أرى ولا أبصر أحدا.
كأنّي الذي في منامه يمشي وأخطو على بدد من تراب ..
وأنصت أنصت لا أحد الآن يسمعني،
ترى أين غابوا؟
فهذي بيوتاتهم تمدّ إلى الريح أعناقها
وهذي تفاصيلهم كلّها ماؤهم في القراب،
خناجرهم عانقت غمدها ،
بعض ملح غريب مسجّى على خبز حنطتهم في الخلاء،
ركاب بلا فارس يمتطيه .
نواوير سرج معفرة بالغياب.
أرى زيتهم كمشكاة ليل يرفّ
امنحني السكينة ـ شعر : سهام البسابسي
الحب جنون
و أنا...قررت أن أعتق
جنوني..
فإن كنت ثائرا..
فأنا الثورة..
و أنا مسقط رأس الثوار
أنا القانون في دولة الحب
و أنا القاضي ...
و أنا السجن و السجان..
بيضة الرخ ـ نوال الغانم *
طيرٌ
ينَحتُ الفيروز أغنية ً
يقفُ على رأس تمثالٍ ،
تتساقط من يديه
تلويحاتٌ ساذجة ،
أقول للون : كن هواءً
ولجناح الطير : كن إزميلاً
هناك مخلوقاتٌ بحاجة لأعادة تشكيلها .
2
هناك
بهاء شذرات نيتشوية ـ نص : محمد بقوح
-1-
كنتَ هنا .. و من هنا مرّ ظلك المختلف على متن صهوة حصان طروادة الشامخ ..
التاريخ لا يعود .. إلا حين تدفع الإرادة بسواعد قهقهة الفكر ..
كما المطر يسقط عنوة .. بعد كل صحوة جبارة لغيم يحتفي بنغمات ديونيسيوس العظيم ..
-2-
احذر أيها الداخل التائه
إلى دوائر نص حالم يرقص بجسد حارق يلتوي خارج الإطار الآثم ..
-3-
من هنا كانت بداية شغفك الكبير سيدي بقوة اختراق المجهول ..
قراءة في وجه لكِ ـ شعر : سيف الدين العلوي
يدُ مَنْ لا أعرفُ فوق الخدّيْن
وعـيـْنٌ ترصدُ منها السبّابةَ والإبهامَ
ووضوحٌ شفّافٌ حـّـتـى حدودِ الإبهامْ
تستهْوي العيْنَ تقاسيمٌ و بلادُ.
عيْنٌ تتقرّى في سمرةِ وجْهِ السمراء
فلسفة الحزْنِ، سرّ اللّوعةِ، مكنونَ الصمتِ
نحيبا يعلقُ في نظرات حُبْلى
بما لا يأتي به ميلادُ
تكادُ تزيح السبّابة عن خدِّ السمراءِ
خُصلةَ ليْل يتدلّىَ فوق خدُودِ خلود،
تُعيدُ الكرّة
إمرأة .. من وطني ـ شعر : د . لطفي زغلول
في عينيها .. أقرأُ إمرأةً
تسكنُ في تاريخِ الجرحِ ..
تلملمُ أشلاءَ الزمنِ الموؤودِ .. بأقبيةِ النسيانِ ..
تضيءُ فضاءَ نهاراتٍ
سرقوا من بينِ ذراعيها .. من عينيها
شمساً كانت ترتاحُ هنيهاتٍ
في هودجِ مرقدِها
ما عادت تصحو في غدِها .. في موعدِها ..
سرقوا شمساً كانت تتدلّى ..
عندَ ضفافِ الحبِّ .. ضفائرُها الشقراءُ ..
تقبّلُ موجَ البحرِ ..
واعــجــبــي! ـ شعر :السعيد اخي
هنا ، أجدني أسيرَ الكلام،
بين نار وثلج يذيب لوعتي
هذا العشق يطاردني
يؤلمني ..
يهجّرني ، بعيدا عن حلمي
وعن صباي ، وعن لُعب الطفولة
يريد أن يصنع مني البطولة .
هذا العشق يطاردني
كالصبح يدركني
يدس بين ضلوعي قصائدا
وفي مقلتي دموعا تفضحني
تاريخي الأوحد ـ شعر : فوزية العلوي
ها آنا في حبسة المعنى
وتزاحم الأضداد
أرصّف هذا الخواء
وأستدني طيورا ماكانت لتعجزني
حطّي هنا ياحدءات الرّيح
وضعي بيضك الأعمى...
ماعاد صباحه مثقلا بالبركات
هذا الكاهن الموتور
ولا الّليل معراجا إلى فتنة عينيه
لا الريح مفضية بي إلى قلاع أبّهته...
ولا الليل مقمر إذ أشتهيه...
امرأة العزيز ـ شعر : يوسف أعبوب
دعيني أبوح لك بسر القبلْ
وكيف تموت أسرار قبورنا دونما الكفنْ
حين يروي حمَّاد الرَّاوية شعر السياب ،
وحين تنطفئ فوانيس الحقول .
دعيني أصف لك فرسا في اخر السَّبق..الذي لا أعرفه ،
دعيني أعانق أثافي المضارب ،
ما تزال ترسم وجنتيك في ايهابْ
حيثما يغيب القمر .
دعيني أكتب بالإبر على آماق البصرْ
انطواء خصلات شعرك،
دعيني ألمس شعر الخنساء ،
ليلك وأنا ـ شعر : منير أختار
ليلك حنين يعصف بصخبي
أستكين لعزلتي الرقيقة
وأنا المنارة بقبس خافت
حكاية موج ورياح و عاشق من زمن الصمت
ليلك ضفاف شاردة أجوبها مداعبا ملح البحر
و أنا الشبح القاطن في قلاعك المهجورة
جائر ليلك في سكونه
ينسدل ماحقا فكرة الانتظار
يذكرني أنك لوعة نفسي
أني الأمير على حافة الاحتضار
أني القادم من قفص الدهر
معنى المعنى .... اندلس القلب ... ـ شعر : فوزية العلوي
الان أبتدئ العرافهْ
كي أُسقط النّجم المعلّق في دهاليز الحكايهْ
وسأحتذي حذو الرّعاة الرّاحلين...
لا معنى للأرض التي لم تؤوني
ولم تظلّ مخاوفي بعقيقها السريّ
لا معنى للّيل الذي أسرى بعيدا
عن حدائق دهشتي،
ولم يكن خلّي الذي بايعته
كيما يكون خليفة العشّاقْ.
لا معنى للغزل المبعثر فوق أوهام الرّوايهْ
أنْ أنت لم تسكنْ عيوني ولم تنمْ
لم تُشرق من جديد ـ شعر : السعيد اخي
حضرتَ ميلادها وانصرفتَ
ومزّقتَ خطوط شمسها
وتابعت الغياب .
سألوا عنك العام القادم
حينما تخثّر العرق
في مسافات الطريق.
كان صعبا،
على الشمس ،
قدَرُها أن تغيب
وقدرك أن تظهر يوما
طال ، زمن الهروب
اللحن يسافر ـ شعر : عبد العزيز أمزيان
اللحن يسافر في الكون
كشعاع
يمشي في مفاصل القصيدة
كنزق
يوقد الكلمات من تخوم الذاكرة
يرسم وطنا على جناح الريح
يفرش الفرحة للغرباء
حين تضيع الطريق
في سديم الظلمة
يجر موائد الولائم للعابرين
حين يسقط الخريف أوراقا يابسة
لن تنساني ـ شعر : البسابسي سهام
اختر من الأسماء ما تشاء
فكلها أحرف هجاء
و أنا ما آمنت يوما
بأحرف الهجاء
احرق أوراقك
غير في تاريخك، في أحلامك
اخرج من جسدك
و انثر على أطلاله مسكا و عنبر
ابني بيني وبينك أسوارا
ابسط بحورا و مد أنهارا
اذبح أفكاري
لن أتوسل حبك ـ شعر : سهام البسابسي
..عُدْتُ
و ما تخليت يوما عن كبريائي
..عُدْتُ
لا لأستجدي حبك
..عُدْتُ
أتوسلك أن تطلق سراحي
فقد أضناني أسرك
فك قيدي
دعني أسترد أنفاسي
أسترجع روحي
ريفية ابتهاجي ـ شعر : تسنيم عياش
تراكم غبار الملل في جوّي، و ما العمل؟
أمِنْ شيءٍ جديدٍ يُفْتَعل؟
لنملأ الدلاء أملاً و ننظف بها البيت؟
ذرات الإحباط تشنّجه، أما له من زيت؟!
لنجرّب العدو خيولاً في فناء الدار،
لنعيد بناء ما عاث فيه الضجر من دمار.
لنبتسم مع إحناء الرأس قليلاً لليمين،
لنجرّب ترك العقل ليبدع في مدرسة المجانين.
لنقبّل هذا الدّرْج، لنمازح الجدار،
عشتار .. والمطر الأخضر ـ شعر : د . لطفي زغلول
كيفَ أُناجِيكِ .. بِأَيةِ لُغَةٍ ..
أَرْوِي تَغْرِيبةَ شِعْرِي
أَخْشَى أَنْ تَسْرِقَ مِنْ سِرَّي ..
يَوماً سِرِّي ..
نَجماتٌ تَرصدُنِي .. تَترَبَّصُ بِي
وَتبُوحُ بِهِ فِي نَزْوَةِ شَبَقٍ لِلأَقمِارْ
أَخْشَى أَنْ أَصحُو فِي عَينَيكِ ..
وَقَد أَصبَحتُ غَريبَ الدارْ
آهٍ عَشْتَارْ ..
أَنَا تَارِيخٌ حَطَّ التَّارِيخُ ..
مرافىء في ذهن الندى ! ـ شعر : سامي العامري
سحَرتْ طريقي
بالحُسنِ
والوردِ المُنَمَّشِ بالرحيقِ !
وأتتْ تطالبني بميراث الهوى
فمنحتُها قلبي
وما في القلب من عدوى بريقِ !
*-*
لستُ بحاجة إلى رؤية العالم
لأعرفَ أنني زائل
هدية ـ شعر : فوزية العلوي
عطري
وشالي
وخاتمي
وما يليق بخاطري
من كحل ليلته الفريده.
وأصابع التّوت التي أجّلتها عمرينْ
وردٌ كلون الشّهد
صهر النّوى بتلاته
سأدسّه
بين انهمار القلب
ودهشتي إذ ألتقيه...