هنالك خلف التلال النائية
ريم تعدو إلى ظلال الأمان
يعدو خلفها غي السنين
يقايض لعنة الشتات
بأطلال من حكموا بخرافة الصولجان
وسماء الغدر مكفهرة بذعر مازن
يتهاطل أزيزا
يتفصد وجعا في جبين الشَوادن
يمتشق من دمع الثاكلات كفنا
ليزف الشهداء إلى موكب الغفران
……….
حـذاء – شعر : عبد العالي دمياني
الحذاء الذي عبرتُ به الليل حتى العواء الأخير
كان من أحرف كالفراشات وأعقاب سجائر
دعسها شاعرٌ
في طريقه الملكي إلى الجحيم
الحذاء ذاك
ظل في انتظاري
قرب نار
أوقدتها يد الريح
في قلب حجر قديم.
البيضاء ..مدينة القبس – شعر : عبد العزيز أمزيان
صباح الخير
يامدينة حطت أوارها في رحلي !
يامنارة أطلقت شعل الروح
في خطو الشمس
و أوقدت فتيل الشمع
في رحى الطين !
ها مباهجك ترقص في صدغي
طلقة، مثل الريح .
ها عثراتي فيك ، تتلوى
تترنح في مسيرك .
أخدش وجه مركبي في عاصفة الرماد
موشحات برلينية - موشح الثلج - (*) – شعر : سامي العامري
نجيُّكِ يخشى مِن جفاكِ تَعَلُّقا
ومن زعلٍ بالزيزفون يخاطرُ
يفتشُ عن [ صوت السهارى ] مُحَلَِّقا
كأنْ فرحةُ الماضين حزنٌ مُعاصِرُ !
يقول : حنانيك ممّا بدا ليْ
فأمسى يقلِّبُ حالاً بحالِ
رماها بسهم الهوى كهلالِ
فعاد إليه مدىً من وبالِ !
وساحلَها عانقتُ إذْ كان مُغرِِقا
كأنّها أزْرَقْ.. – شعر : رامي ياسين
تأتي..
ظلّاً واحداً في بقعةِ الشّارعِ الضيّقِ
ولا أحد..
لا عبارات على الجدران لا آثار ظلالٍ
لا صوتَ نباحٍ ولا جَرَسْ..
وحدها في غربةِ الشّارعِ العتيقِ
تأتي..
كالريحِ دواءً للرّوحِ
زنداً إضافياً للمنجلِ
ونَفَسْ..
وتأتي..
مولد الأنثى – شعر : عبد الله بودراري
ما ذنبها ؟
غلّفتموها كما شئتم
في تخاريفكم
جمّدتموها في أصقاعكم
هل تقتنى كالناقة في عكاظ؟
قد تنتهي أحلامها في سواد
ـ هل حبل الشيطان هي؟
أم وثنية الاعتقاد إن قاومت
مزماركم يغتال بُعد الحياة...
في موجكم سوط الحداد
ترمون بالغربال شعر القمر.
عَشيّة ُالميلادِ في غزة -شعر : حسن ابراهيم سمعون
بعشيـّةِ الميلادِ ثـلج ٌ
لا يُغايـرُ صَمتـَه ُ
إلا لهاثُ أيائل ٍ
ورنينُ أجراس ٍ
يـَزفّ ُ قدومَ طـَيفِ الأرجـوانْ
وبكيسهِ أحلامُ أطفال ٍ
تـُمايـزُحُـمْـرة َالثــّوبَ المُغايـر ِ...
صفحة َالثــّلج ِالمُـعـَلــّق ِفي عُـيون ٍ
بالمَـداخن ِوالــدُّخانْ
تـتناولُ السرّ المقدّسَ...
تـقرأ ُالقرآنَ في قـُـدّاسها
ربيع النخوة – شعر : عبد الله بودراري
وجع ما في داخلي همهم
غضب على ناصية لساني تمتم
شبق من أقاصي الولع
يحاصر الفزع
يغازل الصمت والورع
يشتم البقاء في الركوع
يقطع أشلاء طوق الخنوع
يذيب قيود الكلاب والجوع والمتاريس
وألوان الكوابيس في ليالي المتاعيس.
قال : لا تخف ، إنّ الحياة معنا
ارتفعت مع النشوة
ممعنا في الهيام - شعر : محمد رحو
أنا الوفي لبئر العشاق
أنا المدمن كأس الأعماق
أنا المبحر في يمك الخرافي
هل يرضيك أن أطمر اعترافي!؟
منذ انفتحت عيني الثالثة
على شظايا مرآة الكارثة
ألفيتني أذهب في اتجاهك
ليهب اتجاهي
إعصار حقدهم المختمر!
أنت المضيئة سماء قلبي
أنت الجريئة على كنس الإشاعة
منبت الأهازيج – شعر : عبد العزيز أمزيان
أيتها الأرض في دمي !
اوقدي مشاعل النار في صرخاتي
اتركي شرارة الجمر،ترتج في خطوي
كي لا أرى وجوها، تنكرني
تسحقني تحت رماد التبن
وتعلن موتي في مرثية الدفن المؤجل
كي لا أحمل صعقاتي، ﺇلى متارس الليل
أرمم الجرح، وأفيون السقوط
في مهاوي التيه.
أيتها الأرض ! تزلزلي في نوحي
كصفير قطار
الهزار الحزين – شعر : أحمد السبكي
للطائر الحزين
في ظل الزيزفون
ألف سؤال.
صمت المقهور دهرا
ونبس بعد طول انتظار
أتريد جوابا
أم يكفيك هم السؤال
ثار الهزار وطار
نشر الريش الفضي وقال
مؤلم حقا بؤس الحقول
مؤسف طبعا قمع العقول
امكثوا كأنّي آنستُ ضوءا – شعر : سيف الدّين العلوي
ضوءٌ في رأسي ينقُرُ ناقوسَ التنبيهْ
أنّ الدّنيا يغْمُرُها عَمَهٌ وظلامٌ فــظُّ
و العالمُ تحكمُه الأصنامُ
وبعضُ الأقزامْ
واللاّطةُ
والثوريّون المشبوهون
و الكلِمُ العسليُّ،
فــيكتظُّ ..
ويُـنبّهُني اللّيلُ الدّاجي وسُجوُّ العتْـمةِ
أنّ لها في المعجمِ ضِدّا
يا اسما بلا مسمى – شعر : محمد المهدي
باسمك يُدان الزمان..
ويجثو على رُكبتيه المكان،
وتُـنصب للساعات المقصلـة .
باسمك يجري الماء ضد التيّار..
وتشرق الشمس غربـا،
وباسمك تسير الغيمات مُشبعة بروح المطـر..
يا فريد كل زمان،أنت يا قمر!
يا عطاء كل الأمم، أنت يا بشـر ! !
دعني أصنع لك اسما من بقايا النجوم،
وأرسم لك وجها من ثنايا الهمـوم .
مُرني أفرش لك الأرض بساطا سرمديا ،
رائحــة الخبـــز – شعر : سعيد الوائلي
الى كل الغرباء... في الوطن الام ام ... في المنافي !
عند مفترق الخد ّين
وهج النبال،
وفي ظل شعاع الليل...
خرائب شيخوختنا
تلّوّح،
كعقرب ساعة بال ٍ !
آلهة
المعبد الابيض
يجوبون خلجان عوراء،
أوراق متناثرة –شعر : عبد العزيز أمزيان
على مشارف الطريق ، جهة انحدارالنهر
ثمة أوراق تتناثر
كندف.
ثمة وجوه على أمواج أثير السفر
تتهادى
كنشيد.
تعانق، في مدى انبساط الريح
سهوم الروح .
تحضن في منتهى امتداد البصر
شرود الفكر.
ثمة ذكريات تتراقص
حاضر من شهيق – شعر : سامي العامري
لكي تعرفَ ما يحسُّ به الآخرُ
ضَعْ نفسك مكانَهُ
ولكي تعرف ما يحسُّهُ الطائر
كُنْ ذلك الطائر
ولكي تعرف ما هو الشجر كُنْ ذلك الشجر
ولكي تعرف ما في داخل الحَجَر
كُنْ حَجَراً !
***
الحياة شجرةٌ شاهقة
غيوم الورد - شعر : عبد العزيز أمزيان
كيف لي أن أسكن وطنا من صفصاف؟
أن أعير يدي للآتي من ظلمة الأنفاق؟
أن أحفظ طين جسدي في المراسي
تفجر، فليس هناك متسع للرحيل..
تسامى، فليس هناك وقت للسفر..
تدافع،فليس هناك مرفأ للظلال..
هذه مراثيك !. فافتح صدرك للريح..
اترك الغمام يرقص في نحرك
كما هدير بحر يجلجل في صقيع السحر
وامش بعيدا إلى دروبك الأولى
إلى صفاء ينعس على نهر الحلم
أصيلة – شعر : نَسِيمَة الرَّاوِي
أَحْمِلُ نَعْشَ الْمَدِينَةِ
عَلَى كَتِفِ الْقَلْبِ
كَيْ لاَ يُفَكِّرَ الْبَحْرُ
فِي دَفْنِهَا تَحْتَ جِلْدِهِ
أَحْمِلُ نَعْشَ مَدِينَةٍ
تَغْتَسِلُ بِالْبَحْرِ
وَبِرِيحٍ تَنْفُضُ عَنْهَا الْمِلْحَ
مَدِينَةٌ تَقِفُ عَلَى رُؤُوسِ الأَصَابِعِ
لِتُطِلَّ عَلَى مَرْكَبٍ بِمِينَاءٍ
رادس – شعر : سُوف عبيد
تنوء النّوارس
بين أخضر وأزرق
التّين والياسمين
بياض الملح
نوّارة الجرح
رادس
من يَمن جئنا ومن أندلس
حسّان الفاتح يصنع الفلك
من مصر إلى ـ المليان ـ
مجراها ومرساها