حيث الروح هي الكأس

يا نبضة جريحة بين الأحشاء
يا نخلة تنزف حبا و كبرياء
دعيني ألثم جبينك الوضاء
فأنا حزين حد البكاء
وأنا عاشق حد الغناء!
***
أمي
أيتها الخبيرة بتضاريس الشقاء
أيتها المجبولة من طينة العطاء
ايتها الكادحة صباح مساء
كي ينهب الأعيان و الأعداء

الحب سماء العطاء،
أرض البقاء،
رمز الشقاء،
فيه يختلط الوجود بالفناء.
عند جباله يتحول الضباب شجونا والجليد عزاء
في سهوله يترسب الحزن ويطفو فوق يخضوره التعساء
فيه يتجلى بكاء الثكالى،
سذاجة المرايا،
تِيه الحيارى.
عند فِجاجه يرقد العقل، تختفي وراءه الكرامات،
تنتكس فيه العادات،

 قلبك أم قمر أعزل  ؟
قلبك أم وشم في ذاكرة 
أم تعاويذ سرمدية
تحرّر
من غربتها
في دوائر من صمت مرصود ؟؟
  -----------------------
قد تأخذنا نشوة التواطؤ  ؛
الكراسي نفسها
الكؤوس
القناني

كلما أَسْلمَتْـني اُلرّيحُ أَهواءهــا ،
وسَقَتْنـي راحَ الحُلــول ..
ساوَرَتني وَساوِســي الدّفيـنَـة ،
وأَغْـرَتنـي باُرْتِيــاد الممنـوع ،
لَعَـلّـي أُعـيـد انْفـِلاتي وأحـلام يَقْظتـي .
وكلّـما ضايَقَـني الضّجَـرُ الآسِـرُ بعـد الغُروب ،
تَوَسّلـتُ يَـراعِي وقَصْـفـة من أوراق ،
لأخُـطّ تـاريـخَ موتـي ولحظـة انبـعاثـي ..
لعلّ الموتَ يأتيـني مُترَعـا بالرّمـاح والقـِنـا ،
يشتكـي غُـربة الوجُـود ووحشـة الخُلــود .
وكنت إذا ما النّـزَقُ

امرأتُنا الهَمَجيّة ، أنْشَبَتْ مخلبهـا في صــدر
الجدار. و أشرعت أغوارها في وجه فوضـانا.
يا سحْنَة الفجر العَنين...أأَذْهلتنـا المفاجـأة ؟!
أم اختَفَتْ عنّا ، تحت العَبَاءة ، رموز الطّريـق؟
دانَتْ أوْهامُنَا ، وكبُرَت قاماتنا في عيون المرايا.
فمن يقينا-في الظلمـة-انمحـاء القسمـات؟!
ها نحن في قبضة الوَطْء نَنْكَأُ عيْـن الزّئيـر.
قد تحاكي الظلال مَيْتاتنَـا خلَـلَ سُقوطهــا.
وقد تفضحُ سيرتَنا، في وهْدَة الكلاَم، كأْس نبيذ
أو مناقيـر طيـر رامحة. لا تثـريب- إذن-
سنُبَـاهي بخيْبَاتنـا. وحتمـًا سنقتُـل الوقت.

كنبي من أقصى غربته انبجس
ليضئ ما محته السنابك الرعناء!
كأي نبتة عصية
لم يروضها سياج مناور!
مخفورا برؤياه تقدم
نحو المشهد الموغل في الغرابة
كتلميذ يتعلم درسه الأول 
من"أتون التناقض"!
لينضو حجاب الايدولوجيا
عن تعاليم ينثرها الأدعياء
بعيدا عن عيون الشمس!

لم أتعلم حرفا من الحياة
وحبك علمني عشق الحياة
علمني كيف أستنشق الهواء
علمني كيف الغوص في بحار العشاق
علمني ان احبس الدمعة والأشواق
علمني الصبر والضحك من الأعماق
علمني السير للعلى باشتياق
علمني سحر الطبيعة والآفاق
****
حبك علمني مالم اجده في الكتب
ولا تدرس عن كثب

توسٌدتُ أعتاب الأزقة
النوافذ يتيمة تغفو على أزهارها
قد رحل المكتوبون في آخر الطريق
وعادوا ورقاً أخضر
فأمهلوني أودٌع القلوب الصغيرة
أنثر مابقي من مواعيد
أيٌها الساقط تحت الإنشطار
من تراتيل التيه
طلاسم تختم سفر التكوين
يلعنها رعش الإنبعاث الأول
هل لي بصلاة على جبينك ؟

صدئت المقابر، صدئت الصور 
وعظام الأموات ْ
وطروادة لا زالت تنفخ
في رماد الذكريات ْ
تنتظر كل يوم ، الحصان الخشبي 
تراقب كل الممرات ْ
عبثا تحاول الثأر 
من الماضي ، من عدو آت ْ
ليس غبياً عدوك ،حتى يعود إليك 
من نفس الطريق ، على نفس الخطوات ْ
كل من في طروادة

انظر. لهذهِ المرأة التلدُ قبراً بعدَ موتها.
هل هذا حبل وهمٍ أمشي عليه،
أم عماي أُلَمعُ مقبض عصاه
كلما أدنو من الهاوية؟

جدارٌ يتكرشُ،
واجهة لبيتٍ غريبٍ ينمو.
لم يكن قبل الآن غير حصاةٍ
تدحرجها الأقدامْ.
كيف ومن أين أتى هذا الغراب العقيم؟
يحطُ على بابي

أنتَ.. أيّها الواقف هناك.. يا أنا.. من جاءَ بكَ إلى هذا المكان؟
لِمَ تتبَعَني؟
لِمَ تعد خُطاي؟
قتلوا حصانكَ وتركوكَ تجتر الطريقْ؟
أو أنكَ حاولتَ أن تكسرَ الطوق فكسروا يدكَ،
لكنكَ مازلتَ مَعي،
تنمو داخل القصيدة طفلاً يتحركُ في أحشائِها.

رغبة غامضة لجنونٍ فارهٍ يملأ يدي،
صيحة تعيد الحياة للشجرة الخارجة عن طاعة المكان،
أو عطراً أَداخَ المرايا،

إلى الرفيقة،
إلى الحب الذي لا اسم له،
كاتحاد طائرين في سرب ضال،
الطريق وبعض الثمار،
من جمعهما فجأة،
بلا ربيع،
و بلا وجهة ،
غير السير حتى باب الموت.
إليها أهدي ما تبقى من موتي
وكفني،
اخترت أن أدفن عاريا.